محمد ابو الياس
25-11-2012, 13:04
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي رفع عرش القلوب على اعمدة الرشد والتوفيق، وزين سمائها بمواهب الصدق والتصديق، وجعل فيها مصابيح فهذي المريد الى منهاج الخير وسواء الطريق،
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نور بصيرة أهل الكواشف والتدقيق، ولسان اهل العلوم والاٍشارات والتحقيق.
حدد الله تعالى في كتابه العزيز من هم أولياءه فقال: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم).
كما شرح الحق تعالى مكانة الولي عنده والطريق إلى الولاية في الحديث القدسي:
(إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته) صحيح البخاري عن أبي هريرة وقال السيوطي: صحيح.
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن من موجبات ولاية الله ثلاثاً: إذا رأى حقاً من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل الصالح في العلانية على قوام من عمله في السريرة، وهو يجمع مع ما يعجل صلاح ما يأمل). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهكذا ولي الله وعقد وثلاثين). رواه الطبراني في الأوسط.
قال الإمام المناوي في شرح الجامع الصغير: (أولياء اللّه) أي الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة (الذين إذا رؤوا ذكر اللّه) برؤيتهم يعني أن عليهم من اللّه سيما ظاهرة تذكر بذكره فإن رؤوا ذكر الخير برؤيتهم وإن حضروا حضر الذكر معهم وإن نطقوا بالذكر فهم يتقلبون فيه كيفما حلِّوا فمن كان بين يدي ربه وآخرته فإنما يفتتح إذا لقيك بذكره ومن كان أسير نفسه ودنياه فإنما يفتتح إذا لقيك بدنيا فكل يحدثك عما يطلع قلبه فتنبه.
(الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من أولياء اللّه؟ فذكره وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجاً لأشهر من الحكيم ولا أعلى وهو عجب فقد رواه البزار عن ابن عباس رواه عن شيخه علي بن حرب الرازي قال الهيثمي: لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا انتهى ورواه أبو نعيم في الحلية من حديث ابن أبي وقاص.
(ألا إن أولياء الله المصلون، ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله على عباده، ويصوم رمضان، ويحتسب صومه، حتى يرى أنه عليه حق، ويؤتي زكاة ماله طيبة بها نفسه يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها)، قيل يا رسول الله: كم الكبائر؟ (قال هي تسع: أعظمهن الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا، لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه وسلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب.)
(طب هق ك) عن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه. كنز العمال.
أخرج الطبراني في معجمه أن عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يبكيك يا معاذ قال يبكيني شيء سمعته من صاحب هذا القبر. قال وما هو؟ قال سمعته يقول (إن يسيرا من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بادأ الله بالمحاربة إن الله عز وجل يحب الأخفياء الأتقياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة).
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: (يُذكر الله بذكره).
رواه الطبراني ورجاله ثقات. كنز العمال.
(أولياء الله من خلقه أهل الجوع والعطش، فمن آذاهم انتقم الله منه وهتك ستره وحرم عليه عيشه من جنته).
ابن النجار عن ابن عباس. كنز العمال.
قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: حدثنا عمرو بن أبي عمرو قال: حدثنا أبو همام الدلال عن إبراهيم بن طهمان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أتاه جبريل عليه السلام، فبينا هو عنده إذ أقبل أبو ذر فنظر إليه جبريل، فقال هو أبو ذر، قال فقلت: (يا أمين الله وتعرفون أنتم أبا ذر؟) قال: نعم، والذي بعثك بالحق إن أبا ذر أعرف في أهل السماء منه في أهل الأرض، وإنما ذلك لدعاء يدعو به كل يوم مرتين، وقد تعجبت الملائكة منه، فادع به فاسأله عن دعائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين؟) قال: نعم فداك أبي وأمي، ما سمعته من بشر، وإنما هو عشرة أحرف ألهمني ربي إلهاما، وأنا أدعو به كل يوم مرتين، أستقبل القبلة فأسبح مليا وأهلله مليا، وأحمده وأكبره مليا، ثم أدعو بتلك عشر كلمات: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى على الناس.
قال جبريل: يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا، لا يدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر وعدد تراب الأرض ولا يلقى أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت له الجنان، واستغفر له الملكان، وفتحت له أبواب الجنة ونادت الملائكة: يا ولي الله ادخل أي باب شئت.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسلم فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح وجهه عن التراب ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال يوم القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة(.
ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج.
قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله فقال: أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تنصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس وهم لا يفزعون ويخاف الناس وهم لا يخافون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فقيل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال (هم المتحابون في الله تعالى(
أخرجه أحمد والحاكم في حديث طويل: أن أبا إدريس قال: قلت والله إني لأحبك في الله قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن المتحابين بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وهو عند الترمذي من رواية أبي مسلم الخولاني عن معاذ بلفظ (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) قال حديث حسن صحيح، ولأحمد من حديث أبي مالك الأشعري (إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله... الحديث) وفيه (تحابوا في الله وتصافوا به يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فتجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
أخرج أبو داود أن عُمَرَ بنَ الْخَطّابِ قالَ قالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاساً مَا هُمْ بِأنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاءُ وَالشّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله.) قالُوا: يَارَسُولَ الله تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا فَوَالله إنّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإنّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إذَا خَافَ النّاسُ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النّاسُ) وَقَرَأَ هَذِهِ الاَيَةَ: (ألاَ إنّ أوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
(أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا، أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله عزو جل، هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم يتصل بهم أرحام متقاربون، متحابون بجلال الله وتصافوا فيه وتزاوروا فيه وتباذلوا فيه يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها وإن ثيابهم لنور وجوههم نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يفزعون إذا فزع الناس، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .(حم (أخرجه أحمد في مسنده (5/343). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/276 و 277) ورجاله ثقات. ب) وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والحكيم وابن عساكر عن أبي مالك الأشعري). كنز العمال.
من هو ولي الله بمصطلحات كلامنا الدارج الآن:
هو من تولى الله في بدايته بالطاعة فتولاه الله بعد ذلك في كل أموره وأحواله (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه). أي بالمصطلح القديم؛ أنه لم يعد للعبد إرادة أو رغبه مع سيده؛ فمحا الله صفاته بصفاته, ومحا أسماءه بأسمائه, ومحا أفعاله بأفعاله.
أي أنه أصبح موظفا مطيعا عند الله ينفذ إرادة سيده ومراداته. يعلم علم اليقين أنه لا حول ولا قوة له إلا بسيده.
كرامات الأولياء وفضلهم:
قال اللَّه تعالى (يونس 62، 64): (ألا إن أولياء اللَّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات اللَّه؛ ذلك هو الفوز العظيم).
وقال تعالى (مريم 25، 26): (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا) الآية.
وقال تعالى (آل عمران 37): (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أني لك هذا؟ قالت هو من عند اللَّه؛ إن اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب).
وقال تعالى (الكهف 16، 17): (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا اللَّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيِّء لكم من أمركم مرفقاً، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) الآية.
فكما ترى, أن كرامات الأولياء ثابتة بنص القرآن الكريم. ولم تحدث لهم إلا بفضل اتباعهم لأنبيائهم. فإنكار الكرامات يحرم العبد من فضل عظيم كما قال الإمام ابن عطاء الله السكندري, وينصح من لا يقبل عقله حدوثها ألا ينكرها حتى لا يحرم من الفضل.
فإن إنكارها ينتج من أمرين في النفس:
الكبر؛ وهو كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (بطر الحق وغمط الناس).
الحسد؛ وهو تمني زوال النعمة عمن هي عنده.
وكلاهما يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في موقف عسير مع الله.
فإياك أن تقع في أولياء الله فيعلن الله الحرب عليك, أو يتملكك الكبر أكثر فتخطيء في أنبياءه ولك أن تتخيل مدى غضب الجليل, سبحانه وتعالى عما يصفون, لأنبيائه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي رفع عرش القلوب على اعمدة الرشد والتوفيق، وزين سمائها بمواهب الصدق والتصديق، وجعل فيها مصابيح فهذي المريد الى منهاج الخير وسواء الطريق،
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نور بصيرة أهل الكواشف والتدقيق، ولسان اهل العلوم والاٍشارات والتحقيق.
حدد الله تعالى في كتابه العزيز من هم أولياءه فقال: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم).
كما شرح الحق تعالى مكانة الولي عنده والطريق إلى الولاية في الحديث القدسي:
(إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته) صحيح البخاري عن أبي هريرة وقال السيوطي: صحيح.
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن من موجبات ولاية الله ثلاثاً: إذا رأى حقاً من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل الصالح في العلانية على قوام من عمله في السريرة، وهو يجمع مع ما يعجل صلاح ما يأمل). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهكذا ولي الله وعقد وثلاثين). رواه الطبراني في الأوسط.
قال الإمام المناوي في شرح الجامع الصغير: (أولياء اللّه) أي الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة (الذين إذا رؤوا ذكر اللّه) برؤيتهم يعني أن عليهم من اللّه سيما ظاهرة تذكر بذكره فإن رؤوا ذكر الخير برؤيتهم وإن حضروا حضر الذكر معهم وإن نطقوا بالذكر فهم يتقلبون فيه كيفما حلِّوا فمن كان بين يدي ربه وآخرته فإنما يفتتح إذا لقيك بذكره ومن كان أسير نفسه ودنياه فإنما يفتتح إذا لقيك بدنيا فكل يحدثك عما يطلع قلبه فتنبه.
(الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس) قال: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من أولياء اللّه؟ فذكره وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجاً لأشهر من الحكيم ولا أعلى وهو عجب فقد رواه البزار عن ابن عباس رواه عن شيخه علي بن حرب الرازي قال الهيثمي: لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا انتهى ورواه أبو نعيم في الحلية من حديث ابن أبي وقاص.
(ألا إن أولياء الله المصلون، ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله على عباده، ويصوم رمضان، ويحتسب صومه، حتى يرى أنه عليه حق، ويؤتي زكاة ماله طيبة بها نفسه يحتسبها، ويجتنب الكبائر التي نهى الله عنها)، قيل يا رسول الله: كم الكبائر؟ (قال هي تسع: أعظمهن الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة والسحر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا، لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر، ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه وسلم في بحبوحة جنة أبوابها مصاريع الذهب.)
(طب هق ك) عن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه. كنز العمال.
أخرج الطبراني في معجمه أن عمر بن الخطاب خرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يبكيك يا معاذ قال يبكيني شيء سمعته من صاحب هذا القبر. قال وما هو؟ قال سمعته يقول (إن يسيرا من الرياء شرك ومن عادى أولياء الله فقد بادأ الله بالمحاربة إن الله عز وجل يحب الأخفياء الأتقياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة).
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: (يُذكر الله بذكره).
رواه الطبراني ورجاله ثقات. كنز العمال.
(أولياء الله من خلقه أهل الجوع والعطش، فمن آذاهم انتقم الله منه وهتك ستره وحرم عليه عيشه من جنته).
ابن النجار عن ابن عباس. كنز العمال.
قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول: حدثنا عمرو بن أبي عمرو قال: حدثنا أبو همام الدلال عن إبراهيم بن طهمان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه أتاه جبريل عليه السلام، فبينا هو عنده إذ أقبل أبو ذر فنظر إليه جبريل، فقال هو أبو ذر، قال فقلت: (يا أمين الله وتعرفون أنتم أبا ذر؟) قال: نعم، والذي بعثك بالحق إن أبا ذر أعرف في أهل السماء منه في أهل الأرض، وإنما ذلك لدعاء يدعو به كل يوم مرتين، وقد تعجبت الملائكة منه، فادع به فاسأله عن دعائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين؟) قال: نعم فداك أبي وأمي، ما سمعته من بشر، وإنما هو عشرة أحرف ألهمني ربي إلهاما، وأنا أدعو به كل يوم مرتين، أستقبل القبلة فأسبح مليا وأهلله مليا، وأحمده وأكبره مليا، ثم أدعو بتلك عشر كلمات: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى على الناس.
قال جبريل: يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا، لا يدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت له ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر وعدد تراب الأرض ولا يلقى أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت له الجنان، واستغفر له الملكان، وفتحت له أبواب الجنة ونادت الملائكة: يا ولي الله ادخل أي باب شئت.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل المسلم فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح وجهه عن التراب ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ثم ينثني عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال يوم القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة(.
ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج.
قال أبو إدريس الخولاني لمعاذ: إني أحبك في الله فقال: أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (تنصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس وهم لا يفزعون ويخاف الناس وهم لا يخافون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فقيل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال (هم المتحابون في الله تعالى(
أخرجه أحمد والحاكم في حديث طويل: أن أبا إدريس قال: قلت والله إني لأحبك في الله قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن المتحابين بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وهو عند الترمذي من رواية أبي مسلم الخولاني عن معاذ بلفظ (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) قال حديث حسن صحيح، ولأحمد من حديث أبي مالك الأشعري (إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله... الحديث) وفيه (تحابوا في الله وتصافوا به يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فتجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله الذي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
أخرج أبو داود أن عُمَرَ بنَ الْخَطّابِ قالَ قالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّ مِنْ عِبَادِ الله لأُنَاساً مَا هُمْ بِأنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُم الأَنْبِيَاءُ وَالشّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله.) قالُوا: يَارَسُولَ الله تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قالَ: (هُمْ قَوْمٌ تَحَابّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أرْحَامٍ بَيْنَهُمْ وَلاَ أمْوَالٍ يَتَعَاطُونَهَا فَوَالله إنّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ وَإنّهُمْ لَعَلَى نُورٍ، لاَ يَخَافُونَ إذَا خَافَ النّاسُ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النّاسُ) وَقَرَأَ هَذِهِ الاَيَةَ: (ألاَ إنّ أوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
(أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا، أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله عزو جل، هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل، لم يتصل بهم أرحام متقاربون، متحابون بجلال الله وتصافوا فيه وتزاوروا فيه وتباذلوا فيه يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها وإن ثيابهم لنور وجوههم نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يفزعون إذا فزع الناس، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .(حم (أخرجه أحمد في مسنده (5/343). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/276 و 277) ورجاله ثقات. ب) وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والحكيم وابن عساكر عن أبي مالك الأشعري). كنز العمال.
من هو ولي الله بمصطلحات كلامنا الدارج الآن:
هو من تولى الله في بدايته بالطاعة فتولاه الله بعد ذلك في كل أموره وأحواله (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه). أي بالمصطلح القديم؛ أنه لم يعد للعبد إرادة أو رغبه مع سيده؛ فمحا الله صفاته بصفاته, ومحا أسماءه بأسمائه, ومحا أفعاله بأفعاله.
أي أنه أصبح موظفا مطيعا عند الله ينفذ إرادة سيده ومراداته. يعلم علم اليقين أنه لا حول ولا قوة له إلا بسيده.
كرامات الأولياء وفضلهم:
قال اللَّه تعالى (يونس 62، 64): (ألا إن أولياء اللَّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا تبديل لكلمات اللَّه؛ ذلك هو الفوز العظيم).
وقال تعالى (مريم 25، 26): (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا) الآية.
وقال تعالى (آل عمران 37): (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً، قال: يا مريم أني لك هذا؟ قالت هو من عند اللَّه؛ إن اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب).
وقال تعالى (الكهف 16، 17): (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا اللَّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيِّء لكم من أمركم مرفقاً، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) الآية.
فكما ترى, أن كرامات الأولياء ثابتة بنص القرآن الكريم. ولم تحدث لهم إلا بفضل اتباعهم لأنبيائهم. فإنكار الكرامات يحرم العبد من فضل عظيم كما قال الإمام ابن عطاء الله السكندري, وينصح من لا يقبل عقله حدوثها ألا ينكرها حتى لا يحرم من الفضل.
فإن إنكارها ينتج من أمرين في النفس:
الكبر؛ وهو كما أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم (بطر الحق وغمط الناس).
الحسد؛ وهو تمني زوال النعمة عمن هي عنده.
وكلاهما يؤدي بصاحبه إلى الوقوع في موقف عسير مع الله.
فإياك أن تقع في أولياء الله فيعلن الله الحرب عليك, أو يتملكك الكبر أكثر فتخطيء في أنبياءه ولك أن تتخيل مدى غضب الجليل, سبحانه وتعالى عما يصفون, لأنبيائه.