محمد ابو الياس
13-11-2012, 19:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي رفع عرش القلوب على اعمدة الرشد والتوفيق، وزين سمائها بمواهب الصدق والتصديق، وجعل فيها مصابيح فهذي المريد الى منهاج الخير وسواء الطريق،
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نور بصيرة أهل الكواشف والتدقيق، ولسان اهل العلوم والاٍشارات والتحقيق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربُ أعناقكم وتضربوا أعناقهم، قالوا: بلى يارسول الله قال: ذكر الله. رواه الترمذي وغيره.
وقال تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. {الأحزاب:35 }.
فمن أراد أن يكون من الذاكرين الله كثيرا فعليه أن يقتدي في ذلك بنبينا صلى الله عليه وسلم فكان يذكر الله في كل أحيانه وعلى كل أحواله، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أحيانه. وعليه أن يكون لسانه رطبا بذكر الله وقلبه عامرا بتعظيمه وإجلاله. فقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل. رواه الترمذي وغيره .
ما أعظم وأجمل قولك يا ربنا في كتابك: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) ) (العنكبوت/ 45)، وما أعظم وأجمل قولك يا حبيب الله يا محمّد: \"مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت\".
فالحمد لله الذي جعل للعباد منحة وهدية هي في حقيقتها حياة للقلوب وصلاح للنفوس وصفاء للأذهان (ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ القُلُوبُ) (الرعد/ 28 )
المهمة العظمى:
إنّ ذكر الله تعالى هو المهمة العظمى التي خَلَقَنا الله من أجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56)، وهو الناموس الذي يسير الكون على نسقه ومقتضاه؛ ليكون العبد قانتاً خاشعاً لله مسلماً مستسلماً ساجداً ومسبّحاً
توظيفها:
وعباد الله مطالبون بالحتمية بتوظيف المهمة العظيمة للعبادة، فالذكر حياة الروح، وإنّما تتربى الروح بحسن ذكرها لله وكثرته لله وتعبّدها له بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء.
فالذكر يربي الروح فتصفو النفس ويرقّ القلب، ويتربّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه. فتكون الثمرة عبداً ربّانياً راقياً رحمانياً.
:ثمار ذكر الله
إنّ كثرة الذكر لله تعالى بشتى صوره من تسبيح وتحميد وثناء واستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن. وغير ذلك، لابدّ أن تؤتي ثمارها في سائر الأمور والأحوال.
فهي تزيد الإيمان (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال/ 2). وإذا زاد الإيمان ظهرت بالتبعية آثاره الواضحة على النفس في: معتقدات صحيحة، وأفهام سليمة، وأخلاق سامية، ومواقف متزنة ربّانية معتدلة، ونشاط نافع، وعلم صالح، وصلاح عام
فالإسلام دين عظيم يتمتع بشمول وجمال في كل جوانبه
ذكر الله لا يكلف المرء وقتاً ولا جهداً . وذكر الله لا وقت له ، فأنت تستطيع أن تذكره ليلا أو نهارا . وهو عبادة من أيسر العبادات .
وذكر الله عبادة يحبها الله حبا كثيرا . ويعطى عليها من الأجر ما لا يعطى على غيرها
تستطيع أن تؤديها وأنت فى إشارة مرور أو فى النادى أو فى العمل أو وأنت تسترخى ساعة القيلولة
وشرط هذه العبادة أن تؤدى بكثرة
لماذا ارتبطت هذه العبادة بالكثرة؟
لا تجد آية تحدثت عن الذكر إلا وجاء بعده كثيراً. فالذكر هو ذكر الله . وهى فى معناها ضد النسيان وأنت لا بد أن تظل تذكر الله كثيراً
يقول الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ، لعلكم تفلحون.
لا فلاح إلا بذكر الله كثيرا ، ولن تستقيم فى قيام الليل وفى الإحسان والتواضع وفى الحياء وغض البصر إلا بذكر الله كثيرا
يقول الله تبارك وتعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
و يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا
ويقول الله تبارك وتعالى : لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
ويقول الله تبارك وتعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
وأفضلنا هو أكثرنا ذكرا لله تبارك وتعالى . ولهذا فإن الله حين عاب على المنافقين قال عنهم: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً
هم يذكرون الله فقط حين تحدث لهم حادثة . ما المانع فى أن يذكر الطالب الله فى المسافة بين بيته وبين الجامعة ؟.. وما المانع فى أن يذكر امرء الله فى إشارة المرور وهو متوجه إلى عمله ؟ .. ما المانع فى أن تذكر الفتاة الله وهى متوجهة إلى فراشها ليلا لمدة خمس دقائق ؟ .. أنا لا أقول اذكر الله فى أصل وقتك ، ولكن أقول لك اذكره فى وقت فراغك ، هل هناك عبادة أسهل من ذلك ؟
فضل الذكر
ما هو فضل أن نذكر الله ؟
يقول الله تبارك وتعالى : ( فاذكرونى أذكركم )بهذه البساطة ، القرب من الله سهل . اذكرونى أذكركم بفضلى . أذكركم فى الملأ الأعلى يقول الله سبحانه وتعالى : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الذين يعانون من أمراض نفسية ، ويترددون على العيادات النفسية ، هؤلاء وصوا إلى ذلك بعدم ذكر الله . من بعدهم عن الله . والذين يخافون من الجن والشياطين ، اين هم من ذكر الله؟
الذين روعتهم الحرب وأفقدتهم الأغراء من الأهل والولد ، لا ملاذ لهم ولا اطمئنان إلا بذكر الله . ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والذين يعانون من حالة اقتصادية صعبة .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب
عندنا السلاح الذى ينجينا من الهم ، سلاح الذكر وسلاح الدعاء فلنسلط على مخاوفنا هذين السلاحين أى خوف تعانى منه أطلق عليه سهم الذكر وسهم الدعاء ينجى. يقول الله سبحانه وتعالى: ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربى لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
يقول الله تبارك وتعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
ختام كل العبادات
إياك أن تغفل عن ذكر الله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون). ولذلك فإن الله يجعل ختام العبادات الكبيرة الذكر. الصلاة بعدها ذكر. والحج (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله). فالحافظ للعبادة هو الذكر . فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
كذلك عبادة الصلاة: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا على جنوبكم ). وأيضا صلاة الجمعة : (وإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون). بل يجعل الله تبارك وتعالى هدف معظم العبادات هو الذكر. وأقم الصلاة
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحى والميت "
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحى والميت". البيوت التى تعانى من مشاكل زوجية، والرجال والنساء الذين فى شجار زوجى دائم، بيوتهم تعانى الخراب ويتهددها الخراب لعدم ذكر الله فيها
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: وقد جاءه رجل يقول يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت على فدلنى على عمل واحد أتشبث به فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله
جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أى الإسلام أفضل. أى العمل أفضل. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أن تموت ولسانك رطبا بذكر الله
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قال الصحابة بلى يا رسول الله قال ذكر الله تعالى
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: لايقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.
يقول الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى: "أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى. وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه". أى فى ملأ الأنبياء والملائكة. يباهى الله سبحانه بنا الملائكة الآن
خرج النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه يوما مسرعا فقال: ما أجلسكم؟ . فقالوا: جلسنا نذكر الله يا رسول الله. قال: الله ما أجلسكم إلا هذا؟ قالوا: أ الله ما أجلسنا إلا هذا. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: إنى لم أسألكم تهمة لكم ولكن بلغنى أن الله يباهى بكم ملائكته
حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "سبق المفردون قالوا: ما المفردون يا رسول الله؟
قال: الذاكرين الله كثيرا والذاكرات". وقد وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بالمفردين لأنهم تفردوا وتميزوا
تقول السيدة عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله فى كل أحواله
سيدنا سليمان كما يروى فى الأثر يمر بموكبه وجنوده، فإذا فلاح بسيط يحرث فى أرضه، فقال: لقد أصبح ملك سليمان عظيما، فنظر إليه سليمان وقال: يا رجل والله لتسبيحة فى صحيفة المؤمن خير مما أعطى سليمان وأهله. فإن ما أعطى سليمان يزول والتسبيحة تبقى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وانا ادعوكم الى ترطيب اللسان بذكر الله ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والشاكرين الله على نعمه لنا وعلينا وفينا.
الحمد لله الذي رفع عرش القلوب على اعمدة الرشد والتوفيق، وزين سمائها بمواهب الصدق والتصديق، وجعل فيها مصابيح فهذي المريد الى منهاج الخير وسواء الطريق،
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد نور بصيرة أهل الكواشف والتدقيق، ولسان اهل العلوم والاٍشارات والتحقيق.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربُ أعناقكم وتضربوا أعناقهم، قالوا: بلى يارسول الله قال: ذكر الله. رواه الترمذي وغيره.
وقال تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. {الأحزاب:35 }.
فمن أراد أن يكون من الذاكرين الله كثيرا فعليه أن يقتدي في ذلك بنبينا صلى الله عليه وسلم فكان يذكر الله في كل أحيانه وعلى كل أحواله، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أحيانه. وعليه أن يكون لسانه رطبا بذكر الله وقلبه عامرا بتعظيمه وإجلاله. فقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع؟ قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل. رواه الترمذي وغيره .
ما أعظم وأجمل قولك يا ربنا في كتابك: (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) ) (العنكبوت/ 45)، وما أعظم وأجمل قولك يا حبيب الله يا محمّد: \"مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت\".
فالحمد لله الذي جعل للعباد منحة وهدية هي في حقيقتها حياة للقلوب وصلاح للنفوس وصفاء للأذهان (ألا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُ القُلُوبُ) (الرعد/ 28 )
المهمة العظمى:
إنّ ذكر الله تعالى هو المهمة العظمى التي خَلَقَنا الله من أجلها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات/ 56)، وهو الناموس الذي يسير الكون على نسقه ومقتضاه؛ ليكون العبد قانتاً خاشعاً لله مسلماً مستسلماً ساجداً ومسبّحاً
توظيفها:
وعباد الله مطالبون بالحتمية بتوظيف المهمة العظيمة للعبادة، فالذكر حياة الروح، وإنّما تتربى الروح بحسن ذكرها لله وكثرته لله وتعبّدها له بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء.
فالذكر يربي الروح فتصفو النفس ويرقّ القلب، ويتربّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه. فتكون الثمرة عبداً ربّانياً راقياً رحمانياً.
:ثمار ذكر الله
إنّ كثرة الذكر لله تعالى بشتى صوره من تسبيح وتحميد وثناء واستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن. وغير ذلك، لابدّ أن تؤتي ثمارها في سائر الأمور والأحوال.
فهي تزيد الإيمان (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال/ 2). وإذا زاد الإيمان ظهرت بالتبعية آثاره الواضحة على النفس في: معتقدات صحيحة، وأفهام سليمة، وأخلاق سامية، ومواقف متزنة ربّانية معتدلة، ونشاط نافع، وعلم صالح، وصلاح عام
فالإسلام دين عظيم يتمتع بشمول وجمال في كل جوانبه
ذكر الله لا يكلف المرء وقتاً ولا جهداً . وذكر الله لا وقت له ، فأنت تستطيع أن تذكره ليلا أو نهارا . وهو عبادة من أيسر العبادات .
وذكر الله عبادة يحبها الله حبا كثيرا . ويعطى عليها من الأجر ما لا يعطى على غيرها
تستطيع أن تؤديها وأنت فى إشارة مرور أو فى النادى أو فى العمل أو وأنت تسترخى ساعة القيلولة
وشرط هذه العبادة أن تؤدى بكثرة
لماذا ارتبطت هذه العبادة بالكثرة؟
لا تجد آية تحدثت عن الذكر إلا وجاء بعده كثيراً. فالذكر هو ذكر الله . وهى فى معناها ضد النسيان وأنت لا بد أن تظل تذكر الله كثيراً
يقول الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا ، لعلكم تفلحون.
لا فلاح إلا بذكر الله كثيرا ، ولن تستقيم فى قيام الليل وفى الإحسان والتواضع وفى الحياء وغض البصر إلا بذكر الله كثيرا
يقول الله تبارك وتعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما.
و يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا
ويقول الله تبارك وتعالى : لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا
ويقول الله تبارك وتعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
وأفضلنا هو أكثرنا ذكرا لله تبارك وتعالى . ولهذا فإن الله حين عاب على المنافقين قال عنهم: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً
هم يذكرون الله فقط حين تحدث لهم حادثة . ما المانع فى أن يذكر الطالب الله فى المسافة بين بيته وبين الجامعة ؟.. وما المانع فى أن يذكر امرء الله فى إشارة المرور وهو متوجه إلى عمله ؟ .. ما المانع فى أن تذكر الفتاة الله وهى متوجهة إلى فراشها ليلا لمدة خمس دقائق ؟ .. أنا لا أقول اذكر الله فى أصل وقتك ، ولكن أقول لك اذكره فى وقت فراغك ، هل هناك عبادة أسهل من ذلك ؟
فضل الذكر
ما هو فضل أن نذكر الله ؟
يقول الله تبارك وتعالى : ( فاذكرونى أذكركم )بهذه البساطة ، القرب من الله سهل . اذكرونى أذكركم بفضلى . أذكركم فى الملأ الأعلى يقول الله سبحانه وتعالى : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الذين يعانون من أمراض نفسية ، ويترددون على العيادات النفسية ، هؤلاء وصوا إلى ذلك بعدم ذكر الله . من بعدهم عن الله . والذين يخافون من الجن والشياطين ، اين هم من ذكر الله؟
الذين روعتهم الحرب وأفقدتهم الأغراء من الأهل والولد ، لا ملاذ لهم ولا اطمئنان إلا بذكر الله . ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والذين يعانون من حالة اقتصادية صعبة .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب
عندنا السلاح الذى ينجينا من الهم ، سلاح الذكر وسلاح الدعاء فلنسلط على مخاوفنا هذين السلاحين أى خوف تعانى منه أطلق عليه سهم الذكر وسهم الدعاء ينجى. يقول الله سبحانه وتعالى: ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربى لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
يقول الله تبارك وتعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
ختام كل العبادات
إياك أن تغفل عن ذكر الله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون). ولذلك فإن الله يجعل ختام العبادات الكبيرة الذكر. الصلاة بعدها ذكر. والحج (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله). فالحافظ للعبادة هو الذكر . فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
كذلك عبادة الصلاة: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا على جنوبكم ). وأيضا صلاة الجمعة : (وإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون). بل يجعل الله تبارك وتعالى هدف معظم العبادات هو الذكر. وأقم الصلاة
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحى والميت "
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: "مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحى والميت". البيوت التى تعانى من مشاكل زوجية، والرجال والنساء الذين فى شجار زوجى دائم، بيوتهم تعانى الخراب ويتهددها الخراب لعدم ذكر الله فيها
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: وقد جاءه رجل يقول يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت على فدلنى على عمل واحد أتشبث به فقال النبى صلى الله عليه وسلم: لا يزال لسانك رطبا بذكر الله
جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أى الإسلام أفضل. أى العمل أفضل. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: أن تموت ولسانك رطبا بذكر الله
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قال الصحابة بلى يا رسول الله قال ذكر الله تعالى
يقول النبى صلى الله عليه وسلم: لايقعد قوم يذكرون الله عزوجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.
يقول الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى: "أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى. وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه". أى فى ملأ الأنبياء والملائكة. يباهى الله سبحانه بنا الملائكة الآن
خرج النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه يوما مسرعا فقال: ما أجلسكم؟ . فقالوا: جلسنا نذكر الله يا رسول الله. قال: الله ما أجلسكم إلا هذا؟ قالوا: أ الله ما أجلسنا إلا هذا. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: إنى لم أسألكم تهمة لكم ولكن بلغنى أن الله يباهى بكم ملائكته
حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "سبق المفردون قالوا: ما المفردون يا رسول الله؟
قال: الذاكرين الله كثيرا والذاكرات". وقد وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بالمفردين لأنهم تفردوا وتميزوا
تقول السيدة عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله فى كل أحواله
سيدنا سليمان كما يروى فى الأثر يمر بموكبه وجنوده، فإذا فلاح بسيط يحرث فى أرضه، فقال: لقد أصبح ملك سليمان عظيما، فنظر إليه سليمان وقال: يا رجل والله لتسبيحة فى صحيفة المؤمن خير مما أعطى سليمان وأهله. فإن ما أعطى سليمان يزول والتسبيحة تبقى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وانا ادعوكم الى ترطيب اللسان بذكر الله ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والشاكرين الله على نعمه لنا وعلينا وفينا.