المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوه للنقاش : موضوع اشغلني بالتفكير



شيخ الجوارح
21-04-2012, 12:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخي ووالدي حفظك الله

عندي سؤال لموضوع كم اقلقني كما اظن انه اقلق الكثير ايضا عسى ان اجد اجابه كافيه ووافيه لديكم مما اعطاكم الله من علم ينتفع به بإذن الله

الموضوع الذي أقلقني كثيراً وهو القراءات السبع


نقطة القوة في القرآن الكريم هي أنه لا يجوز تغيير أي حرف فيه. لدرجة أنه مرسوم ومعروف أنه على الرسم العثماني


لكنني سمعت منذ وقت قديم أن هناك قراءات متعددة للقرآن عددها سبعة قراءات وهناك اختلافات بينها ببعض الكلمات


لأتحرر قليلاً من خوفي وأسأل، إن كان الوضع كما أفهمه حول القراءات السبعة، أليس هذا تحريفاً أو محاولة لتحريف القرآن؟


هل خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمدعليه الصلاه والسلام بالقرآن بعدة طرق؟


ألا ترى أن هذا نوع من وجود أخطاء ؟


ألم يجمع سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه القرآن في المصحف المعروف حالياً وبالترتيب الذي أوصى به رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم؟


وألم يأتِ بعده سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وبقي القرآن على حاله؟


برأيي هناك أحد الحلين:


إما أن القرآن هو القرآن بالرسم العثماني كما نعرفه اليوم


أو أن القرآن يحوي على تحريف في حال كانت القراءات السبعة موجودة بالفعل واستغفر الله العظيم


وما سؤالي إلا لليقين


أتمنى أن أسمع رأيك ورأي من لديه العلم كي ينفعني اولا وينفع كل من في نفسه ريبه من هذا الموضوع بارك الله فيك وفي مشايخنا في هذا المنتدى .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

zaina
21-04-2012, 15:13
السلام عليكم
شكرا الاخ احمد لتطرقك للموضوع
والله من وزمان ونا حاب استفسرعن هدا الامر
كل مصحف تجده مشكل بطريقة مختلفة

همس المشاعر
21-04-2012, 18:54
اخي العزيز لقد درست موضوع القرأءات بالكلية وهو موضوع معقد قليلا
اهم مافية انة لاتحريف فية نهائيا رغم اني لم استحب سماع القرأءن بغير ماعرفتة
او بقرأءة لم ادرسها :confused:

المهم هاذا مقال يشرح لك موضوع القرأت السبع اتمنى ان يوضح لك ماترغب بفهمة

القــراءات والقــراء ) القرآت السبع


القراءات : جمع قراءة وهي مصدر لفعل : ( قرأ )

وفي الاصطلاح : ( مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفاً به غيره في النطق بالقرآن الكريم ، مع اتفاق الروايات والطرق عنه ، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها )

وقال البناء رحمه الله : ( هو علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزواً لناقله ).

وبعبارة اخرى : فالقراءات مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهباً يخالف غيره ، وعلى سبيل المثال : النطق بالحروف من تخفيف وتشديد وتشكيل وإمالة وغيرها . . .

ثم يذكر البناء متابعاً : ( أنها مستمدة من السنة والإجماع ) .

ومثل هذه التعاريف وغيرها فإنها تعرف لنا القراءة من حيث نسبتها للإمام المقرئ الذي هو عالم بالقراءات ، والذي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي r . لأن الأصل في القراءة هو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي r .

والمصحف الإمام يحتمل النطق بكل القراءات إلا ما كان منها بزيادة حروف ، فقد تكون ثابتة في بعض المصاحف العثمانية دون بعض .

ويرجع عهد القراء الذين أقاموا للناس على طرائقهم في التلاوة إلى عهد الصحابة رضي الله عنهم وكان أهم من اشتهر بإقراء القرآن منهم كما ذكر الإمام السيوطي هم : عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء ، وأبو موسى الأشعري . وقد قرأ على أبيّ جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب وأخذ عن هؤلاء الصحابة كثير من التابعين في كل مصر من الأمصار .

فكان بالمدينة المنورة على سبيل المثال سعيد بن المسيب وغيره .

وبمكة : مجاهد وعكرمة وغيرهما .

وبالكوفة : علقمة والنخعي والشعبي وغيرهم .

وبالبصرة : الحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم .

وبالشام : المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وغيره . . .

وفي عهد التابعين على رأس المائة الأولى من الهجرة تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة ، حين دعت الحاجة إلى ذلك وجعلوها علماً كما فعلوا بعلوم الشريعة وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ، واشتهر منهم ومن الطبقة التي تلتهم الأئمة السبعة الذين تنسب إليهم القراءات إلى اليوم .

ولقد مرَّ معنا فيما مضى أن الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن لايمكن أن يراد بها القراءات السبع المشهورة ، وعللنا ذلك في موضعه ، ولكن هذا الإيهام الذي وصل إلى الأذهان يقع لومه على عاتق الإمام الكبير أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس المشهور ( بابن مجاهد ) الذي كان شيخ القراء في بغداد في زمانه ، حيث قام على رأس القرن الثالث للهجرة في بغداد فجمع سبع قراءات لسبعة من أئمة الحرمين والعراقين والشام الذين اشتهروا بالثقة والأمانة والضبط وملازمة القراءة ، وعلى جناح السرعة تبادر للناس مباشرة بأن القراءات هي سبعة فقط ، وبما أنها سبعة فإنها هي الحرف السبعة نفسها ، علماً بأن القراءات هي أربع عشرة قراءة ، ولكن التي حظيت بالشهرة ونباهة الشأن هي القراءات السبع المنسوبة إلى الأئمة السبعة المعروفين ، ولقد كان اقتصار الإمام ابن مجاهد على هؤلاء السبعة مصادفة واتفاقاً ، من غير قصد ولا عمد ، إذ كان في أئمة القراء من هم أجل منهم قدراً ، ولكنه أخذ على نفسه ألا يروي إلا عمن اشتهر بالضبط والأمانة وطول العمر في ملازمة القراءة واتفاق الاراء على الأخذ عنه والتلقي منه . فلم يتم له ما أراده هذا إلا عن هؤلاء السبعة وحدهم ، علماً بأن القراء كانوا لا يحصون عدداً لكثرتهم .

وهذا الذي جعل الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي يلوم ابن مجاهد ويقسو عليه في تعبيره حيث يقول : ( لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له ، واشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر ، وليته إذ اقتصر نقص عن الســـــبعة أو زاد ليزيل الشبهة ! ).

( أنــــواع القـــراءات )


وهذا العنوان يعني تقسيم القراءات حسب درجاتها ، ولكن قبل توضيح ذلك لا بد أن نذكر ما أورده الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في ضابط القراءة المقبولة وتعريفها ، وهذا يحتاج إلى عنوان جانبي .

ضابط القراءة المقبولة :

لقد ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم ، وهي :

1- ( كل قراءة صح سندها إلى رســول الله r .

2- واستقام وجهها في العربية ، ( ولو بوجه ) .

3- ووافقت خط المصحف الإمام ، أو وافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديراً ) .

فلا يجوز ردها بل هي قرآن منزل تصح الصلاة به ، ويستوي في ذلك ما ورد عن السبعة أو عن بقية العشرة أو عن غيرهم من الثقات .

ومتى اختل شرط من هذه الشروط الثلاثة فهي من الشاذ ، يعني لا يصح القراءة بها في الصلاة .

هذا ما حققه الأئمة سلفاً وخلفاً .

وإليك تفصيل لأنواع القراءات :



1ً- القراءة المتواترة :
وهي : ما نقله جمع لا يتواطأ على الكذب عن جمع مثلهم إلى منتهى المســـند ، ومثالها ما حققه الســـبعة واتفقوا عليه ومنه قوله تعــالى : { ســـواء عليهم أأنذرتهم } فكلهم يحقق الهمـزة الأولى ، أما الهمزة الثانية فقالون و ابوعمرو يسهلانها ويدخلان بينها ألفاً .

وكذلك قوله تعالى : { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } . فقد اتفق السبعة على فتح الياء في { نعمتيَ } وهي قراءة الجمهور .

2ً- القراءة المشهورة :
وهي ما صح سندها بأن رواها العدل الضابط عن مثله ووافقت العربية ووافقت أحد المصاحف العثمانية سواء أكان عن الأئمة السبع أم العشرة أم غيرهم عند القراء فلم يعدّوه من الغلط ولا من الشذوذ إلا أنها لم تبلغ درجة المتواتر ، ومثالها : ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض . ومنه قوله تعالى : { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } ، ففي قوله تعالى : { نخرج } ثلاث قراءات بالياء والنون :

1- فأبو جعفر قرأها بالياء المثناة من تحت مضمومة وفتح الراء مبنياً للمفعول ونائب الفاعل ضمير الطائر . { يُخرَج } .

2- وقرأ يعقوب بفتح الياء وضم الراء مضارع خرج ووافقه ابن محيصن و الحسن والفاعل ضمير الطائر أيضاً . { يَخرُج } .

3- والباقون بنون العظمة وكسر الراء واتفقوا على نصب { كتاباً } على المفعول به الأخيرة وعلى الحال في السابقتين . { نُخرِج } .

وفي قوله تعالى : { يلقاه } قراءتان :

1- فابن عامر وأبو جعفر بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف مضارع لَقَى بالتشديد . { يُلَقَّاهُ } .

2- والباقون بالفتح والسكون والتخفيف مضارع لَقِيَ ، { يَلْقَاه } ومن هذه القراءات نرى احتمال رسم المصحف لها وموافقة العربية مع صحة السند . وهذه القراءات المشهورة تأخذ حكم المتواتر في وجوب قبولها والعمل بمقتضاها والتعبد بها مادامت صحيحة السند بأن رواها العدل الضابط عن مثله ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولم يعترض عليها قارئ .

3ً- القراءة الآحادية :
وهي ما صح سندها وخالفت الرسم أو العربية أو لم تشتهر الاشتهار المذكور وهذا النوع لا يقرأ به ولا يجب اعتقاده . ومن ذلك قوله تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفَسكم } بفتح الفاء { أنْفَسكم } . وكذلك قوله تعالى : { على رفرف خضر وعبقري حسان } رويت : { على رفارف خضر وعباقري حسان } . ومع ذلك فإنه لا يتعبد بمثل هذه القراءات .

4ً- القراءةالشاذة :
وهي ما لم يصح سندها ، ولو وافقت رسم المصحف والعربية ، كقراءة ابن السَّميقع : { فاليوم ننحيك ببدنك } بالحاء المهملة { لتكون لمن خَلَفك آية } بفتح اللام من كلمة { خَلَفك } .

5ً- القراءة التفسيرية :
وهي ما زيد في القراءة على وجه التفسير كما مرَّ في الأحرف السبعة . وهي المدرجة لأنها تشبه المدرج من أنواع الحديث ومثالها ما روي من قراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى : { وله أخ أو أخت من أم } بزيادة لفظ { من أم } للتفسير .

وكذلك ما روي من قراءة ابن عباس قوله تعالى : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في موسم الحج } بزيادة لفظ { في موسم الحج } للتفسير .

وهاتان القراءتان للتفسير وفيهما زيادتان على النص لا وجود لهما في المصحف العثماني .

وهذا نوع كذلك لا يجوز اعتقاده ولا يتعبد بتلاوته ، وسنرى أن له بعض الفائدة في معاني الآية

والاســـتدلال بها ، واختلاف الآراء الفقهيـة بصددها وربما اعـتبرها البعـض قراءات منســـوخة فـلا

يتعبد بها .

6ً- القراءة الموضوعة :
وهي القـراءة المختـلقة المكذوبة التي لا أصل لها . وهذه الأنواع الثلاثة الأخيرة لا تحل القراءة بها ، وبالأحرى إذا كانت قراءة الآحاد لا تجوز القراءة بها ، ويعاقب من قرأ بها ، فكيف بالشاذة التي لم يصح سندها أوالتفسيرية !؟ فمن باب أولى الموضوعة التي لا أساس لها أصلاً . ونسبت إلى قائلها من غير أصل ، ومثال ذلك القراءات التي جمعها محمد بن جعفر الخزاعي ونسبها إلى أبي حنيفة رضي الله عنه كقراءة : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } برفع اسم الجلالة ونصب العلماء .

القراءات المتواترة وقراؤها

من الضـروري والطبيعي أن يشـتهر في كل عصر جماعة من القراء ، في كل طبقة من طبقات الأمة ، يتفوقون في حفظ القرآن الكريم واتقان ضبط أدائه ، والتصدي والتفرغ لتعليمه ، من عصر الصحابة ، ثم التابعين ، وأتباعهم وهكذا ، وكان من القراء من بلغ الذروة في الاتقان والضبط ، كما كان ثمة قراءة دونهم ، وآخرون ليسوا من أهل الاتقان ، فقام العلماء بتمحيص هذه القراءات ودراسة أحوالها ، وبينوا للناس المتواتر منها .

واعتباراً من عصر التابعين انتشرت القراءات كثيراً فشعرت طائفة من أهل العلم بضرورة الأحتياط للقرآن الكريم وقراءاته ، فنهض كل إمام بضبط القراءة عن الأئمة المقرئين وهكذا في العصور التالية ، ثم أودعت تلك القراءات في مؤلفات خاصة ، كما فعله أبو عبيدة ثم الطبري ومن جاء بعد . .

ثم يقول الدكتور نور الدين عتر نقلاً عن الإمام ابن الجزري في كتابه : ( النشر في القراءات العشر ) . ( ثم تجرد قوم للقراءة والأخذ ، واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ، ويؤخذ عنهم ، أجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ، ولم يختلف فيها اثنان ، ولتصّديهم للقراءة نسبت إليهم .

ثم اعلم أن التحقيق الذي يؤيده الدليل ، هو أن القراءات العشر كلهامتواترة ، وهو رأي المحققين من الأصوليين والقراء كابن السبكي وابن الجزري والنوبري وغيرهم وعلى هذا فالقراءات العشر بين أيدينا اليوم متواترة دون غيرها ، قال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ما يفيد : أن الذي جمع في زمنا هذه الأركان الثلاثة : ( أي في ذلك الضابط المشهور مع ملاحظة إ بدال شرط صحة الإسناد بتواتره ) هو قراءة الأئمة العشرة التي اجمع الناس على تلقيها بالقبول . أخذها الخلف عن السلف إلى أن وصلت إلى زماننا ، فقراءة احدهم كقراءة الباقين في كونها مقطوعاً بها .

أما قول من قال : إن القراءات المتواترة لا حد لها فإن أداء القراءات المعروفة في زماننا فغير صحيح ، لأنه لا يوجد اليوم قراءة متواترة وراء القراءات العشر . وإن أراد ما يشمل قراءات الصدر الأول فمحتمل والله تعالى أعلم .حكم ما وراء العشر :

لقد وقع الخلاف في القراءات الأربع التي تزيد على العشر وتكمل الأربع عشرة : فقيل بتواتر بعضها ، وقيل بصحتها ، وقيل بشذوذها ، إطلاقاً في الكل . وقيل : إن المسألة ليست مسألة أشخاص ولا أعداد ، بل هي قواعد ومبادئ ، فأيما قراءة تحققت فيها الأركان الثلاثة التي مرت معنا فهي مقبولة ، وإلا فهي مردودة . لا فرق حينئذ بين قراءات القراء السبع والقراء العشر والقراء الأربعة عشر وغيرهم ، فالميزان واحد في الكل والحق أحق أن يتبع .

القرّاء :
القراء : جمع قارئ وهو في اللغة اسم فاعل من قرأ . ويطلق في الاصطلاح على إمام من الأئمة المعروفين الذين تنسب إليهم القراءات السابقة ، ولنأخذ نبذة عنهم وعن أسمائهم مستفتحين أولاً بالسبعة ثم العشرة ثم الأربعة عشر .

القراء السبعة :

1-( ابن عامر ) اسمه عبد الله بن عامر اليحصبي , نسبة إلى يحصب إمام القراء بالشام ، وهو تابعي جليل شامي لقي من الصحابة واثلة بن الأسقع والنعمان بن بشير رضي الله عنهما وأخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، عن عثمان بن عفان ، عن رسول الله r .

وقيل إنه قرأ على عثمان نفسه ، وقد توفي بدمشق سنة /118/ هـ .

وقد اشتهر برواية قراءته هشام وابن ذكوان ولكن بواسطة أصحابه .

2- ( ابن كثير ) اسمه عبد الله بن كثير الداري ، تابعي جليل مكي لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير ، وأبا أيوب الأنصاري ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، وأخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي ، وعبد الله هذا أخذها عن أبي بن كعب وعمر بن الخطاب عن رسول الله r وقد توفي بمكة سنة /120/ هـ .

وقد اشتهر بالرواية عنه - لكن بواسطة أصحابه - البزي وقنبل .

3- ( عاصم ) اسمه عاصم بن أبي النجود الأسدي ، رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله r وأخذ أيضاً عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، معلم الحسن والحسين . وقد توفي بالكوفة سنة /127/ هـ .

وقد اشتهر بالرواية عنه شعبة وحفص بدون واسطة .

4- ( أبو عمرو ) اسمه زبَّان بن العلاء عمار البصري ، رجل صالح جليل بصري أخذ القراءة عن مجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله r . وقد توفي بالبصرة سنة /154/ هـ .

وقد كان ممن اشتهر بالرواية عنه : الدوري والسوسي بواسطة .

5- ( حمزة ) اسمه حمزة بن حبيب الزيات مولى عكرمة بن ربيع التيمي ، رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن أبي محمد سليمان بن مهران ألأعمش ، عن يحيى بن وثاب ، عن زر بن حبيش عن عثمان وعلي وابن مسعود ، عن النبي r . وقد توفي بحلوان سنة /156/ هـ .

كان ممن اشتهر يالرواية عنه : خلف وخلاّد ولكن بواسطة .

6- ( نافع ) اسمه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، رجل صالح جليل مدني أخذ القراءة عن أبي جعفر القاري وعن سبعين من التابعين ، وهم أخذوا عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة ، عن أبي بن كعب ، عن رسول الله r ، وقد توفي بالمدينة سنة /169/ هـ .

وكان ممن اشتهر بالرواية عنه قالون وورش بدون واسطة .

7- ( الكسائي ) اسمه علي بن حمزة الكسائي النحوي رجل صالح جليل كوفي كان إماماً في اللغة والنحو والقراءة ، تعلم بالكوفة وقرأ النحو بعد الكبروسكن بغداد . وقد توفي بالكوفة سنة /189/ هـ .

وقد اشتهر بالرواية عنه أبو الحارث والدوري .

وقد علمت فيما مضى أن القراءات أكثر من ذلك بكثير ، لكن ابن مجاهد استتم جمع هذه السبع لشروطه التي راعاها ، وقد تابع العلماء البحث لتحديد القراءات المتواترة ، حتى استقر الاعتماد العلمي واشتهر على زيادة ثلاث قراءات ، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة

8- ( ابو جعفر ) اسمه يزيد بن القعقاع القاري . تابعي جليل مدني أخذ القراءة عن عبد الله ابن عباس وأبي هريرة ، عن أبي بن كعب ، عن رسول الله r . وقد توفي بالمدينة سنة /130/ هـ.

وقد اشتهر بالرواية عنه أبو موسى عيسى بن وردان وابن جمّاز .

9- ( يعقوب ) اسمه بعقوب بن اسحاق الحضرمي رجل صالح جليل كوفي أخذ القراءة عن أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل عن عاصم وأبي عمرو توفي بالكوفة سنة /205/ هـ .

وقد كان ممن اشتهر بالرواية عنه رَوْح بن عبد المؤمن ورويس محمد بن المتوكل اللؤلؤي وغيرهما .

10- ( خلف ) اسمه خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب . رجل صالح جليل أخذ القراءة عن سليم عن حمزة ، وعن يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري وعن أبان العطار ، وهم عن عاصم . وقد توفي سنة /229/ هـ .

وكان ممن اشتهر بالرواية عنه أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي . وأبو يعقوب إسحاق إبراهيم بن عثمان بن عبد الله ، المروزي .

وأما الأربعة الباقون الذين إذا اضيفوا إلى العشرة السابقين كملت عدة القراء الأربعة عشر الذين تنسب إليهم القراءات المعروفة بالقراءات الأربع عشرة ، وهم :

11- ( الحسن البصري ) هو السيد الإمام الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد البصري الغني بشهرته عن تعريفه المتوفى سنة /110/ هـ .

12- ( ابن محيصن ) هو محمد بن عبد الرحمن السهمي المكي ، مقرئ أهل مكة مع بن كثير المتوفي سنة /123/ هـ .

13- ( يحيى اليزيدي ) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة الإمام أبو محمد العدوي البصري المعروف باليزيدي المتوفى سنة /202/ هـ .

14-( الشنبوذي ) هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن العباس بن ميمون أبو الفرج الشنبوذي الشطوي البغدادي المتوفى سنة /388/ هـ .

ونسأل الله تعالى أن يتغمد الجميع بواسع رحماته ، وأن يجزيهم أفضل الجزاء على ما قدموه لنا ، وعى خدمتهم لكتاب الله تعالى . آميـــن .



وجوه الحكمة في تعدد القراءات :
اقتضت حكمة العلي الاعلى أن ينزل القرآن بلسان عربي مبين بلسان قوم الرسول النبي العربي المبين r كما قال الله تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ، ليبين لهم } واذن الله لرسوله الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه بقراءة القرآن بالقراءات المعتمدة لحكم عديدة نبينها فيما يلي :

1- التهوين والتسهيل والتخفيف على الأمة :

فنحن نعلم ان العرب كانوا يختلفون في طريقة الأداء بحيث لا تتمكن القبيلة من قراءة لم يتعود عليها لسانها والله تعالت رحمته وحكمته يقول : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } زكما يقول أيضاً : { يريد الله أن يخفف عنكم }

وإن هذا التخفيف جعل الأمة الإسلامية تجتمع على لسان واحد ، وهو لسان قريش الذي نزل به القرآن الكريم ، لأن لغات العرب جمعاء تمثلت في لسان القرشيين بهذا المعنى ، وكانت هذه حكمة إلهية سامية ، فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة ، خصوصاً أول عهدها بالتوثب والنهوض .

2- اختلاف القراءات يظهر الأختلاف في الأحكام مع الإعجاز في الإيجاز اللفظي لكون الكلمة الواحدة بمنزلة كلمتين أو أكثر :

ومن هذا ما اختلف فيه الفقهاء في مسألة نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف القراءة في { لمستم ولامستم } .

قال البناء : بالألف أي ( ماسستم بشرة النساء وقيل جامعتموهن ) واللمس باليد ، فعلى اللمس لا نقض وعلى المس ينتقض الوضوء .

ومن أمثلة اختلاف الحكم الفقهي بتعدد القراءة ما هو معروف من جواز وطء الحائض عند انقطاع الدم قبل الغسل وعدمه على الاختلاف في { يطهرن }

فعلى قراءة التشديد يلزم الغسل بعد انقطاع الدم أما قراءة التخفيف فتفيد الجواز - ( يعني جوازالوطء ) - بمجرد انقطاع الدم عنهن وقبل الأغتسال .

وطالما أن القرائتين الواردنتين متواتران فلا تفضيل لأحداهما عن الأخرى فيجوز هذا ويجوز ذاك ولكنه من الواجب على المرأة بصفة عامة ألا تؤخر غسل الجنابة سواء من حيض أو نفاس أو جماع حتى تواظب على الصلوات في أوقاتها ، ( فزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ) .

3- قد يختلف المعنى باختلاف القراءة :

كما في قوله تعالى : { وهو الذي يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } فـقـد قرئـت :

{ بشراً } بأربعة أوجه :

( أ ) بُشْراً : بالباء المضمومة والشين الساكنة جمع بشير .

(ب) نُشْراً : بالنون المضمومة والشين الساكنة جمع ناشر .

(جـ) نَشْراً : بالنون المفتوحة والشين الساكنة بمعنى منشورة أي متفرقة .

( د ) نُشُراً : بالنون والشين المضمومتين وهي مفردة جمع نشر بفتح فسكون .

وهذا يدل كذلك على الإعجاز في الإيجاز اللفظي فتنوع القراءات بمنزلة تنوع الآيات .

4- إظهار سر الله تعالى في كتابه وصيانته له عن التبديل والأختلاف والاضطرابات مع كونه على هذه الأوجه الكثيرة :

فسبحان من حفظ كتابه و قراءته عن العبث والتغيير وعن التناقض رغم ما احتوى من كثرة تشريعاته وقضاياه وسبحانه القائل : { أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً } .

5- إظهار فضل الأمة الإسلامية وشرفها ومكانة لغتها على غيرها من الأمم واللغات :

حيث لم ينزل كتاب من السماء بأكثر من قراءة غير القرآن الكريم . { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم }

6- إعظام أجر علماء هذه الأمة :

حيث أنهم يفرغون جهدهم في تحقيق الكتاب وضبطه لفظة لفظة حتى مقادير المدَّات وتفاوت الإمالات وتتبع معاني ذلك واستنباط الحِكم والأحكام من دلالة كل لفظ وإمعانهم الكشف عن التوجيه والتعليل والترجيح ، مما يؤكد لنا صدق هذا الكتاب المنزل وصدق ما يخبر به وأنه الفصل ليس بالهزل .

7- بيان تفسير اللفظ بالقراءة غير المتواترة ودفع توهم ما ليس مراداً :

وذلك مثل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } فقد قرئت : { فامضوا إلى ذكر الله } فالقراءة الأولى يتوهم منها وجوب السرعة في المشي إلى صلاة الجمعة ، ولكن القراءة الثانية رفعت هذا التوهم لأن المضي ليس من مدلوله السرعة . فالغاية هي الذهاب لا المشي السريع .

وهناك كثير من الحكم في تعدد القراءات ولكن خير الكلام ما قلَّ ودلَّ . لأن ما مرَّ يعني أن هذا القرآن يعجز إذا قريء بهذه القراءة ، ويعجز أيضاً إذا قريء بهذه القراءة الثانية ، ويعجز أيضاً إذا قريء بهذه القـراءة الثالثة ، وهلمّ جراً .

ومن هنا تتعدد المعجـزات بتعـدد تلك الوجـوه والحروف ! .

والخلاصة :
أن تنوع القراءات ، يقوم مقام تعدد الآيات وذلك ضرب من ضروب البلاغة ، ييتديء من جمال هذا الإيجاز ، وينتهي إلى كمال الإعجاز .

أضف إلى ذلك ما في تنوع القراءات من البراهين الساطعة ، والأدلة القاطعة على أن القرآن كلام الله ، وعلى صدق من جاء به وهو رسول الله r ، فإن هذه الأختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقص في المقروء وتضاد ، ولا إلى تهافت وتخاذل ، بل القرآن كله على تنوع قراءاته ، يصدّق بعضه بعضاً ، ويبين بعضه بعضاً ، ويشهد بعضه لبعض ، على نمط واحد في عُلُوِّ الأسلوب و التعبير ، وهدفٍ واحد من سُمُوِّ الهداية والتعليم ، وذلك - من غير شك - يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف



اتمنى ان اكون كفيت ووفيت اخي الكريم
تقبل مروري
تحياتي :)

FARAHAT
21-04-2012, 21:08
بسم الله الرحمن الرحيم

أما عن ما يعرف بالقراءات للقرآن

فنعرض الموضوع على كتاب الله

.فهناك أختلاف بين العلماء فى هذا الموضوع

1 ـ إن للقرآن قراءة واحدة وليس سبع قراءات كما يزعم أصحاب ما يعرف بعلوم التجويد وعلم القراءات . يقول جل وعلا (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) ( القيامة). لم يقل جل وعلا ( فإذا قرأناه فاتبع قراءاته ) بل ( قرآنه ) فالمقروء من رب العزة والذى تعلمه خاتم النبيين ـ عليهم جميعا السلام ـ مفرد (قرآنه ) أى قراءة واحدة ، وقد تكررت مرتين بل ثلاث مرات ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ).
والقراءة القرآنية الحقيقية هى دليل الايمان بالقرآن ، وبدونها تكون علامة الكفر بالقرآن حين يتلى بطريقة أخرى ، يقول جل وعلا ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) ( البقرة
).

2 ـ تلك القراءة المأمور بها تراعى المعنى عند التلاوة ، ففى القرآن الكريم أساليب مختلفة منها التشريع بالاسلوب التقريرى العلمى ، ومنها الأسلوب الدعوى بالتبشير و الانذار ، ومنها السخرية،ومنها القصص ومنها الحوار بين البشر أو بين رب العزة وبعض الأنبياء ، ومنها الاسلوب المنطقى وضرب الأمثلة والانيان بالبراهين .
ومطلوب من القارىء للقرآن أن يراعى ذلك فى تلاوته ، فلو قرأ آيات الحوار لا بد أن تظهر طريقة الحوار والأسئلة والأجوبة فى طريقة تلاوته ، فمثلا هناك حوار سجله رب العزة دار بين رب العزة وموسى فى سورة (طه ) . لا بد أن تقرأه على شكل حوار لأنه حوار . أما إذا حولته الى غناء كما يفعل المقرئون فأنت تسخر برب العزة ورسوله الكريم موسى عليه السلام ، وتصورهما كأنهما فى اوبريت غنائى .
وهناك اسلوب عقلى منطقى لا بد أن يقرأ على أنه أسلوب عقلى فيه استفهام انكارى ، كقوله جل وعلا (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( النمل).
وهناك اسلوب سخرية لاذع ، ولا بد أن تنعكس هذه السخرية على طريقة التلاوة ، وتلك السخرية قد تاتى فى تصوير كاريكاتورى كقوله جل وعلا (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَّمْدُودًا وَبَنِينَ شُهُودًا وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا )(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ) ( المدثر) . ونلاحظ فى الآيات الكريمة السابقة أن آيات السخرية سبقتها آيات فى الانذار والترهيب ، ثم تلتها آيات السخرية ، ولكل موقف طريقة فى التلاوة.

3 ـ بهذا تساعد تلاوة القرآن على فهم المعنى ، ويتأكد القارىء من أعجاز البساطة فى فهم القرآن ، وكيف أنه فعلا ميسّر للذكر ، لأنه هنا يتعامل مع القرآن مباشرة ، يقرؤه كما هو وفق اسلوب السياق من حوار أو وعظ أو ترهيب . فلا يمكن أن تقرأ هاتين الآيتين فى الوعظ العاطفى الوجدانى : (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) بنفس الطريقة التى جاءت فيها آيات التخويف من العذاب فى نفس السورة (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ( الزمر).

4 ـ ما يعرف بالقراءات كان من مخترعات المسلمين فى العصر العباسى حيث اكتملت ملامح الأديان الأرضية للمسلمين من سنة وتشيع وتصوف. وبها نشأ ما يعرف بعلوم التجويد وعلم القراءات

5 ـ أساطير وأكاذيب القراءات السبع وقراءة ورش وعاصم وفلان وعلان ازدهرت فى العصر العباسى ، وكانت مقدمة لما يسمى بعلم التجويد ( أو التحسين ) يعنى ان القرآن يحتاج الى تحسين وتجويد لأنه غير ذلك ، والفيصل هنا هو قيام القراءات و التجويد على الصوت ، والتلاعب بنغمات الصوت بآيات القرآن ترخيما أو تمديدا أو قصرا أو (إدغام بغنّة ) ألخ .. وفى النهاية ينصرف اهتمام السامع الى صوت القارىء أو ( المقرىء ) أو ( المنشد ) أو المطرب أو المغنى ، ويغفل عن معانى القرآن الكريم ، ويصبح الصوت حجابا يمنع تسلل نور القرآن الى قلب الانسان . ومن هنا تتعدد الأصوات فصوت الشيخ فلان غير صوت الشيخ علان ، ويضيع معها فهم القرآن ، ولهذا اتخذنتا القرآن مهجورا ، اى موجودا ولكن اتخذناه مهجورا بتحويله الى أغنية أو الى تميمة أو مجرد نصوص نحذفها بالنسخ التراثى
والله جل وعلا هو المستعان . والله أعلم

شيخ الأسرار الباطنية
21-04-2012, 21:31
ليس من الإنصاف والعدل في التعامل مع كتاب الله جل و علا اعتباره كتابا للموسيقى او الألحان كما يفعل معظم المسلمين وخاصة علماء ما يسمى بعلم التجويد وعلم القراءات أو قراء القرآن الكريم في كل المناسبات معتبرين أن للقرآن طرق سبع للقراءة سموها قراءات القرآن السبع وهذا خطأ كبير وظلم أكبر لله ولكتابه الكريم ..
وسوف اطرح بعض الأسئلة لكل من له علاقة بهذا الموضوع وكل من يدافع عنه أو كل من يدعي منهم أنه يهتم بكلام الله جل وعلا ويريد تحسينه حسب ادعائهم الظالم فيجب على علماء المسلمين ان يجيبوا على هذه الأسئلة وعلى سبيل المثال يقول تعالى في اول آية نزلت من القرآن الكريم يقول فيها (اقرأ) فهل اقرأ هذه لها قراءات غير اقرأ الأولى ، وإذا كان هناك فعلا سبع قراءات للقرآن كما يدعون فكيف علمت الناس القراءة الأولى من القراءة السابعة وكيف يمكن للمسلم البسيط أن يفرق بين هذه القراءات السبع ، ومن الذي وضع ذلك وما هو الترتيب لهذه القراءات وما الفائدة من تعدد هذه القراءات وبما أنني مسلم وأحمد الله على ذلك قد قرأت القرآن أكثر من مرة ولم أجد إلا قراءة واحدة لآيات الله جل وعلا ، ولا يوجد شيء فى القرآن يدل على أن هناك سبع قراءات ، وهذا ما لا يدركه الكثير من المسلمين ، و على سبيل المثال إن لفظ الجلالة الله في القرآن الكريم له أكثر من معنى وليس أكثر من قراءة في القرآن هو اسم من اسماء الله العلى القدير كما في كتابه العزيز يقول تعالى (الله لا اله الا هو له الأسماء الحسنى) أي من الممكن ان نقول الله العلى القدير الغفور الرحمن الرحيم .....الخ ) ، ولا تزيد شيء ولا تنقص منه شيء حتى لا يصبح الحاد فى كلام الله ، ثم هل من الممكن ان نقرأ اسم من أسماء الله بسبع قراءات مختلفة كما يقولون ذلك عن القرآن .؟ ، وكيف نقرأ لفظ الجلالة نفسه بهذه القراءات السبع.؟ وهل يجوز تطبيق قواعد من صنع وتأليف البشر على لفظ الجلالة .؟.

أي حين تدعو الله باسم من اسماءه ليس لهذا الاسم أي قراءة أخرى غير قراءة واحدة ، أي حين تقول الله هي الله ليس لها قراءة اخرى على الاطلاق فهل عند علماء المسلمين اي اجابة على هذا الموضوع .؟ لكي يرشدوا الناس للطرق السليمة لقراءة القرآن وتلاوته الحقيقية بصورة صحيحة حتى يعلم الجميع أنه ليس للقرآن إلا قراءة واحدة .

والشيء الغريب ان جميع الناس المؤمنين ان القرآن يقرأ بسبع قراءات لا يوجد لديهم دليل واحد حقيقي يثبت كلامهم ، وأن جميع المسلمين يؤمنون إيمانا قطعيا أن الرسول كان يرتل ويقرأ القرآن كما امره الله جل وعلا يقول تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا) فمن أين جاء المسملون بالست قراءات الأخرى ولمصلحة من .؟.


ورغم ان الله وضح لنا انه لا تبديل لقول الله ولا تبديل لآياته حتى لا نزيد عليه أو ننقص منه شيء كما نسمع من الأغلبية الذين يقرأون بقراءات مختلفة دون الرجوع للقراءة الأولى والوحيدة للقرآن وهي اقرأ كما نزلت في القرآن لكي لا تذهب قراءتك هباءا منثتورا وتفاجىء يوم الحساب أنك كنت من المعتدين على كلام الله ، واتبعت واستمعت لأشخاص يقرأون القرآن بطرق ما انزل الله بها من سلطان ، وبهذه الطريقة يكون وصل الانسان الى عدم تقدير الله حق قدره لأنه يقرأ القرآن بطريقه غير التي امرنا الله بها ، والخطاب هنا موجه لأشخاص مؤمنين بالله ولكنهم لم يأخذوا كلام الله على محمل الجد ومعظم المسلمين يؤمنون بحديث يقول (حسنوا القرآن بأصواتكم) وكأن القرآن كتاب موسيقى او ألحان أو نوتة موسيقية أو كتاب سيء يحتاج لنا نحن البشر لكي نحسنه بأصواتنا ، وليس كتاب هداية او تدبر حتى نحسنه نحن كبشر نحتاج نحن إلى القرآن لكن القرآن ليس في حاجة لنا على الاطلاق ، وقال سبحانه( الله نزل احسن الحديث كتابا) الزمر:23 ، ويقول تعالى (نحن نقص عليك أحسن القصص) يوسف:2 ، فكيف يدعى البعض ويتطاول على كلام الله بالقول حسنوا القرآن بأصواتكم ألا يعد ذلك خطأ ويجب تصحيحه ثم ما هي الفائدة بأن يقرأ القرآن بسبع قراءات غير أنه يفقده معناه ويجعل المستع البسيط لا يفهم منه شيء غير نغمة الصوت ، وسؤال أخير للمسلمين المصممين على هذا الخطأ ولم يفكروا ولو لمرة واحدة لماذا القرآن بالتحديد يقرأ بسبع قراءات دون غيره من الكتب السماوية الأخرى التي سبقت القرآن ولماذا لا يقرآ الحديث بنفس الطريقة التي يقرأ بها كلام الله..؟؟ .

شيخ الجوارح
21-04-2012, 21:54
السلام عليكم

شكرا الاخ احمد لتطرقك للموضوع
والله من وزمان ونا حاب استفسرعن هدا الامر
كل مصحف تجده مشكل بطريقة مختلفة



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هنا لا تحتار اي شيئ انت حابب تستفسر عنه فقط اطرحه وسوف تجد ان شاء الله من يرد عليك بما هو صحيح فهذا المنتدى ولله الحمد والشكر فيه من العلم الكثير بفضل مشايخ المنتدى وعلى رأسهم والدنا وشيخنا المهدي شيخ الاسرار الباطنيه ادامه الله .

شيخ الجوارح
21-04-2012, 22:07
ماشاء الله تبارك الله ياهمس المشاعر
كفيت ووفيت بارك الله فيك

شيخ الجوارح
21-04-2012, 22:15
بارك الله فيك يالعضو الغالي فرحات
لمشاركتنا في هذا الصرح الغالي الزاخر بنخبة المشايخ بارك الله فيهم وعليهم

شيخ الجوارح
21-04-2012, 22:26
والدي وشيخي ادامك الله وبارك الله فيك
شكرا لتجاوبك وردك على اعضاء المنتدى الحبيب الى قلبك وقلوبنا واعطائنا العلم الصحيح النافع

شكرا لك من القلب ياشيخي الكريم

FARAHAT
22-04-2012, 10:24
شكرا يا شيخ أحمد على هذا المضوع
وشكرا لسدنا الشيخ مهدى على الأضاحه
القيمه ربنا يزدك

الشريف الادريسي
05-12-2012, 01:28
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

لا شك ان القران الكريم نزل بلسان عربي مبين وهو كلام معجز ليس له مقومات كلام البشر فهو كلام الله منه بدا و إليه يعود فكان المعجرة الخالدة والايةالباهرة التي أيد الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فهو حبل الله المتين و نوره المستطير وهديه مستقيم
ومن اوجه إعجازه بيانه المحكم المتين
فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم خبير
ومعلوم كذلك أنالقران الكريم نزل على سبعة ألسن وهو ما يتشبت به أصحاب الروايات أوالقراءات والمقصود بسبعة ألسن كما أخبر بذلكالصادق المصدوق أنه نزل بألسن العرب المعروفة والمشهورة
فباستقراء كلام العرب نجده لا يخرج عن سبعة ألسن او سبعة أحرف
والله أخبر في كتابه أنه أنزل كتابه بلسان عربي مبين
ما معنى مبين؟
أي بلسان عربي كاشف مبين عن المقصود
فما صحة ثبوت الخلاف في القراءات ؟
هناك ما يسمى بالقراءة البيانية التفسيرية التوضيحية فإذا مثلا لاحظنا تغير بعدالكلمات بين رواية حفص وورش نجد انها فقط كلمات تفسيرية توضيحية بيانية
مثال في قوله تعالى فتبينوا الاخرى فتثبتوا
هي نفسها ولكن الأخرى تفسيرية
وكثير من هذها الكلمات المدرجة كانت من كلام الكلام الرواة وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فضلا عن ان تكون من كلام الله عزوجل مثال قوله تعالى فصيام ثلاث أيام متتالية فمتتالية هي من الكلام المدرج في الاية وليس قران
وهكذا دواليك
ولنتبنه بأن هذا الخلاف في القراءات فتح باب لبت الشبه وتشكيك الناس في القران من طرف المبشرين والمتصهينين
فنؤمن إيمان مجملا بأن القران الكريم كلام الله وهو الوحي المنزل من السماء و هو دستورنا وشريعتنا ولا نغلظ على أنفسنا بالاشتغال بعلوم ربما يكون ضرها اكبر من نفعها
والله تعالى اعلم

فيصل
05-12-2012, 14:35
الاخ احمد الشمرى .. لقد وضعت سؤالا في غاية الاهميه

و بسؤالك هزا قد انرت عقولنا بخصوص القراات السبعه

فجزاك الله خيرا اخي احمد الشمرى

ولشيخنا الجليل شيخ الاسرار الزي قام بالشرح الوافي و مسح كل الضبابيه

الموجوده في ازهاننا .. فبوركت شيخي وجزاكم الله خير الجزاء

علي سيف
05-12-2012, 15:25
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وافتح لنا ابواب الفهم يا كريم اللهم زينا بالعلم و الفهم و الحكمة وسلوك الطريقة و بلوغ الحقيقة واليقين آمين.
قال تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
هذا وعد الله تعالى لكم يا امة محمد ص بحفظ كتاب الله العزيز من كل تحريف او تزييف.
وباختصار شديد اخوتي رسم القرآن هو هو منذ 1400 سنة لم يتغير او يعدل او يضاف عليه بزيادة او نقصان.
اما القراءات فمعناها لا بد من فهمه اولا وهو:
كيفية نطق كلمات القرآن او كيفية مخارج حروف القرآن اي ما يقال لها باللهجة عموما.
كمثال بسيط لهجة جنوب وشمال وشرق وغرب الجزيرة العربية (واقول لهجة وليس لغة) تختلف في كيفية النظق ولا تختلف باللغة فهي نفسها لغة عربية اصيلة.
وقد اقر النبي ص بذلك ، وذلك انه بعد ان نزلت سورة الضحى كان احد الصحابة يقرءها وهو يمشي فسمعه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وكان الصحابي يقرءها بلهجته العربية الفصيحة ولكن ليست لهجة قريش فغضب عمر غضبا شديدا واعتبرها تهاون واستهزاء من الصحابي في قراءة القرآن على الوجه المعتاد، فرد الصحابي بان النبي ص اقر ذلك له ، فرد عمر وتفتري على رسول الله ايضا ، فطلب الصحابي ان يذهبا لسيدنا محمد ص ليتأكد عمر من صحة كلامه.
وفعلا ظهر له اقرار الحبيب ص له بذلك.
ان لمن عظمة الخالق تفاوت الناس بلهجاتهم و تعدد منطقهم و مخارج كلامهم فسبحانه البديع .

محمد ابو الياس
05-12-2012, 15:54
بيان الأحرف السبعة في الحديث النبوي :

لما كان سبيل معرفة هذا الموضوع هو النقل الثابت الصحيح عن الذي لا ينطق عن الهوى، نقدم ما يوضح المراد من الأحرف السبعة:


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقْرِئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فكِدت أساوِره في الصلاة ، فتصَّبرت حتى سلّم ، فلَبَّبْتُهُ بردائه، فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنِيْها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت له: كذبت، أقرانيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تُقرئها، فقال: " أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ القراءة التي سمعته، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " كذلك أُنزلت " ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:" اقرأ يا عمر "، فقرأت التي أقرأني. فقال:"كذلك أُنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه ".
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ".



الأحرف السبعة والقراءات السبع :

دلتنا النصوص على أنّ المراد بالأحرف السبعة سبع لغات نزل بها القرآن الكريم ، ونود أن ننبه بأن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المشهورة، التي يظن كثير من عامة الناس أنها الأحرف السبعة. وهو خطأ عظيم ناشىء عن الخلط وعدم التمييز بين الأحرف السبعة والقراءات.
وهذه القراءات السبع إنما عُرفت واشتُهرت في القرن الرابع ، على يد الإمام المقرىء ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعة موافقة لعدد الأحرف، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضاً متوقفاً حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس …
وقد كثر تنبيه العلماء في مختلف العصور على التفريق بين القراءات السبع والأحرف السبعة، والتحذير من الخلط بينهما.


حقيقة الأحرف السبعة :

ذَهَب بعض العلماء إلى استخراج الأحرف السبعة بإستقراء أوجه الخلاف الواردة في قراءات القرآن كلها صحيحها وسقيمها، ثم تصنيف هذه الأوجه إلى سبعة أصناف، بينما عمد آخرون إلى التماس الأحرف السبعة في لغات العرب ، فَتَكوّن بذلك مذهبان رئيسيان، نذكر نموذجاً عن كل منهما فيما يلي:


المذهب الأول:


مذهب استقراء أوجه الخلاف في لغات العرب، وفي القراءات كلها ثم تصنيفها، وقد تعرض هذا المذهب للتنقيح على يد أنصاره الذين تتابعوا عليه، ونكتفي بأهم تنقيح وتصنيف لها فيما نرى، وهو تصنيف الإمام أبي الفضل عبد الرحمن الرازي، حيث قال: … إن كل حرف من الأحرف السبعة المنزلة جنس ذو نوع من الاختلاف.
أحدها: اختلاف أوزان الأسماء من الواحدة،والتثنية، والجموع، والتذكير، والمبالغة :
ومن أمثلته: {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: 8]، وقرئ. {لأَمَانَاتِهِمْ} بالإفراد.
ثانيها: اختلاف تصريف الأفعال وما يسند إليه، نحو الماضي والمستقبل، والأمر ، وأن يسند إلى المذكر والمؤنث، والمتكلم والمخاطب، والفاعل، والمفعول به :
ومن أمثلته: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ: 19] بصيغة الدعاء، وقُرِئَ: {رَبَّنَا بَاعَدَ} فعلا ماضيا.
ثالثها: وجوه الإعراب:
ومن أمثلته: {وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] قُرِئ بفتح الراء وضمها. وقوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15] برفع {الْمَجِيدُ} وجره.
رابعها: الزيارة والنقص:
مثل: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} [الليل: 3] قرىء {الذَّكَرَ وَالأُنْثَى}.
خامسها: التقديم والتأخير:
مثل،{فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [التوبة: 111] وقرئ: {فَيُقْتَلونَ ويَقْتُلُون}
ومثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، قرئ: {وجاءت سكرة الحق بالموت}.
سادسها: القلب والإبدال في كلمة بأخرى، أو حرف بآخر:
مثل: {وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا} [ البقرة: 259] بالزاي، وقرئ: {ننشرها} بالراء.
سابعها: اختلاف اللغات:
مثل {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} [النازعات: 15] بالفتح و الإمالة في: {أتى} و {موسى} وغير ذلك من ترقيق وتفخيم وإدغام…
فهذا التأويل مما جمع شواذ القراءات ومشاهيرها ومناسيخها على موافقة الرسم ومخالفته، وكذلك سائر الكلام لا ينفك اختلافه من هذه الأجناس السبعة المتنوعة.


المذهب الثاني:


أن المراد بالأحرف السبعة لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة. وذلك لأن المعنى الأصلي للحرف هو اللغة ، فأُنزل القرآن الكريم على سبع لغات مراعياً ما بينها من الفوارق التي لم يألفها بعض العرب،فأنزل الله القرآن الكريم بما يألف ويعرف هؤلاء وهؤلاء من أصحاب اللغات، حتى نزل في القرآن من القراءات ما يسهل على كلّ العرب ، وبذلك كان القرآن نازلاً بلسان قريش والعرب.
فهذان المذهبان أقوى ما قيل، وأرجح ما قيل في بيان المراد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم. حيث نرى أن المذهب الثاني أرجح وأقوى.

القابض على الجمر
05-11-2013, 14:42
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيكم