المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ..



شيخ الأسرار الباطنية
09-04-2012, 22:39
تكلمنا سابقا عن المتحولون الماجوجيون و ابناء الشيطان ..
اليوم نتكلم عن امر هام جدا

الملائكة ............ الكمال و الخلود

من المخلوقات التي ذكرت في القران الكريم الملائكة.

وقد أعلمنا الله سبحانه أنها لها عدة أجنحة " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " فاطر اية1.
و معنى اجنحة اي قدرات و قوى ..
وأنها تتنقل بين السماوات والأرض بسرعة خيالية " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " المعارج 4.
و معناه انها تتخطى كافة المعاريج السماوية بسرعة كبيرة في يوم مقداره لو حسب بالعقل البشري يصل الى 50 لف سنة و هذه ال 50 الف سنة هي يوم واحد عند الله تعالى

وأنها تقوم بعدة أعمال أمرها الله تعالى بها ومن بينها تبليغ الرسالات أي الوحي وقبض الأرواح وتسجيل الأعمال والحفظ من المخاطر والمشاركة في الحرب مع المؤمنين إلى غير ذلك. كل هذه المعلومات اخبرنا بها الله سبحانه في كتابه العزيز. لكن السؤال هو هل يمكن رؤيتها وهل رآها أحد من قبل أو في يومنا هذا؟

يعلمنا القران انه سبق مشاهدة الملائكة بل و الحديث معها وليس من طرف الرسل فقط.فإلى جانبهم رأت مريم أم عيسى عليه السلام الملائكة الذي تمثل لها بشرا سوي ... يقول عز و جل "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا " (مريم17) وهي أي مريم ليست رسولة.

كما شاهد الملائكة قوم طالوت عندما اخبرهم نبيهم أن دليل ملك طالوت أن يأتيهم بالتابوت تحمله الملائكة .." وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "(البقرة248).

وزوجة إبراهيم عليه السلام لما أحضرت لهم العجل ولما ابلغوها بحملها فضحكت وأجابتهم بتعجبها من حملها وهي عجوز وزوجها شيخا "وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ " (هود72).

وحتى الكفار من قوم لوط راوا الملائكة لما راودوه عن ضيفه "وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ "(القمر37). هذا في ما يخص رؤية الملائكة سابقا.

أما منذ وفاة الرسول محمد عليه السلام الذي كان يتلقى الوحي عن طريق جبريل عليه السلام هل هناك إنسان شاهد الملائكة أو تخاطب معها ؟

عالم الملائكة عالم روحاني نوراني باطني خفي ..

أقوى بعد في عالم الملائكة هم حمالة العرش و تترتب مراتبهم لتصل الى الاشباح و الارواح و هم اقل قوة من الملائكة النوارنيون ..

الملائكة لم يبرحوا كوكب الارض منذ بدا الخليقة مهمتهم محددة
ملائكة حافظين ملائكة رسل ملائكة قابظين ملائكة محاربين ..

الملائكة يمكنها التشكل و الثمتل في صورة البشر ان هي أرادت ذالك ..
و كل ملك له هذا الخيار بالتشكل ان هو أراد فقط ان يتشكل في صورة البشر فهو يرى البشر و يسمعهم و يعلم ما يدور بخواطرهم و عقولهم و في اخر لحظات الحياة للميت يمكن للميت ان يحس بهم و يراهم ان هم أرادوا ذالك ..

طبعا ان تشكل الملك بشرا لا يكتسب الصفات البشرية كالاحساس و العاطفة و الاكل و الشرب و غيره من الامور البشرية بل يكون تشكله عادي في لحظات او حسب مهمة محددة مكلف بها
مثل ما ذكرنا في مسألة حضور الملاك لمريم و زوجة ابراهيم ... و غيره

الإنسان إذاً يعيش في عالمين متداخلين ولكل منهما مستوى اهتزازي يغاير الآخر . ويتداخل الجسمان " الجسد الأرضي والنفس البرزخية " ، والموت هو انفصال النفس نهائياً عن ذلك الجسد المادي وكل عوالم المادة التي نراها الآن بعيوننا . والعين البشرية لا ترى كل شيء يقع في مجال الرؤية أمامها ،يقول تعالى : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَوَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)" الحاقة .. لا ترى الملائكةالتي تكتب على الإنسان أعماله ، وهما ملكان عن اليمين والشمال " ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَاتُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُالْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) " ق 16 : 22

يوم القيامة يتحول الملكان إلى سائق وشهيد يمسكان بتلابيب كل إنسان صحباه في حياته الدنيا .. كان لا يراهما لأنهما من مستوى اهتزازي يخالف العالم المادي .. ولكن يوم القيامة يتخلص من ذلك الجسد المادي وذلك العالم المادي ويستطيع وقتها أن يرى الملائكة وأن ينظر إلى هذين الملكين وهما يصطحبانه إلى مصيره الموعود: " لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ "

و لم نعرف تشكل كامل للملائكة للصفة البشرية بصفة دائمة .. أي ان احد من الملائكة تشكل بصفة بشرية و بقي فيها و عاش حياة انسانية مثل بنى ادم ... شيء غريب

و قيل ان هاروت و ماروت المذكوران في القران انهما من الملائكة المتشكلة في صفة بشر و الذين اصبحا يعلمان الناس السحر اي علم قوى الخيال و الذى لا علاقة له بالطلاسم و خزعبلات المشعوذين اليوم ..
و لكن ربما نسي المحللون ان بابل الاصل هي ارض باطنية محجوبة و ان هاروت معناها الكمال و ماروت معناها الخلود فكانت بابل الكمال و الخلود ..

لا يمكن اعتبار بعض النوعيات من البشر مهجمة من الملائكة كما يسود الاعتقاد لدى بعض البشر و ذالك لسبب بسيط و هو ان الملائكة لا تتزوج و لا تتوالد و لكن من المعقول ان يكون تهجين الانسان أو بنى ادم من جنس ذكي جدا من ابعاد أخرى غير معلومة و معروفة للبشر يمكنهم ايضا التشكل في صفة بشر و بما ان الله عز و جل ما لا نعلم فمن المعقول ان يكون الجنس الاذكى من الارواح الكروبية و هي سكان الفلك السابع النوراني و المعروفين روحانيا بذكائهم الخارق ...

على العموم هذا الكون الذى نعيش فيه مليء بالعجائب فان فكر الانسان مليا لوجد امور تحير العقل و تدهش الفكر

و سنتابع .............

الصالح
10-04-2012, 03:42
الموضوع جميل بكل المقاييس ياشيخنا الغــالي

لدي اضافه بسيطه لعلي اغترف من علمك الغزير ولو بالقليل

الحديث الوارد في البخاري يقول ( ذات ليلة أخذ يقرأ القرآن( قيل انه اسيد بن خضير ) ، وفرسه مربوطة بجواره، فهاجت الفرس حتى كادت تقطع الحبل، وعلا صهيلها، فسكت عن القراءة فهدأت الفرس ولم تتحرك، فقرأ مرًة ثانية فحدث للفرس ماحدث لها في المرة الأولى، وتكرر هذا المشهد عدة مرات، فسكت خوفًا منها على ابنهالصغير الذي كان ينام في مكان قريب منها، ثم نظر إلى السماء فإذا به يرى غمامة في وسطها مصابيح مضيئة، وهى ترتفع إلى السماء.
فلما أصبح ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: (تلك الملائكة دنت (اقتربت) لصوتك، ولو قَرَأتَلأصْبَحَتْ ينظرُ الناسُ إليها لا تتوارى منهم). (البخاري)

اذا واضح وضوح الشمس ان رؤية الملائكه لا تتعلق بالأنبياء والرسل هذا ما يتهرب منه اغلب الشيوخ المنغلقين على انفسه باتوا حتى لا يذكرون أو يفسرون القرآن إلا بعقلوهم المغلقه لتعلقها بالماديات والفيزيائيات ، اسأل الله عزوجل ان يهديهم وينير قلوبهم .

اما ما جاء في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى ( قالَ فَمَا خَطْبُكَ يَسَامِرِيّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مّنْ أَثَرِ الرّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوّلَتْ لِي نَفْسِي )

اغلب التفاسير تقول أن السامري قد رأى جبريل عليه السلام عندما جاء لهلاك فرعون وأخذ من أثره أو من أثر الفرس ، بعضهم يقول ان السامري كافر واستطاع ان يرى الملائكه ، وانا اقول اذا كان كافر لماذا كان يصاحب أصحاب موسى لماذا لم يكن أصلا مؤمن وفتن بحكمه من الله بهذه الحادثه وكفر بعدها .



هل الأرواح ترتقي إلى درجة الملائكه ،،،،

قال الله سبحانه وتعالى :

{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ }

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً }

{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77}

الذي استطعت جمعه من الآيات الداله أجد أغلبها تذكر ان إبليس كان من الملائكه ولكنه كفر وتكبر ، لدي اكثر من سؤال : هل الجن او الارواح ترتقي بعبادتها الى أن تكون مع الملائكه ؟

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }

في هذه الآيه الله قال للملائكه عامه اسجدوا ولكن ابليس كـــان من الجـــن وهو فعــل مــاض يدل على ان وقت الحدث كان ملاك
والسؤال هل مازال هذا الأمر قائم إلى الآن ، بمعنى أن من الجـــن من يرتقي لمرتبة الملائكــه أو هذا خــاص بإبلـــيس ؟

{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }

هنا جاء الفصل بأن ابليس هو من الجـــن ولكن رفعه الله بكثرة طاعته وعبادته كما يرفعنا نحن البشر عند التزامنا بطاعته وعبادته

جــــزاك الله خير ياشيخنا الغالي على الموضوع القيم الذي يفتح آفـــاق المعرفه لتنير بصيرتنا بهذا النور

دعـــواتي لكم

البرق الساطع
10-04-2012, 14:35
سلام الله عليكم وقبلة على جبينك شيخنا

كل حين تتحفنا بما فتح الله به عليك زادك الله من فضله وفتح عليك فتوح العارفين واعطاني مثل ما اعطاك.

فلا اقسم بما تبصرون ومالا تبصرون . سبحان الله ياشيخ كم قرءناها وكم قرءها كثير من الناس ولم يلتفت

لما شرحت وترجمت . صحيح وما اوتيتم من العلم الا قليلا . الهم زدني علما


رعاك الله وفتح عليك شيخنا .


محبكم \محمد

Abouyahya
10-04-2012, 17:39
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


موضوع شيق، بارك الله فيك شيخنا العزيز.
و شكرا لك أخ سعود على الإضافة البناءة، و أصطف معك في طرح التساؤل حول اصل إبليس اللعين، dgt فهو كان الجن كما أخبر الحق سبحانه، إلا أنه ربما "ارتقى" كي يكون بين الملائكة لما أمرهم الله بالسجود لآدم عليه السلام، ثم هبط إلى الفسق و الاستكبار و اللعن بعد معصية أمر الله بالسجود.


و يمكن أن نطرح السؤال بشكل أعم. فما دام أن كل شيء يسبح بحمد الله، من شجر و نجوم و غيرهم، كما تخبرنا آيات الكتاب الحكيم، فهي لها أرواح بمعنى عام. فهل هناك أي علاقة تطور لهذه الأرواح كما تتبنى ذلك بعض التيارات الباطنية العالمية ، حيث تتكلم عن تطور الأرواح "أو الأنفس" من مستوى معادن إلى مستوى أرواح نبات إلى حيوان إلى إنسان إلى كائنات روحانية، و يتم ذلك من خلال دورات أو سلسلات من موت و حياة و تطور حتى بلوغ المستوى الروحاني ليكتمل النمو الروحاني و بعد ذلك التخلص من هذه السلسلة. ثم إن هناك عكس التطور، بحيث الكائن الذي ينحط إلى درجة معينة في مستواه الروحاني، فقد يرجع إلى الوراء، إلى مستوى أقل؛ كأن يتحول إنسان إلى حيوان ما عند بلوغ درجة من الخسة، و هو تطور عكسي؛ و هنا تحضرني آيات قرآنية عن مسخ بعضهم إلى قردة و خنازير :
" وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
" فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ "
فهل هناك من إيضاحات في هذا الأمر مع كامل الشكر ؟
والسلام عليكم

ساره
11-04-2012, 01:10
موضوع رائع شبخي الكريم
رؤية الملائكة وخصوصا عند الموت حكايا سمعنا بها كثيرا ولاحظتها شخصيا أثناء احتصار والدي ووفاته فكان يشير بيده وعيونه لشئ يراه وكذلك جدتي من قبل
اما موضوع الاتصال اثناء حياة الانسان فالدليل من القران الكريم واضح بموضوعك والصالحين من المؤمنين اتوقع انهم يتلقون من الملائكة بامر الله تعالى
هاروت وماروت اي الكمال والخلود وهو معتى جدبد بالنسبة لي اشكرك عليه وهم من الملائكة هل اقيس علبه ياجوج وماجوج مقارنة مع ابليس فيكونو من الجن
اما الشئ الذي لك اسمع به المخلوقات فائقة الذكاء التي توجد في الفلك السابع النوراني والذين قلت انهم الكروبية ..فمن هم .؟ أتمنى ان تحدثنا عنهم
وشكرا لك موضوع يجعلنا نوسع من مداركنا

اما اخي يوسف
فلقد نسخت من ردك التالي


{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }

في هذه الآيه الله قال للملائكه عامه اسجدوا ولكن ابليس كـــان من الجـــن وهو فعــل مــاض يدل على ان وقت الحدث كان ملاك

في موضوع اخر بالمندى وضح شيخنا الكريم هذا الموضوع وشرح أن كامة كان ليست تدل هنا على الماضي بل تعني أصبح أي عند أمر الله لخ كان من الملائكة وعند رفصه أصبح من الجن

وهنا أيضا يدلنا على انه من الممكن أن يكون بأمر الله تعالى التغبر في الصفة التي منحها الله لمخلوقاته
فقد كان مع ابليس بالتدني وقد يكون بالترقي ولكن لااعلم ان حدث هذا الارتقاء والعلو
ولكننا نعام باان الانسان يرتقي ويسمو بنفسه في طريق عباداته وتقربه من الله والروح
وقد ينحدر ايضا الى منزلة الشياطين والابالسة
ولاتزال كلمات من ايات الله في رأسي تجول وتدور باحثة عن المعتى الحقيقي وهي بما معناه لااني لم احفظ الاية اهبطو منها جميعا بعضكم عدو لبعض
وهنا يجب ان لاننسى أن ابليس لم يكن موجودا اذ ان الله عز وجل كان قد اخرجه منها في وقت سابق ..وان كنت مخطئة بالفهم أرجو من شيخنا الكريم التصحيح مع فائق الاحترام والشكر لشيخنا الكريم

شيخ الأسرار الباطنية
11-04-2012, 20:20
سلام الله عليكم

اكرر القول .... قأقول

ابليس كان من الملائكة فاصبح من الجن بعد طرده من الملأ الأعلى.
فى قوله تعالى ( كان من الجن ) (كان) هنا تعنى (أصبح ) .
وتاتى كان بمعنى أصبح كثيرا فى القرآن الكريم كقوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ( البقرة 185 ) أى أصبح مريضا أو على سفر ، وكقوله جل وعلا ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )( البقرة 196)أى فمن أصبح مريضا أو أصبح به أذى من رأسه . ومعلوم أن المريض قبل الذهاب للحج ليس عليه الحج لأنه غير مستطيع ،أى ان الآية الكريمة تشير الى شىء (أصبح) عليه الحاج من مرض أو أذى فى رأسه.

ويلاحظ ان الأمر جاء للملائكة جميعا بالسجود ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ( البقرة 34) فلو لم يكن من الملائكة ما تعين عليه السجود مثلهم ، ولأنه منهم ولأنه عصى وأبى واستكبر كما يقول رب العزة فقد (كان ) أى (أصبح ) من الكافرين .

و لزيادة الايضاح ....

اولا الله تعالى كان يحاور الملائكة و لم يكن اي اشارة لابليس بل كان الخطاب دائما موجه للملائكة بصفة عامة
واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون (البقرة 30)

واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حما مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (الحجر 28-29)
اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (ص 71-72)

اذا فالله تعالى كان يخبر الملائكة انه خالق بشرا و بعد الخلق امرهم بالسجود و لم ياتي ذكر ابليس هنا لان الامر كله موجه للملائكة فقط

ناتي الان الى الايات التي فيها عصيان ابليس لامر ربه

واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة 34)
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين (الاعراف 11)
واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه (الكهف 50)

نرى من الايات السابقة ان ابليس كان من الكافرين و انه كان من الجن قبل ان نفهم معنى كان هناك تساءل لو قلنا ان فعل كان تعني الماضي فماذا كان يفعل ابليس مع الملائكة و هو كافر؟

ابليس كان اسمه عزازيل في السماء قبل ان ينتقل من هيئة ملاك الى مرحلة جن اى اسفل مرحلة و هي شيطان ..

و عليه ان أي ملاك يعصى أمر الله فمن الممكن ان يقلب من صفة ملاك الى صفة جن أو صفة بشر أو صفة شيطان حسب الخطيئة التى قد يقوم بها ...
فتتحول صفاته من صفات النور الى صفات التراب او النار أو الهواء او الماء حسب ارادة الله تعالى ...

و من الممكن ان هذا العالم الذى نعيش به حاليا به عدد من الملائكة المتحولين من صفاتهم الى صفات بشرية او صفات جنية بما لا يعلمه الا الله او صفات للأرواح مما لا يعلمه الا الله تعالى .... و من الممكن جدا ان يتم التزواج بينهم و بين البشر و يكون منهم نسل اخر ممتزوج بين الملائكة المتحولون و بين البشر في ما هم من اهل الأسرار و الخارج عن المألوف من العادة و الله تعالى اعلم


فالملائكة نحن لا نعرف مراتبهم لدى الله و لكن يوجد ملائكة لا يعصون الله ابدا و هم خزنة النار و قال عنهم عز و جل

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ - التحريم6-

و كذالك الملائكة المقربون و الذين لا يعلم اسماؤهم الا الله و وصلنا ان منهم جبرائيل و ميكائيل و عزرائيل و اسرافيل و هم المقربون مع حملة العرش الراكعين الساجدين .. لا يعصون الله ما امرهم لانهم من المقربون ...

و جبريل هو المعروف بالروح و هو رسول الله الى ارسله من البشر النازل بالرسالات و الوحي و هو كبير الملائكة و حسب القران الكريم فهو

فهؤلاء الملائكة أو هذا النوع من الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم .. بخلاف الملائكة المجادلة مثلا ... فحين ذكر الله تعالى ان هذا النوع من الملائكة الشداد لا يعصون الله بمعنى هناك ملائكة يعصون الله ايضا بخطيئة او غيره .. و الله اعلم

فالمسألة مسالة فكر قبل مسألة قلب ...
فنحن نقول انه من الممكن بل من المعقول ان تتحول الملائكة التى عصت الله الى بشر أو الى جن أو الى شيطان ببساطة تتم تغيير التركيبة الخاصة بها من نور الى نار او تراب .. و من السهل جدا على الملاك أن يظهر للبشر أن هو اراد ...

FARAHAT
12-04-2012, 17:26
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


موضوع شيق، بارك الله فيك شيخنا العزيز.
و شكرا لك أخ سعود على الإضافة البناءة، و أصطف معك في طرح التساؤل حول اصل إبليس اللعين، dgt فهو كان الجن كما أخبر الحق سبحانه، إلا أنه ربما "ارتقى" كي يكون بين الملائكة لما أمرهم الله بالسجود لآدم عليه السلام، ثم هبط إلى الفسق و الاستكبار و اللعن بعد معصية أمر الله بالسجود.


و يمكن أن نطرح السؤال بشكل أعم. فما دام أن كل شيء يسبح بحمد الله، من شجر و نجوم و غيرهم، كما تخبرنا آيات الكتاب الحكيم، فهي لها أرواح بمعنى عام. فهل هناك أي علاقة تطور لهذه الأرواح كما تتبنى ذلك بعض التيارات الباطنية العالمية ، حيث تتكلم عن تطور الأرواح "أو الأنفس" من مستوى معادن إلى مستوى أرواح نبات إلى حيوان إلى إنسان إلى كائنات روحانية، و يتم ذلك من خلال دورات أو سلسلات من موت و حياة و تطور حتى بلوغ المستوى الروحاني ليكتمل النمو الروحاني و بعد ذلك التخلص من هذه السلسلة. ثم إن هناك عكس التطور، بحيث الكائن الذي ينحط إلى درجة معينة في مستواه الروحاني، فقد يرجع إلى الوراء، إلى مستوى أقل؛ كأن يتحول إنسان إلى حيوان ما عند بلوغ درجة من الخسة، و هو تطور عكسي؛ و هنا تحضرني آيات قرآنية عن مسخ بعضهم إلى قردة و خنازير :
" وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
" فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ "
" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ "
فهل هناك من إيضاحات في هذا الأمر مع كامل الشكر ؟
والسلام عليكم



بسم الله الرحمن الرحيم
( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ـ فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ) سوره الأعرف

نزلت فى معشر اليهود
يقول تعالى : ( ولقد علمتم ) يا معشر اليهود ، ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله وخالفوا عهده وميثاقه فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره ، إذ كان مشروعا لهم ، فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت ، بما وضعوه لها من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت ، فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة نشبت بتلك الحبائل والحيل ، فلم تخلص منها يومها ذلك ، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت . فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة ، وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر وليست بإنسان حقيقة . فكذلك أعمال هؤلاء وحيلهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة له في الباطن ، كان جزاؤهم من جنس عملهم . وهذه القصة مبسوطة في سورة الأعراف ، حيث يقول تعالى : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) [ الأعراف ]


قيل: أهل هذه القرية هم أهل أيلة . .

قال تعالى : ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ ۚ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) [ المائدة ]

( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) فجعل [ الله ] منهم القردة والخنازير . فزعم أن شباب القوم صاروا قردة والمشيخة صاروا خنازير . فصار القوم قرودا تعاوى لها أذناب بعد ما كانوا رجالا ونساء .
نودوا : يا أهل القرية ، ( كونوا قردة خاسئين ) فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون : يا فلان ، ألم ننهكم ؟ فيقولون برؤوسهم ، أي بلى .

فمسخهم الله قردة بمعصيتهم ، يقول : إذ لا يحيون في الأرض إلا ثلاثة أيام ، قال : ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل . وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلق في الستة الأيام التي ذكرها الله في كتابه ، فمسخ [ الله ] هؤلاء القوم في صورة القردة ، وكذلك يفعل بمن يشاء كما يشاء . ويحوله كما يشاء .ثم هلكوا . ما كان للمسخ نسل
إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم - يوم الجمعة - فخالفوا إلى السبت فعظموه ، وتركوا ما أمروا به . فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله فيه ، فحرم عليهم ما أحل لهم في غيره . وكانوا في قرية بين أيلة والطور ، يقال لها : مدين ؛ فحرم الله عليهم في السبت الحيتان : صيدها وأكلها . وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا . حتى إذا كان يوم السبت أتين شرعا ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فكانوا كذلك ، حتى إذا طال عليهم الأمد وقرموا إلى الحيتان ، عمد رجل منهم فأخذ حوتا سرا يوم السبت ، فخزمه بخيط ، ثم أرسله في الماء ، وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ، ثم تركه . حتى إذا كان الغد جاء فأخذه ، أي : إني لم آخذه في يوم السبت ثم انطلق به فأكله . حتى إذا كان يوم السبت الآخر ، عاد لمثل ذلك ، ووجد الناس ريح الحيتان ، فقال أهل القرية : والله لقد وجدنا ريح الحيتان ، ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل . قال : ففعلوا كما فعل ، وصنعوا سرا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم العقوبة حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق . فقالت طائفة منهم من أهل البقية : ويحكم ، اتقوا الله . ونهوهم عما يصنعون . فقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان ، ولم تنه القوم عما صنعوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ) لسخطنا أعمالهم ( ولعلهم يتقون ) [ الأعراف ] .

قال ابن عباس : فبينما هم على ذلك أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم وفقدوا الناس فلم يرونهم قال : فقال بعضهم لبعض : إن للناس لشأنا! فانظروا ما هو . فذهبوا ينظرون في دورهم ، فوجدوها مغلقة عليهم ، قد دخلوها ليلا فغلقوها على أنفسهم ، كما يغلق الناس على أنفسهم فأصبحوا فيها قردة ، وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد ، والمرأة بعينها وإنها لقردة ، والصبي بعينه وإنه لقرد : فلولا ما ذكر الله أنه أنجى الذين نهوا عن السوء لقلنا أهلك الجميع منهم ، قال : وهي القرية التي قال الله جل ثناؤه لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) [ الأعراف ] .

في قوله تعالى : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) قال : فهم أهل أيلة ، وهي القرية التي كانت حاضرة البحر ، فكانت الحيتان إذا كان يوم السبت - وقد حرم الله على اليهود أن يعملوا في السبت شيئا - لم يبق في البحر حوت إلا خرج ] حتى يخرجن خراطيمهن من الماء ، فإذا كان يوم الأحد لزمن مقل البحر ، فلم ير منهن شيء حتى يكون يوم السبت ، فذلك قوله تعالى : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم [ كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ] فاشتهى بعضهم السمك ، فجعل الرجل يحفر الحفيرة ، ويجعل لها نهرا إلى البحر ، فإذا كان يوم السبت فتح النهر فأقبل الموج بالحيتان يضربها حتى يلقيها في الحفيرة ، فيريد الحوت أن يخرج ، فلا يطيق من أجل قلة ماء النهر ، فيمكث فإذا كان يوم الأحد جاء فأخذه ، فجعل الرجل يشوي السمك فيجد جاره ريحه فيسأله فيخبره ، فيصنع مثل ما صنع جاره ، حتى فشا فيهم أكل السمك ، فقال لهم علماؤهم : ويحكم! إنما تصطادون يوم السبت ، وهو لا يحل لكم ، فقالوا : إنما صدناه يوم الأحد حين أخذناه . فقال العلماء لا ولكنكم صدتموه يوم فتحكم الماء فدخل ، قال : وغلبوا أن ينتهوا . فقال بعض الذين نهوهم لبعض : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) يقول : لم تعظوهم ، وقد وعظتموهم فلم يطيعوكم ؟ فقال بعضهم : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) [ الأعراف ] فلما أبوا قال المسلمون : والله لا نساكنكم في قرية واحدة . فقسموا القرية بجدار ، ففتح المسلمون بابا والمعتدون في السبت بابا ، ولعنهم داود ، عليه السلام ، فجعل المسلمون يخرجون من بابهم ، والكفار من بابهم ، فخرج المسلمون ذات يوم ، ولم يفتح الكفار بابهم ، فلما أبطؤوا عليهم تسور المسلمون عليهم الحائط ، فإذا هم قردة يثب بعضهم على بعض ، ففتحوا عنهم ، فذهبوا في الأرض ، فذلك قول الله تعالى : ( فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) [ الأعراف ] وذلك حين يقول : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ) [ المائدة ] . فهم القردة .

قلت عن الأئمة المفسرين عليهم رحمه الله ، من أن مسخهم إنما كان معنويا لا صوريا بل الصحيح أنه معنوي صوري ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ) قال بعضهم : الضمير في ) فجعلناها ) عائد على القردة ، وقيل : على الحيتان ، وقيل : على العقوبة ، وقيل : على القرية ؛ .

والصحيح أن الضمير عائد على القرية ، أي : فجعل الله هذه القرية ، والمراد أهلها بسبب اعتدائهم في سبتهم ) نكالا ) أي : عاقبناهم عقوبة ، فجعلناها . عبرة ، كما قال الله عن فرعون : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) [ النازعات ] .

وقوله : ( لما بين يديها وما خلفها ) أي من القرى . : يعني جعلناها بما أحللنا بها من العقوبة عبرة لما حولها من القرى . كما قال تعالى : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف ] ، ومنه قوله تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الآية [ الرعد ] ، على أحد الأقوال ، فالمراد : لما بين يديها وما خلفها في المكان،: لما بين يديها من القرى وما خلفها من القرى من بحضرتها من الناس يومئذ .
.
( ولما بقي بعدهم من الناس من بني إسرائيل أن يعملوا مثل عملهم .
وهذا مستقيم بالنسبة إلى من يأتي بعدهم من الناس أن يكون أهل تلك القرية عبرة لهم ، وأما بالنسبة إلى من سلف قبلهم من الناس فكيف يصح هذا الكلام أن تفسر الآية به وهو أن يكون عبرة لمن سبقهم ؟ هذا لعل أحدا من الناس لا يقوله بعد تصوره ، فتعين أن المراد بما بين يديها وما خلفها في المكان ، وهو ما حولها من القرى ؛ كما قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ، والله أعلم .

عن ابن عباس ( لما بين يديها ) بين ذنوب القوم ( وما خلفها ) لمن يعمل بعدها مثل تلك الذنوب هناك ثلاثة أقوال :

أحدها : أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من تقدمها من القرى ، بما عندهم من العلم بخبرها ، بالكتب المتقدمة ومن بعدها .

الثاني : المراد بذلك من بحضرتها من القرى والأمم

والثالث : أنه جعلها تعالى عقوبة لجميع ما ارتكبوه من قبل هذا الفعل وما بعده ، قال : وهذا قول الحسن . قلت : وأرجح الأقوال أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من بحضرتها من القرى التي يبلغهم خبرها ، وما حل بها ، كما قال : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف ] وقال تعالى : ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم ) [ الرعد ] ، وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) [ الأنبياء : ] ، فجعلهم عبرة ونكالا لمن في زمانهم ، وعبرة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم ، ولهذا قال : ( وموعظة للمتقين )

وقوله تعالى : ( وموعظة للمتقين ) الذين من بعدهم إلى يوم القيامة . فيتقون نقمة الله ، ويحذرونها
وهى : أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

قلت : المراد بالموعظة هاهنا الزاجر ، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله ، وما تحيلوا به من الحيل ، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود ، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل .والله ورسوله أعلم

عبد الله الفلسطينى
21-04-2012, 20:56
ما شاء الله عليكم
ما شاء الله عليكم
جــــزاكم الله خير ياشيوخنا الغالين على الموضوع القيم و الرائع

عين الحقيقة
05-08-2012, 15:39
موضوع رائع بار ك الله فيك شيخي وفي الاخوة الكرام

معراج الشمس
06-08-2012, 09:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


خلق الله الملائكة من نور وجبلهم على طاعته فلايمكن ان يعصوه ابدا , وهناك معصية في موضوع الطاعة وليس العقيدة لبعض الملائكة وهي في قصة الملك فطرس فقد عاقبه الله تعالى لكن لم يحوله الله الى اي صنف من اصناف عباده , فالملائكة درجات وحسب المهمة التي اوكلها الله تعالى لهم ,
حملة العرش ثمانية ملائكة وهم اعلى درجات الملائكة واعلى منهم سلاطين الملائكة جبريل وميكال واسرافيل وملك الموت عليهم السلام , او قيل ان سلاطين الملائكة هم من حملة العرش والاربعة الباقين هم محمد صلى الله عليه واله وسلم وعيسى عليه السلام وموسى عليه السلام ونوح عليه السلام ,
والعرش كلمة مجازية تعني القدرة على تدبير الكون والاحاطة به , ولكل ركن اركان ,

ابليس عليه اللعنة من الجن خلقه الله من مارج من نار عاش في الارض قبل خلق بني ادم وعبد الله تعالى واخلص له العبادة فعندما غضب الله تعالى على الجن بسبب فسادهم في الارض رفعه الله تعالى اليه وعاش بين الملائكة , لذلك الجن العلوي هم جن من الخلق الاول يعيشون في الافلاك مع الملائكة ,

ودليل ان ابليس من الجن ولايزال لكن شيطان , الايات المباركات ( فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77}

1- اداة الاستثناء (الا) تفيد استثناء ابليس عليه اللعنة من جمع الملائكة لانه كان معهم ولايعني استثنائه من جنس الملائكة بدليل رقم 2-
2- قال ابليس عليه اللعنة( خلقتني من نار) , فهذا دليل ان بداية ابليس جن , وبقى جن بدليل الاية (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) , فهو كان من الجن قبيل السجود ,
وبعد هذه الحادثة لعنه الله فمسخه الى شكله الحالي وهو راس قرد وجسم خنزير وله عضو ذكري وانثوي ويبيض ولايلد , واسمه الحارث , وله وزراء واعوان واولاد وبنات وهو حي حتى الوقت المعلوم ,

اما عبادته التي عبد الله فيها فهي 7 الاف سنة لايعلم اهي من سني الارض او من سني السماء فقد جازاه الله عليه ان اعطاه العمر الطويل والسيطرة على ابن ادم كما طلب هو مقابل عبادته , وفي الجانب الاخر اعطى الله تعالى اسلحة لابن ادم لمواجهته ,

وشكرا لكم

فيصل
19-12-2012, 11:27
ما شاء الله عليك مولاي شيخ الاسرار

لقد استمت اولا وانا امر عبر السطور و استفت من هزه المعلومات الغيمة التي طرحتها في هزا الموضوع الرائع

و الازي ازاح من راسي كثير من الضبابية

بارك الله فيك شيخنا الغالي

و بوركت في الدارين

محمد ابو الياس
25-12-2012, 10:29
نفعنا الله بك شيخي الفاضل سيدي مولاي المهدي شيخ الأسرار وبارك لك في صحتك وعمرك وبصرك وفي كل مارزقك ورحمك ورحم والديك برحمته التي وسعت كل شيء.

الباسل
26-04-2013, 21:52
السلام عليكم بارك الله فى الجميع و شكرا لشيخنا الغالى

ديامون
27-04-2013, 12:17
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يدور في بالنا أسئلة حول الملائكة فهذه نظرة على هذه المخلوقات ...
خلق الله الملائكة من نور قال عليه الصلاة والسلام : ( خُلقت الملائكة من نور , وخلق الجان من مارج من نار , وخُلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم/2996 .
والملائكة مجبولون على طاعة الله : ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) التحريم/6 .
وهم خلق لا يأكلون ولا يشربون وإنما طعامهم التسبيح والتهليل كما أخبر الله عنهم : ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) الأنبياء/20 .
وقد شهد الملائكة بوحدانية الله كما قال سبحانه : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) آل عمران/18 .
و في مقام التشريف اصطفى الله من الملائكة رسلاً كما اصطفى من الناس رسلاً : ( الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس ) الحج/75 .
ولما خلق الله آدم وأراد تشريفه أمر الملائكة بالسجود له : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة/34 .
والملائكة خلق عظيم ولهم أعمال متعددة وهم طوائف كثيرة لا يعلمهم إلا الله فمنهم حملة العرش : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ) غافر/7 .
ومنهم من ينزل بالوحي على الرسل وهو جبريل عليه السلام الذي نزل بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) الشعراء/193 .
ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات وإسرافيل الموكل بالنفخ بالصور عند قيام الساعة .
ومنهم الحفظة الموكلون بحفظ بني آدم وأعمالهم : ( وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ) الانفطار/10-12 .
ومنهم الموكلون بكتابة الأعمال كلها خيراً كانت أو شراً : ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق/17-18 .
ومنهم الموكلون بقبض أرواح المؤمنين : ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) النحل/32 .
ومنهم الموكلون بقبض أرواح الكافرين : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) الأنفال/50 .
ومنهم خزنة الجنة وخدم أهل الجنة : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) الرعد/23 .
ومنهم خزنة جهنم : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد ) التحريم/6 .
ومنهم المجاهدون مع المؤمنين : ( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) الأنفال/12 .
وفي ليلة القدر من شهر رمضان تنزل الملائكة ليشهدوا الخير مع المسلمين كما قال سبحانه : ( ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) القدر/3-4 .
والملائكة لا تدخل بيتاً فيه تمثال أو صورة أو كلب قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ) رواه مسلم/2106 .
والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان ومن جحدهم فقد كفر : ( ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ) النساء/136 .
1- وجوب الإيمان بالملائكة عليهم السلام:
إن الإيمان بالملائكة من الواجبات الإعتقادية، قال الله تعالى
: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285].
فالمؤمن عليه أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله خلق عالماً سماه الملائكة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور المتضمن أسئلة جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وسلم ما الإسلام والإيمان والإحسان: قال - أي جبريل عليه السلام - فأخبرني عن الإيمان، قال - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال - أي جبريل عليه السلام -: صدقت.
ومن أنكر وجود الملائكة،
كان إنكاره كفراً وضلالاً لأنه أنكر ما هو ثابت ثبوتاً صريحاً في القرآن الكريم والسنة الشريفة قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا} [النساء: 136].
- حكمة وجود الملائكة عليهم السلام والإيمان بهم:
إن في وجود الملائكة والإيمان بهم حكماً متعددة منها:
أولاً: أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظم قدرته وبديع حكمته، وذلك أنه سبحانه خلق ملائكة كراماً لا يحصيهم الإنسان كثرة ولا يبلغهم قوة وأعطاهم قوة التشكل بأشكال مختلفة حسبما تقتضيه مناسبات الحال.
ثانياً: الإيمان بالملائكة عليهم السلام هو ابتلاء للإنسان بالإيمان بمخلوقات غيبية عنه، وفي ذلك تسليم مطلق لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة أنقياء أقوياء لكلٍ منهم له وظيفة بأمر من الله تعالى إظهاراً لسلطان ربوبيته وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر، من الوظائف التي أمروا بها: نفخ الروح في الأجنة ومراقبة أعمال البشر، والمحافظة عليها وقبض الأرواح وغير ذلك... .
رابعاً: أن يعلم الإنسان ما يجب عليه تجاه مواقف الملائكة معه وعلاقة وظائفهم المتعلقة به، فيرعاها حق رعايتها ويعمل بمقتضاها وموجبها.
مثال ذلك: أن الإنسان إذا علم أن عليه ملكاً رقيباً يراقبه وعتيداً حاضراً لا يتركه، متلقياً عنه ما يصدر منه، فعليه أن يحسن الإلقاء والإملاء لهذا الملك المتلقي عنه والمستملي عنه الذي يدون على الإنسان كتابه ويجمعه ثم يبسطه له يوم القيامة وينشره ليقرأه قال الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].
خامساً: وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل ملائكة كراماً وسطاء سفرة بينه وبين أنبيائه ورسله عليهم السلام قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِي} [النحل: 2].
وفي ذلك تنبيه إلى عظم النبوة والرسالة، ورفعة منزلة الشرائع الإلهية وشرف العلوم الربانية الموحاة إلى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وإن شرائع الله تعالى مجيدة كريمة، لأن الذي شرعها هو العليم الحكيم الذي أحكم للناس أحكامها ووضع لهم نظامها على وجه يضمن مصالح العباد وسعادتهم وعزتهم الإنسانية وكرامتهم الآدمية.
فالجدير بالشرائع الإلهية وحكمة أحكامها وبديع انتظامها أن تتنزل بها أشراف الملائكة وساداتها على أشراف الخليقة الإنسانية وساداتها ألا وهم الأنبياء عليهم السلام.
مرتبة الملائكة عند الله عزَّ وجلَّ:
قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
هذه الشهادة هي أعظم الشهادات وأقومها وأعلاها، إنها شهادة الله بأنه لا إله إلا هو عز وجل.
ففي هذه الآية الكريمة أن الله تعالى قرن شهادة الملائكة وأولي العلم بشهادته سبحانه وتعالى التي سجلها في جميع كتبه.
وفي ذلك وجوه من العز والشرف والكرامة وعلو المكانة والمرتبة للملائكة الكرام والعلماء المخلصين الذين قرنهم الله تعالى بملائكته:
أولاً: إن الله تعالى استشهد بشهادة نفسه سبحانه وهو أجلُّ شاهد، وكفى بالله شهيداً، ثم بخيار خلقه وهم الملائكة وأولوا العلم، وحسبهم بذلك رتبة عالية وفضلاً عظيماً، وشرفاً كريماً على غيرهم من المخلوقات.
ثانياً: إنه تعالى لا يستشهد من خلقه إلا الشهود العدول المطيعين، فهذه الآية تدل على عدالتهم وثقتهم وأمانتهم وصونهم وتزكيتهم وتنقيتهم.
ثالثاً: إنه تعالى جعل شهادة الملائكة وأولي العلم حجة على المنكرين، فالملائكة وأولوا العلم عند الله بمنزلة براهينه الدالة على توحيده سبحانه.
وقال تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19، 20].
وقال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 26-27- 28].
وقد وصفهم الله في هذه الآيات بأنهم مقربون يداومون على عبادة الله كما أمرهم تعالى ولا ينثنون ولا يكلون ولا يتعبون بل دأبهم الطاعة والاستمرار عليها، وحالهم التسبيح في الليل والنهار فلا يتوقف نشاطهم عن التسبيح والتمجيد لله تعالى.
ووصفهم بأنهم عباد لهم شأن كريم ومقام عظيم ونعتهم بكمال الطاعة، والانقياد لأمره تعالى،وأنهم بأمره يعملون لا من تلقاء أنفسهم، فهم على مراقبة دائمة في جميع تقلباتهم وحركاتهم وسكناتهم، لأنهم يوقنون أن علمه سبحانه محيط بهم، وهم لا يشفعون إلا لمن أرتضى الله تعالى أن يشفعوا له، وأنزلهم مقام الخوف والخشية منه وكفى هذا المقام رتبة.
وقال الله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 19-20].
وقال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ } [فصلت: 37- 38].
- فالملائكة عليه السلام لا يصيبهم تعب من عبادة الله تعالى ولا فتور ولا كلل من تسبيحه سبحانه وتمجيده، بل حياتهم ودأبهم هي طاعة الله تعالى وعبادته وتسبيحه وتحميده.
وقال تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [شورى: 5].
- فهم يستغفرون لمن أذن الله أن يستغفروا له، فيجيب الله استغفارهم لمن في الأرض، لأنه هو الغفور الرحيم.
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم مشهداً من مشاهد عبادتهم فقال:
"إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أَطَّتْ السماء وحُقَّ لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته لله تعالى ساجداً، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" رواه الترمذي وأحمد.
وقال تعالى: { والصَّافَّاتِ صَفّاً} [الصافات: 1].
فقد أقسم الله تعالى بطوائف من الملائكة الصافات للصلاة والعبادة بين يدي رب العالمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ؟" قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " يقيمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف" رواه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم.
قال الله تعالى في خوف الملائكة:
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50].
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28].
يصف الله ملائكته بأنهم يخافونه ويخشونه لأنه سبحانه مالك ذواتهم وبيده مقاليد أمورهم، وخوفهم، خوف إجلال وإعظام وإن كانوا آمنين من عذاب الله تعالى، وإن خوفهم من الله نشأ لعلمهم بالله عز وجل وبحقه.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
إن العلماء يخشون الله لأنهم أعلم بالله من غيرهم، فأعلم الناس بالله تعالى هم أخشاهم لله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام: "أمَا والله إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية" رواه البخاري.
ومع خوفهم وخشيتهم يعلمون أن أحداً لا يقدر الله حق قدره من الثناء عليه والحمد له وتسبيحه وتكبيره والعبادة له.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كفٍّ إلا وفيه ملك ساجد أو ملك راكع، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً: ما عبدناك حق عبادتك إلا أنّا لا نشرك بك شيئاً" رواه الطبراني وغيره.
أعداد الملائكة عليهم السلام:
إن عدد الملائكة لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ، فهم لا يحصون في علم المخلوقات لكثرتهم الكاثرة قال الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ} [المدثر: 31].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطت السماء، وحُقَّ لها أن تئط، ما فيها موضع قدم إلا وفيه ملك ساجد أو راكع".

وشكرا لكم وشكر خاص لشيخنا وأبونا شيخ الأسرار على هذا الموضوع الجميل

نار الله
27-04-2013, 21:46
شيخي الحبيب والفاضل زادكم الله نورا على نور وحفظكم ربي موضوع اقل ما يمكن ان يقول عنه قيم ووضح لنا الكثير من الامور التي كانت تجول في خواطرنا وربما تسائلنا عنها في حياتنا كثيرا.....فبارك الله فيكم شيخي الفاضل والغالي على هذذه النفحة الطيبة وبانتظار التتمة بفارغ الصبر.

القابض على الجمر
27-10-2013, 12:25
بسم الله الرحمن الرحيم صححت إلي عدة أشياء شيخي الكريم الله يحفضك

الفقير النورانى
09-05-2014, 22:31
ما شاء الله تبارك الله جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك
ونسأل الله ان يرزقك صحة في إيمان
وإيمانا في حسن خلق ورحمة منه ورضوانا

القبعة الرمادية
12-01-2023, 21:04
ما شاء الله و سبحان الله


تعلمت الكثير منكم بارك الله فيكم