المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب الرسول علية افضل الصلاة والسلام



روح
21-11-2010, 06:16
حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - تابع لحب الله تعالى ، ولازم من لوازمه ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حبيب ربه سبحانه ، ولأنه المبلغ عن أمره ونهيه ، فمن أحب الله تعالى أحب حبيبه - صلى الله عليه وسلم - وأحب أمره الذي جاء به ؛ لأنه أمر الله تعالى .
ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحب لكماله، فهو أكمل الخلق والنفس تحب الكمال ، ثم هو أعظم الخلق - صلى الله عليه وسلم - فضلاً علينا وإحسانـًا إلينا ، والنفس تحب من أحسن إليها ، ولا إحسان أعظم من أنه أخرجنا من الظلمات إلى النور ، ولذا فهو أولى بنا من أنفسنا ، بل وأحب إلينا منها .
هو حبيب الله ومحبوبه .. هو أول المسلمين ، وأمير الأنبياء ، وأفضل الرسل ، وخاتم المرسلين .. - صلوات الله تعالى عليه - .
هو الذي جاهد وجالد وكافح ونافح حتى مكّن للعقيدة السليمة النقية أن تستقر في أرض الإيمان ونشر دين الله تعالى في دنيا الناس ، وأخذ بيد الخلق إلى الخالق - صلى الله عليه وسلم - .
هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وجمّله وكمّله : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/4) ، وعلمه : (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء/113) وبعد أن رباه اجتباه واصطفاه وبعثه للناس رحمة مهداة : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء/107) ، وكان مبعثه - صلى الله عليه وسلم - نعمة ومنّة : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )(آل عمران/164) .
هو للمؤمنين شفيع ، وعلى المؤمنين حريص ، وبالمؤمنين رؤوف رحيم : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(التوبة/128) - صلى الله عليه وسلم - .
على يديه كمل الدين ، وبه ختمت الرسالات - صلى الله عليه وسلم - .
هو سيدنا وحبيبنا وشفيعنا رسول الإنسانية والسلام والإسلام محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وسلام ، اختصه الله تعالى بالشفاعة ، وأعطاه الكوثر ، وصلى الله تعالى عليه هو وملائكته : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب/56) صلى الله عليك يا سيدي يا حبيب الله ، يا رسول الله ، يا ابن عبد الله ورسول الله .
هو الداعية إلى الله ، الموصل لله في طريق الله ، هو المبلغ عن الله ، والمرشد إليه، والمبيّن لكتابه والمظهر لشريعته .
ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من حبّ الله تعالى فلا يكون محبـًّا لله عز وجل إلا من اتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - لا يأمر إلا بما يحب الله تعالى ، ولا يخبر إلا بما يحب الله عز وجل ، التصديق به ، فمن كان محبـًا لله تعالى لزمَ أن يتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيصدقه فيما أخبر ويتأسَّى به - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل ، وبهذا الاتباع يصل المؤمن إلى كمال الإيمان وتمامه ، ويصل إلى محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وهل محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من محبة الله تعالى ؟! وهل طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا من طاعة الله عز وجل ؟! : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31) .
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الشريفة : " إن هذه الآية الكريمة حاكمة على من ادعى محبة الله تعالى وليس هو على الطريقة المحمدية ، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ)) ولهذا قال الله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول كما قال بعض الحكماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشـأن أن تُحبَّ .
وحبّ سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يقول - عليه الصلاة والسلام - : ((من أحب سنتي فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة)) .
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها مكانتها ومنزلتها ، فرتبتها تلي رتبة القرآن الكريم ، فهي في المنزلة الثانية بعد كتاب الله عز وجل ، توضح القرآن الكريم وتفسره وتبين أسراره وأحكامه ، وكثير من آيات القرآن الكريم جاءت مجملة، أو عامة ، أو مطلقة ، فجاءت أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعماله كاشفة للمراد الإلهي وموضحة له عندما فصّلت المجمل ، أو قيدت المطلق ، أو خصصت العام : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )(النحل/44) .
وهي الينبوع الثاني من ينابيع الشريعة الإسلامية .
هي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد كتاب الله عز وجل : (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)(آل عمران/164) والحكمة هنا : السُّنَّة .
ولقد أمرنا المولى سبحانه باتباعها ونهانا عن مخالفتها : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر/7) ليس لنا إلا التسليم المطلق بها والإذعان لأحكامها : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم)(الأحزاب/36) .
كما جعل سبحانه التسليم بها دلالة وعلامة على الإيمان الحق الصادق : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(النساء/65) .
وهي حجة في التشريع ؛ لأنها وحي يوحى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)(النجم/3 ، 4) .
من أجل ذلك كانت أقواله وأعماله - صلى الله عليه وسلم - بوصفه رسولاً - داخلة في نطاق التشريع .
وما دامت أحكامه صادرة عن طريق الله تعالى : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ )(النساء/105) ، وما دام هو مهدي إلى صراط الله تعالى وهو يهدي إلى صراط الله عز وجل ، فعلى الناس الائتمار بأمره ، والابتعاد عن نهيه : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر/7) .
فإذا كان الأمر كذلك ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف نحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
إن حبه - صلى الله عليه وسلم - يكون بتعظيمه وتوقيره واتباع سنته والدفاع عنها ونصرة دينه الذي جاء به ، وبمعنى آخر أن نحبه كما أحبه أصحابه - رضوان الله عليهم - .
فمن المعلوم أن المجتمع المكي كان مجتمعـًا كافرًا فجاءه النور المبين - صلى الله عليه وسلم - ، فدعا إلى الله سبحانه ، ولقي ما لاقى من الصد والإعراض والأذى ، وأبى أكثر الناس إلا كفورا ، وفتح الله سبحانه بعض القلوب لهذه الدعوة الخالدة ، ولهذا النور المبين ، فدخلت مجموعة بسيطة في دين الله سبحانه ، فكيف كان الحب بينهم ؟
لقد بدأ هذا الحب بينهم وبين من أخرجهم الله تعالى به من الظلمات إلى النور، بينهم وبين محمد - صلى الله عليه وسلم - .
فهذه زوجه خديجة - رضي الله عنها - ومنذ اللحظة الأولى التي أبلغها فيها بنزول الوحي ، هاهي تدفع - رضي الله عنها - عنه ، وتثبت فؤاده بكلمات تبدو فيها المحبة ، جلية ، إذ تقول : " كلا والله ، ما يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الدهر " .
ولئن كانت هذه زوجه ، فانظر ما فعل أبو بكر - رضي الله عنه - يوم وقف في قريش خطيبـًا يدعوهم إلى الإسلام ، وما زال المسلمون في المرحلة السرية للدعوة، وعددهم قليل ، فقام إليهم المشركون يضربونهم ضربـًا شديدًا ، وضرب أبو بكر - رضي الله عنه - حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه ، فجاء قومه بنو تيم فأجلوا المشركين عنه وأدخلوه منزله وهم لا يشكون في موته - رضي الله عنه - ، وبقي أبو بكر - رضي الله عنه - في غشية لا يتكلم حتى آخر النهار ، فلما أفاق كان أول ما تكلم به : " ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " فلامه الناس .
لاموه على أن يذكر محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في مثل هذا الموقف الذي يفترضون فيه أن يذكر نفسه ، وأن يتحسر على حاله .
لاموه فما أبه لهم ، وصار يكرر ذلك ، فقالت أمه : " والله ما لي علم بصاحبك محمد " ، فقال : " اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه " ، وكانت أم جميل امرأة مسلمة ، فلما سألتها أم أبي بكر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت أم جميل حُبًّا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحرصـًا عليه : " لا أعرف محمدًا ، ولا أبا بكر " ثم قالت : " تريدين أن أخرج معك ؟ " قالت : " نعم " ، فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر - رضي الله عنه - فوجدته صريعـًا ، فصاحت وقالت : " إن قومـًا نالوا هذا منك لأهل فسق ، وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم " فقال لها أبو بكر - رضي الله عنه - : " ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " فقالت له : هذه أمك تسمع " ، قال - رضي الله عنه - : " فلا عين عليك منها " - أي أنها لن تفشي سرك - فقالت : " سالم هو في دار الأرقم " فقال - رضي الله عنه - : " والله لا أذوق طعامـًا ولا أشرب شرابـًا أو آتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فقالت أمه : فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ ، حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقّ له رقّة شديدة ، وأكب عليه يقبله ، وأكب عليه المسلمون كذلك، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : " بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي ، وهذه أمي برَّةٌ بولدها فعسى الله أن يستنقذها بك من النار " ، فدعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.
أيُّ حبٍ تكنه يا أبا بكر لصاحبك ؟! أما انشغلت بنفسك وجراحك ووجهك الذي تغيرت معالمه ؟ لو شغلتك آلامك لما لامك أحد من العالمين ، ولكن ماذا تصنع بحب ملك عليك كل جوارحك ؟
إنه يحب في محمد - صلى الله عليه وسلم - الخُلق الذي طالما امتدحوه به قائلين : هذا الصادق الأمين .
إنه يحب فيه الخُلق الحسن ، والرأي السديد ، والعشرة الطيبة ، وكل ذلك قد خبره محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وهو اليوم يحب فيه إلى جانب ذلك كله النبي - صلى الله عليه وسلم - .
أما خبر سعد بن الربيع - رضي الله عنه - فعجيب ، حيث سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((أفي الأحياء سعد أم في الأموات ؟)) فخرج أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - يستطلع الخبر ، فوجده في الرمق الأخير ، فقال سعد : " بل أنا في الأموات ، فأبلِغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عني السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنَّا خيرًا ، ما جزى نبيـًا عن أمته " ، ثم قال لأبي : " وأبلغ قومك عني السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وفيكم عين تطرف " ، ثم لم يبرح أن مات ، فجاء أبي بن كعب - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((رحمه الله ، نصح لله والرسول حيـًا وميتـًا)) .
ومن حب الأنصار لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رواه ابن هشام في سيرته من أنه مر - صلى الله عليه وسلم - بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظفر ، فسمع البكاء والنواح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبكى ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - : ((لكن حمزة لا بواكي له ! )) فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير - رضي الله عنهما - إلى دار عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن ، ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما سمع بكاءهن على حمزة - رضي الله عنه - خرج - صلى الله عليه وسلم - عليهنَّ وهنَّ على باب المسجد يبكين عليه ، فقال : ((ارجعن يرحمكنَّ الله ، فقد آسيتن - عزيتن وعاونتن - بأنفسكنَّ)) ، وفي رواية أنه قال - صلى الله عليه وسلم - لما سمع بكاءهنَّ : ((رحم الله الأنصار ، فإن المواساة منهم ما علمت لقديمة، مروهنَّ فلينصرفن)) .
ومما يذكر أيضـًا من هذا الحب الذي لا نهاية له حكاية تلك المرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأُحد ، فلما نُعُوا لها قالت : " فما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " قالوا : " خيرًا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين " ، قالت : " أرونيه حتى أنظر إليه " ، فأشير لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : " كل مصيبة بعدك جلل " - أي صغيرة- .
مقابلة الحب بالحب
وبما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودينه الذي جاء به هو مصدر هذا الحب ، فمن البداهة أن نرى حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ، وكيف بادلهم حبـًا بحب ، ومودة بمودة ، وسأسوق في ذلك حادثة كلما ذكرتها أو قرأتها أعظمت المحب والمحبوب .
كان ذلك عقب غزوة حنين ، حيث حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - في توزيعه للغنائم على أن يتألف بها من دخل في الإسلام من أهل مكة وقبائل العرب ، ولذا فقد كانت معظم الغنائم بينهم ، إن لم تكن كلها ، ولم يجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها للأنصار نصيبـًا ، فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت فيهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة - رضي الله عنه - من الأنصار ، فقال : " يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما فعلت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسّمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((فأين أنتَ من ذلك يا سعد ؟ )) ، قال : " يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة)) فلما اجتمعوا أتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : ((يا معشر الأنصار : مقالة بلغتني عنكم ، وجِدَةَ عتاب وجدتموها عليَّ في أنفسكم ؟ ألم آتِكم ضُلالاً فهداكم الله ، وعالة - فقراء - فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟)) قالوا : " بلى ، الله ورسول الله أمن - أكثر نعمة - وأفضل " ، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - : ((ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟)) قالوا : " بم نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنّ والفضل " ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدِّقتم : أتيتنا مكذبـًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك ، وعائلاً فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم فيَّ لعاعة - بقلة خضراء ناعمة - من الدنيا تألفت بها قومـًا ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبـًا - طريقـًا بين جبلين - وسلكت الأنصار شعبـًا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار)) ، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم - بلوها بالدموع - وقالوا : " رضينا برسول الله قسمـًا وحظـًا " .
ولئن كان هذا مع الأنصار عامة ، فقد كان مع بعض المسلمين ، فقد قال أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا رسول الله ، أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة ، وتركت جعيل بن سراقة الضمري " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض - ما يملأها حتى يطلع عنها ويسيل - كلهم مثل عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، ولكني تألَّفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه)) .
ألا ما أعظم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - حبيبـًا محبوبـًا ، وما أعظمه محبـًا يضع الأمور في نصابها ، ويعطي كل ذي حقٍ حقه وكل ذي قدرٍ قَدْرَه - صلى الله عليه وسلم - .
علم صحبه الكرام - رضوان الله عليهم - الحب بحبه لهم فأحبوه ، وكان هذا الحب منهم علامة إيمانهم ، وشعلة عقيدتهم ، وطريقهم لرضوان ربهم .
وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31) .
المصادر : كتاب " الحب في القرآن " للدكتور : محمود بن الشريف ، وكتاب " الحب في الله " للأستاذ : وصفت أحمد عوض .

منقول من الشبكة الاسلامية

سارة
21-11-2010, 08:32
اختي الغالية روح
مقال رائع اشكرك عليه
لااحد ينكر مكانة الرسول فهو من اختاره الله لرسالته الاخيرة ولو اني كثيرا مافكرت بكلمة الرسالة الاخيرة من الله
هو من جائنا بالقران الكريم هو من بلغنا كلام الله هو من جاء ليهدي الناس للحق هو من نشر الاسلام في ارض الله الواسعة
هو من اتصف بالخلق والاخلاق الحسنة والحكمة والمعاملة وكان موجها للناس من خلال تصرفاته واخلاقه الحميدة والحسنة
ولكن مايحيرني فعلا كيف يمكن لنبي الله ورسوله للبشرية ان يكون مزواجا بكل هذا الكم من النساء وان استطعت ان اقول انه اراد بزواجاته ان يترك عبرة للناس من بعده بوجوب الزواج من يهودية ومسيحية و.... كل هذا قد يكون ممكنا ولكن ان يرغب بطفلة ابنة تسع اعوام لم استطع ان ارى ايه حكمة فيها سوى رغبة شيخ كهل بطفلة
لايبرر الامر بعض ماقرات باانه في ذلك العصر كانت الفتاة تنضج باكرا ولكنها التاسعة من العمر قد لايكون قد اتم زواجه الا بعد ان ابلغت ولكن لايعني انه لم يرغب بها وهي طفلة بربئة وصغيرة هذه المعادلة حيرتني واربكتني وجعلتني اضع خطا احمر على بعض جوانب تكوين شخصية رسولنا الكريم
لاننكر ان هناك الكثير من الرجال الكبيرين في السن في عصرنا يرغبون بالاطفال ولكن ماذا يطلق عليهم من اسم اظن انهم يصنفون تحت اسم ...........
من يحب النساء او من تحب الرجال بشكل كبير ويميلون الى التعددية هم اكثر الناس تعلقا بالدنيا وشهواتها ولكنه رسول الله اتى لينظم شهوات الناس ويهديهم الى صراط مستقيم
الرسول بشر ويحب ويكره وياكل وينام ويشتهي ويتزوج وقد يكون قد تزوج كل هذه الزواجات كما قلت ليترك عبرة للناس ولو انه كان من الممكن ان تكون العبرة بشكل اخر كاية في القران الكريم بحديث له ولكن رغبته بطفلة حيررررررتني
شكرا لك بكل الاحوال ولااظن ان اي رد سيقنعني لااني قرات خلال اكثر من 30 سنة ولم اجد جواب فلن اجده الان
لذلك اجبت نفسي ياانه بشر وله رغبات وشهوات وهو حق بشري وتوج رغبته يطفلة بزواج علني والطرفين كانا موافقين الطفلة وولي امرها لذلك ومن ايماني بحرية الانسان وجدت الامر طبيعي وكان النبي رسولا ونبيا ولكنه بشر فيجب ان اتبع كتاب الله ومايتلائم مع عقلي وعصري من سنة رسول الله

شيخ الأسرار الباطنية
21-11-2010, 21:44
رواية زواج النبي عليه السلا م من عائشة هى روايات كاذبة لأنه لم يكن يتم تسجيل المواليد فى هذا العصر ، وكل تلك الروايات عن الصحابة والنبى محمد عليه السلام بدأ تدوينها المنظم فى العصر العباسى الثانى ـ اى بعد موت النبى بقرنين وأكثر. ومن الخطأ إعتبارها حقائق مسلما بها ، إذ لا بد من تعقلها و تمحيصها ـ وبعد البحث و التمحيص يكون رأينا فيها أيضا مجرد رأى بشرى يخطىء و يصيب ـ وكل ما فى التاريخ و السيرة و ما يسمى بالحديث و السنن مجرد وجهات نظر بشرية تتاثر بعصرها وقائليها وليست جزءا من دين الاسلام ، وبالتالى ليست حجة على الاسلام أو الرسول عليه السلام ..

لدى وجب التنبيه من الروايات المنسوبة للرسول عليه السلام .. و عدم الأخد بها كحجج .. و الأخد بما جاء في القران الكريم فقط .

و الله الموفق

سارة
23-11-2010, 21:23
موضوع صحة زواج النبي بطفلة لايصنف تحت اسم حديث مدسوس او ضعيف او ماشابه
هذا سيدخلنا الى شئ اسمه تاريخ
وان كان التاريخ غير صحيح سيدخلنا الى ابواب وقد يتجاوز موضوع سيرة الرسول وحياته الى أمور تتناول صحة المعتقدات
لذلك وحتى لاندخل في متاهات لنأخذ من القرأن الكريم فقط حتى بالنسبة لرسولنا الكريم
وشكرا

شيخ الأسرار الباطنية
24-11-2010, 14:10
موضوع صحة زواج النبي بطفلة لايصنف تحت اسم حديث مدسوس او ضعيف او ماشابه
هذا سيدخلنا الى شئ اسمه تاريخ
وان كان التاريخ غير صحيح سيدخلنا الى ابواب وقد يتجاوز موضوع سيرة الرسول وحياته الى أمور تتناول صحة المعتقدات
لذلك وحتى لاندخل في متاهات لنأخذ من القرأن الكريم فقط حتى بالنسبة لرسولنا الكريم

السرد للقصة جاء مختلفا في عدد من كتب الحديث حيث كل ما كنت اعرفه هو عبارة عن روايات تقول بأن عمر عائشة كان 7، و أخرى تقول بأنه كان 9 ، بل و ذهب البعض الى 14 مما لا يدع مجالا للشك بأنها كلها روايات تفيد الشك لا اليقين..

و السؤال كيف يقبل أهل الدين لدينا ان يقال هذا على رسولنا الحبيب لكن لما تسال احد من ذوي الاختصاص الديني .. يقول لك البنية الجسمانية في ذلك الزمن و نظرا للمنطقة فالمراة تنموا بسرعة ... انا لن اناقش معهم هذه الردود التي لا يقبلها عقل لكن ساناقش .... هل فعلا تزوج رسول الله عليه السلام عائشة في السادسة او التاسعة كما تقول كتب الصحاح؟

دعونا نلقي نظرة على كتب التاريخ و ما ذكرته في هذه المسالة
اولا قبل التكلم عن سن الزواج سنتكلم عن اسماء بنت ابي بكر اخت عائشة
ولدت اسماء في مكة المكرمة في قبيلة قريش اخوها عبد الله بن ابي بكر اكبر منها ببضع سنوات و هي اكبر من اختها عائشة بعشر سنوات و اختها من ابيها و هي من الذين ولدوا قبل الهجرة ب 27 عاما توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بعد مقتل ابنها بقليل ، عن عمر يناهز مائة سنة
(يمكنك مراجعت المصادر التي تكلمت عن تاريخ اسماء بنت أي بكر للتاكد من التواريخ)
دعونا نناقش هذه التواريخ اسماء بنت ابي بكر توفيت سنة 73 هجرية وعن سن يناهز 100 سنة
بعملية حسابية بسيطة نرى ان سن اسماء بنت ابي بكر سنة واحد هجرية كان 27 عاما و كما ذكرنا سابقا ان الفرق بين اسماء و اختها عائشة كان عشر سنوات يعني ان عائشة ام المؤمنين كان سنها عند الهجرة 17 سنة و كما تقول الروايات فقد تجوزها الرسول الحبيب في السنة الثانية او الثالثة على حسب اقوالهم يعني بحسب هذه الاعمار فسن عائشة انذاك 18 سنة أو 19 سنة و هذا منطقي جدا و يبين ان ما افتروه على رسول الله من انه تزوج بطفلة الرسول منه بريئ و ارجع و اقول لان هذه كلها تاريخ منها الصادق و الكاذب و لا اعتبرها جزءا من الدين لكن اردت فقط ا ن ابين التناقض الحاصل في المسالة
فهل ستدافع على رسولك الحبيب و تقول كذب البخاري في افتراءه ؟؟ ام انك ستهاجم و تقول كذب منكرو السنة ؟

و القران الكريم وااااضح و صريح .. بأن الزواج لا يكون الا ببلوغ الحلم أي بالبلوغ التام سواء للفتاة او الفتى ..

تسابيح من نور
25-11-2010, 22:15
يعطيك العافيه فعلا تفسير منطقي جدا و عقلاني

محمدالامين
29-11-2010, 18:55
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
جزاكم الله شيخ الاسرار خير الجزاء على هذا الرد الرائع والمنطقي . حب الرسول الاكرم فرض من الله
الم يذكر في كتاب الله المجيد بان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبامر الله سبحانه وتعالى عز من قال
بسم الله الرحم الرحيم ( والنجم اذا هوى * ماضل صاحبكم وماغوى * وماينطق عن الهوى * أن هو الا وحي يوحى * علمه شديد القوى ) صدق الله العلى العظيم سورة النجم ...... فاذا كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاينطق بكلمة الابوحي من الله سبحانه وتعالى فهل يستطيع التصرف بافعاله وشهواته وكثرة زيجاته ويكون رجلا مزواجا
يشتهي فتاة وننسب له هذه الصفات الناسوتية ... من واجبنا وحق علينا ان ننزه شخص الرسول الكريم عن كل صفة نمتاز بها نحن .... ونؤمن بما انزل في كتاب الله ( لاينطق عن الهوى )
اذا فالحكمة من هذا الزواج هي ارادة الهية والا فنحن نبخس حق . سيد الكائنات نبي الرحة صلوات الله علية واله وسلم

الباسل
23-09-2014, 18:27
شكرا لك شيخنا على التوضيح و الانارة و لك منى الفاتحة و الدعاء

لان التاريخ حافل بالاكاذيب و التلفيق لمصالح سياسية و غيرها

خاصة فى العهد الاموى و العهد العباسى لذلك وجب على كل مسلم اعمال عقله و التفكر و التدبر و البحث

لمعرفة حقائق طمست و حرفت

شكرا على التوضيح

مجد الدين
24-09-2014, 12:02
ان التاريخ حافل بالاخطاء و التحريفات و هذا مما لا شك فيه و كما قال الاخ الباسل فهناك مصالح
سياسية لمثل هذه التلفيقات و لكن مع وجود شيخنا الكريم انار الله دربه فلا خوف علينا و لا هم يحزنون :D

بوركت يا شيخنا و يسلموا على التوضيح