المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهاد



شيخ الأسرار الباطنية
28-01-2012, 17:05
المھَاد
یعیش الإنسان الیوم ھو أبعد وضعا ما یكون عن ما یفترض أن یعیشھ بموازاة التقدم العلمي
والتكنولوجي والآلي الذي یتشدق بھ ، ویفتخر ببلوغھ ، ویملأه الزھو لامتلاكھ ناصیتھ . إنھ
وضع أو حالة ھوس وقلق وحیرة قاتلة وخوف رھیب من المجھول ، من الغد ، ومن نفسھ .
لقد بدا كأن ھذا التقدم جاء یحمل في طیاتھ الدمار ، بل ھو كذلك ، وظھر في الأخیر أن
ھذا الإنسان (إنسان الیوم) عاد یعیش جاھلیة أخرى إنما من نوع أكثر خطورة من الأولى ،
وأنھ یسعى حثیثا إلى نھایتھ من حیث یعتقد أنھ یسرع الخطى صوب سعادتھ ورفاھھ .
فلا الإیدیولوجات المستحدثة حلت معضلاتھ مع نفسھ ومع الغیر، ولا الآلات والأجھزة
المعقدة التي وصل إلیھا فكت أزماتھ أو أعطت عن أسئلتھ اللامتناھیة ناجع الأجوبة
والعواقب. ولا تطلعھ إلى إلى غزو الأكوان المحیطة بھ أخرجھ من ضیقھ وإحساسھ بالكبت
والاختناق ، وفي الأخیر ماذا فعل؟ إنھ یبحث عن عوالم جدیدة یدفن فیھا فشلھ في التعامل مع
محیطھ وكونھ وبیئتھ وحتى مع نفسھ .
إنھ الآن یسعى على إیجاد مناخ آخر جدید ملائم للعیش بعیدا عن الأرض ، فھل ھي حق ا
مجرد محاولات للاستكشاف كما یدعي جھارا ، أم أن في الأمر رغبة مبیتة للفرار دفعھ إلیھ ا
تبرمھ من الاستمرار فوق ھذا الكوكب الفاسد؟...ثم إذا كان ھذا الكوكب قد فسد حقا فمن الذي
كان سببا في قیام ھذا الفساد أصلا؟ ألیس ھو إنسان الیوم نفسھ؟!
إن ھذا الإنسان تراه یقول بعد قطع أشواط من التواجد فوق ھذه الأرض الآن بنحو الثلاثین
ملیونا من السنین : إن عشیراتھ الموغلة في القدم كانت تعیش على سطح القمر ، أو على
سطح أي كوكب آخر مماثل ، وإنھا دمرت نفسھا بما بلغت إلیھ من علم وتقدم وتكنولوجی ا
(كما ھو الحال علیھ الیوم) ولم ینج منھا سوى اثنین نزلا بوسیلة ما إلى الأرض وبدء ا
التجربة من جدید...فھل یخشى ھذا الإنسان إذن أن تتكرر المأساة عملا بمبدأ دوران التاریخ
، ولذلك أخذ یبحث لنفسھ عن ملجأ جدید یمنحھ فرصة البدء وإعادة نفس الدورة؟.. إن ھذ ا
السؤال لیحمل جوابھ معھ ، فلیس بوسع كل أناس الیوم أن یؤمنوا بالغیب فیصدقوا بالیوم
الآخر والساعة وما یتبعھا من مشاق وأھوال ، فقد سلبت الآلة والتكنولوجیا عقول بعضھم ،
وسلبت أسالیب السحر والشعوذة عقول وأفئدة بعض آخر، وجر الإلحاد والشرك المقیم بعض ا
ثالثا إلى نقط اللاعبور واللاعودة...ولم یبق غیر النزر القلیل جدا ، من ھذه الملاییر الأربعة
من بشر الیوم ، ممن لاتزال في قلوبھم ومضات من الإیمان ، وفي عقولھم رشفات من
الحكمة ، وفي أعمالھم وسلوكاتھم لمحات من التخلق والالتزام .
إن الإنسان یحمل خوفا وراثیا تجاه الغیب ، ولكن ، تراه حین یطرح سؤالا غیبیا لا یقبل
بجواب غیبيّ ! وھذا أمر یدعو على العجب ! فھل في الإمكان أن نجد یوما جوابا تجریبی ا
مخبریا ملموسا لسؤال غیبي؟ إن ذلك غیر ممكن بتاتا ، ولذلك ، بعث الله سبحانھ الأنبیاء
والرسل بعلم من لدنھ وبمعجزات مخرصة لیحكموا الإجابات على ھذا الضرب من الأسئلة .
وما على الإنسان بعد ذلك إلا أن یصدق ویؤمن فیأمَن ، أو أن یكذب ویستكبر فیھيء جسده
ونفسھ لما ینتظره من معاناة في العاجلة والآجلة .

جاء في كتاب

((المھاد)) : ((أن الفضاء واسع ، وعقل الإنسان ضيق جدا ، خيالا ولا حقيقة ، فوسائل

البحوث الفضائية ضئيلة جدا ، وتعتبر مجرد لعبة أمام المجھول الذي يكمن فيه جميع أنواع الأسلحة
التي يجھلھا الإنسان ، والطريق طويل جدا ، والوقت قصير جدا ، والوسائل غير جاھزة ، والعلم غير
متوفر ، مما جعل الباحث في الكون حقيرا ، يحتقره العالم المجھول حوله ، ويحتقره الغيب غير
المدرك . بل يحتقر نفسه لأنه لا يعرف(جيدا) نفسه ، ولا يعرف من أين أخذ صورته ولا شكله ، ولا
قدرة نطقه وإدراكه وفھمه ، فكان ھذا الجاھل ھو اللعبة بين يدي الجھل الذي يشده إليه ، ويدخله عالم
الظلمات الذي جعل الله فيه ينابيع حكمة غير محكمة ، وأصل علم جھلي في أصله ، عالم الظلمات الذي
يجد فيه الكافر خيال ما تمنى ، وواقعا غير حقيقي لما يجھل ، وعلوما يمكن بھا صنع ما لا يثبت حقيقة
المجھول ، بل يثبت كفر الكافر فقط ، لذا كانت الوسائل الحالية غير محكمة وغير جاھزة ، ولن يصل
بھا الإنسان إلى شيء يمكن به الخلود...


))

إن الكاتبین ھنا یریدان أن یلفتا النظر إلى الوسیلة الثانیة لبلوغ الخلود


((السعید)) والملك الدائم،

وسیلة الإیمان والاستقامة وتقوى الله ، والالتزام بما أوجب على عباده الالتزام بھ من حدود
وجب حقا الانضباط عندھا .
بعد ذلك یأتي ھذان الباحثان إلى جزء الحرج من كتابتھما


((المھاد)) فیقرران استقاء من

الباطن أن الإنسان في محاولاتھ بلوغ القمر لم یبلغھ قط ، وإنما ظن أنھ فعل ، لأنھ في الحقیقة
– كما أوردا – نزل في أرض أو كوكب ھو صورة للقمر ولیس القمر نفسھ . فالإنسان
المتوجھ إلى القمر على متن مركبتھ بمجرد أن یخترق المجال الأرضي یدخل منطقة ھي
منطقة السراب(وقد جعلھا الله سبحانھ لیحمي بھا آیاتھ الحقیقیة من عفن الإنسان وتسلطھ)
فیرى أمامھ القمر في نفس الصورة ونفس البعد ونفس الاتجاه إلا أنھ لیس القمر حقیقة .
وینزل فیھ وما ھو بنازل فیھ ولا واطئ أرضھ!
إن كل ما نراه حولنا ، منھ ما ھو إلا خیال واقعي یكاد یكون واقعا حقیقیا في حساب إدراكن ا
المحدود لھ ، أما الأصول فمصونة عن العبث ، محفوظة من لدن خالقھا ، وإلا فھل یعقل أن
یدع الله سبحانھ آیاتھ في أصولھا طوع إنسان متسلط متكبر مستھتر ، أسكره نجاحھ الخادع ،
وعربدتھ أشواط لا یدري أنھ یخطوھا نحو فجیعتھ لا نحو ملكھ وخلوده كما یحلم ویتوقع ؟
إن ھذا الطرح الباطني ما یعتقد إنسان الیوم(أو إنسان حرب النجوم) أنھ وصل إلیھ
سیظل لغزا ومعضلة بین الباطنیین والتجریبیین إلى یوم یبعثون . فالعلم الباطني یؤكد أن
الكون الذي نعیش في أحضانھ ما ھو سوى صورة مطابقة تماما للكون الحقیقي الذي سیعیش
فیھ بعد البعث . ولذلك فقد وردت في القرآن الكریم ، آیات تشیر على ھذا الشبھ بین ما سیجده
الإنسان في الآخرة ، وما كان بین یدیھ في الحیاة الدنیا ، فالفاكھة مثلا في الجنة شبیھة بفاكھة
الأرض إلا أنھا أكثر طھارة ونضارة وكمالا ، وكذلك الشأن بالنسبة للنار ، فنار الدنیا لیست
تساوي شیئا بالقیاس مع نار جھنم(الحقیقیة) التي لا تمثل ھذه الشمس رغم ما یقال عن
حرارتھا الخیالیة سوى جزيء یسیر من تفاعلاتھا المحرقة .
خلاصة القول في ھذا الشأن ، إن ھذا الخلاف ھو إحدى الخلافات التي ستظل قائمة ،
والخصومات التي ستبقى محتدة إلى یوم تزوج الأنفس ، وتزوج المشاھد ، وتنطبق الصور
على الأصول فتظھر الحقیقة وینمحي الخلاف ، وینتھي الشك ویھدأ الجدل .
لقد أشارت بعض الآیات القرآنیة الكریمة إلى وجود


((بشر آخرین))، وفي ھذا الباب یؤكد كاتب ا

((


المھاد)) أن ھذه الظاھرة قائمة فعلا ،(وھي ظاھرة باطنیة الأصل) وأن ھؤلاء البشر

یعمرون أرضا مجاورة لھذه غیر مرئیة لدینا لأننا لا نتوفر على السوائل الكفیلة بالكشف
عنھا ، ربما لأنھا توجد في ذبذبات فوق أو تحت ذبذباتنا أو ما شابھ ذلك ، وأن ھؤلاء
یتوفرون على معدات وأجھزة تفوق تقدما ما نتوفر علیھ نحن بزھاء خمسة قرون ، وأن
آلاتھم تلك تستعمل نمطا طاقویا لا یشبھ نمطنا نحن ، وموجاتھ لا تمت بصلة للموجات
المستعملة عندنا ، ولذلك یتمكنون ھم من زیارتنا ومعاینتنا دون أن نستطیع نحن القیام بمثل
ذلك ، وربما كان ھذا الجدل القائم حول ظھور بعض الأجسام الطائرة بین الحین والآخر لھ
علاقة بالموضوع . وھذا الأمر لم یعد یتستر علیھ أو ینكره علماء الفضاء في الوقت الراھن ،
بل تحولوا على الاعتقاد جھرا بوجوده ، بل أخذوا یخوضون تجارب لاتنتھي لربط اتصال
ولو صوتي بھذا النوع من الحضارات ولا أخال إلا أن مراكز الأبحاث الفضائیة المتقدمة في
ھذا المجال ، تتوفر على معطیات محددة لم تر بعد جدوى في نشرھا وتعمیمھا على الرأي
العام العالمي ، خشیة خلق البلبلة ، وبعث الھلع والفوضى بین الناس (وردت في ھذا الشأن
تقاریر ودراسات واستطلاعات صحفیة علمیة متخصصة).
یقول الكاتبان في مستھل الفصل الثاني من كتاب


((المھاد)) :

((


إن العلم الديني لا وجود لنظرية فيه ، ولا لرأي ، بل ھو علم ثابت ، أثبته الله بأحكام لا وجود لأحكام

أخرى فوقھا ، كما إنه لا وجود لعلم فوق ما أعطى الله سبحانه وتعالى . وكل من يقول علما دينيا لا
يكون معنى قوله تدخلا في اختيار الناس أو في مشاكلھم ، لھذا جعل الله أن لا إكراه في الدين ، وأعطى
الحرية للإنسان بأن يھتدي للھدى أو للضلالة على حسب الاختيار...ولأن الجاھل يتناول مواضيع شتى
أصلھا معرفة ضالة ، فلا بأس أن يطلع على العلوم الدينية حتى يثبت جھله للواقع الغيبي الذي ھو غير
ما يظن . إن أبواب السماوات لم تكن مفتوحة لكل طارق ، وفيھا شھاب ثاقب لكل من يحاول أن يعرف
بغير حق أسباب السماوات والأرض ، ولن يتمكن الإنسان مھما بقي في الأرض أن يعرف ما أخفاه الله
رغم كل ما وجد ويوجد من وسائل متطورة ، وكل تحد بشري فإن الله سبحانه وتعالى يواجھه بمكر
عظيم لا وجود لمكر بعده.


))

إن الكاتبین ھنا یرمیان إلى التأكید على أن الھدف من ھذه الدراسة لم یكن قط ترسیخ اعتقاد
معین لدى الناس ، أو جرھم إلى موقف دون غیره . فالإنسان حر فیما یختاره ، وإنما الأمر
ھنا تذكیر بمواقف تتضمنھا العلوم الدینیة(الباطنیة على الخصوص)تتمحور حول مبد أ
وجوب اجتناب الخوض في أشیاء یمكن معرفتھا والوصول إلى حقیقتھا بواسطة العلم الدیني
دونما تكالب علیھا بالآلات والأجسام الطائرة وغیرھا ، فقد سبقت حضارات أخرى الإنسان
إلى ذلك فأبیدت بما قدمتھ أیدیھما . . ولیس معنى ذلك دعوة إلى نبذ التقدم التكنولوجي الذي
بلغھ الإنسان في العصر الحالي أو الذي یسعى إلیھ مستقبلا ، بل مجرد تحذیر من مغبة
استغلال أدوات ھذا التقدم وأسالیبھ في التطاول على ما لا یجب التطاول علیھ . ومھما تطاول
الإنسان فلن یبلغ الجبال علوا ، ولن یسترق السمع وراء أبواب السماوات العلا ، ولن یجتاز
ما لن یؤذن لھ قط باجتیازه .
إن الحقائق الغیبة لا تحتاج لكي تفتح أبواب معرفتھا والاطلاع علیھا سوى للإیمان بالغیب
كأرضیة ینطلق منھا الباحث المؤمن ، ولتزكیة القلب والعقل والجوارح بتدبر آیات الله
ودقائق صنعھ ، دونما حاجة إلى آلات ومعدات حري بالإنسان أن یستخدمھا فیما ینفعھ في
شؤون دنیاه ، لأن الخالق إذا أعطى شیئا أو علما فبمنة ، وإذا منع فلا راد لمعھ ولا مبدل
لمشیئتھ .

فيصل
06-01-2013, 13:14
لقد اثارني فضول اكثر عن البشر الزين يسكنون ارضا مجاورة لارضنا

و هم متقدمون عنا تقريبا بحوالي خمس قرون

يا سبحان الله .. كما قال الله تعالي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا

اللهم زد و بار ك ..

جزاك الله خيرا مولاى شيخ الاسرار علي هزه الفيوضات العطره

و بارك الله فيك

رشيدعادل
02-05-2017, 15:38
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

مهدي
12-06-2017, 19:17
3>