شيخ الأسرار الباطنية
28-01-2012, 14:58
الباطن في الإسلام (أو من جھة نظر العلم الدیني)
لأننا سنسلك الآن مراحل إظھار ھذا العلم وإبراز مجالات اختصاصھ من وجھة نظر الدین
الإسلامي الذي نؤمن بھ ونعتقد بمسلماتھ ، فإنني أقترح على القاريء الكریم أن ننطلق أولا
من ھذه المسلمات فنقول :
إن خلق آدم علیھ السلام كما وصفھا الله سبحانھ وتعالى وانبعاث حواء منھ شيء مسلم بھ .
إن عرض الله سبحانھ لأدم - بعد تعلیمھ الأسماء كلھا- على الملائكة وأمرھم بالسجود لھ ،
وامتثالھم للأمر ، وعصیان إبلیس لذلك تكبرا وعتوا ، أیضا مسلم بھ .
إن الحیاة الأولى لآدم وحواء كانت في الجنة (العالم الحقیقي الخالد) وإغواء الشیطان
لھما ، ووقوعھما في الخطأ بالاقتراب من الشجرة ونزولھما لقاء ذلك إلى الأرض أمر لا
جدال في صحتھ .
إن قتل أحد ابني آدم أخاه وتحولھ بعد ذلك إلى الوثنیة وعبادة النار انسیاقا وراء استدراج
الشیطان لھ أمر مسلم بھ
إن قیام الصراع بین النور والظلمات منذ ذلك الحین فوق الأرض واختلاف عوالم الخیر
والشر وظھور وسائل وأسالیب السحر والشعوذة تبعا لذلك بھدف آیات الله وقلب أسمائھ
وتغییر خلقھ أمر ورد في النصوص القرآنیة .
إن السحر لا جدال في صحة وجوده مادام ورد ذكره في القرآن الكریم ، وكذلك الملكین
((ھاروت))و((ماروت)) یعلمانھ لمن بلغ إلیھما بالوسائل الموصلة إلى ذلك ویقولان كما ذكر
الله تعالى إن ذلك فتنة .
إن بعث الله للأنبیاء والرسل على مر الأزمنة والحقب التي سبقت الدعوة المحمدیة لا شك
في صحتھ .
إن الدین عند الله واحد ھو الإسلام ، وإن الرسالات ھي التي اختلفت من حیث أسلوب
مخاطبتھا للأمم والشعوب بحسب اختلاف البیئات والحقب التاریخیة .
إن المعجزات التي أظھرھا الله تعالى على أیدي ھؤلاء الأنبیاء والرسل قطعیة الورود .
إن محمد صلى الله علیھ وسلم ھو متمم الدین بظھور رسالة الإسلام الذي ھو نبیھ الخاتم ،
ولأن الدین الإسلامي للناس كافة بما فیھم أھل الكتاب ، فھو لذلك نبي كل الأمم .
إن وجود الملائكة والجن والشیاطین وقیام الساعة ، والیوم الآخر ، والبعث ووجود الجنة
والنار أمر ثابت .
إن یاجوج وماجوج ، وظھور الدابة ، وقیام علامات الساعة ، وكذا حلول أمر الله بالأمم
الفانیة فیما سبق من الأزمنة أمر لا یأتیھ الشك من أمامھ ولا من خلفھ .
بعد ھذا یمكن لنا أن نستطرد وقد بدا أمر تعریف الباطن من وجھة نظر الإسلام أمرا أكثر
سھولة ویسرا : إن ھذه جمیعھا وغیرھا مما یشبھھا ویسیر في سیاقھا كثیر ھي ذات مجال
اھتمام العلم الباطني ، وعین میدان انكبابھ بالإظھار والشرح والتجلیة والتوضیح .
ولذلك یصح أن نقول مجملین : إن علم الباطن الدیني غیر المنحرف ھو العلم المختص
بتفسیر كل شيء موجود بدون استثناء . ولا سبیل إلى رؤیتھ . فیكشف النقاب عن أسراره .
ویحدد موقف الدین منھ ببیان الصواب والخطأ . بما في ذلك من علوم وفلسفات ومعتقدات
ودیانات وضعیة وحضارات ومذاھب ، ویتصدى لفضح أسالیب السحر بتوضیحھ ا
وتعریتھا،... وفصل نقط اللبس القائمة في بعض المسالك الباطنیة التي قد یختلط فیھ ا
على المرء إدراك الشيء الأصلي من المنحرف ، أي إن ھذا العلم یظھر التغییر الواقع
في كل شيء أصلي حتى یرجع الإدراك الإنساني إلى حقیقتھ الأولى فلا یقع الانزلاق إلى
الخطأ الذي یؤدي إلى الشرك ، ویكشف عما تقوم بھ التیارات المنحرفة التي تدعي أنھا دینیة
إسلامیة مشروعة من تزویر للحقائق یتبرأ منھا الدین .
ثم إن ھذا العلم یكتشف قوى الجسم والعقل والطبیعة(القوى الكامنة) وقوى ما فوق الطبیعة
ویبرز أھمیتھا في الممارسة الدینیة ، كما أنھ یبین حدود المعرفة . والإدراك العقلي ، والفھم
الإنساني ، وحتى یكون الفرق واضحا بین عالم الغیب الذي لا یمكن إدراكھ ولا القول
بإدراكھ لأنھ من أمر الله وحده (لا یطلع علیھ إلا من ارتضى من رسول) وبین عالم
الشھادة الذي یمكن معرفتھ في ظاھره وباطنھ .
لھذه الاعتبارات والخصائص ، وتجد كتب العلوم الباطنیة (كتب دار الأعماق) تصدر
مخالفة شكلا ومضمونا لجمیع الكتب الأخرى ، فھي لا تحمل عناوین أغلفتھا ، وإنما صور ا
لحیوانات ترمز إلى الموضوعات المطروحة ، وتختلف باختلافھا ، وتكون ذا علاقة
بالموضوع (كصورة الھدھد على غلاف الكتاب المخصص لذكر النبي سلیمان علیھ السلام
مثلا) . وتجد ھذه الكتب أیضا متمیزة الأسلوب وتجدھا ملیئة بالصور والأشكال الھندسیة
والرموز والطلاسم كوسائل للإیضاح . وھي لا تمت بصلة لكتب التصوف . بل بالعلم
الباطني تصحح أخطاء وانحرافات الطرق الصوفیة المنحرفة ، وھي كثیرة بالمقارنة مع الفئة
التي یمكن أن یطلق علیھا عباد الله المؤمنین المستقیمین . وبالعلم الباطني أیضا تبین ھذه
الكتب المراحل والمسالك التي یقع فیھا الصوفي المرید أو شیخھ في شرك الضلالة من حیث
یحسب أنھ لم یخرج عن سواء السبیل ، وأخیرا نجد لھذه الكتب(كتب علم الباطن)مفاھیم
خاصة بھا ، فھي لا تتحدث مثلا عن التصاعد الروحي ولا تقول بوجوده ، وإنما التصاعد
العقلي ( فالروح من أمر ربي وكل خوض فیھا یعتبر بدعة) وتعتبر العقائد والمذاھب
الروحیة طرقا عقلیة لیست من الروح في شيء . كما أنھا لا ترى الإسلام طریقة أو طرائق
متعددة أو مذاھب وإنما دینا واحدا وكفى ، والعلم الباطني یرجع إسناداتھ إلى ھذا الدین كم ا
ھو أصلا دون اجتھاد أو تعدیل .
وربما یتسائل متاسئل عن السر في كون ھذه المجموعة الباطنیة تضم 999 كتابا دفعة
واحدة ، أو عن سر ھذا العدد< 999 >، فیكون الجواب : إن ھذا الأمر في حد ذاتھ ذو أصل
باطني ، فھذا العدد جاء من احتواء كتب علم الباطن على علوم باطنیة من المرتبة الأولى في
القوة الثلاثیة من الدرجة الثامنة (سیأتي شرح ھذه المراتب والقوى فیما بعد وفي مكانھ ا
المحدد) وفي كل عدد 999 یرتبط العلم بمثلث واحد ، فیكون مجموع المثلثات ثلاثة ، ثم
ینقسم فھم كل مثلث منھا بثلاثة مثلثات فیكون عدد القوى الباطنیة تسعة ، وبذلك تكون 999
كلھا كتابا واحدا من العلوم الباطنیة ،((والعلم الباطني – یقول صاحبا مجموعة كتب دار
الأعماق ھذه – یتفرع في حقیقتھ إلى 999 كتابا باطنیا طبقا للقوة 777 . وإمكانیة إخراج
كتاب باطني واحد شامل للعلوم الباطنیة لا تتوفر إلا بع 12 سنة من الدراسة (كما سبق القول
في مقدمة الكتاب) وبالوسائل العلمیة الباطنیة ، ویتطلب ذلك الابتعاد عن كل اندماج فكري
مع ما أعطى من معرفة سطحیة في كتب أخرى كثیرة تنتشر دون أن تنطوي على حقیقة)) .
إن ھذا القول الأخیر قد یبدو غریبا نوعا ما عن الباحث المبتدىء أو القاريء العادي ولكن
الأمر یتضح بالتدریج وعلى مراحل أثناء الانتقال بین أجزاء المجموعة .
یبقى القول مرة أخرى ، إن ھذه المحاولة لن تستطیع بمفردھا أن تفك رموز وشفرات علم
الباطن أو العلوم الباطنیة(وقد دأب البعض على جمعھا في علم واحد ، ودأب بعض آخر على
تصنیفھا حسب موضوعاتھا المتشعبة) كما أنھا لن تجیب على الأسئلة العرمرمة المطروحة
على الساحة بخصوص ھذا العلم لأنھ مجیب عن نفسھ ، معرف بھا – كما یجب أن یكون
التعریف – لكل باحث طارق بابھ .
وستظل ھذه المحاولة رھینة ، من حیث جدواھا ، بما سیصدر إزاءھا من ردود فعل وآراء
تتفاعل معھا إیجابا وسلبا ، مما سیطرح إلى الساحة معطیات جدیدة مفیدة ولا ریب ، فتكتمل
بھا النظرة إلى ھذا الجانب العلمي الأساسي ، الذي لا مفر من الانكباب على دراستھ وفھمھ
والتعامل معھ ، في زمن لم یترك فیھ العبث ، ولم تدع فیھ المادة أیة فصرة للسؤال عن مدى
صواب أو خطأ نخوض فیھ ، مما لھ صلة برسالة الإنسان الحقیقیة فوق ھذا الكوكب .
لأننا سنسلك الآن مراحل إظھار ھذا العلم وإبراز مجالات اختصاصھ من وجھة نظر الدین
الإسلامي الذي نؤمن بھ ونعتقد بمسلماتھ ، فإنني أقترح على القاريء الكریم أن ننطلق أولا
من ھذه المسلمات فنقول :
إن خلق آدم علیھ السلام كما وصفھا الله سبحانھ وتعالى وانبعاث حواء منھ شيء مسلم بھ .
إن عرض الله سبحانھ لأدم - بعد تعلیمھ الأسماء كلھا- على الملائكة وأمرھم بالسجود لھ ،
وامتثالھم للأمر ، وعصیان إبلیس لذلك تكبرا وعتوا ، أیضا مسلم بھ .
إن الحیاة الأولى لآدم وحواء كانت في الجنة (العالم الحقیقي الخالد) وإغواء الشیطان
لھما ، ووقوعھما في الخطأ بالاقتراب من الشجرة ونزولھما لقاء ذلك إلى الأرض أمر لا
جدال في صحتھ .
إن قتل أحد ابني آدم أخاه وتحولھ بعد ذلك إلى الوثنیة وعبادة النار انسیاقا وراء استدراج
الشیطان لھ أمر مسلم بھ
إن قیام الصراع بین النور والظلمات منذ ذلك الحین فوق الأرض واختلاف عوالم الخیر
والشر وظھور وسائل وأسالیب السحر والشعوذة تبعا لذلك بھدف آیات الله وقلب أسمائھ
وتغییر خلقھ أمر ورد في النصوص القرآنیة .
إن السحر لا جدال في صحة وجوده مادام ورد ذكره في القرآن الكریم ، وكذلك الملكین
((ھاروت))و((ماروت)) یعلمانھ لمن بلغ إلیھما بالوسائل الموصلة إلى ذلك ویقولان كما ذكر
الله تعالى إن ذلك فتنة .
إن بعث الله للأنبیاء والرسل على مر الأزمنة والحقب التي سبقت الدعوة المحمدیة لا شك
في صحتھ .
إن الدین عند الله واحد ھو الإسلام ، وإن الرسالات ھي التي اختلفت من حیث أسلوب
مخاطبتھا للأمم والشعوب بحسب اختلاف البیئات والحقب التاریخیة .
إن المعجزات التي أظھرھا الله تعالى على أیدي ھؤلاء الأنبیاء والرسل قطعیة الورود .
إن محمد صلى الله علیھ وسلم ھو متمم الدین بظھور رسالة الإسلام الذي ھو نبیھ الخاتم ،
ولأن الدین الإسلامي للناس كافة بما فیھم أھل الكتاب ، فھو لذلك نبي كل الأمم .
إن وجود الملائكة والجن والشیاطین وقیام الساعة ، والیوم الآخر ، والبعث ووجود الجنة
والنار أمر ثابت .
إن یاجوج وماجوج ، وظھور الدابة ، وقیام علامات الساعة ، وكذا حلول أمر الله بالأمم
الفانیة فیما سبق من الأزمنة أمر لا یأتیھ الشك من أمامھ ولا من خلفھ .
بعد ھذا یمكن لنا أن نستطرد وقد بدا أمر تعریف الباطن من وجھة نظر الإسلام أمرا أكثر
سھولة ویسرا : إن ھذه جمیعھا وغیرھا مما یشبھھا ویسیر في سیاقھا كثیر ھي ذات مجال
اھتمام العلم الباطني ، وعین میدان انكبابھ بالإظھار والشرح والتجلیة والتوضیح .
ولذلك یصح أن نقول مجملین : إن علم الباطن الدیني غیر المنحرف ھو العلم المختص
بتفسیر كل شيء موجود بدون استثناء . ولا سبیل إلى رؤیتھ . فیكشف النقاب عن أسراره .
ویحدد موقف الدین منھ ببیان الصواب والخطأ . بما في ذلك من علوم وفلسفات ومعتقدات
ودیانات وضعیة وحضارات ومذاھب ، ویتصدى لفضح أسالیب السحر بتوضیحھ ا
وتعریتھا،... وفصل نقط اللبس القائمة في بعض المسالك الباطنیة التي قد یختلط فیھ ا
على المرء إدراك الشيء الأصلي من المنحرف ، أي إن ھذا العلم یظھر التغییر الواقع
في كل شيء أصلي حتى یرجع الإدراك الإنساني إلى حقیقتھ الأولى فلا یقع الانزلاق إلى
الخطأ الذي یؤدي إلى الشرك ، ویكشف عما تقوم بھ التیارات المنحرفة التي تدعي أنھا دینیة
إسلامیة مشروعة من تزویر للحقائق یتبرأ منھا الدین .
ثم إن ھذا العلم یكتشف قوى الجسم والعقل والطبیعة(القوى الكامنة) وقوى ما فوق الطبیعة
ویبرز أھمیتھا في الممارسة الدینیة ، كما أنھ یبین حدود المعرفة . والإدراك العقلي ، والفھم
الإنساني ، وحتى یكون الفرق واضحا بین عالم الغیب الذي لا یمكن إدراكھ ولا القول
بإدراكھ لأنھ من أمر الله وحده (لا یطلع علیھ إلا من ارتضى من رسول) وبین عالم
الشھادة الذي یمكن معرفتھ في ظاھره وباطنھ .
لھذه الاعتبارات والخصائص ، وتجد كتب العلوم الباطنیة (كتب دار الأعماق) تصدر
مخالفة شكلا ومضمونا لجمیع الكتب الأخرى ، فھي لا تحمل عناوین أغلفتھا ، وإنما صور ا
لحیوانات ترمز إلى الموضوعات المطروحة ، وتختلف باختلافھا ، وتكون ذا علاقة
بالموضوع (كصورة الھدھد على غلاف الكتاب المخصص لذكر النبي سلیمان علیھ السلام
مثلا) . وتجد ھذه الكتب أیضا متمیزة الأسلوب وتجدھا ملیئة بالصور والأشكال الھندسیة
والرموز والطلاسم كوسائل للإیضاح . وھي لا تمت بصلة لكتب التصوف . بل بالعلم
الباطني تصحح أخطاء وانحرافات الطرق الصوفیة المنحرفة ، وھي كثیرة بالمقارنة مع الفئة
التي یمكن أن یطلق علیھا عباد الله المؤمنین المستقیمین . وبالعلم الباطني أیضا تبین ھذه
الكتب المراحل والمسالك التي یقع فیھا الصوفي المرید أو شیخھ في شرك الضلالة من حیث
یحسب أنھ لم یخرج عن سواء السبیل ، وأخیرا نجد لھذه الكتب(كتب علم الباطن)مفاھیم
خاصة بھا ، فھي لا تتحدث مثلا عن التصاعد الروحي ولا تقول بوجوده ، وإنما التصاعد
العقلي ( فالروح من أمر ربي وكل خوض فیھا یعتبر بدعة) وتعتبر العقائد والمذاھب
الروحیة طرقا عقلیة لیست من الروح في شيء . كما أنھا لا ترى الإسلام طریقة أو طرائق
متعددة أو مذاھب وإنما دینا واحدا وكفى ، والعلم الباطني یرجع إسناداتھ إلى ھذا الدین كم ا
ھو أصلا دون اجتھاد أو تعدیل .
وربما یتسائل متاسئل عن السر في كون ھذه المجموعة الباطنیة تضم 999 كتابا دفعة
واحدة ، أو عن سر ھذا العدد< 999 >، فیكون الجواب : إن ھذا الأمر في حد ذاتھ ذو أصل
باطني ، فھذا العدد جاء من احتواء كتب علم الباطن على علوم باطنیة من المرتبة الأولى في
القوة الثلاثیة من الدرجة الثامنة (سیأتي شرح ھذه المراتب والقوى فیما بعد وفي مكانھ ا
المحدد) وفي كل عدد 999 یرتبط العلم بمثلث واحد ، فیكون مجموع المثلثات ثلاثة ، ثم
ینقسم فھم كل مثلث منھا بثلاثة مثلثات فیكون عدد القوى الباطنیة تسعة ، وبذلك تكون 999
كلھا كتابا واحدا من العلوم الباطنیة ،((والعلم الباطني – یقول صاحبا مجموعة كتب دار
الأعماق ھذه – یتفرع في حقیقتھ إلى 999 كتابا باطنیا طبقا للقوة 777 . وإمكانیة إخراج
كتاب باطني واحد شامل للعلوم الباطنیة لا تتوفر إلا بع 12 سنة من الدراسة (كما سبق القول
في مقدمة الكتاب) وبالوسائل العلمیة الباطنیة ، ویتطلب ذلك الابتعاد عن كل اندماج فكري
مع ما أعطى من معرفة سطحیة في كتب أخرى كثیرة تنتشر دون أن تنطوي على حقیقة)) .
إن ھذا القول الأخیر قد یبدو غریبا نوعا ما عن الباحث المبتدىء أو القاريء العادي ولكن
الأمر یتضح بالتدریج وعلى مراحل أثناء الانتقال بین أجزاء المجموعة .
یبقى القول مرة أخرى ، إن ھذه المحاولة لن تستطیع بمفردھا أن تفك رموز وشفرات علم
الباطن أو العلوم الباطنیة(وقد دأب البعض على جمعھا في علم واحد ، ودأب بعض آخر على
تصنیفھا حسب موضوعاتھا المتشعبة) كما أنھا لن تجیب على الأسئلة العرمرمة المطروحة
على الساحة بخصوص ھذا العلم لأنھ مجیب عن نفسھ ، معرف بھا – كما یجب أن یكون
التعریف – لكل باحث طارق بابھ .
وستظل ھذه المحاولة رھینة ، من حیث جدواھا ، بما سیصدر إزاءھا من ردود فعل وآراء
تتفاعل معھا إیجابا وسلبا ، مما سیطرح إلى الساحة معطیات جدیدة مفیدة ولا ریب ، فتكتمل
بھا النظرة إلى ھذا الجانب العلمي الأساسي ، الذي لا مفر من الانكباب على دراستھ وفھمھ
والتعامل معھ ، في زمن لم یترك فیھ العبث ، ولم تدع فیھ المادة أیة فصرة للسؤال عن مدى
صواب أو خطأ نخوض فیھ ، مما لھ صلة برسالة الإنسان الحقیقیة فوق ھذا الكوكب .