شيخ الأسرار الباطنية
03-11-2010, 17:30
نقل الفكر أو التخاطر
..
وهو ظاهرة علمية برهن عليها العلم، حققها علماء بارا سيكولوجيون كبار، فكثير ما نجح دي روشا في تجارب نقل الفكر إلى وسطاء منومين أشهرهم المدعو زامورا ZAMORA وبفضل الإيحاء، يمكن إنجاح هذا الاختبار، فبعد أن يصل الوسيط إلى مرحلة الجو لان النومي، يوحي إليه المنوم فكريا بأن يرفع ذراعه اليمنى مثلا، محاولا التأكيد على الإيحاء بثقة وحزم، وهذا إيحاء نموذج لتحقيق هذه الظاهرة: «أريد منك لا يفكر في شيء، حين اسكت استمر في أن لا تفكر شيء، سيبقى عقلك فارغا من الأفكار حتى تتلقى أفكاري أنا فقط. » ثم يوحي غليه المنوم بما يريد مراعيا أن يبدأ بإيحاءات فكرية بسيطة.
وهناك من حاول تفسير الظاهرة بفرط حساسية السمع لدى الشخص المنوم، لهذا ، حسب هذا الرأي، لا يوجد نقل للفكر ،بل سمع صاف وبسيط للإيحاء المفكر فيه، أي أن الإيحاء المفكر فيه يتحول إلى صوت مسموع.
صور متعددة للتخاطر:
1 التنويم التخاطري:
في الواقع، كان من الممكن أن يحتل موضوع التنويم التخاطري مكانه في الفصل الثاني ضمن طرق وأساليب التنويم المغناطيسي ، غير أن طابعه الإدراكي فوق الحسي جعلنا نضعه ضمن الصور المتعددة للتخاطر.
استطاع الدكتور إميل بواراك EMILE BOIRACتنويم أحد وسطائه المدعو دوكمان DOCKMAN وهو جالس في إحدى المقاهي الباريسية رفقة صديق لهن حيث ظل بواراك مركزا ذهنه على دوكمان الذي لم يكن يعلم شيئان ولم تمض سوى لحظات حتى راح في سبات عميق، وقد أعاد بواراك التجربة مرات عديدة بنجاح مع نفس الوسيط.
وفي سنة 1924، أثناء انعقاد المؤثمر الروسي القومي لعلم النفس العصبي، استطاع الدكتور ك.إ.بلاتونوف platonov.kتنويم إحدى الفتيات بواسطة التخاطر فيقاعة خاصة بالعلماء والباحثين، وقد فعل ذلك أيضا في مناسبات أخرى كثيرة.
كما استطاع الدكتور ك. د. كولوف K.D.KOLTOVالاختصاصي في العلم النفس، قبل سنة 1924، تنويم إحدى التلميذات وهي بعيدة عنه في غرفة أخرى بدون علمها، وذلك بالإيحاء إليها تخاطريا، مستخدما في ذلك التركيز العقلي الشديد ومستحضرا وجه الفتاة بقوة، وقد نجح في هذه التجربة في ثلاثين مناسبة مختلفة .
واستطاع الدكتور فاسيلييف VASSILIEV بمساعدة معاونيه الدكتور توماشفسكي، الاختصاصي في الفيزيولوجيا، والدكتور دوبروفسكي، الطبيب النفساني، تنويم فتاه تدعى إيفانوفنا IVANOVNA تخاطريا، وقد كان فاسيلييف يبحث عن أصول مادية علمية لإثبات التنويم التخاطري فقام بحبس إيفانوفنا في فقص من نوع فاراداي للحؤول دون مرور ذبذبات كهرطيسية اعتقد في البداية أنها المسؤولة عن نقل المعطيات من مخ إلى آخر،لكن توما ماشفسكي نوم الفتاة حتى وهي في قفص فاراداي، ثم لجأ فاسيلييف إلى تصميم كبسولة من الرصاص تمنع تسرب الإشعاعات، ومع ذلك، فقد سقطت الفتاة تخاطريا في سبات عميق .
ولا يستبعد الدكتور إيبوليت كوغان السوفياتي، إمكانية وجود ركيزة كهرطيسية للتنويم التخاطري تتطلب موجات ذبذبة بطول على ألف وخمسمائة متر(1500متر) .
وفي نفس المضمار دائما، استطاع الدكتور م.جلبيرM. Gilbert سنة 1886 بمدينة لوهافر الفرنسية، تنويم سيدة قروية تدعى ليوني.ب تخاطريا، وأن يجعلها تاتي – وهي نائمة – إلى منزله الذي يبعد عن مسكنها بحوالي كيلومترات واحدة، وقد حضر التجربة جمع من العلماء المرموقين كالفرنسي بييرجانيه PIERRE JANET والإنجليزي فريدريك مايرز وغيرهما .
2 نقل الإحساسات عن بعد:
توصل الباحثون في ميدان الباراسيكولوجيا إلى إن الوسيط المنوم قادر تلقي إحساسي منومه على بعد مسافة ما ، حتى بدون علاقة تلامسية،فقد تحدث بيير جانيه عن سيدة نومها كانت تظن أنها تشرب الماء حين كان هو يشرب الماء وكانت دائما تتعرف بالضبط على المادة التي كان يضعها في فمه مع دقة في التمييز بينها ) ملح، سكر، عسل ،الخ...(.
كما تحدث هكتور دورفيل عن نفس الظاهرة، بحيث لاحظ أن الوسيط المنوم، في مرحلة الجولان النومي، يبقى على صلة وطيدة بالمنوم،من حيث الإحساسات، فإذا حدث أن وخز المنوم نفسه في يده اليمنى مثلا بإبرة أو دبوس معقمين، فإن الوسيط يشعر بالألم اليمنى أيضا، في نفس مكان الوخز.
وقد تكلف جمعية البحوث النفسية البريطانية بالبحث في هذه الظاهرة وتحقيقها مدة ثلاث سنوات، ومما جاء في أحد تقاريرها : «لاحظنا مرارا مجموعة أحاسيس تستحق الاعتبار، بين المنوم وبين وسيطه، وهي الظاهرة التي يمكن تسميتها، بطريقة مضبوطة: انتقال الإحساس».
3 – انتقال الانفعالات من وسيط إلى آخر:
تم ضبط هذه الظاهرة على يد الدكتور لويس، ومن تجاربه في هذا الصدد انه نوم فتاتين إلى درجة السبات، ثم أخذ يد احدهما، ووضعها في يد الثانية، وحين أوصل الفتاة الأولى إلى مرحلة التخشب، مرت الفتاة الثانية تدريجيا إلى نفس المرحلة، ولما مرت احدهما إلى مرحلة ،الجولان النومي، انتقلت الأخرى، إلى نفس هذه الدرجة .وباعد لويس بين الفتاتين بقرابة ستة أمتار ، وأعاد التجربة، فنجحت، بحيث إن نقل إحدى الفتاتين إلى درجة من النوم، يؤدي بالفتاة الأخرى إلى الوصول إلى نفس الدرجة، وحين نفخ بين عيني إحداهما لإيقاظها، استيقظت الأخرى وهكذا استنتج أن التأثير سلبا أو إيجابيا في إحدى الفتاتين يؤدي إلى حدوث نفس التأثير لدى الفتاة الأخرى.
د ظواهر الجلاء الجهنبي:
وتتضمن عدة ظواهر نفسية فائقة متداخلة فيما بينما ومتشابهة إلى حد ما ، ومنها:
1 رؤية الهالات :
والهالة L’aura عبارة عن إشعاعات ضوئية تحيط بجسم ما، وهي من الموضوعات الهامة التي عنى بها الباحثون في ميدان علم النفس الخوارق ، ومن الوسطاء الذين نصفهم بالحساسين من يرى الأشعة والسيالات المنبعثة من أعيننا وأيدينا ، وفي غرفة مظلمة، يظهر الجسم البشري في عيون هؤلاء محاطا بهالة زرقاء على اليمين، وبرتقالية على اليسار، كذلك الأمر بالنسبة لحجر المغناطيس والبلور، إذ لهما هالات واضحة وبراقة.
ويقول الثيوصوفيون les théosophes بأن الهالة البشرية ترتبط بأفكار وأخلاق وصحة الشخص ، فمثلا يشير الأسود إلى الكراهية والحقد والثأر وغيره من الأخلاق السيئة، بينما يرمز الأزرق إلى الشعور الديني، أما الأصفر، فهو عنوان القوة العقلية، والبرتقالي عنوان الطمع، الخ...
وعلى الرغم من إنكار بعض الباحثين لرؤية الهالات ووجودها فإن جهاز المهندس السوفياتي سيمون كيرليان Semyon kirlian أزال الشك والريبة عن وجودها، بحيث استطاع تصويرها بهذا الجهاز ولعل المراجع الباراسيكولوجية اليوم حافلة بصور متعددة لهالات بشرية وحيوانية ونباتية تبدد كل الشك وريبة، وقد عبر كثير من وسطاء التنويم المغناطيسي عن رؤيتهم لأبخرة تتصاعد من أجسام الحاضرين أثناء الجلسة، وترتبط هذه الأبخرة- فيما يبدو- بالنشاط الفكري والعقلي لأصحابها.
2 - الاستبصار:
وهو مقدرة جانبية تظهر كثيرا وبصفاء في جلسات التنويم المغناطيسي مع وسطاء حساسين، خاصة في مرحلة الجولان النومي، بحيث يمكن للمنوم، باستعمال الإيحاء والسحبات، تلقي بعض المعلومات الصحيحة من الوسيط عن أحاث وأشخاص بعيدين، ويفسر البعض هذه الظاهرة بوجود اهتزازات أثيرية مضيئة لا يمكننا رؤيتها في الظروف العادية، وقد تصدر هذه الاهتزازات عن كائنات حية بشرية مثلا أو عن أشياء غير حية، فتصل إلى إدراك الوسيط الذي يملك موهبة الجلاء البصري، وقد تفسر الظاهرة بالخروج الجزئي أو الكلي من الجسد. ويمكن حمل الوسيط على اكتساب هذه المقدرة الفائقة، وذلك بأن تقدم له كرة زجاجية أو مرآة صغيرة، ثم يطلب منه التركيز فيها مع الإيحاء إليه بأنه سيرى فيها بعض الصور والرموز التي عليه أن يصفها ويحللها بشكل دقيق.
وبالإمكان التحقق من مدى تصريحات الوسيط إذا كانت المعلومات المدلى بها مطابقة للواقع، مع ضرورة تجنب تراسل عقلي بين المنوم أو أحد من الحاضرين، وبين الوسيط المستبصر.
هـ- قياس الأثر الروحي:
تتوفر لدى بعض الوسطاء أثناء جلسات التنويم المغناطيسيالقدرة على استطلاع ماضي وحاضر الناس، وذلك بمجرد لمس بعض ممتلكاتهم )ساعات يدوية، ملابس، أقلام...( وهو المعبر عنه في قاموس علم نفس الخوارق بقياس الأثر الروحي أو التكهن النفسي.
وبتقوية الإيحاء، يستطيع الوسيط الإدلاء بمعلومات صحيحة عن الشخص المطلوب، وهذا نموذج مثال للإقتداء به« أنت الآن نائم نوما مغناطيسيا عميقا، بعد قليل، سأضع بين يديك قطعة ثوب لأحد الأشخاص الغائبين عن الجلسة، ستكون عندك القوة على قراءته بمجرد لمسه ستتضح بالتدرج ملامح الشخص الذي يمتلكه –يمتلك الثوب- وشيئا فشيئا، سيقفز اسمه إلى عقلك، أنت تمتلك هذه الموهبة... ».
وبمثل هذا الإيحاء، يمكن للمنوم الحصول على معلومات إضافية أخرى ولعله من المؤكد أن الوسطاء يختلفون في قدراتهم الجانبية فيما يخص هذه الظاهرة فهذا قد يخبر عن ماضي الشخص بتفصيل، وذاك عن حاضره وأخر لا ينقل إليك إلا الأخبار السيئة في حياة الأشخاص وهكذا ذواليك
و- الجولان النومي الطبي:
يقول دولوز عن خصائص الجولان النومي بأن الوسيط الذي يكون في هذه المرحلة، لا يرى ولا يسمع إلا أولئك الذين هم على صلة به ، إنه يشعر وينظر داخل جسمه، لكنه لا يرى عادة إلا الأعضاء المصابة بالداء .
ويذهب شاربينيون charpignonإلى أن الوسيط المنوم، في درجة الجولان النومي، إما أن يرى الأعضاء المريضة ويصفها بعبارات مجازية إذا لم يكن يعرف أسماء الأعضاء العلمية التي يراها، وإما أن يشعر – بحدة – بنفس الآلام التي يعاني منها الشخص المريض، ويصف حدود الداء، ويضيف شاربينيون بأن الوسطاء المنومين يشعرون في مرحلة الجولان النومي بالآم المنوم إذا كان مريضا، وقد يبقى هذا الشعور بالألم حتى بعد اليقظة.
إن أبسط طريقة لتحقيق هذه الإمكانية هي جعل الوسيط في علاقة تلامسية مع المريض، كأن يمسك الوسيط بيدي المرض، وبالإيحاء المناسب، يمكن للوسيط الإدلاء ببعض التصريحات الخاصة بالشخص المريض كوصف دائه وأسبابه وأحيانا يشرح وسائل مقاومته والشفاء منه، وهذا نموذج للإيحاءات الملائمة في هذا المجال:)هذا الشخص مريض بعلة نجهلها جميعا، ونريد منك معرفتها، سيبعث إليك ببعض إشارات تتعلق بمرضه، نطلب منك أن تصف لنا ما يتبادر إلى ذهنك (.
حتى بدون ملامسة المريض، بل فقط بمجرد لمس شيء يمتلكه الشخص، وهنا نكون أمام ظاهرة قياس الأكثر الروحي.
ومن أغرب الظواهر في هذا الباب ما قام به الدكتور لويس الذي استطاع نقل الأمراض العصابية بواسطة وضع مغناطيس حديدي على رؤوس المرضى العصابين لمدة من الزمن، ثم إزالته ووضعه على رؤوس الوسطاء المنومين، مما جعلهم يصابون بنفس أعراض الأمراض العصابية التي يعاني منها المرضى العصابيون، وقد فسر البعض هذه الظاهرة بأن للمغناطيس خاصية تخزين بعض نشاطات الدماغ.
وعموما ففي كل هذه التجارب المثيرة التي يسعى فيها إلى استثارة الإدراك فوق الحسي لدى الوسطاء المنومين، ينبغي التعامل مع تصريحات الوسيط باحتياط شديد، لأنه، كغيره من الناس معرض للخطأ، ويحدد ميلان ريزل مصادر أخطاء الإدراك فوق الحسي فيما يلي:
أخطاء يرجع أصلها إلى إيحاءات المنوم المغناطيسي.
تأثير الإيحاء الذاتي وتخمينات الشخص، إذ بإمكانه التأثير في انطباعاته من خلال الرغبات الشخصية والمخاوف.
رؤى غير واضحة، بحيث يشاهد أغلب الصور بدون وضوح كما لو كانت خلف ضباب كثيف أو حجاب من بخار.
هلوسات ذاتية.
تأثير التعب والتوعك.
أخطاء في التفسير.
أخطاء في التعبير والوصف.
أخطاء في إبداء الرأي بالزمن.
أخطاء منهجية من لدن القائم بالتجربة مثل عدم إعطاء الوقت الكافي للوسيط المنوم للبحث والتنقيب.
تأثير الوسيط تخاطر يا بأفكار الآخرين،وخاصة منهم الحاضرين.
ويرى الباراسيكولوجيون أنه من الأفيد أن يكون الوسيط أخصائيا في احد المجالات التي يراد البحث فيها، وهذا من شأنه يرفع قيمة إدراكه فوق الحسي، والفعالية وإمكانية الاستخدام بدرجة عالية .
وخلاصة القول في هذا الفصل هي إن التنويم المغناطيسي يوفر إمكانية خلق ظواهر فائقة هامة، ويعتبر وسيلة فعالة لدراسة القوى العقلية والنفسية للإنسان، وجدير بالذكر هنا أنه لا يقتصر على إحداث هذه الظواهر فحسب، بل يتعداها إلى ظواهر أخرى لا تخلو من أهمية كظاهرة التنبؤ مثلا،
..
وهو ظاهرة علمية برهن عليها العلم، حققها علماء بارا سيكولوجيون كبار، فكثير ما نجح دي روشا في تجارب نقل الفكر إلى وسطاء منومين أشهرهم المدعو زامورا ZAMORA وبفضل الإيحاء، يمكن إنجاح هذا الاختبار، فبعد أن يصل الوسيط إلى مرحلة الجو لان النومي، يوحي إليه المنوم فكريا بأن يرفع ذراعه اليمنى مثلا، محاولا التأكيد على الإيحاء بثقة وحزم، وهذا إيحاء نموذج لتحقيق هذه الظاهرة: «أريد منك لا يفكر في شيء، حين اسكت استمر في أن لا تفكر شيء، سيبقى عقلك فارغا من الأفكار حتى تتلقى أفكاري أنا فقط. » ثم يوحي غليه المنوم بما يريد مراعيا أن يبدأ بإيحاءات فكرية بسيطة.
وهناك من حاول تفسير الظاهرة بفرط حساسية السمع لدى الشخص المنوم، لهذا ، حسب هذا الرأي، لا يوجد نقل للفكر ،بل سمع صاف وبسيط للإيحاء المفكر فيه، أي أن الإيحاء المفكر فيه يتحول إلى صوت مسموع.
صور متعددة للتخاطر:
1 التنويم التخاطري:
في الواقع، كان من الممكن أن يحتل موضوع التنويم التخاطري مكانه في الفصل الثاني ضمن طرق وأساليب التنويم المغناطيسي ، غير أن طابعه الإدراكي فوق الحسي جعلنا نضعه ضمن الصور المتعددة للتخاطر.
استطاع الدكتور إميل بواراك EMILE BOIRACتنويم أحد وسطائه المدعو دوكمان DOCKMAN وهو جالس في إحدى المقاهي الباريسية رفقة صديق لهن حيث ظل بواراك مركزا ذهنه على دوكمان الذي لم يكن يعلم شيئان ولم تمض سوى لحظات حتى راح في سبات عميق، وقد أعاد بواراك التجربة مرات عديدة بنجاح مع نفس الوسيط.
وفي سنة 1924، أثناء انعقاد المؤثمر الروسي القومي لعلم النفس العصبي، استطاع الدكتور ك.إ.بلاتونوف platonov.kتنويم إحدى الفتيات بواسطة التخاطر فيقاعة خاصة بالعلماء والباحثين، وقد فعل ذلك أيضا في مناسبات أخرى كثيرة.
كما استطاع الدكتور ك. د. كولوف K.D.KOLTOVالاختصاصي في العلم النفس، قبل سنة 1924، تنويم إحدى التلميذات وهي بعيدة عنه في غرفة أخرى بدون علمها، وذلك بالإيحاء إليها تخاطريا، مستخدما في ذلك التركيز العقلي الشديد ومستحضرا وجه الفتاة بقوة، وقد نجح في هذه التجربة في ثلاثين مناسبة مختلفة .
واستطاع الدكتور فاسيلييف VASSILIEV بمساعدة معاونيه الدكتور توماشفسكي، الاختصاصي في الفيزيولوجيا، والدكتور دوبروفسكي، الطبيب النفساني، تنويم فتاه تدعى إيفانوفنا IVANOVNA تخاطريا، وقد كان فاسيلييف يبحث عن أصول مادية علمية لإثبات التنويم التخاطري فقام بحبس إيفانوفنا في فقص من نوع فاراداي للحؤول دون مرور ذبذبات كهرطيسية اعتقد في البداية أنها المسؤولة عن نقل المعطيات من مخ إلى آخر،لكن توما ماشفسكي نوم الفتاة حتى وهي في قفص فاراداي، ثم لجأ فاسيلييف إلى تصميم كبسولة من الرصاص تمنع تسرب الإشعاعات، ومع ذلك، فقد سقطت الفتاة تخاطريا في سبات عميق .
ولا يستبعد الدكتور إيبوليت كوغان السوفياتي، إمكانية وجود ركيزة كهرطيسية للتنويم التخاطري تتطلب موجات ذبذبة بطول على ألف وخمسمائة متر(1500متر) .
وفي نفس المضمار دائما، استطاع الدكتور م.جلبيرM. Gilbert سنة 1886 بمدينة لوهافر الفرنسية، تنويم سيدة قروية تدعى ليوني.ب تخاطريا، وأن يجعلها تاتي – وهي نائمة – إلى منزله الذي يبعد عن مسكنها بحوالي كيلومترات واحدة، وقد حضر التجربة جمع من العلماء المرموقين كالفرنسي بييرجانيه PIERRE JANET والإنجليزي فريدريك مايرز وغيرهما .
2 نقل الإحساسات عن بعد:
توصل الباحثون في ميدان الباراسيكولوجيا إلى إن الوسيط المنوم قادر تلقي إحساسي منومه على بعد مسافة ما ، حتى بدون علاقة تلامسية،فقد تحدث بيير جانيه عن سيدة نومها كانت تظن أنها تشرب الماء حين كان هو يشرب الماء وكانت دائما تتعرف بالضبط على المادة التي كان يضعها في فمه مع دقة في التمييز بينها ) ملح، سكر، عسل ،الخ...(.
كما تحدث هكتور دورفيل عن نفس الظاهرة، بحيث لاحظ أن الوسيط المنوم، في مرحلة الجولان النومي، يبقى على صلة وطيدة بالمنوم،من حيث الإحساسات، فإذا حدث أن وخز المنوم نفسه في يده اليمنى مثلا بإبرة أو دبوس معقمين، فإن الوسيط يشعر بالألم اليمنى أيضا، في نفس مكان الوخز.
وقد تكلف جمعية البحوث النفسية البريطانية بالبحث في هذه الظاهرة وتحقيقها مدة ثلاث سنوات، ومما جاء في أحد تقاريرها : «لاحظنا مرارا مجموعة أحاسيس تستحق الاعتبار، بين المنوم وبين وسيطه، وهي الظاهرة التي يمكن تسميتها، بطريقة مضبوطة: انتقال الإحساس».
3 – انتقال الانفعالات من وسيط إلى آخر:
تم ضبط هذه الظاهرة على يد الدكتور لويس، ومن تجاربه في هذا الصدد انه نوم فتاتين إلى درجة السبات، ثم أخذ يد احدهما، ووضعها في يد الثانية، وحين أوصل الفتاة الأولى إلى مرحلة التخشب، مرت الفتاة الثانية تدريجيا إلى نفس المرحلة، ولما مرت احدهما إلى مرحلة ،الجولان النومي، انتقلت الأخرى، إلى نفس هذه الدرجة .وباعد لويس بين الفتاتين بقرابة ستة أمتار ، وأعاد التجربة، فنجحت، بحيث إن نقل إحدى الفتاتين إلى درجة من النوم، يؤدي بالفتاة الأخرى إلى الوصول إلى نفس الدرجة، وحين نفخ بين عيني إحداهما لإيقاظها، استيقظت الأخرى وهكذا استنتج أن التأثير سلبا أو إيجابيا في إحدى الفتاتين يؤدي إلى حدوث نفس التأثير لدى الفتاة الأخرى.
د ظواهر الجلاء الجهنبي:
وتتضمن عدة ظواهر نفسية فائقة متداخلة فيما بينما ومتشابهة إلى حد ما ، ومنها:
1 رؤية الهالات :
والهالة L’aura عبارة عن إشعاعات ضوئية تحيط بجسم ما، وهي من الموضوعات الهامة التي عنى بها الباحثون في ميدان علم النفس الخوارق ، ومن الوسطاء الذين نصفهم بالحساسين من يرى الأشعة والسيالات المنبعثة من أعيننا وأيدينا ، وفي غرفة مظلمة، يظهر الجسم البشري في عيون هؤلاء محاطا بهالة زرقاء على اليمين، وبرتقالية على اليسار، كذلك الأمر بالنسبة لحجر المغناطيس والبلور، إذ لهما هالات واضحة وبراقة.
ويقول الثيوصوفيون les théosophes بأن الهالة البشرية ترتبط بأفكار وأخلاق وصحة الشخص ، فمثلا يشير الأسود إلى الكراهية والحقد والثأر وغيره من الأخلاق السيئة، بينما يرمز الأزرق إلى الشعور الديني، أما الأصفر، فهو عنوان القوة العقلية، والبرتقالي عنوان الطمع، الخ...
وعلى الرغم من إنكار بعض الباحثين لرؤية الهالات ووجودها فإن جهاز المهندس السوفياتي سيمون كيرليان Semyon kirlian أزال الشك والريبة عن وجودها، بحيث استطاع تصويرها بهذا الجهاز ولعل المراجع الباراسيكولوجية اليوم حافلة بصور متعددة لهالات بشرية وحيوانية ونباتية تبدد كل الشك وريبة، وقد عبر كثير من وسطاء التنويم المغناطيسي عن رؤيتهم لأبخرة تتصاعد من أجسام الحاضرين أثناء الجلسة، وترتبط هذه الأبخرة- فيما يبدو- بالنشاط الفكري والعقلي لأصحابها.
2 - الاستبصار:
وهو مقدرة جانبية تظهر كثيرا وبصفاء في جلسات التنويم المغناطيسي مع وسطاء حساسين، خاصة في مرحلة الجولان النومي، بحيث يمكن للمنوم، باستعمال الإيحاء والسحبات، تلقي بعض المعلومات الصحيحة من الوسيط عن أحاث وأشخاص بعيدين، ويفسر البعض هذه الظاهرة بوجود اهتزازات أثيرية مضيئة لا يمكننا رؤيتها في الظروف العادية، وقد تصدر هذه الاهتزازات عن كائنات حية بشرية مثلا أو عن أشياء غير حية، فتصل إلى إدراك الوسيط الذي يملك موهبة الجلاء البصري، وقد تفسر الظاهرة بالخروج الجزئي أو الكلي من الجسد. ويمكن حمل الوسيط على اكتساب هذه المقدرة الفائقة، وذلك بأن تقدم له كرة زجاجية أو مرآة صغيرة، ثم يطلب منه التركيز فيها مع الإيحاء إليه بأنه سيرى فيها بعض الصور والرموز التي عليه أن يصفها ويحللها بشكل دقيق.
وبالإمكان التحقق من مدى تصريحات الوسيط إذا كانت المعلومات المدلى بها مطابقة للواقع، مع ضرورة تجنب تراسل عقلي بين المنوم أو أحد من الحاضرين، وبين الوسيط المستبصر.
هـ- قياس الأثر الروحي:
تتوفر لدى بعض الوسطاء أثناء جلسات التنويم المغناطيسيالقدرة على استطلاع ماضي وحاضر الناس، وذلك بمجرد لمس بعض ممتلكاتهم )ساعات يدوية، ملابس، أقلام...( وهو المعبر عنه في قاموس علم نفس الخوارق بقياس الأثر الروحي أو التكهن النفسي.
وبتقوية الإيحاء، يستطيع الوسيط الإدلاء بمعلومات صحيحة عن الشخص المطلوب، وهذا نموذج مثال للإقتداء به« أنت الآن نائم نوما مغناطيسيا عميقا، بعد قليل، سأضع بين يديك قطعة ثوب لأحد الأشخاص الغائبين عن الجلسة، ستكون عندك القوة على قراءته بمجرد لمسه ستتضح بالتدرج ملامح الشخص الذي يمتلكه –يمتلك الثوب- وشيئا فشيئا، سيقفز اسمه إلى عقلك، أنت تمتلك هذه الموهبة... ».
وبمثل هذا الإيحاء، يمكن للمنوم الحصول على معلومات إضافية أخرى ولعله من المؤكد أن الوسطاء يختلفون في قدراتهم الجانبية فيما يخص هذه الظاهرة فهذا قد يخبر عن ماضي الشخص بتفصيل، وذاك عن حاضره وأخر لا ينقل إليك إلا الأخبار السيئة في حياة الأشخاص وهكذا ذواليك
و- الجولان النومي الطبي:
يقول دولوز عن خصائص الجولان النومي بأن الوسيط الذي يكون في هذه المرحلة، لا يرى ولا يسمع إلا أولئك الذين هم على صلة به ، إنه يشعر وينظر داخل جسمه، لكنه لا يرى عادة إلا الأعضاء المصابة بالداء .
ويذهب شاربينيون charpignonإلى أن الوسيط المنوم، في درجة الجولان النومي، إما أن يرى الأعضاء المريضة ويصفها بعبارات مجازية إذا لم يكن يعرف أسماء الأعضاء العلمية التي يراها، وإما أن يشعر – بحدة – بنفس الآلام التي يعاني منها الشخص المريض، ويصف حدود الداء، ويضيف شاربينيون بأن الوسطاء المنومين يشعرون في مرحلة الجولان النومي بالآم المنوم إذا كان مريضا، وقد يبقى هذا الشعور بالألم حتى بعد اليقظة.
إن أبسط طريقة لتحقيق هذه الإمكانية هي جعل الوسيط في علاقة تلامسية مع المريض، كأن يمسك الوسيط بيدي المرض، وبالإيحاء المناسب، يمكن للوسيط الإدلاء ببعض التصريحات الخاصة بالشخص المريض كوصف دائه وأسبابه وأحيانا يشرح وسائل مقاومته والشفاء منه، وهذا نموذج للإيحاءات الملائمة في هذا المجال:)هذا الشخص مريض بعلة نجهلها جميعا، ونريد منك معرفتها، سيبعث إليك ببعض إشارات تتعلق بمرضه، نطلب منك أن تصف لنا ما يتبادر إلى ذهنك (.
حتى بدون ملامسة المريض، بل فقط بمجرد لمس شيء يمتلكه الشخص، وهنا نكون أمام ظاهرة قياس الأكثر الروحي.
ومن أغرب الظواهر في هذا الباب ما قام به الدكتور لويس الذي استطاع نقل الأمراض العصابية بواسطة وضع مغناطيس حديدي على رؤوس المرضى العصابين لمدة من الزمن، ثم إزالته ووضعه على رؤوس الوسطاء المنومين، مما جعلهم يصابون بنفس أعراض الأمراض العصابية التي يعاني منها المرضى العصابيون، وقد فسر البعض هذه الظاهرة بأن للمغناطيس خاصية تخزين بعض نشاطات الدماغ.
وعموما ففي كل هذه التجارب المثيرة التي يسعى فيها إلى استثارة الإدراك فوق الحسي لدى الوسطاء المنومين، ينبغي التعامل مع تصريحات الوسيط باحتياط شديد، لأنه، كغيره من الناس معرض للخطأ، ويحدد ميلان ريزل مصادر أخطاء الإدراك فوق الحسي فيما يلي:
أخطاء يرجع أصلها إلى إيحاءات المنوم المغناطيسي.
تأثير الإيحاء الذاتي وتخمينات الشخص، إذ بإمكانه التأثير في انطباعاته من خلال الرغبات الشخصية والمخاوف.
رؤى غير واضحة، بحيث يشاهد أغلب الصور بدون وضوح كما لو كانت خلف ضباب كثيف أو حجاب من بخار.
هلوسات ذاتية.
تأثير التعب والتوعك.
أخطاء في التفسير.
أخطاء في التعبير والوصف.
أخطاء في إبداء الرأي بالزمن.
أخطاء منهجية من لدن القائم بالتجربة مثل عدم إعطاء الوقت الكافي للوسيط المنوم للبحث والتنقيب.
تأثير الوسيط تخاطر يا بأفكار الآخرين،وخاصة منهم الحاضرين.
ويرى الباراسيكولوجيون أنه من الأفيد أن يكون الوسيط أخصائيا في احد المجالات التي يراد البحث فيها، وهذا من شأنه يرفع قيمة إدراكه فوق الحسي، والفعالية وإمكانية الاستخدام بدرجة عالية .
وخلاصة القول في هذا الفصل هي إن التنويم المغناطيسي يوفر إمكانية خلق ظواهر فائقة هامة، ويعتبر وسيلة فعالة لدراسة القوى العقلية والنفسية للإنسان، وجدير بالذكر هنا أنه لا يقتصر على إحداث هذه الظواهر فحسب، بل يتعداها إلى ظواهر أخرى لا تخلو من أهمية كظاهرة التنبؤ مثلا،