المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع 1



شيخ الأسرار الباطنية
28-06-2011, 13:24
إن حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع الكامنة في كل كيان هي رحلة إلى المجهول دائما ما تبدأ بالتوتر و عدم الثبات و تنتهي بالتسليم و معرفة الذات...
عندها تسكن عواصف العواطف في سكينة الاستواء و التمام...
إن الجذور للشعور بالتوتر هو حيرة الإنسان فيما سيصبح و يكون دونما التسليم و الرضا على ما هو عليه و على ما يكون..
و الكينونة التي وجد بها الإنسان دائما في نظره ليست مقبولة بل بحاجة إلى أن تصبح منقولة إلى كيان أو شيء أخر, و لا يسعى أبدا لتقبل الكيان الذي أهدته إياه الأكوان..
و من هذا المنطلق يصبح التوتر وساما يتسم به و يرسم طريقا شاقا لنفسه متجاهلا أنفاس هذه النفس متجها إلى أنفاس أخرى لا تتنفس..
التوتر و عدم الثبات تدل على الشتات و جهل بمعرفة الذات و الاشتياق في اعتناق كيان أخر و ليس على ما أنت عليه الآن...
في كيان كل نفس بشرية هناك أحدية و التوتر ينفي الفردية و يخلق الثنائية, ثنائية من حيث إنك أية من السحر و البيان و ترغب في أن تكون صخرا من البنيان لأنك تتغيب عن حقيقة ذاتك و آيتك , و ترغب في أن تكون شيئا أخر لا يمت لك بصلة..
رغباتك تتهاوى حسب شهواتك إما أن تكون قويا مشهورا أو غنيا, إما أن تكون حرا قديسا و مخلدا.. حتى رغبتك في الوصول إلى أعلى المقامات يخلق أيضا توترا... لأنك تسعى إلى مساعي بعيدة عنك و عن كيانك الحالي متناسيا حقيقة الراعي الإلهي....
كل أمالك و أحلامك المستقبلية تنسيك الآن و تغريك في أن تكون في غير آن... فهي ليست إلا مدعاة و دعوة للتوتر... و كلما كانت رغباتك بعيدة المنال يزيد المنوال و لا يرضيك أي حال...
لذا تجد الشخص المادي بشكل عادي ليس متوترا جدا كحال المتدين, فالمتدين مسعاه و مبتغاه إلى أشياء مستحيلة نبيلة و بعيدة و هذه الفجوة التي بينه و بين ما يرغب لا يسدها و يسودها إلا توترا عظيما ..
التوتر يعني الفجوة التي تخلقها الرغبات و عدم الرضا بما أنت عليه الآن و رغبتك في أن تكون شيئا أخر.. هذه الفجوة الفاصلة بين رغباتك هي مدعاة للتوتر..
و كلما كانت الفجوة عميقة و كبيرة كلما كان التوتر أعمق و أكبر, كلما كانت الفجوة صغيرة كلما كان التوتر أصغر و قلت الحيرة..
و إذا لم تكن هناك فجوة على الإطلاق أي إنك راضيا على ما أنت عليه الآن و في كل آن, و لست في أشواق إلا إلى اعتناق كل لحظة بيقظة فلن يكون هناك أي توتر... فقد أتحت لنفسك واحة من الراحة لتتصل بحقيقتك عبر صلاتك بصلة قلبك و هذا حق الدين عن يقين بالرضا و التسليم في كل حين..
الفجوة يمكن أن تأخذ العديد من الشكليات و الطبقات..
إذا كانت رغباتك في الحدود الجسدية عندها ستتجسد بالجسد, برغبتك في أن يكون لك جسدا ذا شكلا و رسما في غير حقيقته فإن هذه الرغبة المنطوية نحو الجسد تخلق توترا على مستوى يتجسد بالجسد, كرغبتك بأن تكون أكثر جمالا, في هذا الحال يصبح جسدا غير متقبل لحقيقته بشكل لا واعي و يصبح كالقبضة بحاجة إلى انفجار, فالتوتر سيصاحب جسدك الأول..المادي..
لكن إذا كانت قبضته قوية متزمتة و متزامنة على مر الزمن فهي قد تصبح أعمق و أقوى و تنشر أوتارها إلى طبقات أخرى من أنفس الكيان الساكنة في الإنسان...
و إذا كان اشتياقك إلى قوى روحية, فالتوتر سينتشر على المستوى الروحي...
فالانتشار الذي يصدر من انبعاث الرغبات كرمي الحصاة مهما كانت صغيرة في أي بحيرة, تسقط في نقطة معينة يصدر عنها اهتزازات تستمر بالانتشار إلى ما لا نهاية..
لذا فإن التوتر قد يتكون في أي من أجسادك و أبعادك السبع, ما يتصدرها دائما ذات المصدر و هي الفجوة الكامنة بين حالة و أخرى أي بين حال حقيقة سكون الكيان و الرغبة و الاشتياق في أن تكون على غير حال و بيان..
و على المستوى الفكر و العقل إذا كان طموحك في تغيير حال عقلك بأن تجعله أذكى و أبهى فإن هذا الشيء سيخلق توترا عقلي...
فقط في حالة القبول و الرضا و التسليم يكسبنا مكسبا لا غنى عنه من الاستسلام لا يخلق أي أحلام و لن يكون هناك انبعاث من التوتر يجذب الآلام..
إن المعجزة الوحيدة التي قد تحدث في حياة أي نفس بشرية هي الرضا المطلق و الانسجام في وئام مع أنفاس النفس..
الوجود راضي و مسلم لما هو عليه.. فالتوتر ذو نزعة افتراضية و ليست وجودية...
ففي عيش اللحظة ليس هناك أي توتر, موجة التوتر دائما موجهة نحو المستقبل... تخلق من نبع الخيال, يمكنك أن تتخيل و تخيل لنفسك بأنك شخصا و شيئا أخر ليس ما هو أنت و على حقيقتك,
هذه الإمكانية للخيال تخلق فجا و فجوة للتوتر..
و كلما كان خيال الإنسان أكثر بدعة و براعة كلما زاد التوتر و قلت القناعة...
فالتوتر سلاح تدميري ضد صاحبه يدمره ليجرده عن حقيقة ذاته..
و كما أن الخيال يمكن أن يكون نعمة و إبداع دون ابتداع أي إذا كانت قدراتك كاملة و كامنة مبحرة في خيال يعيش كل حال في آن و لحظة من اليقظة لا تمد صلتها بمستقبل و إنما بحقيقة الآن في هذا الأوان, ستتلمس حقيقة وجودك دون أوهام و الآلام, خيالك لا يحلق و يخلق أي أشواق و أشواك بل صفا إلى عيش اللحظة التي تبعدك عن المماة و تحييك بروح الحياة...
فالحياة تتحدث معك في كل لحظة و أنت هائما غائبا عنها.. حضور كل لحظة بصدق و يقين يبعد عنك سور التوتر و ستنهمر عليك ومضات من نور كان متستر تحت وطأة التوتر..
الوجود أجمع بما فيه من أشجار و أنهار لا يشمل حياتها أي نزعة توتر ليست لديهم المقدرة على التخيل... فالوجود مستو على مستوى منحدر ما قبل التوتر و ليس بعده..
التوتر قوة كامنة في الوجود و على سياق التطور فهناك لحظة بانتظار أن تحدث انفجار ثائرا في كيان الطبيعة و ستبدأ بالاشتياق إلى المستقبل و هذه حقيقة حتمية مستقبلا خيال الوجود سيصبح شيئا فعليا و نشيطا..
بداية الأمر سترى أن الخيال قد أصبح خيل و خيّال يهرول مسرعا نحو المستقبل يخلق العديد من التوقعات و بسبب عدم إتيانها بصورة حقائق واقعية تستمر بالتحليق و تخلق تصورات أكثر و أبدع... و بقدر تعلق الأمر بهذه اللحظة و عيش كل لحظة فأنت لا يمكنك أن تقع ضحية لشباك الخيال لأنك أصبحت أنت الخيّال و المسير على كل حال..
بمقدرتنا حضور كل لحظة بيقظة دون فتور و ضياع في بحر أوهام الخيال..
أنت لست بحاجة لإتاحة أي مساحة لهكذا ضياع و التلبس بأي قناع..
إذا أمكنك أن تعيش اللحظة بحضور, أن تكون حاضرا لها بيقظة... فلن يجد الخيال أي مجال.. ثم سيتبدل الخيال و لن يخلق أي حال بل سيحلق في حضور من نور...
ستبدأ تحلق في أعالي قمم الإبداع, قد تتخطى كل المشاعر و تصبح شاعر ينهمر فيضا من الأشعار تلامس و تلاقي كل حال دون أشواق مستقبلية بل قبلة حالية في حقيقة الآن..
أو قد تجد نفسك رساما يحمل وساما يجول في عالم من اليقظة و الحضور, لأنه اللحظة لن تكون كما تخيلت بل كما عرفت و عشت نبضها...
عندما لا تبحر في أي خيال فإن اللحظة ستهديك هدايتها و إشارتها...
يمكنك التعبير بعبارات لكنها ليست مثابة للإشارات.. عندها ستدخل في صمت الوجود حيث ليست هناك عبارة لتعبر بها عن سر الوجود..
الصمت الوجودي الذي تخطى خطاه كل معابر العبارة تعمق بعمق في كل لحظة و إشارة.. هام في بحر الصمت يحدثه الوجود عن سره و كنهه غاب الكلام و استوى المقام.. اختفى الشاعر و مشاعره و شعره و فنى الرسام و وساماته و رسمه و دخل في صمت لا يصفه أي لسان فهو معبر عن نفسه بنفسه بصمت العرفان..
و هذا الصمت ليس بالأمر السلبي بل ازدهار إيجابي..
هناك ازدهار و أزهار تفتحت في كيانك... تفتح لزهرة الصمت التي لاقت شذاها في حقيقة ثناياها اتحادها و اندماجها مع الصمد..
و خلال هذا الصمت كل شيء معبر و معتبر..

تابع الموضوع بالردود

شيخ الأسرار الباطنية
28-06-2011, 13:26
إن التعبير عن يقظة اللحظة خلال الخيال ليس خيال المستقبل و لا انعكاسا لماضي مضى, و ليس تعبيرا عن تجربة جربتها و اختبرتها... بل هي مواجهة للوجه الحقيقي الذي ينبض في كل لحظة وهو مواجهة الآية الحية التي تحيا فيك مع كل نبضة و لحظة.. فالتجربة و المواجهة ليستا شيئان متفقان فالبمواجهة يغيب الرسام و يفنى في رسمه ... واجهت النبع الذي ينبع منه فيض الإبداع, تلاشيت و أصبحت فيضا من نهر طاقة الحياة... لست الشاعر و إنما شعره.. التجربة ليست بماضي و لا بمستقبل,
بل بتلك اللحظة التي عرفتك الخلود و زالت عنك القيود.. و كل شيء أصبح ينمو و يسمو على نحو مزهر و مثمر..
هذا الازدهار سيكون له سبع طبقات, كما التوتر تردده له سبع طبقات تتواجد و تتحد مع كل بعد من أبعادك و أجسادك السبع..
على سبيل المثال.. إذا كان على المستوى الجسدي, فإن الجسد سيلوح به في طياته يفوح منه المجال الذي تلتمسه و لا تلمسه كجمال الروح و عطر الزهرة يفوح و تصل إلى ذروة من الجمال لم تتحسسه بنفس القدر من الكمال ...
تمر علينا في حياتنا حالات صحية و لكنها سلبية, سلبية بمعنى عندما لا نستشعر المرض ندعي بأننا أصحاء... صحة دون صحوة أي ليست إلا إنكار لوجود خلل و مرض عضوي... ليس إلا تعريفا طبيا للصحة و هو اختفاء المرض..
لكن الصحة أيضا لها بعد إيجابي ليس غياب المرض فقط بل حضور نور الصحة و الصحوة معا في آن واحد...
جسدك له المقدرة على أن يكون ليس في وثيرة واحدة مع التوتر عندما تتواجد مع اللحظة الوجودية كما هي في آنها..
و لنقل في حال مضغ الطعام إذا كنت في وصال مع هذا الحال دون ماضي و لا مستقبل, فهي تلك لحظة الخلود من ثم تصبح أنت المضغة الإلهية الإنسانية و يتلاشى الفاعل و تصبح فعلا دون فاعل..
و كذلك مشاركتك الجنسية لن تتقيد في حدود جسدية لأنها ليست انفلاتا لشهوة مكبوتة و إنما لنشوة مسكونة من المحبة و التجانس و التلاقي..
فتلك اللحظة أصبحت الكلية و الأبدية و المحبة ذاتها.. فجسدك سيستشعر نشوة خالية من أي خيال...
و إذا كنت تركض مهرولا و أصبح الركض مجموع وجودك الكلي متحدا مع تلك الكلية, لا هدف من الركض سوى الركض ذاته, ستتحسس حالة إيجابية و عفوية تختبرها على المستوى الجسدي و ستجد كل العافية كامنة فيها و تحتويها...
و ذات الشيء يكمن في الأجساد السبعة.. إن تفهم لحظة عدم التوتر في الجسد الأول هي الأسهل و الأيسر لأننا تعرفنا على شيئان محتملان في البعد الجسدي.. المرض كعرض إيجابي و التي على أساسها عرفت الصحة على نحو سلبي بغياب المرض...
هذا الشيء نتعايشه في حياتنا إلا أنه هناك إمكانية ثالثة و هي الحالة الإيجابية للصحة..
هناك صعوبة في تفهم طبيعة اللا توتر في الجسد الثاني..الأثيري..
لذا فإنه بشكل اعتيادي عندما نتحدث عن الأحلام فإننا نتحدث عن أحلام الجسد الأثيري.
و إذا كان جسدك الأول..الفسيولوجي.. متوترا فإنه سيخلق العديد من الأوهام التي تجعل الجسد الأثيري يتحسسها كأحلام...
على سبيل المثال, إذا كنت جائعا أو صائما... فإن هناك نمط معين من الأحلام سترافقك على مستوى الجسد الأول..
فالجسد الأثيري له توتره الخاص, يعرف فقط من ناحية الأحلام لو كان الجسد الأثيري متوترا فالحلم سيصبح كابوسا.. حتى في حلمك ستكون متوترا.
إن بداية التوتر تكمن في الجسد الأثيري حول إنجاز الرغبات...
كلنا لدينا أحلاما حول الحب.. الجنس فعل فسيولوجي و جسدي فلهذا يأتي في المقام الأول في التجانس مع الجنس و عدم كبته, لأنه سيخلق توترا عظيما يلحق بكامل الأجساد و يقيدك في المستوى الأول, بينما الحب ليس كذلك..
الحب ليس علاقة تعلق بالجسد الفسيولوجي بل بالجسد الأثيري, أما إذا لم يرى ذلك الحب النور و ضل مسجونا و محصور فإن التوتر سيكون على الجسد الأول سيعاني منه بسببه...
فالمسألة ليست مقتصرة على احتياجات الجسد الأول و إنما أيضا هناك حاجات و رغبات للجسد الأثيري.. له اشتياقه و عطشه و الحب الكأس الذي يسقيه يرويه و يغذيه...
كلنا في شوق نتوهم و نحلم بالحب ولا نعيش الحب ذاته ...
نحلم مع من نكون و كيف سنكون لا يتخللنا أي سكون أو إحياء لآي شجون ليموت الحب قبل أن يولد و يكون..
إما أن نحلم بأن الحب سيتلونا مستقبلا أو أن نحبط حول تجربة مضت و انقضت
و تغيب عنا دائما حقيقة الحب و عيشه...
هناك العديد من التوترات التي تتخلل الجسد الأثيري لكن الحب إحداها التي يمكن أن يفهم بسهولة و سيولة...
إذا كان حبك متركز و متمركز في كل لحظة زال الحب و أصبحت أنت المحبة ذاتها, فستنعدم حالة التوتر التي تخلق في الجسد الأثيري.. لكنه يصعب عليك أن تكون متواجدا مع الحب و اللحظة في آن معا..
إذا كانت طلباتك و توقعاتك مشروطة مع الحب فإن الوجهة مستقبلية و ليست آنية.. إن اللحظة و الحضور أبعد كل البعد من توقعاتنا و تصوراتنا, فهو هو كما هو...
التوقعات دائما مبنية على بنية مستقبلية, كيف لشيء يجب أن يكون و ليس على ما هو كائن.. فأنت واحدا متحدا مع الحب في كل لحظة إذ لم تكن هناك أي توقعات و شروطات..
إذا حصرت و قيدت حبك لشخص ما و ليس لأخر فأنك لن تختبر اللحظة بمحبة..
فحبك ناتج عن علاقة تعلق و ليس عن علاقة عقلية, ذات الشيء يتلوك بانعدام نعمة اللحظة لأنه لا يزال هناك تعلق مشروط..
إذا تعاهدت و عهدت حبك على شخص معين حينما يكون معك ستمتلئ المحبة كيانك و بغيابه تغيب المحبة, فإن حبك مصطنعا إذا كانت المحبة كيانك فلن تفصلها و تفصمها عن الوجود ذاته..
ذات الشيء إذا كنت تشعر بالنشوة و بالصحة فهي ستلازمك و تصاحبك و من المستحيل أن تتخلى عنك و تكون في لحظات على نحو معافي و صحي و باقي الساعات لست معافيا و صحيا, الصحة ليست علاقة و إنما حالة وجودية...
الحب ليس علاقة تنحصر بين شخصين و إنما حالة عقلية كامنة فيك... إذا أحببت فسيكون وسامك المحبة و ترى الحب في كل الوجود, فشدى الحب يتناثر منك إلى كل ما هو حولك..

في أي مكان حيثما كنت وحدك و ليس هناك أحد غيرك فأن المحبة تشدو من أنفاسك
كالتنفس...
إذا أقسمت على أن أعدم كل أنفاسي لأجلك فإذن بغيابك غابت أنفاسي و سيأتي الموت لافتراسي.. التنفس ليس مرتبطا بأي علاقة و كذلك الحب هو أن تتوسم المحبة كل كيانك كأنفاسك فهو الغذاء و الدواء للجسد الأثيري فيه و به يحيا..
خلقت الإنسانية حبا ذا نوعية سطحية منحطة و خطيرة...
حتى المرض لم يخلق ذات المستوى الدنيء الذي خلقه الحب الإنساني...
إذا أحببت و أصبحت أنت المحبة بصرف النظر عما تكون و كيف ستكون فإن جسدك الثاني سينسابه الإحساس بالسيولة و المرونة و تختفي كل الكوابيس..
تختفي الآم أحلامك و تنبض فيها روح الحياة و تصبح شعارا لأشعار وجودية و كونية, شيء يمس جسدك الثاني و يتخلله و يشدو منه عطرا و ينشده و سترتشفه من غيرك أيضا لأنه صدى عطر الحب و المحبة ستنعكس عليك كالمرآة فكما تكون سترى كل الكون...
الحب الحقيقي لا ينبع من الأنــا, فالأنا دائما في بحتها و حثها على القوة, فإذا كان حبك عنيفا و غليظا فلن يكون حقيقي لأنه تجزء من جسد الأنا..
فمهما كان حبك سيكون حربا داخلية تشنها مع من تحب بصورة مخفية, لأنه الحب لا يقيد بشيء فهي أكبر إهانة و إدانة للحب ذاته.. فإما أن تحصر الحب بين الزوجين, الابن بأباه, الفتاة بأمها ... حقيقة ليس كما تظهر و إنما تخفي من وراء صورة الأحياء باطن الأعداء..
بشكل ثابت مستمرين في رحلة من الحرب و في لحظات عندما تسكن الحرب يدعون الحب, فالتعريف على هذا النحو يتخذ أساسا سلبيا فالحب ليس إلا فترة


يتبع بالردود

شيخ الأسرار الباطنية
28-06-2011, 13:27
بين حربين يسودها فترة من الوئام و السلام..
حقيقة الأمر كامنة في قيام الحربين بين كل متحابين و ليس هناك أبدا إمكانية لسلام ثابت و دائم.. فما يسمى بالسلام ليس إلا تحضيرا لمرحلة و رحلة أخرى من الحرب ليس هناك حبا و سلام يتوج كلا الزوجين..
كما إننا نخطئ و نظن بأنه هناك صحة بين مرضين نفكر بأن هناك حبا بين حربين.. هذا ليس حبا و إنما فجوة لقتال أخر..
ضعفك و هوانك في استمرار كفاحك على مدار الدوام يجعلك بين الحين و الحين تخصص وقتا تريح فيه نفسك و تبدأ محبة عدوك..
الحب ليس محتملا أبدا كعلاقة و إنما كحالة عقلية..
إذا كان حبك باتصال كحالة عقلية فإن جسدك الثاني.. الأثيري.. سيسوده راحة تزيح عنه التوتر..
فالحب من أبسط التوترات التي قد تصيب الجسد الثاني.. لأننا دائما ما ندعي الحب و نظن بأننا نعرفه و لكنه متبرأ منا و لا يعرفنا عن نفسه لا يرفع ستار الوقار إلا لمن عرف نفسه و ارتشف كيانه أجمع من كأس الحبة..
الجسد الثالث و هو ما ندعوه بالجسد النجمي له توتراته الخاصة أيضا... لا يتعلق بهذه الحياة فقط و إنما بحياتك السابقة أيضا.. التوتر في الجسد الثالث ناتج بسبب تراكم ما كانت أمالاك و أحلامك تسعى لبلوغها..
أشواقك الكامنة و الكاملة التي سايرتك في حياتك السابقة كلها مجتمعة في الجسد الثالث, دائما تشعر بنفسك مندفعا إلى شيء لا تعلم ما هو فقط رغبة تلو رغبة دون نهاية ولا تعرف من أين كانت البداية...
الجسد النجمي كالخزان الذي يجمع كل أشواقك و رغباتك لهذا فهو من أكثر الأجزاء توترا في كيانك.. عندما تبدأ رحلة التأمل ستدرك التوترات النجمية, لأنه منطلق التأمل يبدأ من الجسد الثالث..
و البعض قد يدرك هذا الحال و يشعر بأنه منذ بداية رحلة التأمل هناك زيادة في التوتر.. حقيقة الأمر ليس في زيادة و إنما أضحت مقبلة و مدركة, و أصبح الشخص مدركا و يقظا لشيء يكمن فيه و لم يعرفه مسبقا...
قد يستصعب عليك تفهم التوترات النجمية فهي أساس للعديد من الحياة السابقة التي عشتها, و ليس لهم كلمة تقال و لا أن توصف بأي حال... يمكن أن تفهم و لكن لا شيء يمكن أن يحط في مقال فقط بالتجربة يمكن إدراكهم و معرفتهم..
الرغبة ذاتها كامنة فيها بذرة التوتر لا تمر علينا لحظات في حياتنا دونما أن نكون في شوق و رغبة لشيء أو شخص ما..
و هناك من يرغب برغبة لا شيء, و يصبح الأمر بأكمله في حالة سطحية..
في الجسد الثالث.. النجمي.. يمكن أن ترغب في اللاشيء أن تكون معدما من الرغبات, إلا أن حقيقة رغبة الترغب في اللاشيء من أقوى الرغبات..
يمكن أن يخلق فجوة واسعة و شاسعة بين ما أنت عليه و بين ما ترغب في أن تكون..
الحل يكمن في تقبل رغباتك كما هي, و هناك العديد من الرغبات و الرغبات التي تم لمها و جمعها في العديد من الحياة السابقة.. كثرت رغباتك تراكمت و تجمعت لذا فلا مفر منها, على مستوى الثالث تقبل رغباتك كما هي تساير معها و لا تكبتها..
لا تتحارب معها و تخلق رغبة ضد رغباتك .. أعلم فقط بأنك مكدسا بالرغبات تماشى معها و سايرها .. و اللحظة ستأتي لك و تشعر بعدم التوتر تلقائيا من ناحية الجسد النجمي...
إذا أمكنك تقبل كل الحشد الهائل و اللانهائي للرغبات في كيانك دون خلق أي رغبة ضد الرغبات.. إذا أمكنك أن تتواجد وسط الكم الهائل من الرغبات, فهو ليس إلا تراكم لماضيك بالكامل.. تقبلهم كما هم إذ يصبح هذا القبول جمعا لتلك الرغبات و تأتي اللحظة و تختفي فيها و تتلاشى بأكملها ... لأنه تواجدهم يكمن و يعكس وجود تضاد لحلقة أخرى من الرغبات..
إن الشيء المرغوب به ليس ذو علاقة, بل الأمر كله يكمن في الرغبات ذاتها و حتى عدم الترغب يبني خلفية وهمية..
يتبعه حشدا وافرا من الرغبات فهي عملية جاذبة لبعضها..
و عندما تتقبل كل شيء كما هو, فإن كل الرغبات ستتبخر و لن تتقل على كاهلك محاولا و محاربا إياها...
ثم سيصبح الجسد النجمي في راحة و حالة إيجابية و ستنتقل بسيولة إلى الجسد الرابع.
الجسد الرابع.. العقلي.. كما أنه هناك رغبات في الجسد النجمي هناك أفكار في الجسد العقلي.. و العديد من الأفكار المتناقضة حشد كامل و كامن منهم كل فكر يحاول أن يؤكد نفسه بأنه الجامع و الكامل يمتلكك ليكملك...
لذا فإن التوتر في الجسد الرابع مخلوق بواسطة الأفكار.
إن الحالة التي تكون فيها بدون أفكار... ليس أن تغض في نوم عميق أو أن تكون في حال لا واعي و إنما وعي دون أفكار... وعاء خالي من ماء الأفكار..
تلك هي ذروة الصحة و الصحوة.. عندما تكون واعيا و خاليا من الأفكار تفسح المجال بان تختبر حال صفاء الأفكار..
ففي كل لحظة تخلق العديد من الأفكار, كل لحظة يأتي شيء من ماضيك لينازع الحاضر الذي أنت عليه الآن...
على سبيل المثال إذا كنت في أحد الأيام شيوعي و تقلب بك الحال و أصبحت كاثوليكي و تؤمن بشيء أخر... فالماضي لا يزال ينبض معك و يردد أوتاره مع تيارك... يمكنك أن تصبح كاثوليكي لكن يستحال أن تتناسى و تتجافى مع شيوعيتك فبذرتها كامنة فيك, يمكنك أن تغير أفكارك, لكن الأفكار المنبوذة لا تزال متراكمة و موجودة... لا يمكنك نسيانهم يتخللون في أعماق أوصالك و يتربعون عل عرش عقلك الباطن...
لن تراهم بل يبقون خفايا كالضحايا المنبوذة في داخلك بانتظار اللحظة المواتية و الفرصة للظهور و النشور..
ستظهر اللحظة التي تتبدل فيها كالحربة ستكون في لحظة شيوعي و أخرى كاثوليكي و سيسترسل الحال على هذا المنوال, ذهابا و إيابا و التأثير بأكمله سيكون في حالة مضطربة..
و لذا على مستوى الجسد العقلي فإن الاضطراب و التشويش هو وسيلة التوتر..
أفكار تحارب توقعات متناقضة ماذا تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى تشويش عقلي..

يتبع بالردود

شيخ الأسرار الباطنية
28-06-2011, 13:28
و العقل المشوش على هذا النحو, سيصبح أكثر تشوشا إذ يحاول تجاوز التشويش بتشوشا أخر و حالة الثبات و عدم الشتات لا يمكن أن يصل إليها العقل في هكذا مرحلة..
في حال مرتبك و ترغب في خوض مرحلة و رحلة روحية ستخلق بعدا جديدا من الإرباك و كل الاضطراب لا يزال كامن في كيانك لم تقم بأي إنجاز إيجابي سوى إضافة ربكة جديدة لاضطراباتك... سيسودك حال و تصبح بحال مستشفى المجانين
هذا ما يحدث على بعد الجسد الرابع .. العقلي.. فالتشوش و الاضطراب هو التوتر في مستوى العقل.
و يمكن لأي شخص أن يستوقف رحلة التشوش بأكملها..
في حالة عدم إنكار أي فكر معين لمصلحة فكر أخر.. إذ لم تقم بإنكار أي شيء على التمام ... إذا لم تنكر الشيوعية لمصلحة الحالة الدينية..
و لا تنكر وجود الله لمصلحة فلسفة الإلحاد...
إذا تقبلت كل فكر دون اختيار يخلق التوتر فستختفي الأفكار كلها دون إنكار بل باعتبار..
إذا استمريت بالاختيار فإنك ستفتح بابا يفيض بك إلى عالم من التوتر و التشتت...
الوعي هو حرية عدم الاختيار, فالإدراك يركز على عملية الفكر بالكامل...
بكل اضطرابا ته و انحرافاته.. فاللحظة التي تدرك فيها هذا الشيء ستعلم بأنه ليس إلا تشوشا خلق من قبل عدة أفكار متضاربة و متعارضة في رغبة منها أن تكون و تحاربها في تيار متضارب برغبة أخرى .. و في لحظة الإدراك سيتوقف تيار الرغبات و تعي العملية بأكملها, كن واعيا لعملية عدم الاختيار..
لا تختر بين الإلحاد و الإيمان.. و لا تفصم نفسك عن غيرك بمسيحي أو هندوسي..
فقط أستسلم للمشيئة الكونية التي خلقتك كإنسان...
كن مدركا لما أنت عليه و ستجد في بعض الأحيان و كأنك تتبدل ما بين ملحد و مؤمن.. ما بين قديس و إبليس... إما أن تناشدك عقيدة و ترشدك لإتباع أخرى.. و لن تجد نفسك مستقر في أي مقر سوى في تيار ملئ بالبدع..
كن مدركا لكل حال و على كل حال و ستأتي اللحظة التي تدرك فيها العملية الكلية لفكرك و هي لحظة انعدام الهوية..
و من ثم العقل لن يخلق لك أي شخصية بل ستجد في ذاتك فردية كونية..
و هذه المرة الأولى التي ستتعرف فيها على نفسك كوعي كوني و ليس كوعاء عقلي.. و العقل ذاته سيظهر لك كشيء منفصل عن ذاتك...
كإدراكك لأي شيء عادي و مادي كذلك ستدرك فكرك و العملية العقلية بأكملها..
الآن و في كل آن ستعي بأنك لست عقلا و إنما أبعد من حدود أن يحده عقل..
الصعوبة التي تكمن في الجسد الرابع..العقلي.. بأننا بكل بساطة أداة تعريف لعقولنا..
إذا ما وهن الجسد الفسيولوجي و أصابه المرض و أشار عليك أحدهم بأنك مريض جسديا فلن تشعر بالذل و المهانة, و لكن إذا أصبح عقلك مريضا و قيل بأن عقلك مريض فستشعر بالقبضة و الجنون و الإهانة أتعرف لمــــاذا..
عندما يخبرك شخصا ما بمرضك الجسدي فإنك تشعر بتعاطفه معك.. لكن في حالة إشارته على مرض عقلك فستشعر بالتزحزح و عدم الثبات و تمتلكك رحلة من عذاب تثير الأعصاب .. ثم تصبح أداة تعريف من قبل عقلك و ليس جسدك..
يمكنك أن تشعر بالإحساس بأنك ليس جسدك و مفصولا عنه و تقول ..هذه يدي..
أما في حالة العقل يصعب عليك القول.. هذا عقلي.. لأنك تعتبر العقل و الفكر أنت..
إذا كانت هناك عملية من الناحية الجسدية فستتقبلها دون أي تضارب و تعارض
و إنما إذا كانت في الناحية العقلية فستتوتر و تشعر بأن حريتك ستسلب منك و تصبح مفقود الهوية ..
لقد جذرنا أنفسنا بجذور العقل و لا نعلم أي بعد أبعد من العقل فلذا أصبحنا أداة تعريف له و منه...
نعلم بأن هناك ما هو أبعد من الجسد, أي العقل... و لهذا السبب ليس هناك تعريفا يحدنا في حدود الجسد و لكن لا نعلم ما هناك أبعد من العقل... و في اللحظة التي تدرك فيها الأفكار ستعلم بأن العقل لا شيء سوى عملية متسلسلة من الأفكار تراكمات آلية و مخزنة كأداة تخزين لتجارب مرت بك في الماضي ..
ليس إلا عملية إنتاج للماضي..
أنت لست العقل و أفكاره فالعقل يمكن أن يؤخذ منك و سيتقدم العلم حيث يمكن أن يزرع عقلك لشخص أخر..
كما أن القلب يمكن أن يزرع من جسد لجسد كذلك فإن الذاكرة ستزرع عاجلا أم أجلا..
في حالة الموت فإن الشخص لن يموت بالكامل, يمكن الاحتفاظ بذاكرته و زرعها في ذاكرة أي طفل.. و الطفل سيكتسب الذاكرة بأكملها و سيعلم بوجود عدة تجارب في حياته سابقة عن أوانها قبل أن يختبرها فعليا و سيعرفها بشكل تلقائي..
هذا الشيء يبدو في غاية الخطورة و من المحتمل إن الإنسانية لن تسمح بهكذا شيء على أن يحدث و يتخذ مجراه لأنه الهوية الخاصة ستكون مفقودة قبل أن تتواجد للشخص الذي زرعت له العملية...
و لكن بالنظر قليلا في هذا الموضوع فإن هناك إمكانية لها قوة كبيرة كامنة فيها قد يكون نتاج لإنسانية جديدة, و بهذه الطريقة سندرك العقل قبل أن يدركنا..
فأنا لست عقلي نعم جزء مني في داخل جسدي و لكن كياني كله أبعد من العقل أحتويه و لا يحتويني.. أنت لست العقل و لا فكرة من أفكاره بل بحاجة إلى أن تتأمل في العقل ذاته و تطوي أفكاره... ألا تتعجب بأننا لسنا إلا عقلا!!
العقل جزء من جسدك كأي عضو أخر سواء أكان ظاهر كاليدان أم كان مخفيا كالرئتان ...
فكما أنه يمكن أن تضاف إليك كلية جديدة و تبقى ذات الشخص, كذلك فمن الممكن أن يضاف إليك عقل جديد دون أن تستبدل و تستمر في العيش مع هذا العقل و تستقر دون أي ضرر..
فليس هناك في الأمر ما يربك إطلاقا فقط تكمن المسألة في أننا أعتدنا بأن يكون العقل هو السائد و السيد على حامله فالعقل ليس إلا عملية آلية يمكنك أن تمحيه بالكامل و تصبح شخصا أخر كما تريد.. لأنك لست مقيدا بحدوده و إنما سيدا أبعد و أرفع من قيوده..
لذا فأن المسألة بأكملها مع الجسد لرابع, هي أن الوعي صحوة و صحة و اللاوعي عرض لمرض عقلي..
الوعي حالة من اللا توتر, اللاوعي يخلق تشوشا و توتر..
بسبب ثقل كاهل الأفكار عليك, هويتك خلقت منهم فتستمر بالعيش مع هذه الأفكار و تخلق لك جدار بينك و بين كيانك الوجودي...
هناك بذرة لزهرة من نور في كيانك و على هذا الحال لن تصل إليها لترويها وتتفتح أنوارها و أسرارها, لأنه الفكر سيسبح بك لتصلها .. خلق لك وهما مقدما عن التجربة بأكملها بشكل شفاف ووهمي...
على سبيل المثال إذا كانت قرأتك لهذه الكلمات قراءة عقلية, فسيخيل إليك بأنك تقرأها و سيجول بك العقل أما بتكرار و سرد ما مضى من أحداث في الماضي, أو بتنقيح الماضي و جعله القاضي على مستقبلك .. يرسم لك مستقبلا من ماضي..
و إذ تستمع إلي و أنا أقرأ هذه الكلمات سيخيل إليك الاستماع و إنما في حقيقة الأمر فإنك ترتدي قناع فكري يجول بك و يطوف ما بين ماضي و مستقبل.. بأحداث قد مرت عليك أو توقعات قد تمر عليك و لن تجد لك في هذه اللحظة حضور.. و تجد نفسك ليس واعيا لما يقال..
من المحتمل أن تردد كالببغاء حرفيا كل ما يقال.. آلية العقل سجلتها و قادرة على نقلها و تكرارها ليس إلا إعادة إنتاج.. و ستدعي بأنه إذا لم أكن أستمع إليك كيف يمكنني إذاً إعادة ما قيل و قال, الحقيقة تكمن في غيابك و تسجيل الآلية العقلية ...
عقلك يمكنه العمل كأي آلة قد تكون حاضرا أو غائبا ذاتيا هذا لا يهم كما يمكنك أن تستمر بسرد حوار الأفكار أثناء الاستماع...
الجسد الرابع .. العقلي.. هو الصانع و المانع.. قد تأتي الحقيقة تلتمسك و لا تلتمسها
غائبا و تائها عنها بحوار أفكارك..
صيرت نفسك عبدا لحشد من الأفكار سادت عليك و فصلتك عن كيانك..
الحق فيك و لك الحق في معرفة الحق لكن العقل أغلق باب الحق عنك..
لذا في الجسد الرابع عليك أن تتمعن جيدا و تدرك عملية الفكر بأكملها... لا تختار و لا تتخذ أي أعذار أو قرار...
فقط كن مدركا للعملية كما هي, إذا أدركت آلية العقل بأكملها ستتعقل و تتوكل و لن تتوتر و سيكون العقل خادما مطيعا لك...
الجسد الخامس و هو الجسد الروحي, و بقدر تعلق الأمر بهذا الجسد فإن التوتر الوحيد الذي يتخلله هو عدم معرفة الذات... على ممر معبر الحياة يمكنك الإنجاز و الاعمار و القيام بعدة أشغال و لكن هناك شيئا يرافقك و يحدثك و هو عدم معرفتك لنفسك تضل تحوم و تلوم دون أن يدوم معك أي حال..
فالجهل بمعرفة الذات يضل معك يعتريك و يفترسك لأنه مغروسا فيك...
هذا الإحساس سيصبح مثل أنفاسك يترصدك من أمامك و خلفك, يرافقك على مدار الدوام عبثا محاولا تجاهله أو الهروب منه...
فجهلك الشيء الوحيد الذي لن تكون قادرا على تجاهله.. تعرف في كامن ذاتك بأنك لا تعرف... فهذا المرض الذي تتعرض له في البعد الخامس..
كانت وجهة سقراط على المستوى الخامس عندما كان ينادي بمعرفة الذات فهي المعرفة الحقة..
كل حكيم كانت له ذات النبرة الكلية الوحدوية.. إذا عرفت الذات تعرفت على العالم أجمع.. فالإنسان كائن مطلق و كلي و ليس فرد جزئي... حتى لو عرفت العالم و جهلت نفسك فمعرفتك لا تساوي شيئا... فهي الوصلة و الصلة الأولى للوجود بمعرفتها تعرف الوجود أجمع.. لذا فإن التوتر على مستوى الجسد الخامس يكمن ما بين العرفان و الجهل...
العرفان لا تعني المعرفة بحد ذاتها فهي يمكن أن تجمع من الكتب أو أي مصادر كانت.. أما العرفان هي معرفة الذات لا تجمع من أي مكان سوى بالعودة إلى الذات..
و هناك العديد من يقع تحت وطأة المغالطة و هو عدم التمييز ما بين العرفان و المعرفة.. العرفان لا يتأتى إلا بمعرفة النفس لا أحد يمكن أن يخبرك عنها أنت من تختبرها وتعتبرها ... فالكتب المقدسة لا تصلك إلا بالمعرفة و ليس بالعرفان يمكنها أن تصفك بالقديس أو بأي صفة كانت و لكن لا تزال معرفة بعيدة جدا عن العرفان..
إذا ما تعلقت بهذه المعرفة فإنها ستخلق لك توترا عظيما ..
هل تعلم بأن الجهل مساوي للمعرفة, كلما تعلمت وتعرفت كلما زاد جهلك و ثقل على كاهلك .. لأنها ليست إلا معارف مستعارة كيانك يجهل و ستشعر بأنه لديك المعرفة و تعلم و يزداد التوتر و يثقل, من الأفضل في هذا الحال أن نعترف بجهلنا سيقل بذلك التوتر و يضئل..
لا تضلل نفسك بمعرفة مكتسبة من قبل آخرين.. عد إلى نفسك و أبحث فيها عن ذاتك
و العرفان سيبدأ يفتح بابه لك لتدخل فيه و يدخلك لتحتويه.. و ستجد في كيانك البديل الأصيل بالعودة إلى ذاتك و البحث فيها..
لأنك ستتعرف عليها عن معرفة و يقين و هذه هي المعرفة الحقة..
و ستصبح شخصا عارفا لذاته و نفسه ... قد تعرف الكثير أو القليل في حياتك.. قد تتوهم بعض الأوهام و قد تعلم بأن كل ما تعلمه ليس صحيحا و فصيحا... و لكنك عارفا و هذا يكفيك و يغنيك عن كل المعرفة... فأنت اكتنزت و حزت على معرفة وجودك ووعيك..
و سيظهر لك و كأن شيئا لا يزال غائبا عنك.. فالشخصية الإنسانية تحمل أبعادا ثلاثية و هي الوجود, الوعي و النعم..
عندما تكون عارفا تعلم صلتك بالوجود ذاته, واعيا و عارفا لذاتك ... و ستشعر و كأنك تفتقر إلى حس نبض النعم عليك ... هي متواجدة فقط تعمق في كيانك و هناك ستلتقي بالبعد الثالث, نشوة الوجود هي النعمة التي خصك بها الودود و عندما تعرفها و ترتشفها ستعرف نفسك بالكامل..وجودك, وعيك و نشوة النعم عليك..
لا يمكنك أن تتكامل بمعرفة ذاتك إذا غابت عنك تلك النشوة و النعمة... لأنه إذا كان الشخص تعيسا و ليس سعيدا فسيضل يتهرب من ذاته, حياتنا بأكملها نتهرب فيها من ذاتنا.. فالأولوية نراها دائما في تعلقنا بغيرنا في الآخرين لأنهم وسيلة نتهرب بها من خلالهم عن أنفسنا ..
لهذا السبب نسعى دائما في بناء علاقات مع الآخرين... و حتى إذا كان الشخص متدينا فسيخلق إلها على هواه و يسعى بأن يجده في الآخرين و نفس العملية ذاتها بصورة آلية ... لذا في البعد الخامس فإن البحث يكمن في معرفة الذات ...
فهذا ليس بحثا في ذاته و إنما كيان يبحث عن ذاته..
و بعد اجتيازك للبعد الخامس كل شيء سيحدث بسهولة و تلقائية..

تابع الجزء الاخير بالردود

شيخ الأسرار الباطنية
28-06-2011, 13:28
الجسد السادس.. كوني.. التوتر في هذا البعد يكمن في مشاعرك, حدودك الفردية و بين اللا محدود و المطلق بصورة كونية..
فأنت ككيان لا زلت محدود في البعد الخامس بجسدك الروحي, لازلت هناك كشخص متفرد.. و تلك الفردية تخلق توترا في البعد السادس... لذا لكي تقلص و تتخلص من ذلك التوتر عليك بعدم تجزئة نفسك كجزء فردي منفصل عن الكون بل باعتبار نفسك كوحدة واحدة كونية, و هذا البيان لا يستبان عند البعد الخامس لأنك لازلت حينها محدودا و مقيدا جسديا و فرديا..
أما في الجسد السادس فالإمكانية الوحيدة المحتملة للتحرر هي أن تذوب كقطرة منفردة في محيط الوجود... تفقد نفسك و هويتك كفرد و تربح العالم ...
فنحن دائما نسعى نحو تحسين ذاتنا.. و هذا الشيء لا يجتاز به البعد الخامس...
و بإصرار الفرد على إنه مفصوما عن الوجود كجزء و ليس وحدة متحدة معه فإنه سيبقى محصورا عند البعد الخامس...
كل من يدعي بأن الروح لها فرديتها الخاصة و تعيش بصورة متحررة و فردية
محصورة في ذاتك فلن تعينك إلا على حصر نفسك في البعد الخامس...
و باجتياز ذلك البعد سيتأتى تلقائيا مفهوم معنى ألإله في البعد السادس كفردية كونية أو بالاحرى الكونية اللا فردية... فهي ليست محصورة بأنــــا موجود في الوجود و إنما الوجود يملئ كياني و هو ما جعل مني موجود...
أنــا مجرد وصلة بين الوصلات اللانهائية من الوجود, متصل بكل الوجود بلا حدود, إذا لم تشرق الشمس بأنوارها غدا فلن أكون موجودا أيضا, فبغيابها أغيب ..وصلتي بكل الوجود تحييني كما أحييه... فبوجودي يوجد الكل و يتحد و لكي أتواجد يتصل الكل بي و يتواجد, فهي صلة ووصلة كونية...
إذا فنت الأرض كما اختفت العديد من الكواكب عندها لن أستطيع الحياة, فحياتي متصلة بصلة واحدة مع الأرض فهي صلتي الأولى و الأخيرة بالوجود...
فنحن لسنا قطرات و لا جزر متجزئة و إنما المحيط الذي يحيط بكل شيئا ذاته...
في البعد السادس الشعور بالفردية هو الذي يضلل عليك و يجلب التوتر و يجعلك تنفي صلتك بالكون و المحيط الذي بك يحيط..
هذا الشعور بعدم الانقياد و كأنه ليس هناك بداية و لا نهاية أزلي خالد و أبدي لا يحد و لا يوصف, عندما ترى الكل في واحد و الواحد في الكل و كل ما كان مرآة لذاتك... فالكل هي الوجود أجمع, فالأنـــا مركز التوتر في البعد السادس, لا يمكنك أن تفني هذه الأنا من كيانك إلا عند اجتيازك للبعد الخامس, لأنه دون تلمس حقيقتها الوهمية فلن يمكنك استيعاب ما يقال.. فالأنا كاللعبة التي يتمسك بها الطفل لتسليه و تلهيه و كأنها جزء منه لا يستطيع الاستغناء عنها.. و عندما يجتاز مرحلة الطفولة
بعد أن أشبعت له رغباته يرميها دون أن يلتفت إليها...
كذلك الأنا تضل حتى البعد الخامس لها ميزة و هيبة في كيانك و بعد اجتياز هذا البعد ستتحقق منها و ترميها...
الصعوبة تكمن في أنه إذا اجتزت البعد الخامس كمرحلة تدريجية و ليس كاستنارة فورية سيصعب عليك رمي الأنــا في الجسد السادس, لذا ما بعد البعد الخامس كل العمليات المفاجئة تصبح ذات فائدة, قبل البعد الخامس كل العمليات التدريجية تصبح سهلة المنال أما بعد هذا البعد تصبح وعرة المنوال...
لذا فإنه في البعد السادس التوتر ينحصر ما بين الفردية و بين الوعي الكوني...
القطرة تصبح غارقة و مندمجة في محيط ذاته العميق..
و الحقيقة أنه القطرة باندماجها في المحيط تفقد ذاتها و نفسها و أصبحت المحيط ذاته.. و هي التجرد إلى الوعي المطلق الذي لا وصف و لا حدود له حيث تختفي عن الوجود أجمع و تصبح حضرة لغيبة الفناء عن الفناء ذاته... حيث البعد السابع و هو الوعي المطلق الذي لا وصف و لا حدود له و التوتر في هذا البعد ما بين الوجود و اللا وجود ما بين البقاء و الفناء...
في البعد السادس فقد الباحث لهويته كفرد و لا يزال هناك بقاء للوجود, ليس كفرد متجزئ و إنما كفردية كونية متصلة بكل الوجود... بعض الفلاسفة استوقفوا عند هذا البعد... في خلق الإله.
البعد السابع هو فناء الوجود أجمع من الوجود إلى اللا وجود, من كل شيء إلى اللا شيء, فناء الوجود ذاته عن ذاته... عندها تكون في ذات واحدة مع مصدر الوجود أجمع و الذي أتيت منه و إليه تعود, منه و له تعود...
وجد الوجود منه يعدم و يفنى به و إليه...
الوجود ذاته ليس إلا مرحلة من هذه الرحلة .. و يعود من حيث أتى...
كما يتلو الليل النهار و يتلو النهار الليل كذلك الوجود يتلوه اللا وجود و من اللا وجود إلى الوجود و هذه الدائرة الكلية المتكاملة للا محدود..
حتى البعد السادس الكوني لا يعتبر كلي لأنه ما أبعد منه و عنه هو البعد السابع اللا وجود..
و لذلك فإن الله لا يوصف و لا يحد و ليس هذه الكلية أجمع..
و لو كان هذه الكلية جمعا فالله نور هل هو ظلمة.. الله حياة هل هو مماة..
الله الوجود هل هو العدم, و أين الله من هذا الوجود إذا كان وصفه بهذه القيود..
و باختبار و اجتياز كل شيء ستصل إلى اللا شيء...
فالعدم هو الذي يعرف من أين أنعدم.. اللا شيء هو كل شيء و كل شيء هو لا شيء على مستوى البعد السابع..
لذا فإن التوتر و عدم الثبات في كل مراتب الأجساد السبعة تبدأ فسيولوجية..
إذا تفهمت توترك الفسيولوجي فإن المعاناة ستصبح معافاة من كل توتر ثم يمكنك أن تطوف بأنفاسك السبعة بسهولة و سيولة...
إذا أدركت السلاسة في جسدك الأول فهي خطواتك نحو الجسد الثاني و إدراكك لعدم التوتر في الجسد الأثيري خطوة نحو الثالث...
في كل جسد تصل بطوافك لعافية ذهنية و قلبية مصفاة من كل شائبة..
الأجساد جميعها تفتح أبوابها بتلقائية و بصورة آلية ما أن تجتاز مرحلة التوتر الفعلي للمعاناة...
و لكن إذا انهزمت في جسدك الأول فإن الأبواب الأخرى سيصعب أو يستحيل أن تفتح لك المجال...

إذا انسجمت أنت و جسدك و تعايشت معه بالكامل و بتكامل ستعلم بصورة شفافة بأن الباب التالي قد فتحت أنواره..
و على هذا المنوال ستتساير مع كل حال و تتابع كل الأبواب انفتاحها لك في وقتها و آنها و لا تحلق بعيدا بفكرك لأجسادك التالية و إلا ستخلق توترا عظيما و يصبح حصنا منيعا لتطوف بكامل أبعاد الأجساد..

الغريب2009
04-07-2011, 16:56
بسم الله الرحمن الرحيم



موضوع ممتاز يا / شيخ الاسرار

وفيه التعريف للابعاد السبعه

كما هي عادتك منور علينا بأطروحاتك وافكارك الذهبيه

ربي يوفقك لكل خير

اميرالشرق
31-01-2012, 20:55
انت تمتلك اسمى العلوم ياشيخ الاسرار بارك الله فيك ونشر علمك ونفع بيه البشر

سالم
01-02-2012, 16:29
بارك الله فيك ياشيخنا العزيز
هل ممكن ان نستخلص من زلك ان الانسان يعيش كل مرحله على حده دون ان ينشغل بالمرحله التى تليها لأن زلك ينشئ توترا وكيف يكون السير فى هزه المراحل

احمد
28-01-2013, 11:20
الــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــه الــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــه الــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــه يا شيخ

عبير
19-10-2017, 20:08
إن حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع الكامنة في كل كيان هي رحلة إلى المجهول دائما ما تبدأ بالتوتر و عدم الثبات و تنتهي بالتسليم و معرفة الذات...
عندها تسكن عواصف العواطف في سكينة الاستواء و التمام...
إن الجذور للشعور بالتوتر هو حيرة الإنسان فيما سيصبح و يكون دونما التسليم و الرضا على ما هو عليه و على ما يكون..
و الكينونة التي وجد بها الإنسان دائما في نظره ليست مقبولة بل بحاجة إلى أن تصبح منقولة إلى كيان أو شيء أخر, و لا يسعى أبدا لتقبل الكيان الذي أهدته إياه الأكوان..
و من هذا المنطلق يصبح التوتر وساما يتسم به و يرسم طريقا شاقا لنفسه متجاهلا أنفاس هذه النفس متجها إلى أنفاس أخرى لا تتنفس..
التوتر و عدم الثبات تدل على الشتات و جهل بمعرفة الذات و الاشتياق في اعتناق كيان أخر و ليس على ما أنت عليه الآن...
في كيان كل نفس بشرية هناك أحدية و التوتر ينفي الفردية و يخلق الثنائية, ثنائية من حيث إنك أية من السحر و البيان و ترغب في أن تكون صخرا من البنيان لأنك تتغيب عن حقيقة ذاتك و آيتك , و ترغب في أن تكون شيئا أخر لا يمت لك بصلة..
رغباتك تتهاوى حسب شهواتك إما أن تكون قويا مشهورا أو غنيا, إما أن تكون حرا قديسا و مخلدا.. حتى رغبتك في الوصول إلى أعلى المقامات يخلق أيضا توترا... لأنك تسعى إلى مساعي بعيدة عنك و عن كيانك الحالي متناسيا حقيقة الراعي الإلهي....
كل أمالك و أحلامك المستقبلية تنسيك الآن و تغريك في أن تكون في غير آن... فهي ليست إلا مدعاة و دعوة للتوتر... و كلما كانت رغباتك بعيدة المنال يزيد المنوال و لا يرضيك أي حال...
لذا تجد الشخص المادي بشكل عادي ليس متوترا جدا كحال المتدين, فالمتدين مسعاه و مبتغاه إلى أشياء مستحيلة نبيلة و بعيدة و هذه الفجوة التي بينه و بين ما يرغب لا يسدها و يسودها إلا توترا عظيما ..
التوتر يعني الفجوة التي تخلقها الرغبات و عدم الرضا بما أنت عليه الآن و رغبتك في أن تكون شيئا أخر.. هذه الفجوة الفاصلة بين رغباتك هي مدعاة للتوتر..
و كلما كانت الفجوة عميقة و كبيرة كلما كان التوتر أعمق و أكبر, كلما كانت الفجوة صغيرة كلما كان التوتر أصغر و قلت الحيرة..
و إذا لم تكن هناك فجوة على الإطلاق أي إنك راضيا على ما أنت عليه الآن و في كل آن, و لست في أشواق إلا إلى اعتناق كل لحظة بيقظة فلن يكون هناك أي توتر... فقد أتحت لنفسك واحة من الراحة لتتصل بحقيقتك عبر صلاتك بصلة قلبك و هذا حق الدين عن يقين بالرضا و التسليم في كل حين..
الفجوة يمكن أن تأخذ العديد من الشكليات و الطبقات..
إذا كانت رغباتك في الحدود الجسدية عندها ستتجسد بالجسد, برغبتك في أن يكون لك جسدا ذا شكلا و رسما في غير حقيقته فإن هذه الرغبة المنطوية نحو الجسد تخلق توترا على مستوى يتجسد بالجسد, كرغبتك بأن تكون أكثر جمالا, في هذا الحال يصبح جسدا غير متقبل لحقيقته بشكل لا واعي و يصبح كالقبضة بحاجة إلى انفجار, فالتوتر سيصاحب جسدك الأول..المادي..
لكن إذا كانت قبضته قوية متزمتة و متزامنة على مر الزمن فهي قد تصبح أعمق و أقوى و تنشر أوتارها إلى طبقات أخرى من أنفس الكيان الساكنة في الإنسان...
و إذا كان اشتياقك إلى قوى روحية, فالتوتر سينتشر على المستوى الروحي...
فالانتشار الذي يصدر من انبعاث الرغبات كرمي الحصاة مهما كانت صغيرة في أي بحيرة, تسقط في نقطة معينة يصدر عنها اهتزازات تستمر بالانتشار إلى ما لا نهاية..
لذا فإن التوتر قد يتكون في أي من أجسادك و أبعادك السبع, ما يتصدرها دائما ذات المصدر و هي الفجوة الكامنة بين حالة و أخرى أي بين حال حقيقة سكون الكيان و الرغبة و الاشتياق في أن تكون على غير حال و بيان..
و على المستوى الفكر و العقل إذا كان طموحك في تغيير حال عقلك بأن تجعله أذكى و أبهى فإن هذا الشيء سيخلق توترا عقلي...
فقط في حالة القبول و الرضا و التسليم يكسبنا مكسبا لا غنى عنه من الاستسلام لا يخلق أي أحلام و لن يكون هناك انبعاث من التوتر يجذب الآلام..
إن المعجزة الوحيدة التي قد تحدث في حياة أي نفس بشرية هي الرضا المطلق و الانسجام في وئام مع أنفاس النفس..
الوجود راضي و مسلم لما هو عليه.. فالتوتر ذو نزعة افتراضية و ليست وجودية...
ففي عيش اللحظة ليس هناك أي توتر, موجة التوتر دائما موجهة نحو المستقبل... تخلق من نبع الخيال, يمكنك أن تتخيل و تخيل لنفسك بأنك شخصا و شيئا أخر ليس ما هو أنت و على حقيقتك,
هذه الإمكانية للخيال تخلق فجا و فجوة للتوتر..
و كلما كان خيال الإنسان أكثر بدعة و براعة كلما زاد التوتر و قلت القناعة...
فالتوتر سلاح تدميري ضد صاحبه يدمره ليجرده عن حقيقة ذاته..
و كما أن الخيال يمكن أن يكون نعمة و إبداع دون ابتداع أي إذا كانت قدراتك كاملة و كامنة مبحرة في خيال يعيش كل حال في آن و لحظة من اليقظة لا تمد صلتها بمستقبل و إنما بحقيقة الآن في هذا الأوان, ستتلمس حقيقة وجودك دون أوهام و الآلام, خيالك لا يحلق و يخلق أي أشواق و أشواك بل صفا إلى عيش اللحظة التي تبعدك عن المماة و تحييك بروح الحياة...
فالحياة تتحدث معك في كل لحظة و أنت هائما غائبا عنها.. حضور كل لحظة بصدق و يقين يبعد عنك سور التوتر و ستنهمر عليك ومضات من نور كان متستر تحت وطأة التوتر..
الوجود أجمع بما فيه من أشجار و أنهار لا يشمل حياتها أي نزعة توتر ليست لديهم المقدرة على التخيل... فالوجود مستو على مستوى منحدر ما قبل التوتر و ليس بعده..
التوتر قوة كامنة في الوجود و على سياق التطور فهناك لحظة بانتظار أن تحدث انفجار ثائرا في كيان الطبيعة و ستبدأ بالاشتياق إلى المستقبل و هذه حقيقة حتمية مستقبلا خيال الوجود سيصبح شيئا فعليا و نشيطا..
بداية الأمر سترى أن الخيال قد أصبح خيل و خيّال يهرول مسرعا نحو المستقبل يخلق العديد من التوقعات و بسبب عدم إتيانها بصورة حقائق واقعية تستمر بالتحليق و تخلق تصورات أكثر و أبدع... و بقدر تعلق الأمر بهذه اللحظة و عيش كل لحظة فأنت لا يمكنك أن تقع ضحية لشباك الخيال لأنك أصبحت أنت الخيّال و المسير على كل حال..
بمقدرتنا حضور كل لحظة بيقظة دون فتور و ضياع في بحر أوهام الخيال..
أنت لست بحاجة لإتاحة أي مساحة لهكذا ضياع و التلبس بأي قناع..
إذا أمكنك أن تعيش اللحظة بحضور, أن تكون حاضرا لها بيقظة... فلن يجد الخيال أي مجال.. ثم سيتبدل الخيال و لن يخلق أي حال بل سيحلق في حضور من نور...
ستبدأ تحلق في أعالي قمم الإبداع, قد تتخطى كل المشاعر و تصبح شاعر ينهمر فيضا من الأشعار تلامس و تلاقي كل حال دون أشواق مستقبلية بل قبلة حالية في حقيقة الآن..
أو قد تجد نفسك رساما يحمل وساما يجول في عالم من اليقظة و الحضور, لأنه اللحظة لن تكون كما تخيلت بل كما عرفت و عشت نبضها...
عندما لا تبحر في أي خيال فإن اللحظة ستهديك هدايتها و إشارتها...
يمكنك التعبير بعبارات لكنها ليست مثابة للإشارات.. عندها ستدخل في صمت الوجود حيث ليست هناك عبارة لتعبر بها عن سر الوجود..
الصمت الوجودي الذي تخطى خطاه كل معابر العبارة تعمق بعمق في كل لحظة و إشارة.. هام في بحر الصمت يحدثه الوجود عن سره و كنهه غاب الكلام و استوى المقام.. اختفى الشاعر و مشاعره و شعره و فنى الرسام و وساماته و رسمه و دخل في صمت لا يصفه أي لسان فهو معبر عن نفسه بنفسه بصمت العرفان..
و هذا الصمت ليس بالأمر السلبي بل ازدهار إيجابي..
هناك ازدهار و أزهار تفتحت في كيانك... تفتح لزهرة الصمت التي لاقت شذاها في حقيقة ثناياها اتحادها و اندماجها مع الصمد..
و خلال هذا الصمت كل شيء معبر و معتبر..

تابع الموضوع بالردود

كلام البيان في احلى تبيان يسرده أجمل فنان في علم شيخ الاسرار والباطن%*----==\üä

عبير
19-10-2017, 20:10
جزاك الله كل خير ياشيخ الاسرار على هذا الكم الهائل من حلو الكلام والبيان .

النور
24-06-2020, 21:41
جزاك الله خيرا