القعقاع
15-11-2023, 18:49
( تنويه : الموضوع ماخوذ من المنتدى لأهميته بعد التنقيح البسيط)
التدرجات الروحيه
إن الروح السالكة في مسيرتها وتلقيها للهبات المحمدية النورانية تمر بعدة متغيرات روحية تتبعها متغيرات جسدية أجلّها ذلك الإرهاق والوهن الجسدي العام فيشعر السالك أن جسده لا يكاد يستوعب المزيد من القبسات النورانية التي تتلاقاها الروح . وعلاوة على الإرهاق البدني فإن هنالك مصاحبات شعورية تختلف من فرد لآخر سواء المشاعر السارّة أو المكدّرة فهي تخضع لمتغيرات مثل الإلتزام بالتحصينات وتطبيق ما جاء بالبرنامج الروحي بدقة .
ونعلم أن الفيوضات النورانية تأتي كنتاج لأعمال الطاعة لله عز وجل وطوال هذا المسير يستقبل السالك هذه الفيوضات والتي تختلف في شدتها وفترة استقبالها من فرد لآخر ومن فترة لآخرى حتى تتكامل وتستقر في الروح ويبدأ السالك بإستخدام هذه الطاقة وتتجسد بأفعال واقعية في هذا الوجود المادي .
وما نريد إيضاحه هنا هو التدرج من مرتبة لأخرى وما هي التأثيرات التي تحول دون رقي الروح في مراتب متتالية . فالروح عندما ترتقي لمستوى لابد لها من الحفاظ على المكتسبات النورانية حتى ترتقي لمرتبة أعلى وإذا فقدت هذه المكتسبات فلن تؤهل للرقي للمرتبة التالية وهكذا، ولكن هل ترتقي بهذه السهولة وهل توجد معوقات لهذا التدارج الروحي !!
لاشك أن الإنصياع لدعوة الشيطان الرجيم في ارتكاب المعاصي والإنهماك في الشهوات والرذائل الحيوانية يعيق الفرد على أن يخطو أولى خطواته نحو طريق الهداية والصلاح ، ومن البديهي وعند حديثنا عن الرغبة في التطور الروحي والتغلب على المعوقات التي تحول دون الوصول للمراتب العليا أن يكون السالك قد اجتاز المراحل الأولى في معرفة طريق الهداية وضاقت روحه في الإستغراق في هواجس الشيطان والتعلق بالشؤون الدنيوية ، وأصبحت باحثة عن طريق الخلاص للنيل من معين الفيوضات النورانية والفكاك من قيود الرغبات والنزعات النفسية وبينما هي كذلك وفي خضم هذا الصراع فإن الروح تكون في صور ثلاثه :
1- السير بخطى ثابتة نحو المراتب النورانية العليا وبيقين كامل وبثقة وطمأنينة . قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) (التحريم - 8 ) .
2- التزعزع بين الترقي والتقهقر فهي بين هذا وذاك ، ما إن تكتسب نوراً حتى تفتقده بإنصياعها لأهواء النفس وإغواء الشيطان والاستسلام لحيله . ثم تعاود الكرّة في قهر النفس والشيطان وهكذا نراها تتأرجح بين مرتبة وأخرى . لا هي بالمتقدمة ولا هي بالمتقهقرة .
3- التقهقر الكامل من مرتبة وفقدان المكتسبات النورانية ، وهذا يتأتى بعد الإستسلام الكامل بسبب خوف السالك من تسلّط الشياطين وانصياعه لسلطة الشهوات الدنيوية ، فتشعر بعدها بالرغبة في العودة لتلك الحياة التي كانت تعيشها من قبل وملذاتها . قال تعالى في كتابه المحكم (( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ )) (محمد - 25) .
إن تقدم الروح النورانية لبلوغ المراتب العليا يتطلب تخلصها الكامل من استيلاء الصفات القلبية المهلكة وهي الصفات الطاغية لدى الشيطان الرجيم مثل ( الكبر والعجب والحسد والغرور ) فهذه الصفات تختلف عن غيرها من الأمراض القلبية الماحقة لنورانية القلب وسمو الروح ، فما إن توجد في قلب السالك ذرة كبر أو غرور فلا يمكن أن يتواجد النور ، فالضدان لا يلتقيان في آن واحد ، علاوة على أن هذه الصفات تحديداً هي أكثر الصفات التي يجدها الشيطان تربة خصبة لزرع بذرته الخبيثة . ويدخل من خلالها فيؤجج قبيح المشاعر ويدلس الحقائق بالوسوسة ويشعل بقية الأمراض القلبية ، ويدخل في قلبه الشك والإستخفاف بما يقوم به من عبادة ، وعند إنصياع السالك لهذه الضلالات يصل الشيطان لمبتغاه فيجد موطناً له بهذه النفس ويتراجع السالك ويتثاقل عن آداء الأعمال الخاصة بالبرنامج ويشعر بالفتور .
ولابد من الإشارة لنقطة مهمة وهي نافذة مشرعة أمام الشيطان وهي الهدف من الإنضمام للبرنامج الروحي !!!
ونشير هنا إلى أن هذا السؤال لابد أن يوجهه كل سالك لنفسه ويقرأ ما بين سطور هذه النفس ويسبر أغوارها الحقيقية
1ويركز 2ويركز 3ويركز
في اجابته على سؤاله ( لماذا انا اريد ان اكون روحاني ؟؟ ما هو الهدف ؟؟ لماذا أقوم بكل هذه الأعمال العبادية ؟؟ ) فإن وجدت الغايات سامية في جوابك والمبتغى في التقرب لله عز وجل وخدمة عباده والبعد عن الرغبات الدنيوية والنفسية فأنت أهلٌُ للسمو ، وإن وجدت في نفسك حب التميز بمعرفتك للعلوم الغيبية والأسرار الروحية وكشف الحجب وإمتلاك طاقات لا يمتلكها غيرك فحينها أدعوك بأن لا ترهق نفسك بالأعمال الروحية وابتعد ثم ابتعد ثم ابتعد ، فلابد من صلاح القلب والنوايا أولاً وتنقيته وصد الرغبات النفسية وبعدها محّص النفس فإن وجدت صلاحاً فتوكل على بركة الله وأمضي في البرنامج وإن وجدت ضلالاً فجاهد النفس حتى تطيعك ، قال تعالى في محكم آياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )) الكهف (28) . فمن سار على الهدى وسلك باب التقى ودحر غواية الشيطان وخداعه يبدأ بالسمو الروحي والإستعداد للترقي بالدخول للمرتبة التالية.
التدرجات الروحيه
إن الروح السالكة في مسيرتها وتلقيها للهبات المحمدية النورانية تمر بعدة متغيرات روحية تتبعها متغيرات جسدية أجلّها ذلك الإرهاق والوهن الجسدي العام فيشعر السالك أن جسده لا يكاد يستوعب المزيد من القبسات النورانية التي تتلاقاها الروح . وعلاوة على الإرهاق البدني فإن هنالك مصاحبات شعورية تختلف من فرد لآخر سواء المشاعر السارّة أو المكدّرة فهي تخضع لمتغيرات مثل الإلتزام بالتحصينات وتطبيق ما جاء بالبرنامج الروحي بدقة .
ونعلم أن الفيوضات النورانية تأتي كنتاج لأعمال الطاعة لله عز وجل وطوال هذا المسير يستقبل السالك هذه الفيوضات والتي تختلف في شدتها وفترة استقبالها من فرد لآخر ومن فترة لآخرى حتى تتكامل وتستقر في الروح ويبدأ السالك بإستخدام هذه الطاقة وتتجسد بأفعال واقعية في هذا الوجود المادي .
وما نريد إيضاحه هنا هو التدرج من مرتبة لأخرى وما هي التأثيرات التي تحول دون رقي الروح في مراتب متتالية . فالروح عندما ترتقي لمستوى لابد لها من الحفاظ على المكتسبات النورانية حتى ترتقي لمرتبة أعلى وإذا فقدت هذه المكتسبات فلن تؤهل للرقي للمرتبة التالية وهكذا، ولكن هل ترتقي بهذه السهولة وهل توجد معوقات لهذا التدارج الروحي !!
لاشك أن الإنصياع لدعوة الشيطان الرجيم في ارتكاب المعاصي والإنهماك في الشهوات والرذائل الحيوانية يعيق الفرد على أن يخطو أولى خطواته نحو طريق الهداية والصلاح ، ومن البديهي وعند حديثنا عن الرغبة في التطور الروحي والتغلب على المعوقات التي تحول دون الوصول للمراتب العليا أن يكون السالك قد اجتاز المراحل الأولى في معرفة طريق الهداية وضاقت روحه في الإستغراق في هواجس الشيطان والتعلق بالشؤون الدنيوية ، وأصبحت باحثة عن طريق الخلاص للنيل من معين الفيوضات النورانية والفكاك من قيود الرغبات والنزعات النفسية وبينما هي كذلك وفي خضم هذا الصراع فإن الروح تكون في صور ثلاثه :
1- السير بخطى ثابتة نحو المراتب النورانية العليا وبيقين كامل وبثقة وطمأنينة . قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) (التحريم - 8 ) .
2- التزعزع بين الترقي والتقهقر فهي بين هذا وذاك ، ما إن تكتسب نوراً حتى تفتقده بإنصياعها لأهواء النفس وإغواء الشيطان والاستسلام لحيله . ثم تعاود الكرّة في قهر النفس والشيطان وهكذا نراها تتأرجح بين مرتبة وأخرى . لا هي بالمتقدمة ولا هي بالمتقهقرة .
3- التقهقر الكامل من مرتبة وفقدان المكتسبات النورانية ، وهذا يتأتى بعد الإستسلام الكامل بسبب خوف السالك من تسلّط الشياطين وانصياعه لسلطة الشهوات الدنيوية ، فتشعر بعدها بالرغبة في العودة لتلك الحياة التي كانت تعيشها من قبل وملذاتها . قال تعالى في كتابه المحكم (( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ )) (محمد - 25) .
إن تقدم الروح النورانية لبلوغ المراتب العليا يتطلب تخلصها الكامل من استيلاء الصفات القلبية المهلكة وهي الصفات الطاغية لدى الشيطان الرجيم مثل ( الكبر والعجب والحسد والغرور ) فهذه الصفات تختلف عن غيرها من الأمراض القلبية الماحقة لنورانية القلب وسمو الروح ، فما إن توجد في قلب السالك ذرة كبر أو غرور فلا يمكن أن يتواجد النور ، فالضدان لا يلتقيان في آن واحد ، علاوة على أن هذه الصفات تحديداً هي أكثر الصفات التي يجدها الشيطان تربة خصبة لزرع بذرته الخبيثة . ويدخل من خلالها فيؤجج قبيح المشاعر ويدلس الحقائق بالوسوسة ويشعل بقية الأمراض القلبية ، ويدخل في قلبه الشك والإستخفاف بما يقوم به من عبادة ، وعند إنصياع السالك لهذه الضلالات يصل الشيطان لمبتغاه فيجد موطناً له بهذه النفس ويتراجع السالك ويتثاقل عن آداء الأعمال الخاصة بالبرنامج ويشعر بالفتور .
ولابد من الإشارة لنقطة مهمة وهي نافذة مشرعة أمام الشيطان وهي الهدف من الإنضمام للبرنامج الروحي !!!
ونشير هنا إلى أن هذا السؤال لابد أن يوجهه كل سالك لنفسه ويقرأ ما بين سطور هذه النفس ويسبر أغوارها الحقيقية
1ويركز 2ويركز 3ويركز
في اجابته على سؤاله ( لماذا انا اريد ان اكون روحاني ؟؟ ما هو الهدف ؟؟ لماذا أقوم بكل هذه الأعمال العبادية ؟؟ ) فإن وجدت الغايات سامية في جوابك والمبتغى في التقرب لله عز وجل وخدمة عباده والبعد عن الرغبات الدنيوية والنفسية فأنت أهلٌُ للسمو ، وإن وجدت في نفسك حب التميز بمعرفتك للعلوم الغيبية والأسرار الروحية وكشف الحجب وإمتلاك طاقات لا يمتلكها غيرك فحينها أدعوك بأن لا ترهق نفسك بالأعمال الروحية وابتعد ثم ابتعد ثم ابتعد ، فلابد من صلاح القلب والنوايا أولاً وتنقيته وصد الرغبات النفسية وبعدها محّص النفس فإن وجدت صلاحاً فتوكل على بركة الله وأمضي في البرنامج وإن وجدت ضلالاً فجاهد النفس حتى تطيعك ، قال تعالى في محكم آياته ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً )) الكهف (28) . فمن سار على الهدى وسلك باب التقى ودحر غواية الشيطان وخداعه يبدأ بالسمو الروحي والإستعداد للترقي بالدخول للمرتبة التالية.