شيخ الأسرار الباطنية
11-06-2011, 13:15
الولادة في العالم الروحي
عندما ينمو وعينا ويجود, سنولد مجدداً في عالم الذبذبات لنعيش حياة الذبذبات التموجية. فكما أن عالم الهواء أكبر من العالم المائي بملايين المرات – ويمكننا السفر والتنقل الى حيثما نريد في العالم الهوائي. فإن عالم الذبذبات والتموجات أكبر من العالم الهوائي ببلايين المرات.
مع حدوث الموت تنفصل الحياة البيولوجية الى فصلين. الفصل الأول, وهو هذا الجسد الذي يعود الى الأرض. كالمشيمة, عندما ينتهي دورها الأساسي كمغذي. والفصل الثاني, والذي يمكننا الإحتكام اليه "كالجسد الطاقي," أو "الوعي," هو هذه الطاقة التي تنهض وتقوم من الموت, وهو هذا الجسد الروحي الذي سيكمل بقائه في الحياة. ففي الشرق, يسمى العالم التالي "باليوكاي," أو العالم الروحي. ويسمى العالم المادي "بالجين-كاي," أو بالعالم الآني, المرئي والمحسوس والملموس. ففي العالم المادي نتعاطى بواسطة حواسنا الخمس, أما الحياة الروحية فتتألف من الذبذبات التموجية التي لا يمكننا فهمها بحواسنا الفيزيائية. فإن جسدنا في الحياة التالية هو كناية عن كتلة من الطاقة, أو الجسد الطاقي.
إن العالم الفيزيائي مكون من ذبذبات مكثفة بقوة وهو شكل من أشكال الطاقة الكثيفة أو الروحية. ففي العالم التالي, حيث الطاقة أكثر "ين" أو منتشرة بشكل كبير, فإن الإمتداد الزمني لحياتنا أطول مما هو عليه الأن على الأرض. فإذا إمتدت حياتنا الى 80 سنة هنا على الأرض, ففي العالم التالي ستمتد الى ما بين 600 و 1000 سنة أرضية. فإن النسبة هي 7 سنوات في العالم الروحي لكل سنة واحدة أرضية.
فمن خلال الفترة التي نعيشها على الأرض, بإمكاننا أن نكون واعين للعالم الروحي, ولكنه سيبدو لنا غامضاً وقليل الوضوح. ولكن عندما ننتقل الى العالم الروحي, سنتمكن من فهم الوجود الفيزيائي ولكن فقط في شكله العام. علماً, أن الأمور في العالم التالي ستكون مختلفةً تماماً عما هي عليه الآن, إلا أننا سنظل أحياء وننعم بحياة لنا. إن العالم الفيزيائي والعالم الروحي هما وجهان لحقيقة واحدة, فهما مختلفان ولكن الواحد يكمل الآخر.
ففي الجسد الروحي, سنلتقي أناساً عرفناهم خلال فترة حياتنا هذه, كالعائلة والأجداد والأصدقاء ولكن في حالتهم الروحية. بالطبع, ستكون علاقتنا بهم مختلفة, لأنه لن يكون لدينا جسد فيزيائي هناك.
إن هذا العالم الجديد مجزأ الى جزئين:
1) المنطقة الداخلية.
2) والمنطقة الخارجية.
فالمنطقة الداخلية هي الجو الذبذبي التابع للأرض. إن الأرض تطوف حول الشمس, مولدةً طاقة منبعثة الى الخارج. هذه الطاقة التي تصطدم بالطاقة الآتية من النظام الشمسي وتكون جواً مكثفاً ومشحوناً بالذبذبات, وتسبب جواً من الإمتداد الخارجي المتصل بالكوكب الأرضي من الجهة الخلفية, والذي يمكن وصفه كالذنب الطويل اللاحق للأرض. وبما أنه أيضاً يتأئر بالرياح الشمسية المنبعثة اليه, يرتفع هذا الذنب قليلاً وينعكف على نحوٍ طفيفٍ الى الأعلى. إن العلم الحديث يؤكد وجود هذا الحقل الإليكترومغناطيسي والذي يسمى بالجو-المغناطيسي للأرض.
وهذا الجو الذبذبي للأرض يمتد بشكل جزئي الى العالم الروحي. أما المنطقة الخارجية من هذا العالم الخارجي فيمتد الى النظام الشمسي بأكمله. إذ أنه يطوق الشمس والكواكب ويلف الفضاء الخارجي السابح بين تلك الكواكب, ليطوف بذبذباته ويصل الى حقل المذنبات والذي هو أكبر بكثير من حقل الكواكب. إن إنتقاله كناية عن طوفان لولبي هائل. إن هذا الجو الذبذبي للنظام الشمسي يتخذ شكل الكرة. فالجزء الفيزيائي منه أو المرئي هو الصميم. أما الباقي, فهو الجزء اللامرئي من الحقل الذبذبي الذي يغطي الجزء المرئي, أو ما يسمى بالهالة التي تشع من النظام الشمسي هذا. فإنهما معاً, يشكلان وجهان مختلفان ومكملان لوحدة حال كونية واحدة.
أما النظام الشمسي التالي فهو نظام "الفا - سينشوري," والذي يتضمن وحدة آخرى من الطاقة الذبذبية والفيزيائية. هذه الوحدة هي "العالم الروحي" لهذا النظام تحديداً. فإذا كان وعينا صافياً وناضجاً بما فيه الكفاية عند لقاء موعد الموت, فسوف ننتقل بحرية وإرادة الى مستهل العالم التالي المؤلف من المزيد من العالم الفوري للذبذبات الذي يحيط بالجو الأرضي. وبعدها, ومع مرور الزمن, ننتقل الى العالم الأوسع من الأجواء الذبذبية للنظام الشمسي, حيث نسبح بحرية وننعم بالحب والسلام في هذه المرحلة العظيمة من الحياة.
فكما رأينا في الفصل الثاني من هذا الكتاب, إن الجسد الفيزيائي مشحون بالطاقة السماوية والأرضية. يمكننا إعتباره كشكل مكثف من الطاقة, له كينونتة الروحية, حيث يتم شحن جسدنا الفيزيائي باستمرار من خلال المسارات الأساسية للشكرات السبع التي تستمد طاقتها من هذا النظام الخفي للطاقة, والتي تشع من خلال الميريديان الى روافد تصل الى كل عضو وكل خلية من جسم الإنسان. إن هذه العملية اللامرئية لا يمكن مشاهدتها بطريقة تلقائية, لذا تم التغاضي عنها من قبل العلم الحديث والطب. وطالما دل عليها القدماء بالتركيبة الروحية للجسم. ولقد سموها شجرة الحياة, لأنها تتألف من جذور وجزع وأغصان وأوراق. فجذور هذه الشجرة الروحية هي الرأس الذي يتوسطه مركزياً شكرة العقل. والمسار الرئيسي - المركزي يتمثل بالجزع, والميريديان بالأغصان, والخلايا بالأوراق. إن هذا الجسم اللامرئي يحمل إنفعالات وأفكار تكون وعينا الفردي. فعندما نلتقي مع موعد الموت, ينفصل هذا الشكل اللامرئي من الشكل المرئي لينتقل الى عالم الذبذبات.
كما أن خبراتنا الحياتية ستؤثر أيضاً على نمو وتطور وعينا الفردي. فعندما نتقدم في العمر – وبعد عدة نجاحات وإخفاقات, أفراح وأتراح, تعقيدات وإنفراجات - سنفقد تدريجياً تعلقنا بكل ما هو مادي في هذا العالم, لأن تجارب الحياة ستمنحنا نضوجاً أكبر في الوعي, أو شعورٌاً بالإرتقاء فوق كل ما عايشناه واختبرناه خلال فترة حياتنا الأرضية. عندها, فإذا كانت حالتنا صحيحة وصحية نتيجةً للأكل الصحي والحركة المنتجة, ستكون أفكارنا مطمئنة وهادئة, وسوف نكون قادرين على مشاهدة ما هو أبعد من هذه الحياة وما وراء هذا الكون, وسيكون تمسكنا بهذه الدنيا أقل وأقل, وسيكون إستعدادنا أكبر وأكبر للولادة في العالم التالي.
إن طريق دخولنا الى العالم التالي عكس الطريق الذي دخلنا منه الى عالمنا هذا. فعندما ولدنا في هذا العالم, سقط رأسنا أولاً ومن ثم خرج باقي أطراف جسدنا. ولكن عندما نولد في العالم التالي, فإن جسدنا الطاقي سيجمع نفسه باتجاه الرأس ليخرج وينفصل عن جسدنا الفيزيائي بالإتجاه العلوي. فعند الولادة, يكون أول نفس لنا هو الزفير, أو ما يسمى بالصرخة الأولى للطفل الجديد. أما عندما يحين موعد الموت, فالتركيز في النفس هو على الشهيق, حيث التنفس لن ينصب باتجاه الرئتين, لكنه سيصعد باتجاه أعلى الرأس. هذه الطريقة في التنفس التي أكثرها "ين," تسرع في إنفصال الوعي أو الروح عن الجسد الفيزيائي.
في ساعة الموت, تنسحب طاقة الحياة التي تغذي وتحيي كل خلية من جسمنا باتجاه نقاط الميريديان. فتتوقف كل الخلايا عن العمل. ثم تبدأ هذه الطاقة بالتجمع في المسار الرئيسي- المركزي للشكرات السبع, الى أن يتوقف التدفق, حيث ينقطع بعدها شحن الشكرات الموجودة في أسفل الجسم بالمزيد من الطاقة, فتبدأ بالإنسحاب التدريجي الى الشكرات الأكثر علواً, حيث تغادر طاقة الحياة الجسم, إنطلاقاً من مؤخرة الرأس صعوداً.
وأخيراً, يتم إنفصال الجسد الروحي عن الجسد الفيزيائي ويبدأ بالطوفان حوله, إذ يردد الكثير من الناس القول, "لقد مات وأسلم الروح." عندها, يتحرر الجسد الروحي, ويستطيع الفرد رؤية جسده من الأعلى. فمن الممكن مثلاً رؤية جسده ممدداً على الفراش, محاطاً بالأقرباء والأصدقاء, فيحاول مخاطبتهم لإفهامهم أن كل شيء على أحسن ما يرام. ولكن, بما أنهم لا يزالون يعيشون في عالم الحواس الخمس, فلن يكون باستطاعتهم الكشف أو التحقق من وجود جسد الفقيد الروحي, لأن جسده الآن لن يكون مكوناً من المادة, ولكن من الذبذبات.
فمن البديهي أن يكون الجسد الروحي موصولاً بالجسد الفيزيائي, كطائرة الورق الموصولة بحبلها. فإن هذا الحبل الروحي "الذبذبي" يمكنه أن يطول ألاف الأميال. ولكن, كما يتم قطع الحبل السري عند الولادة, يتم فصل الحبل الروحي عند الموت. فالجسد الفزيائي هنا يتمثل بالمشيمة, إذ ينتهي دوره بالنسبة الى الجسد الروحي, والحبل السري الذي يصل المشيمة بالجنين يتمثل بالميريديان التي تحتوي وتوزع الطاقة الإليكترومغناطيسية على الجسم. فإذا كانت الغرفة عند الوفاة داكنة ومظلمة, فإن هذه الصلة الروحية ستطول. أما إذا كانت الغرفة مضيئة وشرحة, فإن الجسد الروحي سينفصل بسرعة وسهولة ليطوف وينطلق بحرية, فيبدأ الفرد بمشاهدة بيته, أفراد عائلته, وجيرانه. كما أنه سيقابل دليلاً روحياً واحداً أو أثنين, ليسعفوه كالداية التي تساعد الأم على القيام بولادة طبيعية, هذه الأرواح تظهر بعد الموت مباشرةً للمساعدة في الإنتقال الى العالم التالي.
ولكن طالما أن الجسد الروحي موصولٌ بالجسد الفيزيائي, فإن الفرد لن يعرف بالظبط إذا كان على قيد الحياة أم لا. أو بكلام آخر, من الممكن أن لا يستطيع تحديد وجوده كأنسان في عالم الحياة الأرضية أم أنه دخل في عالم الأرواح. فعندما ينفصل الجسد الروحي كلياً, يعي الفرد أنه لم يعد موصولاً بالأرض, وأنه الآن على وشك بدء حياةٍ آخرى في بعدٍ جديد لن يتغذى فيه بالطعام والهواء والماء, ولكن بالطاقة والذبذبات.
فمن أولى الإنطباعات التي تتكون عند الفرد في ذلك العالم هو هذا الضوء الأحمر الداكن اللون الذي يشع من أسفل الجسد الروحي. هذا هو حقل الطاقة الذي يصلنا مع النقطة المركزية للأرض. وسينكشف فوقنا ضوءاً لامعاً مشعاً, ليأخذنا في نهاية الأمر الى البعد الآخر.
ففي رحم أمهاتنا نعيش في عالم داكن ومظلم. وعلى الأرض, نعيش في عالم تتفاوت فيه الظلمة والنور. أما العالم التالي, فهو عالم النور, أو ما نسميه "لايف-ترون, ينيفيرسون, كوزمون, أو المجموعات الإنشائية الكونية التي يتألف منها العالم الذبذبي. فسوف نتلألأ بشحن هادئ وجميل من الطاقة والنور, وأن هذا العالم المضيء والمشع سيكون بيتنا ومكاننا بعد موتنا الفيزيائي هذا.
وعندما نتأقلم جيداً مع هذا العالم الروحي, سوف يكون باستطاعتنا التنقل بحرية في كل وجميع أنحاء الآبعاد الهائلة التي يطالها الفضاء. بعكس هذا العالم, حيث يجب علينا العمل بكدٍ وجدٍ لنحقيق جزء من أحلامنا. أما هناك فستتحول أفكارنا الى حقيقةٍ واقعة. فعلى سبيل المثال, بمجرد أن نفكر برؤية شخص ما, سنشهد هذا الشخص أمامنا في شكله الروحي. فالفكرة التي تتشكل في ذلك العالم ستتحول فوراً الى تجربة حية.
إن الموت الطبيعي هو كناية عن عملية نمو وتطور روحي. إنها خطوة واحدة من رحلة عودتنا الى اللانهاية, والذي هو يشكل أصلنا ومرجعنا الحقيقي في هذه الحياة, وأنه ببساطة نقطة تحول من هذا العالم الى ذاك العالم, مثل مراحل ولادتنا التي مررنا بها كبشر عندما تحولت حياتنا من مائية الى هوائية. كل كائن يولد في هذا العالم يجب أن يموت ليولد في الحياة التالية, بغض النظر من نكون وماذا نريد أن نحقق, فالحياة إستمرارية, من خلال الموت ننمو ونتطور من بعدٍ الى آخر. ليس هناك مبرر للخوف, فعندما يحين موعد الموت, وخصوصاً بعد حياة طويلة وصحية وواعية, فمن الطبيعي عندها أن تكون تجربة روحية نيرة لكل فردٍ منا.
عندما ينمو وعينا ويجود, سنولد مجدداً في عالم الذبذبات لنعيش حياة الذبذبات التموجية. فكما أن عالم الهواء أكبر من العالم المائي بملايين المرات – ويمكننا السفر والتنقل الى حيثما نريد في العالم الهوائي. فإن عالم الذبذبات والتموجات أكبر من العالم الهوائي ببلايين المرات.
مع حدوث الموت تنفصل الحياة البيولوجية الى فصلين. الفصل الأول, وهو هذا الجسد الذي يعود الى الأرض. كالمشيمة, عندما ينتهي دورها الأساسي كمغذي. والفصل الثاني, والذي يمكننا الإحتكام اليه "كالجسد الطاقي," أو "الوعي," هو هذه الطاقة التي تنهض وتقوم من الموت, وهو هذا الجسد الروحي الذي سيكمل بقائه في الحياة. ففي الشرق, يسمى العالم التالي "باليوكاي," أو العالم الروحي. ويسمى العالم المادي "بالجين-كاي," أو بالعالم الآني, المرئي والمحسوس والملموس. ففي العالم المادي نتعاطى بواسطة حواسنا الخمس, أما الحياة الروحية فتتألف من الذبذبات التموجية التي لا يمكننا فهمها بحواسنا الفيزيائية. فإن جسدنا في الحياة التالية هو كناية عن كتلة من الطاقة, أو الجسد الطاقي.
إن العالم الفيزيائي مكون من ذبذبات مكثفة بقوة وهو شكل من أشكال الطاقة الكثيفة أو الروحية. ففي العالم التالي, حيث الطاقة أكثر "ين" أو منتشرة بشكل كبير, فإن الإمتداد الزمني لحياتنا أطول مما هو عليه الأن على الأرض. فإذا إمتدت حياتنا الى 80 سنة هنا على الأرض, ففي العالم التالي ستمتد الى ما بين 600 و 1000 سنة أرضية. فإن النسبة هي 7 سنوات في العالم الروحي لكل سنة واحدة أرضية.
فمن خلال الفترة التي نعيشها على الأرض, بإمكاننا أن نكون واعين للعالم الروحي, ولكنه سيبدو لنا غامضاً وقليل الوضوح. ولكن عندما ننتقل الى العالم الروحي, سنتمكن من فهم الوجود الفيزيائي ولكن فقط في شكله العام. علماً, أن الأمور في العالم التالي ستكون مختلفةً تماماً عما هي عليه الآن, إلا أننا سنظل أحياء وننعم بحياة لنا. إن العالم الفيزيائي والعالم الروحي هما وجهان لحقيقة واحدة, فهما مختلفان ولكن الواحد يكمل الآخر.
ففي الجسد الروحي, سنلتقي أناساً عرفناهم خلال فترة حياتنا هذه, كالعائلة والأجداد والأصدقاء ولكن في حالتهم الروحية. بالطبع, ستكون علاقتنا بهم مختلفة, لأنه لن يكون لدينا جسد فيزيائي هناك.
إن هذا العالم الجديد مجزأ الى جزئين:
1) المنطقة الداخلية.
2) والمنطقة الخارجية.
فالمنطقة الداخلية هي الجو الذبذبي التابع للأرض. إن الأرض تطوف حول الشمس, مولدةً طاقة منبعثة الى الخارج. هذه الطاقة التي تصطدم بالطاقة الآتية من النظام الشمسي وتكون جواً مكثفاً ومشحوناً بالذبذبات, وتسبب جواً من الإمتداد الخارجي المتصل بالكوكب الأرضي من الجهة الخلفية, والذي يمكن وصفه كالذنب الطويل اللاحق للأرض. وبما أنه أيضاً يتأئر بالرياح الشمسية المنبعثة اليه, يرتفع هذا الذنب قليلاً وينعكف على نحوٍ طفيفٍ الى الأعلى. إن العلم الحديث يؤكد وجود هذا الحقل الإليكترومغناطيسي والذي يسمى بالجو-المغناطيسي للأرض.
وهذا الجو الذبذبي للأرض يمتد بشكل جزئي الى العالم الروحي. أما المنطقة الخارجية من هذا العالم الخارجي فيمتد الى النظام الشمسي بأكمله. إذ أنه يطوق الشمس والكواكب ويلف الفضاء الخارجي السابح بين تلك الكواكب, ليطوف بذبذباته ويصل الى حقل المذنبات والذي هو أكبر بكثير من حقل الكواكب. إن إنتقاله كناية عن طوفان لولبي هائل. إن هذا الجو الذبذبي للنظام الشمسي يتخذ شكل الكرة. فالجزء الفيزيائي منه أو المرئي هو الصميم. أما الباقي, فهو الجزء اللامرئي من الحقل الذبذبي الذي يغطي الجزء المرئي, أو ما يسمى بالهالة التي تشع من النظام الشمسي هذا. فإنهما معاً, يشكلان وجهان مختلفان ومكملان لوحدة حال كونية واحدة.
أما النظام الشمسي التالي فهو نظام "الفا - سينشوري," والذي يتضمن وحدة آخرى من الطاقة الذبذبية والفيزيائية. هذه الوحدة هي "العالم الروحي" لهذا النظام تحديداً. فإذا كان وعينا صافياً وناضجاً بما فيه الكفاية عند لقاء موعد الموت, فسوف ننتقل بحرية وإرادة الى مستهل العالم التالي المؤلف من المزيد من العالم الفوري للذبذبات الذي يحيط بالجو الأرضي. وبعدها, ومع مرور الزمن, ننتقل الى العالم الأوسع من الأجواء الذبذبية للنظام الشمسي, حيث نسبح بحرية وننعم بالحب والسلام في هذه المرحلة العظيمة من الحياة.
فكما رأينا في الفصل الثاني من هذا الكتاب, إن الجسد الفيزيائي مشحون بالطاقة السماوية والأرضية. يمكننا إعتباره كشكل مكثف من الطاقة, له كينونتة الروحية, حيث يتم شحن جسدنا الفيزيائي باستمرار من خلال المسارات الأساسية للشكرات السبع التي تستمد طاقتها من هذا النظام الخفي للطاقة, والتي تشع من خلال الميريديان الى روافد تصل الى كل عضو وكل خلية من جسم الإنسان. إن هذه العملية اللامرئية لا يمكن مشاهدتها بطريقة تلقائية, لذا تم التغاضي عنها من قبل العلم الحديث والطب. وطالما دل عليها القدماء بالتركيبة الروحية للجسم. ولقد سموها شجرة الحياة, لأنها تتألف من جذور وجزع وأغصان وأوراق. فجذور هذه الشجرة الروحية هي الرأس الذي يتوسطه مركزياً شكرة العقل. والمسار الرئيسي - المركزي يتمثل بالجزع, والميريديان بالأغصان, والخلايا بالأوراق. إن هذا الجسم اللامرئي يحمل إنفعالات وأفكار تكون وعينا الفردي. فعندما نلتقي مع موعد الموت, ينفصل هذا الشكل اللامرئي من الشكل المرئي لينتقل الى عالم الذبذبات.
كما أن خبراتنا الحياتية ستؤثر أيضاً على نمو وتطور وعينا الفردي. فعندما نتقدم في العمر – وبعد عدة نجاحات وإخفاقات, أفراح وأتراح, تعقيدات وإنفراجات - سنفقد تدريجياً تعلقنا بكل ما هو مادي في هذا العالم, لأن تجارب الحياة ستمنحنا نضوجاً أكبر في الوعي, أو شعورٌاً بالإرتقاء فوق كل ما عايشناه واختبرناه خلال فترة حياتنا الأرضية. عندها, فإذا كانت حالتنا صحيحة وصحية نتيجةً للأكل الصحي والحركة المنتجة, ستكون أفكارنا مطمئنة وهادئة, وسوف نكون قادرين على مشاهدة ما هو أبعد من هذه الحياة وما وراء هذا الكون, وسيكون تمسكنا بهذه الدنيا أقل وأقل, وسيكون إستعدادنا أكبر وأكبر للولادة في العالم التالي.
إن طريق دخولنا الى العالم التالي عكس الطريق الذي دخلنا منه الى عالمنا هذا. فعندما ولدنا في هذا العالم, سقط رأسنا أولاً ومن ثم خرج باقي أطراف جسدنا. ولكن عندما نولد في العالم التالي, فإن جسدنا الطاقي سيجمع نفسه باتجاه الرأس ليخرج وينفصل عن جسدنا الفيزيائي بالإتجاه العلوي. فعند الولادة, يكون أول نفس لنا هو الزفير, أو ما يسمى بالصرخة الأولى للطفل الجديد. أما عندما يحين موعد الموت, فالتركيز في النفس هو على الشهيق, حيث التنفس لن ينصب باتجاه الرئتين, لكنه سيصعد باتجاه أعلى الرأس. هذه الطريقة في التنفس التي أكثرها "ين," تسرع في إنفصال الوعي أو الروح عن الجسد الفيزيائي.
في ساعة الموت, تنسحب طاقة الحياة التي تغذي وتحيي كل خلية من جسمنا باتجاه نقاط الميريديان. فتتوقف كل الخلايا عن العمل. ثم تبدأ هذه الطاقة بالتجمع في المسار الرئيسي- المركزي للشكرات السبع, الى أن يتوقف التدفق, حيث ينقطع بعدها شحن الشكرات الموجودة في أسفل الجسم بالمزيد من الطاقة, فتبدأ بالإنسحاب التدريجي الى الشكرات الأكثر علواً, حيث تغادر طاقة الحياة الجسم, إنطلاقاً من مؤخرة الرأس صعوداً.
وأخيراً, يتم إنفصال الجسد الروحي عن الجسد الفيزيائي ويبدأ بالطوفان حوله, إذ يردد الكثير من الناس القول, "لقد مات وأسلم الروح." عندها, يتحرر الجسد الروحي, ويستطيع الفرد رؤية جسده من الأعلى. فمن الممكن مثلاً رؤية جسده ممدداً على الفراش, محاطاً بالأقرباء والأصدقاء, فيحاول مخاطبتهم لإفهامهم أن كل شيء على أحسن ما يرام. ولكن, بما أنهم لا يزالون يعيشون في عالم الحواس الخمس, فلن يكون باستطاعتهم الكشف أو التحقق من وجود جسد الفقيد الروحي, لأن جسده الآن لن يكون مكوناً من المادة, ولكن من الذبذبات.
فمن البديهي أن يكون الجسد الروحي موصولاً بالجسد الفيزيائي, كطائرة الورق الموصولة بحبلها. فإن هذا الحبل الروحي "الذبذبي" يمكنه أن يطول ألاف الأميال. ولكن, كما يتم قطع الحبل السري عند الولادة, يتم فصل الحبل الروحي عند الموت. فالجسد الفزيائي هنا يتمثل بالمشيمة, إذ ينتهي دوره بالنسبة الى الجسد الروحي, والحبل السري الذي يصل المشيمة بالجنين يتمثل بالميريديان التي تحتوي وتوزع الطاقة الإليكترومغناطيسية على الجسم. فإذا كانت الغرفة عند الوفاة داكنة ومظلمة, فإن هذه الصلة الروحية ستطول. أما إذا كانت الغرفة مضيئة وشرحة, فإن الجسد الروحي سينفصل بسرعة وسهولة ليطوف وينطلق بحرية, فيبدأ الفرد بمشاهدة بيته, أفراد عائلته, وجيرانه. كما أنه سيقابل دليلاً روحياً واحداً أو أثنين, ليسعفوه كالداية التي تساعد الأم على القيام بولادة طبيعية, هذه الأرواح تظهر بعد الموت مباشرةً للمساعدة في الإنتقال الى العالم التالي.
ولكن طالما أن الجسد الروحي موصولٌ بالجسد الفيزيائي, فإن الفرد لن يعرف بالظبط إذا كان على قيد الحياة أم لا. أو بكلام آخر, من الممكن أن لا يستطيع تحديد وجوده كأنسان في عالم الحياة الأرضية أم أنه دخل في عالم الأرواح. فعندما ينفصل الجسد الروحي كلياً, يعي الفرد أنه لم يعد موصولاً بالأرض, وأنه الآن على وشك بدء حياةٍ آخرى في بعدٍ جديد لن يتغذى فيه بالطعام والهواء والماء, ولكن بالطاقة والذبذبات.
فمن أولى الإنطباعات التي تتكون عند الفرد في ذلك العالم هو هذا الضوء الأحمر الداكن اللون الذي يشع من أسفل الجسد الروحي. هذا هو حقل الطاقة الذي يصلنا مع النقطة المركزية للأرض. وسينكشف فوقنا ضوءاً لامعاً مشعاً, ليأخذنا في نهاية الأمر الى البعد الآخر.
ففي رحم أمهاتنا نعيش في عالم داكن ومظلم. وعلى الأرض, نعيش في عالم تتفاوت فيه الظلمة والنور. أما العالم التالي, فهو عالم النور, أو ما نسميه "لايف-ترون, ينيفيرسون, كوزمون, أو المجموعات الإنشائية الكونية التي يتألف منها العالم الذبذبي. فسوف نتلألأ بشحن هادئ وجميل من الطاقة والنور, وأن هذا العالم المضيء والمشع سيكون بيتنا ومكاننا بعد موتنا الفيزيائي هذا.
وعندما نتأقلم جيداً مع هذا العالم الروحي, سوف يكون باستطاعتنا التنقل بحرية في كل وجميع أنحاء الآبعاد الهائلة التي يطالها الفضاء. بعكس هذا العالم, حيث يجب علينا العمل بكدٍ وجدٍ لنحقيق جزء من أحلامنا. أما هناك فستتحول أفكارنا الى حقيقةٍ واقعة. فعلى سبيل المثال, بمجرد أن نفكر برؤية شخص ما, سنشهد هذا الشخص أمامنا في شكله الروحي. فالفكرة التي تتشكل في ذلك العالم ستتحول فوراً الى تجربة حية.
إن الموت الطبيعي هو كناية عن عملية نمو وتطور روحي. إنها خطوة واحدة من رحلة عودتنا الى اللانهاية, والذي هو يشكل أصلنا ومرجعنا الحقيقي في هذه الحياة, وأنه ببساطة نقطة تحول من هذا العالم الى ذاك العالم, مثل مراحل ولادتنا التي مررنا بها كبشر عندما تحولت حياتنا من مائية الى هوائية. كل كائن يولد في هذا العالم يجب أن يموت ليولد في الحياة التالية, بغض النظر من نكون وماذا نريد أن نحقق, فالحياة إستمرارية, من خلال الموت ننمو ونتطور من بعدٍ الى آخر. ليس هناك مبرر للخوف, فعندما يحين موعد الموت, وخصوصاً بعد حياة طويلة وصحية وواعية, فمن الطبيعي عندها أن تكون تجربة روحية نيرة لكل فردٍ منا.