شيخ الأسرار الباطنية
11-06-2011, 13:09
العالم الصغير يشبه العالم الكبير
إن النظرة العلمية الحالية لجسم الإنسان أكثره تشريحي وميكانيكي. لقد وصلوا الى ما هم عليه بتقسيم الأنسجة الميتة الى عدة أجزاء وإعطائها أسماء مختلفة, مثل الرئة, الكبد, أو خلية الدم. حتى أصبحنا جميعاً اليوم نفكر بنفس الطريقة, فنشير الى ملامحنا الخارجية بإستقلالية تامة, مثل هذا شعري, يدي, أنفي, وهكذا دواليك. فبكل الأحوال, إن النظر الى الوجود بهذه الطريقة المجزئة يفوت علينا المعنى الحقيقي لطبيعة هذا الجسم الإنساني الحي.
فعندما ننظر الى جسم الإنسان, نرى إنه يعيش ضمن هذه البيئة الكبيرة ويتبادل معها الطاقة باستمرار دائم. طبعاً, إن الإنسان غير قادر على العيش بدون قلب, كبد, أو دم. فإذا نزعت منه هذه الأعضاء الحيوية لقضي عليه. لنفترض أننا نزعنا الشمس والمجرات والفضاء من الوجود – فماذا سيحدث؟ فلن يستطع الإستمرار بالحياة أيضاً. إذاً أين هو هذا الجسد الحقيقي: هذه المجموعة من المواصفات الداخلية والمواصفات الخارجية؟ أي منهما هو حقاً هوية الإنسان؟
بالحقيقة, كلاهما معاً. فالشكل المصغر للإنسان والبيئة الكبيرة هذه مكونان معاً وبالمبدء ذاته. فإذا نظرت الى شعرة إنسان تحت المجهر, ستندهش لقرب التشابه بينها وبين الشجرة. فكلتاهما مكونتان بشكل لولبي. إن المحتوى الرئيسي للشجرة له صلة بالكاربوهيدرات, بينما شعرة الرأس لها صلة بالكيراتين, وهو نوع من البروتين. إن هذه المركبات العضوية مكملةً ومتناقضةً لبعضها البعض. فالشكل وطريقة النمو لهذين المركبين يتشابهان نسبياً, أما الإختلاف فهو في القياس أو الحجم.
أيضاً, كما النمو عند النباتات, فإن نمو الشعر يمر بمتغيرات موسمية. ففي موسم الصيف, نأكل الكثير من أصناف "الين" في وجباتنا اليومية للتكيف مع طقس أكثر دفئاً. إن إستهلاكنا اليومي لهذه الأطعمة يولد طاقة حرارية عالية في أجسادنا مما يجعل إستهلاكنا لها يتغير تلقائياً. ومن إحدى الطرق التي نتبعها للتأقلم مع الطقس الحار هو الأكل بنسب أقل. وأيضاً هناك طريقة آخرى تحصل من تلقاء ذاتها وهو نمو الشعر سريعاً في الرأس والجسم. وزيادة على ذلك, إن طاقة "الين" المتصاعدة من الأرض تكون الأقوى في فصل الربيع وفصل الصيف. لهذا نجد أن تزايد طاقة "الين" في تلك الفصول يجعل الشعر والنباتات أكثر نمواً وأكثر خصوبةً. ففي فصل الخريف وفصل الشتاء تكون الطاقة السماوية في منحاها الأقوى. هذا ما يؤدي الى تباطؤ في نمو الشعر, وفي نمو النباتات وكثافتها. وفي فصل الشتاء يتزايد إستهلاكنا للأطعمة التي تحتوي على طاقة عالية وذلك للتكيف مع الطقس البارد. حيث يتزايد إستهلاكنا للمأكولات نسبياً, دون أن يساهم ذلك في نمو سريع لشعر الرأس أو الجسم.
كما أن جذور النباتات مطمورة بالتراب, فإن جذور الشعر مغلفة بجيوب لها. تتغذى هذه الجذور عبر شعيرات دموية دقيقة تصل الى البصلة نفسها. فكما أن النباتات تعتمد على نوعية الغذاء الموجود في التربة, إن الشعر يعتمد بدوره على نوع الغذاء الذي تنقله له الدورة الدموية. وبذلك فإن نوعية المأكل والمشرب الذي نستهلكه يحدد صحة ومظهر الشعر.
إن عدد البراكين الموجودة حول العالم تتطابق مع عدد النقاط 400 التي تسمى "تسابو" والموجودة على مسارات الطاقة "الميريديان" من جسمنا هذا. بالواقع, إن التفسير الصحيح لكلمة "تسابو" هو "حفرة" وليس "نقطة." إن "تسابو" هي حفرة حيث تدخل وتخرج منها الطاقة "كي" الى الجسم, بنفس الطريقة التي تخرج الحمم البركانية من البراكين, فتجري تحت سطح الأرض أنهراً من هذه الحمم الصخرية الذائبة التي تغذي البراكين ولتتطابق هذه الأنهر مع هذه المسارات الخفية "المريديان" التي تجري تحت جلدتنا مباشرةً.
عندما بدأت الحياة في هذا المحيط الأكبر, تكرر كل شيء في داخلنا. فإن الدم هو تكرار لهذه المحيطات القديمة التي تطورت منها سلسلة من الحياة على وجه هذه الأرض. فعند حدوث جرحٍ ما, تقوم أجسادنا بإفراز مادة لنفاوية شفافة أشبه بالمياه العذبة التي تختزنها الأرض. فإن أوعيتنا اللنفاوية تجري في أجسادنا بحيث أنها تتصل في النهاية بالمجرى الأساسي للدم, بنفس الطريقة التي تجري بها المياه الجوفية في باطن الأرض لتصب بالنهاية في البحار والمحيطات.
وماذا عن الهواء؟ إن تنشقنا للهواء يغذي وينعش كل خلية من خلايا أجسادنا. وماذا أيضاً عن هذا الكم الهائل من النجوم التي تسبح في الفضاء؟ إنها تشبه هذا الكم الهائل من الخلايا التي تسبح أيضاً في أجسادنا.
عندما بدأت الحياة على هذا الكوكب منذ 3.2 بليون سنة تقريباً, كانت تركيبته مؤلفة من خلية واحدة فقط. ففي ذلك الوقت, كان الجو الأرضي كثيف وسميك, بحيث أن الشمس وحدها أستطاعت بأشعاعها القوي إختراق سطح الأرض والتأثير على تكون الخلايا. ولكن بعدها, عندما أخذ الجو الأرضي يصفى تدريجياً, أصبح من الممكن لأشعاعات منبعثة من كواكب ونجوم وأجسام كونية أخرى من إختراق الأجواء الأرضية بدورها, متصلةً ومكونةً خلايا خاصة بها بشكل أوسع وأوسع, الى أن أخذت الحياة أشكالاً معقدة, فتكونت أعضاء حية متعددة-الخلايا.
ففي الليل, يمكننا رؤية مجموعات هائلة من النجوم والمجرات. مجرات تتمثل بأعضائنا العديدة وغددنا وعضلاتنا ومن هذا الكم الهائل من الخلايا, حيث أنه بين كل هذه المجرات تيارات سريعة جداً من الطاقة الألكترومغناطيسية التي تتمثل بالذبذبات والتيارات العصبية التي تطوف وتتصل بكل جزء من أجزاء أجسادنا.
إن أجسادنا الصغيرة هذه شبه مصغر أو مكثف لطبيعة هذا الكون بتكوينه. فالداخل يتساوى مع الخارج, والكبير يتساوى مع الصغير, والصغير يتساوى مع الكبير. وعندما نتكلم عن الأنسان, أو عندما نفكر بمستقبل الإنسانية, فإننا بالحقيقة نتكلم عن مستقبل الكون نفسه. ليس هناك تمييز أو فصل بين الإنسان وبيئته, فكلاهما قريب وبعيد.
إن النظرة العلمية الحالية لجسم الإنسان أكثره تشريحي وميكانيكي. لقد وصلوا الى ما هم عليه بتقسيم الأنسجة الميتة الى عدة أجزاء وإعطائها أسماء مختلفة, مثل الرئة, الكبد, أو خلية الدم. حتى أصبحنا جميعاً اليوم نفكر بنفس الطريقة, فنشير الى ملامحنا الخارجية بإستقلالية تامة, مثل هذا شعري, يدي, أنفي, وهكذا دواليك. فبكل الأحوال, إن النظر الى الوجود بهذه الطريقة المجزئة يفوت علينا المعنى الحقيقي لطبيعة هذا الجسم الإنساني الحي.
فعندما ننظر الى جسم الإنسان, نرى إنه يعيش ضمن هذه البيئة الكبيرة ويتبادل معها الطاقة باستمرار دائم. طبعاً, إن الإنسان غير قادر على العيش بدون قلب, كبد, أو دم. فإذا نزعت منه هذه الأعضاء الحيوية لقضي عليه. لنفترض أننا نزعنا الشمس والمجرات والفضاء من الوجود – فماذا سيحدث؟ فلن يستطع الإستمرار بالحياة أيضاً. إذاً أين هو هذا الجسد الحقيقي: هذه المجموعة من المواصفات الداخلية والمواصفات الخارجية؟ أي منهما هو حقاً هوية الإنسان؟
بالحقيقة, كلاهما معاً. فالشكل المصغر للإنسان والبيئة الكبيرة هذه مكونان معاً وبالمبدء ذاته. فإذا نظرت الى شعرة إنسان تحت المجهر, ستندهش لقرب التشابه بينها وبين الشجرة. فكلتاهما مكونتان بشكل لولبي. إن المحتوى الرئيسي للشجرة له صلة بالكاربوهيدرات, بينما شعرة الرأس لها صلة بالكيراتين, وهو نوع من البروتين. إن هذه المركبات العضوية مكملةً ومتناقضةً لبعضها البعض. فالشكل وطريقة النمو لهذين المركبين يتشابهان نسبياً, أما الإختلاف فهو في القياس أو الحجم.
أيضاً, كما النمو عند النباتات, فإن نمو الشعر يمر بمتغيرات موسمية. ففي موسم الصيف, نأكل الكثير من أصناف "الين" في وجباتنا اليومية للتكيف مع طقس أكثر دفئاً. إن إستهلاكنا اليومي لهذه الأطعمة يولد طاقة حرارية عالية في أجسادنا مما يجعل إستهلاكنا لها يتغير تلقائياً. ومن إحدى الطرق التي نتبعها للتأقلم مع الطقس الحار هو الأكل بنسب أقل. وأيضاً هناك طريقة آخرى تحصل من تلقاء ذاتها وهو نمو الشعر سريعاً في الرأس والجسم. وزيادة على ذلك, إن طاقة "الين" المتصاعدة من الأرض تكون الأقوى في فصل الربيع وفصل الصيف. لهذا نجد أن تزايد طاقة "الين" في تلك الفصول يجعل الشعر والنباتات أكثر نمواً وأكثر خصوبةً. ففي فصل الخريف وفصل الشتاء تكون الطاقة السماوية في منحاها الأقوى. هذا ما يؤدي الى تباطؤ في نمو الشعر, وفي نمو النباتات وكثافتها. وفي فصل الشتاء يتزايد إستهلاكنا للأطعمة التي تحتوي على طاقة عالية وذلك للتكيف مع الطقس البارد. حيث يتزايد إستهلاكنا للمأكولات نسبياً, دون أن يساهم ذلك في نمو سريع لشعر الرأس أو الجسم.
كما أن جذور النباتات مطمورة بالتراب, فإن جذور الشعر مغلفة بجيوب لها. تتغذى هذه الجذور عبر شعيرات دموية دقيقة تصل الى البصلة نفسها. فكما أن النباتات تعتمد على نوعية الغذاء الموجود في التربة, إن الشعر يعتمد بدوره على نوع الغذاء الذي تنقله له الدورة الدموية. وبذلك فإن نوعية المأكل والمشرب الذي نستهلكه يحدد صحة ومظهر الشعر.
إن عدد البراكين الموجودة حول العالم تتطابق مع عدد النقاط 400 التي تسمى "تسابو" والموجودة على مسارات الطاقة "الميريديان" من جسمنا هذا. بالواقع, إن التفسير الصحيح لكلمة "تسابو" هو "حفرة" وليس "نقطة." إن "تسابو" هي حفرة حيث تدخل وتخرج منها الطاقة "كي" الى الجسم, بنفس الطريقة التي تخرج الحمم البركانية من البراكين, فتجري تحت سطح الأرض أنهراً من هذه الحمم الصخرية الذائبة التي تغذي البراكين ولتتطابق هذه الأنهر مع هذه المسارات الخفية "المريديان" التي تجري تحت جلدتنا مباشرةً.
عندما بدأت الحياة في هذا المحيط الأكبر, تكرر كل شيء في داخلنا. فإن الدم هو تكرار لهذه المحيطات القديمة التي تطورت منها سلسلة من الحياة على وجه هذه الأرض. فعند حدوث جرحٍ ما, تقوم أجسادنا بإفراز مادة لنفاوية شفافة أشبه بالمياه العذبة التي تختزنها الأرض. فإن أوعيتنا اللنفاوية تجري في أجسادنا بحيث أنها تتصل في النهاية بالمجرى الأساسي للدم, بنفس الطريقة التي تجري بها المياه الجوفية في باطن الأرض لتصب بالنهاية في البحار والمحيطات.
وماذا عن الهواء؟ إن تنشقنا للهواء يغذي وينعش كل خلية من خلايا أجسادنا. وماذا أيضاً عن هذا الكم الهائل من النجوم التي تسبح في الفضاء؟ إنها تشبه هذا الكم الهائل من الخلايا التي تسبح أيضاً في أجسادنا.
عندما بدأت الحياة على هذا الكوكب منذ 3.2 بليون سنة تقريباً, كانت تركيبته مؤلفة من خلية واحدة فقط. ففي ذلك الوقت, كان الجو الأرضي كثيف وسميك, بحيث أن الشمس وحدها أستطاعت بأشعاعها القوي إختراق سطح الأرض والتأثير على تكون الخلايا. ولكن بعدها, عندما أخذ الجو الأرضي يصفى تدريجياً, أصبح من الممكن لأشعاعات منبعثة من كواكب ونجوم وأجسام كونية أخرى من إختراق الأجواء الأرضية بدورها, متصلةً ومكونةً خلايا خاصة بها بشكل أوسع وأوسع, الى أن أخذت الحياة أشكالاً معقدة, فتكونت أعضاء حية متعددة-الخلايا.
ففي الليل, يمكننا رؤية مجموعات هائلة من النجوم والمجرات. مجرات تتمثل بأعضائنا العديدة وغددنا وعضلاتنا ومن هذا الكم الهائل من الخلايا, حيث أنه بين كل هذه المجرات تيارات سريعة جداً من الطاقة الألكترومغناطيسية التي تتمثل بالذبذبات والتيارات العصبية التي تطوف وتتصل بكل جزء من أجزاء أجسادنا.
إن أجسادنا الصغيرة هذه شبه مصغر أو مكثف لطبيعة هذا الكون بتكوينه. فالداخل يتساوى مع الخارج, والكبير يتساوى مع الصغير, والصغير يتساوى مع الكبير. وعندما نتكلم عن الأنسان, أو عندما نفكر بمستقبل الإنسانية, فإننا بالحقيقة نتكلم عن مستقبل الكون نفسه. ليس هناك تمييز أو فصل بين الإنسان وبيئته, فكلاهما قريب وبعيد.