المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين العقل و النفس ..



أبو شاهين
23-03-2020, 13:42
السلام عليكم و رحمة الله

القلب محل نظر الرب تبارك وتعالى فيكون القلب قلبا متى كان يعتمد ويتوكل على الله وحده . لا يرائي صاحب المال لكثرة ماله ولا يتملق صاحب السطوة والسلطة لسطوته وسلطانه ولا يداهن صاحب الحظوة والوجاهة صاحب الجاه لحظوته ووجاهته وجاهه.

فالقلب إما أن يكون سليما وإما يكون سقيما، سليما من الشرك أو سقيما بالشرك، سليما من الكفر أو سقيما بالكفر، سليما من النفاق والملق والرياء أو سقيما بالرياء والملق والنفاق. و منا في هذا الزمان كثيرون حُجب عن قلوبهم أنوار ذكر الرحمــن وأنوار هداية القرءآن فعاشوا فى ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها.

يقول الحق تعالى ..
" أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " (46)الحج


فمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد يعرف انه حينما يهمل العقل سيضيع و يتيه في الشكل فالعقل هو ميزان الروح و قوامها و عماد الانسان السوى و قوامه و النفس قال عنها الله عز و جل انها الامارة بالسوء و المستعجلة بالامور و الاغراض , و العقل غطائه و لتامه و قوامه العلم و المعرفة و الحكمة و النور و النفس غطاءها و همها بصمتها الشكل

فاحذر من ان تشترى نفسك عقلك .. و قد تشتريه بمنفذ بسيط قد يكون شهوة فيها تم تتسع هذه الهوة في استدام استدراج العقل لشهوات النفس حتى يصل الى الحرام و الممنوع و المشبوه .. وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

اذن على العقل ان يحصن أو يتحصن , لانه متى استولت النفس على العقل فاشترته كان هذا العقل عبدا لها تأخده الى مأربها حتى اذا قضت منه وطرا قذفته في غيابة جب الهوي يلتقطه شياطينها الاربعة الظلوم و العجول و الجهول و الكفور فيبيعوه في سوق الشهوات بثمن بخس دراهم معدودات , و ما اصعب ان يباع العقل بدراهم معدودات فانه ان بيع العقل خضع الضمير و انسحب بلا عودة ..

و اذا كان العقل شهما قويا مجادلا يقرأ في قلم الله الأسمى فهو من يحكم و يشترى النفس و تكون عبدة له يأمرها بالعرف و ينهاها عن الهوى و يقول لها ايها النفس افيقي و دعيني اكون حي بن يقضان قبل ان لا تكون لي امام الله حجة استدل بها على الأشياء، فإذا انعدم الدليل فلا حجة لك و العقل هو وسيلة التواصل السلمية الوحيدة بين البشر فإذا انعدم العقل حضر الذل والاضطهاد بمختلف أشكاله .. و ان تحكمت النفس في العقل خرجت من باب الاحياء الى ارض الاموات ..

امير المشاعر
23-03-2020, 15:14
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك شيخي العزيز ابو شاهين
سلمت يداك على ما كتبت بوركت

بواب سقر
23-03-2020, 17:20
بارك الله فيكم شيخنا ابو شاهين على التوجيه و الارشاد
حفظكم الله و امدكم بالخيرات

أمير الباطن
23-03-2020, 17:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الله اجعلنا ممن يحكمون عقولهم وتنور لهم بصيرتهم...

سلمت أناملك شيخنا الكريم ابو شاهين...

شيخ الأسرار الباطنية
23-03-2020, 21:08
سلام الله عليكم


حتى اذا قضت منه وطرا قذفته في غيابة جب الهوي يلتقطه شياطينها الاربعة الظلوم و العجول و الجهول و الكفور فيبيعوه في سوق الشهوات بثمن بخس دراهم معدودات

عبارات رائعة كروعة فكرك و نور كلامك حفظكم الله شيخنا ابو شاهين \üä

امير المشاعر
23-03-2020, 21:13
سلام الله عليكم



عبارات رائعة كروعة فكرك و نور كلامك حفظكم الله شيخنا ابو شاهين \üä

سبحان الله شيخي حتى انا جذبتني هذه العبارة اكثر من مرة جزاك الله خيرا شيخي
وجزاك الله خيرا شيخي ابو شاهين

الباسل
23-03-2020, 21:52
من أجمل ما قرأت
و هذا موضوع اخر لشيخنا المهدى و هو دليل لتسلسل الطريقة و المنبع الصافى الذى يشرب منه شيخنا ابو شاهين حفظه الله
https://www.albatine.org/showthread.php?t=3144

الطيب الصادق
24-03-2020, 00:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل أبا شاهين.

شكرا على هذه المعلومات الجليلة في قدرها، لكل من يريد سبر غورها، حيث أنني أقف مع نفسي بين مدها وجزرها، إلا أنني إلى جزرها أقرب لقهرها، وإلى تطويعها للحق أميل عن شرها، وقد وجدت القلب إذا وافقها، أضنكتني بِخَتْلِها و كِبْرِها، وأمّا إن كان مع عقلي، فيا طول عتابها وزَجْرِها، فإن انْصهَرتْ معهما انفتحت بصيرتي، فأمِنتُ من غدرها، وهرعت إلى الذّكْر إمْعاناً في كسرها، وحمدتُ الذي وَقاني من مَكْرِها ، وأمرني بتحقيرها لا شكرها، فاللهم أدِمْها نعمة جُلَّى يسطع قلبي بنورها. آمين، آمين، آمين

امير المشاعر
24-03-2020, 15:37
في النفس البشرية مزيج من المتناقضات المتناحرة!!

فما تهواه النفس يعارضه العقل!! وما في الجسد من شهوات وغرائز، يحاول العقل والقلب مجتمعين مغالبتها، غير أن طغيان الغفلة، وسطوة الإغراءات أضحى يمثلان أكبر العوامل المساعدة للشيطان في استثارة تلك الشهوات والغرائز داخل النفس، لاسيما وهو الذي يجري في العروق مجرى الدم من الجسد!!
فيواجه العبد الصالح الكثير من معاناته . . ويقع العبد الطالح أسيراً لشهواته!!
إذاً فكلُّ واحدٍ منا يُعاني في طيَّات نفسه - ودون أن يشعر به أحد - آثار تلك المعركة الحامية الوطيس بين جنبات نفسه صباح مساء!!
وكغيرها من المعارك، فغالباً ما تكون (سجالاً) يوم لك ويوم عليك!!
ولكن لماذا لا نحاول سوياً الغور في دهاليز أحداث هذا الصراع وتلك المعارك، فما فيها من أعماق، يحوي خبايا مذهلة!! لا يمكن لأحد حصرها إلا الله تبارك وتعالى!!
وعلى الرغم من ذلك؛ دعونا نلقي الضوء على أهم وأخطر تلك الخبايا، لعل الله أن يكشف لنا من مفاتيح الخير ما يعيننا على تهذيب أنفسنا ومغالبتها، وعسى أن يكون ذلك سبباً في أن يمنَّ علينا بحسن الخاتمة سبحانه وتعالى . . إنه جواد كربم

الوقفة الأولى :
فالنفس تنعم بكثير مما أحله الله لها، تماماً كما كانت الجنة بطولها وعرضها حلالاً لأبينا آدم عليه السلام، غير أن الشيطان استطاع أن يزين له شجرة واحدة فقط!! من بين مليارات الأشجار التي تمتلئ بها الجنة، وهنا لابد لنا من تساؤل!!

ما الشي الذي استطاع الشيطان به أن يقلل الحلال على كثرته، ويعظم الحرام على ندرته في عين نبي الله آدم؟!
إنه المفتاح الأول الذي نكاد أن نضع أيدينا عليه الآن . . فبمعرفته يمكننا الحذر من تكرارا نفس السيناريو المؤلم معنا . . إذاً . . أتدرون ما هذا الشيء؟!

إنه الأماني!!!!
التي تمثل خيالاً لا حدود له!!
وأوهاماً لا أرض لها!!
ونسيجاً لا ملمس له!!
ووعوداً لا وفاء لها!!
وأحلاماً لا يقظة منها سوى بالموت الذي ليس منه فوت!!

فبالأماني يستهوي الشيطان العبد لإدراك متعة وهمية سريعة الزوال!!
وبالأماني يُسوِّف الشيطان التوبة لدى العبد أملاً في عمر مديد طويل المآل!!
وبالأماني يُزهَّد الشيطان العبد فيما بين يديه من الحلال أملاً في الحصول على لذةٍ أكثر متعة في الحرام!!
وبالأماني يَدفع الشيطان العبد إلى الإفراط في إحسان الظن بنفسه؛ حتى يقع في وحل الغرور بالله . . فيكون هلاكه عياذاً بالله !!
وبالأماني يُوهمُ الشيطان العبد أن بإمكانه تأخير الحقوق، ريثما يوسع الله عليه بالمزيد، لعله يكرم أصاحبها بزيادة على حقوقهم، فتتخطفه سياط الموت على حين غرَّةٍ، فيقضي؛ ولما يوف ما عليه من حقوق العباد!!
الأماني . . إنها أخطر سلاح يستخدمه الشيطان لإهلاك بني آدم، حيث تنتشر خلاياها في النفس البشرية تماماً كما تنتشر خلايا السرطان عياذاً بالله؛ لتهوين كل معصية، وإضعاف العزيمة عن القيام بأي طاعة!!
فضعها دوماً نصب عينيك يرحمك الله . . وابذل وسعك في البحث عنها بين خبايا نفسك. . فحيث تكون؛ يكمن الشر عياذاً بالله!!
وهذا هو مفتاح الخير الأول الذي أمكننا بفضل الله الوصول إليه، ووضع أيدينا عليه؛ للحيلولة دون خداع انفسنا بهذه الآفة العظيمة . . ألا وهي الأماني الكاذبة!!
منقول ..!!

الوردة البيضاء
02-04-2020, 23:37
رائع شيخنا الغالي ابو شآهين حفظك الله اينما كنت عبآرات مفيده ونصائح من ذهب \üä

زوجة السوسي
05-04-2020, 21:20
جزاك الله خيرا شيخنا أبوشاهين وبارك فيك

النور
06-07-2020, 21:20
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك شيخي العزيز ابو شاهين

تسنيم
28-07-2020, 20:36
امين جميعا يا رب ينور دربنا