المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البخيل والزوجة الذكية



الدمياطي
19-12-2017, 13:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



البخيل والحساء


كان ف احدى القرى رجل شحيح جدا رغم امواله الطائلة فقد كان يقتصر في كل وجباته علي الحساء
{ الحريرة باللهجة المغربية } فكان لذالك الشح الاثر البليغ علي زوجاته اللواتي كن كثيرات بسبب الطلاق والزواج

لم تعرف احداهن معني شهر العسل معه ابدا
عسل ايش............
الرجل جعل كل ايامهن وشهورهن {حريرة في حريرة }
.....حساء في حساء.......

مما يجعل الزوجة تطالب بالطلاق وتفتدي نفسها من سجن الحريرة الابدي

فيسارع الرجل لخطبة زوجة غيرها وهكذا حتي تزوج وطلق نصف نساء القرية
فامتنع الباقون عن تزويجه بناتهن
وصار الرجل يزيد في المهر لاغراء النسوان بالزواج منه
لكن اهالي القرية امتنعوا
وذات يوم اقترحت فتاة ذكية على اهلها اقتراحا فاستمعوا لها وأعجبهم الاقتراح فاتفقت معهم على تنفيذه
.......................................
في الصباح ذهب ابو الفتاة عند الغني البخيل وبعد السلام والتحية عرض عليه ان يزوجه ابنته
فتعجب الغني البخيل من هذا العرض الذي لم يكن يخطر له على بال
فالفتاة صغيرة السن وجميلة والكثير من شباب القري ة يتمنونها عروسة


في الحال قبل الزواج وسارع بتنفيذه قبل ان يندم اهل العروسة
تم له ذالك وزفت له العروسة فكانت احلى ليلة مرت به وكان اسعد الناس بعروسته
فمضت الايام والليالي ولم يكن هناك شهر عسل بالنسبة للعروسة انما هو شهر الحساء وما بعده حريرة في حريرة حتى كاد حلقها يشتعل نارا من جراء الحموضة وحرقة المعدة
فلما نفذ صبرها وعزمت علي تنفيذ الخطة مع اهلها ارسلت لهم تعلمهم باليوم والليلة وساعة التنفيذ

بعدصلاة العصر

جاء الغني البخيل عند زوجته الشابة الجميلة ليشرب الحساء

فملأت له الوعاء بعدما وضعت له البنج في الحريرة
وماأن شرب الرجل الحساء حتي اخلد لنوم عميييييييييييق اشبه بالموت من شدة البنج ووطأته

فصرخت الزوجة وولولت واعلنت بالنياح والصياح ونعت موت زوجها فكان ان حضر اهلها في اول من حضر حسب الاتفاق
واحاطوا بالزوج وحاصروه حتي لايكتشف احد انه مجرد نوم من اثر البنج وليس موتا فأعلنوا للناس موته
وسارعوا باجراءات الدفن بعد تغسيله واشرفوا علي تكفينه ودفنه وتركوا له متنفسا في اللحد قرب وجهه وكفنه حتي لايختنق واحكموا ذالك باتقان


ورجعوا للمنزل يستقبلون الناس والتعازي في الغني البخيل

وفي منتصف الليل تسلل ابو الزوجة واخوها للمقبرة وتحسسوا قبر الرجل فلما وجدوه لبس كل منهما لباسا ابيض
فنبشوا القبر بالحيطة والحذر حتي أخرجوا الرجل في كفنه فأسندوا ظهره لحجارة وتراب القبروعروا وجهه حتي يتمكن من الزفير والشهيق وانتظروا ان يفيق
وفعلا بدأ الرجل في الاستيقاظ بعد ان لفحته برودة الليل في جسمه وخف مفعول البنج قليلا

وبحسب الاتفاق المسبق
مااان فتح الرجل عينيه وحاول ان يكون صورة عمن حوله ومكان تواجده في ضوء القمر فلم ير الا القبور ورأى نفسه يلفه الكفن ويحد من تحركات جسده ويديه
حتي سمع صوتا مرعبا يقول
السيد نكيييير
فرد عليه صوت اشد منه رعبا
نعم ياسيدي منكر

فارتاع الرجل وبلل ثيابه من شدة الخوف وهو يقول مع نفسه
ياااويلاه لقد مت وما دريت وهذا نكير عند قدمي ومنكر عند راسي فبماذا اجيب عن اسئلتهما ياولاه ياويلاه

فقاطع كلامه مع نفسه صوت السيد منكر وهو يقول للسيد نكير

انظرماذا كان يفعل هذا الرجل في دنياه

فبدأ نكير يشم جسد الرجل مبتدءا بقدميه وهو يشم ويقول القدمين لابأس بهما
فوصل للركبتين وهو يقول لابأس لابأس
ثم انتقل الي جهة رأسه فشمه كذالك وشم صدره وهو يقول لابأس
ولكن توقف عند بطنه مصعوقا وهو يهمهم ورفع راسه صوب السيد منكر وهو يسد انفه بيديه ويقول أه اه اه معبرا عن تأفففه مما وجد

فقال له السيد منكر ماذا وجدت يانكير ماذا كان يفعل هذا الرجل في الدنيا

فأجابه السيد نكير

انه كان يقتصر علي شرب الحريرة وقد اغناه الله عنها
في الحال صاح به منكر

ماذاااااا تنتظر

باللهجة المغربية { اعطيييه } أي اضربه بقوة
وهنا أخرج السيد نكير عصا غليظة كان قدأعدها لمثل هذه الساعة فبدأ يفش غله وغيظه وحقده علي هذا الرجل الذي اغناه الله واقتصر علي شرب الحريره في دنياه وحرم نفسه وحرم غيره فلما تعب السيد نكير من الضرب ناول العصا للسيد منكر الذي ابلي بلاء حسنا وتفوق علي السيد نكير في عقاب هذا المجرم الشحيح
فلما ايقنوا انهم ادوا الامانة وبلغوا الرسالة وفقد الرجل وعيه من كثرة الضرب ارجعوا نصفه للقبر وتركوا صدره فما فوق عاريا وانصرفوا لدارهم وبدلوا ثيابهم كأن شيئا لم يكن

مرت ساعة اأو ساعتان وبدأ الرجل يستيقظ وهو يئن من الم الضرب
فتح عينه وتذكر في الحال مافعل به منكر ونكير والتفت عن يمينه وشماله فلم ير احدا سوي القبور وسكون الليل
وسمع المؤذن يهلل كمايفعل في المغرب قبل الفجر { التهلال } يااالفرحته يبدو انه حيي بعد الموت انه لايزال في الدنيا هذه معالم الدنيا وليست من معالم الاخرة فالاخرة ليس فيها تهلال ولا اذان ولا مقاابر
سارع بازاحة التراب وقد نسي من الفرحة كل مامر به ونسي الالام في تلك الساعة وخرج من المقبرة يجري وهو لايزال لابسا الكفن لانه يستر عورته

فاتجه للمسجد والفجر لم يحن وقته بعد اولا ليبشر المؤذن برجوعه من الاخرة وحياته بعد موته فدق الباب علي المءذن الذي لم يكد يراه ويسمع صوته حتي فر هاربا يركض بضعفي ماعنده من سرعة ولا يلتفت وراءه حتي وصل لبيت امام المسجد فدق عليه الباب بسرعة وهو يقول
انقذني شبح فلان الغني الشحيح خرج من قبره يريد ان يأخذني معه....

فاستيقظ الامام مغضبا من نومه وهو يقول للمؤذن

انا 100 مرة قلت لك اذا ظهر لك شيئ من الاشباح او الجن فاقرأ عليه القران وخلاص سيذهب لحاله
وخرج مع المؤذن وهو يهدئ من روعه ويطمنه ولم يكد يخطو معه بعيدا حتى ظهر الرجل الأبيض يصيح ياسيدي الاما م انا فلان اللي مات ورجع لاتخافوا مني

فلم يجد الامام بدا من اعطاء الاذن الكااااامل المطلق لقدميه يركضان حيث شاءا فقط يذهبان به بعيدا عن هذا الرعب الذي لم يطرأ علي باله يوماوركض وركض حتى ظن انه نجا فالتفت فاذا بسوبرمان الابيض لايزال يتبعه ويصيح ياسيدي انا فلان توقف توقف
وحاول الامام ان يتذكر سورة معينة او اية يطرد بها هذا الشبح او يحرقه ان كان ماردا فلم يتوفق في التذكر من هول الموقف ورعبه من الميت العائ من القبر

واقتصر علي قوله

انا معاك بالله والشرع يالكافر بن الكافر انا معاك بالله والشرع يالكافر بن الكافر بدل القران الذي نسيه في تلك اللحظة

ولم ينقذه من ورطته الا بعض الرجال الذين كانوا في طريقهم لصلاة الصبح فسارعوا لتفقد الامر والتثبت منه وكانوا شجعانا
فاستوقفوا الامام والرجل الميت الذي حيي فاخبرهم بالخبر وصدقوه في الحال
وذهبوا به للمسجد والبسوه ثيابا وبعد الصلاة توجه بهم الرجل الغني العائد من القبر لبيته بعد ان سبقته البشائر تسهل الامر علي اهله حتي لاينصدموا ويصابوا بالرعب
فاظهرت الزوجة واهلها الفرح الكبير بعودته من الاخرة وهو لايدري ان كل شيئ من تحت راس زوجته واهلها لان نكير ومنكر اللي كانوا ملثمين متنكرين ماعرفهم في الظلام ولم يتسن له ذالك لهول الموقف

فلما استقر بالحاضرين الجلوس
طلبوا من الغني ان يخبرهم بما رأي في قبره من أمور الاخرة ليأخذوا العبرة ويتعظوا بذالك


فقال لهم بصوت عال وهو يجول ببصره في الحاضرين



اعملوا ماشيئتم لاتشيلوا هم اي شيئ كله هين
الا الحريرة الا الحسااءء الا الحريرة الا الحساااء اياكم والحريرة اياااااااااكم والحساااااااء

واستمر في تكرار هذه العبارة وهو يبكي ويتحسس اماكن الضرب علي جسده وصفعات نكير ومنكر علي خده بسبب الحساء

الا الحريرة الا الحريرة ياناس اياااكم والحساااااااااء

وكانت زوجته تستمع له من وراء الجدار وهي ميتة من الضحك وابوها واخوها نكير ومنكر يكظمان ويكتمان الضحك في صدورهما ولا يكادان يقويان علي الصبر والتظاهر


في الحال سارعت زوجته تقول من وراء الباب تتظاهر بانها لم تسمع ماجري وما حكاه زوجها العائد من الاخرة

قالت له

يازوجي العزيز هل اعد لك الحسااااااااء


فارتعب الرجل وصاااح فيها اياك تعيدي هذا الكلام مرة اخرى في هذا البيت ابدا مادمت حيا

ونادى علي الخادم وامره بذبح احد الخرفان السمينة التي عنده واكرم الحاضرين ونفسه واهله معهم
ومن يومها والزوجة سعيدة مع زوجها يتنعمان باكل مالذ وطاب من مال الرجل الغني الذي تعب واتعب الادمين في جمعه والبخل به طوال عمره

.................................................. ............
تسلية وعبرة
فخذوا العبرة ياصحاب الاموال وانفقوا علي انفسكم واهليكم قبل ان يصادفكم في قبوركم ماهو اعظم من قصة الرجل والملكان


تحياتي لاخواني واخواتي
دمتم في حفظ الله ورعاايته

شقران
19-12-2017, 16:21
هههههههههههههه سبحان الله صدق من قال محد ياخذ الا نصيبه صار الهناء من نصيبها

الدمياطي
20-12-2017, 12:12
بارك الله فيك اخي العزيز شقران وشكرا علي المرور الكريم