تزامنى
14-10-2016, 18:14
___________
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد واله اجمعين
__________________________
يجب أن يعلم الإنسان أنه سيظل حياً دائماً ، سواء كان في الجسد أو خارجاً عنه ، وأن هذه الحياة الجسدية الفانية شيء تستعمله النفس التي لا تموت ، لذلك يجب أن تَقتُل تلك الرغبة في الحياة التي تَحمِلُكَ على الخوف من الموت ، والتي تجعلك تولي هذه الحياة الجسدية فوق ما تستحق من الاهتمام الذي يبلغ حد الإفتئات على الحياة الأوسع ، حياة الروح ووعيها
- اقتَلِع من عقلك تلك الفكرة القائلة بأنك تنتهي حين يموت الجسد ، لأنك بعد موته تظل حياً كما أنت الآن ، بل ربما كنت أكثرَ حياةً ، إعطِ للحياة الجسدية حقيقة قَدرِها ولا تكن مخدوعاً ، وكُفَ عن النظر إلى الموت نظرة الرُّعب والهلع ، سواء أقبل عليك أو أطبق على من تُحِب ، فالموت طبيعي كالحياة تماماً في مرحلتنا هذه من التطور ، علينا أن نَسعَدُ به كما نَسعَد بالحياة
- تُبشِّر جميع الديانات بالحياة الأخرى التي يجب أن يَصبو لها المؤمنين ، لكن هؤلاء يرتجفون ويرتعدون لفكرة الموت ، ويلبسون السواد حِداداً بدل أن يَنثروا الزهر ، لأنه انتقال إلى دارٍ أوسع وأرحب وأفضل …
- يجب أن يحس الإنسان بالحياة الدائمة المستمرة وأن يَعيها وعياً إيجابياً قبل أن يستطيع أن يتخلص من هذا الخوف القديم ، ولن تستطيع ديانةً أو عقيدةً أن تُحَقِق هذا الهدف حتى يصل الإنسان إلى تحقيق هذا الإحساس ويَعي هذا الوعي ، وبذلك يكون قد قَتَلَ الرغبة في الحياة القصيرة لِيَحِلّ محلها عِلمٌ بحياة دائمة لا نهاية لها
إن تَفَهّم الإنسان للحياة ، يرفَعَهُ فوق مخاوف البشر ، وعلمه بمصيره يرفع معنوياته وَيُمكّنهُ من أن يعلو فوق العاصفة ، ليشعر بأنه أسعد الناس لأنه تخلّص مِنَ الخوف ، إذ علم أن ليسَ في الوجود ما يخشاه ، ولأنه جاوز طور خرافات الناس ، تلك التي تُنَغّصَ حياة الكثيرين وتجعلهم في همٍ دائم ، وبذلك ينبذ الكراهية والحقد ليحل محلها الحب ، ويعلم أنه صَنيعة الله وأنه من عياله الذين خَلَقَهُم لغرضٍ جليل ، وأن الله مثله كمثل الأب الرحيم ، والأم الرؤوم ، لا الحاكم القاسي والغليظ القلب …
- ابحَث في القلب عن مصدر الشر واقتلعه ، إن الشر ينمو ويترعرع في قلب الإنسان الطيب وقلب صاحب الأطماع على السواء ، وأصحاب العزيمة دون غيرهم الذين يقضون عليه ، أما الضعفاء ، فيتركونه ينمو ثم يثمر ثم يجف ويموت …
- عليك أن تعِشْ لا في الحاضر ولا في المستقبل ، ولكن في الأبد ، فَنَبتتكَ حتى الآن لم تعش ولم تنتعش في ظلال الأبدية ،
- أُدخُل في حياة الروح متخلصاً من العادات السيئة ، بالاستعاضة عنها بعاداتٍ طيبةٍ مُضادةٍ لها ، فالإقلاع عن عادة سيئةٍ بقوة الإرادةِ عنوةً واقتداراً ، لهو عمل يحتاج إلى قوة فوق طاقة البشر ، ولكن إزهاقها بالتضييق عليها ، وبغرس عادةٍ مضادةٍ لها لتنمو وتحل محلها ، أسهل بكثير ... وتلك هي خطة الطبيعة في التخلص مما هو غير مرغوب فيه باستمرار …
- يتوجب علينا التَّخلّص من الغرائز الحيوانية وأن لا نسمح لها بالسيطرة والتحكم علينا ، بحيث نظهر الحزم وتحكيم سلطان العقل ، فإذا شعرنا أن هذه الغرائز ستعود لتنطلق من جديد ، فلا نخاف من ذلك طالما أن عقلنا أصبح مُدركاً أن هذه الغرائز هي حقاً حيوانية ، وبذلك يكون النمو الروحي قد بدأ ، وبذلك بدأت تَتَعرف وتتلمس وجوده وتخجل منه ، بينما كنت من قبل لا تشعر بوجوده ولا تتخيل وجوده ، لأنك كُنتَ الوحش نفسه ، إن مجرد شعورك بالخجل منه ، دليلٌ على أنك بدأت تفرق بينه وبين نفسك ، وبذلك بدأت تنفصل عنه ، وهنا يجب أن تتعلم ترويض الحيوانات المفترسة ، فإن في كيانِكَ سيركاً كاملاً منها إن فيك السبع والنمر والضبع والقرد والخنزير والطاووس وغيرها ، كل منها يحاول أن يُظهرَ فيك شيئاً من خِصاله ، فلا تخفها ، ولا تخشاها ، ابتسم لها كلما ظَهَرت ، لأنك أقوى منها وأنت قادر على إخضاعها ، وظهورها يُفيدكَ لأنه يُنبهك لوجودها ، إنها فرقة مُسَليةٌ عندما تبلغ مرحلة تستطيع فيها أن تقف جانباً لتراقبها ، عند ذلك تتأكد أنّكَ لستَ إياها فلا تَأبه بها لأنك السيد المسيطر عليها
- يجب أن يسمو الإنسان حتى يستطيع أن يَسمعَ الأشياءَ وهو يبتسم مطمئناً لِعِلمهِ بحقيقة النّفس وقوتها وبما قُدّرَ لها ، ويجب أن يَكبرَ الإنسان حتى يكون قادراً على أن يَسمَع الكلمة القاسية والنقد الجائر والتعريض اللاذع بدون أن يَترُك في نفسه أثراً ، وأن يَدَعَ المنغّصات في مستواها المادي الذي يَخُصّها ، ولا يسمح للنفس أبداً أن تهبط إلى حيث يمكن أن تتأثر بها
- يجب أن يتعلم الإنسان أن يسمع عبارات السخرية والاحتقار توجه إلى مُثُلِهِ العليا ممن لا يدركون ، إذ لا لومَ عليهم ، لأنهم يفعلون ما لا يُدركون ، ولتبقى عبارة : ( قبَلَ أن يستطيع الصوت أن يرتفع بالكلام مع العارفين ، يجب أن يَفقدَ القدرةَ على أن يَجرَح )
تحياتى لشخصكم الكريم
تزامنى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد واله اجمعين
__________________________
يجب أن يعلم الإنسان أنه سيظل حياً دائماً ، سواء كان في الجسد أو خارجاً عنه ، وأن هذه الحياة الجسدية الفانية شيء تستعمله النفس التي لا تموت ، لذلك يجب أن تَقتُل تلك الرغبة في الحياة التي تَحمِلُكَ على الخوف من الموت ، والتي تجعلك تولي هذه الحياة الجسدية فوق ما تستحق من الاهتمام الذي يبلغ حد الإفتئات على الحياة الأوسع ، حياة الروح ووعيها
- اقتَلِع من عقلك تلك الفكرة القائلة بأنك تنتهي حين يموت الجسد ، لأنك بعد موته تظل حياً كما أنت الآن ، بل ربما كنت أكثرَ حياةً ، إعطِ للحياة الجسدية حقيقة قَدرِها ولا تكن مخدوعاً ، وكُفَ عن النظر إلى الموت نظرة الرُّعب والهلع ، سواء أقبل عليك أو أطبق على من تُحِب ، فالموت طبيعي كالحياة تماماً في مرحلتنا هذه من التطور ، علينا أن نَسعَدُ به كما نَسعَد بالحياة
- تُبشِّر جميع الديانات بالحياة الأخرى التي يجب أن يَصبو لها المؤمنين ، لكن هؤلاء يرتجفون ويرتعدون لفكرة الموت ، ويلبسون السواد حِداداً بدل أن يَنثروا الزهر ، لأنه انتقال إلى دارٍ أوسع وأرحب وأفضل …
- يجب أن يحس الإنسان بالحياة الدائمة المستمرة وأن يَعيها وعياً إيجابياً قبل أن يستطيع أن يتخلص من هذا الخوف القديم ، ولن تستطيع ديانةً أو عقيدةً أن تُحَقِق هذا الهدف حتى يصل الإنسان إلى تحقيق هذا الإحساس ويَعي هذا الوعي ، وبذلك يكون قد قَتَلَ الرغبة في الحياة القصيرة لِيَحِلّ محلها عِلمٌ بحياة دائمة لا نهاية لها
إن تَفَهّم الإنسان للحياة ، يرفَعَهُ فوق مخاوف البشر ، وعلمه بمصيره يرفع معنوياته وَيُمكّنهُ من أن يعلو فوق العاصفة ، ليشعر بأنه أسعد الناس لأنه تخلّص مِنَ الخوف ، إذ علم أن ليسَ في الوجود ما يخشاه ، ولأنه جاوز طور خرافات الناس ، تلك التي تُنَغّصَ حياة الكثيرين وتجعلهم في همٍ دائم ، وبذلك ينبذ الكراهية والحقد ليحل محلها الحب ، ويعلم أنه صَنيعة الله وأنه من عياله الذين خَلَقَهُم لغرضٍ جليل ، وأن الله مثله كمثل الأب الرحيم ، والأم الرؤوم ، لا الحاكم القاسي والغليظ القلب …
- ابحَث في القلب عن مصدر الشر واقتلعه ، إن الشر ينمو ويترعرع في قلب الإنسان الطيب وقلب صاحب الأطماع على السواء ، وأصحاب العزيمة دون غيرهم الذين يقضون عليه ، أما الضعفاء ، فيتركونه ينمو ثم يثمر ثم يجف ويموت …
- عليك أن تعِشْ لا في الحاضر ولا في المستقبل ، ولكن في الأبد ، فَنَبتتكَ حتى الآن لم تعش ولم تنتعش في ظلال الأبدية ،
- أُدخُل في حياة الروح متخلصاً من العادات السيئة ، بالاستعاضة عنها بعاداتٍ طيبةٍ مُضادةٍ لها ، فالإقلاع عن عادة سيئةٍ بقوة الإرادةِ عنوةً واقتداراً ، لهو عمل يحتاج إلى قوة فوق طاقة البشر ، ولكن إزهاقها بالتضييق عليها ، وبغرس عادةٍ مضادةٍ لها لتنمو وتحل محلها ، أسهل بكثير ... وتلك هي خطة الطبيعة في التخلص مما هو غير مرغوب فيه باستمرار …
- يتوجب علينا التَّخلّص من الغرائز الحيوانية وأن لا نسمح لها بالسيطرة والتحكم علينا ، بحيث نظهر الحزم وتحكيم سلطان العقل ، فإذا شعرنا أن هذه الغرائز ستعود لتنطلق من جديد ، فلا نخاف من ذلك طالما أن عقلنا أصبح مُدركاً أن هذه الغرائز هي حقاً حيوانية ، وبذلك يكون النمو الروحي قد بدأ ، وبذلك بدأت تَتَعرف وتتلمس وجوده وتخجل منه ، بينما كنت من قبل لا تشعر بوجوده ولا تتخيل وجوده ، لأنك كُنتَ الوحش نفسه ، إن مجرد شعورك بالخجل منه ، دليلٌ على أنك بدأت تفرق بينه وبين نفسك ، وبذلك بدأت تنفصل عنه ، وهنا يجب أن تتعلم ترويض الحيوانات المفترسة ، فإن في كيانِكَ سيركاً كاملاً منها إن فيك السبع والنمر والضبع والقرد والخنزير والطاووس وغيرها ، كل منها يحاول أن يُظهرَ فيك شيئاً من خِصاله ، فلا تخفها ، ولا تخشاها ، ابتسم لها كلما ظَهَرت ، لأنك أقوى منها وأنت قادر على إخضاعها ، وظهورها يُفيدكَ لأنه يُنبهك لوجودها ، إنها فرقة مُسَليةٌ عندما تبلغ مرحلة تستطيع فيها أن تقف جانباً لتراقبها ، عند ذلك تتأكد أنّكَ لستَ إياها فلا تَأبه بها لأنك السيد المسيطر عليها
- يجب أن يسمو الإنسان حتى يستطيع أن يَسمعَ الأشياءَ وهو يبتسم مطمئناً لِعِلمهِ بحقيقة النّفس وقوتها وبما قُدّرَ لها ، ويجب أن يَكبرَ الإنسان حتى يكون قادراً على أن يَسمَع الكلمة القاسية والنقد الجائر والتعريض اللاذع بدون أن يَترُك في نفسه أثراً ، وأن يَدَعَ المنغّصات في مستواها المادي الذي يَخُصّها ، ولا يسمح للنفس أبداً أن تهبط إلى حيث يمكن أن تتأثر بها
- يجب أن يتعلم الإنسان أن يسمع عبارات السخرية والاحتقار توجه إلى مُثُلِهِ العليا ممن لا يدركون ، إذ لا لومَ عليهم ، لأنهم يفعلون ما لا يُدركون ، ولتبقى عبارة : ( قبَلَ أن يستطيع الصوت أن يرتفع بالكلام مع العارفين ، يجب أن يَفقدَ القدرةَ على أن يَجرَح )
تحياتى لشخصكم الكريم
تزامنى