شيخ الأسرار الباطنية
26-03-2011, 06:13
إزرع هذه الآية في تربة قلبك وانتظر بصبر موعد الحصاد الله هو الواحد الأحد، منه بدأت الحياة وإليه تعود كل الكائنات والمخلوقات.
النبع واحد والمياه تجري في كل الإتجاهات وتتجسد في كؤوس من طين وتراب لكنها لا تتحول لا إلى طين ولا إلى تراب، فالتراب سيعود إلى التراب (من التراب وإلى التراب تعودون) أجسادنا تفنى وتهلك... ويبقى وجهه... يبقى الماء دون أن يمسّه التراب... فالماء على موعد ولقاء... لقاء النبع مرة أخرى... يبقى الجوهر دون أن يغلبه الشكل... الماء سجنه الكأس والروح سجنها الجسد، وقدر الروح أن تتحرر لتطوف وتطوف وتتابع دورانها في هذا الوجود حتى تعود إلى بارئها... إلى نبعها ونبع كل روح...
http://2d.img.v4.skyrock.net/2d4/fatindu42/pics/863745469.jpg
هذا هو سر الرقم I والرقم II، فما الأرقام والحروف سوى ذبذبات لها وزنها في ميزان الكون متى عرفنا أسرارها إستخدمناها كمفتاح لمعرفة الفتاح والتحليق على جناح من نعيم دائم ومقيم. الرقم واحد يعني الأحد ولا أحد سواه... الحقيقة أن لا وجود إلا لله... وما عدا هذا الوجود وهم وعقل تجاوز الحدود وصوّر لصاحبه برغباته وأهدافه في الحياة أنه موجود وأن للأنا داخله، لهويته وفلسفته أهمية في ميزان هذا الوجود.
لا... لا مكان إلا لصاحب العرش والزمان، لمن هو كائن يحيا الحياة بكينونته أي بروحه لا بعقله، بوجوده وشهادته، لا بفكره. مباركٌ هو من علم أن وجوده ما هو إلا انعكاس للواحد الودود. هو على صورته ومثاله في الروح وأخلاقها، في نعيم سلامها وعبير أزهارها. مبارك هو من علم أن IIهو انعكاس ل I، لواحد أحد في مرآة الوجود. بإمكانك اعتبار هذا الوجود مرآة تعكس وجود الله الواحد وما أنت سوى انعكاس لهذه الوحدانية الإلهية في مرآة الوجود... الأنبياء شهدوا على هذه الشهادة... شهدوا على أن الوجود لله وحده وأننا على صورة الله ومثاله في الروح التي لا صورة لها والله لا صورة ولا شكل له وإنما الأشكال هي إنعكاس لما لا تعكسه مرآة ولا تصوره عدسات... إنه الوجه المقدس الذي لا وجه له... إنه نور السماوات والأرض... تجسدت الأجساد وتكونت من تراب لأنه كان كنزاً مخفياً فخلق الخلق ليُعرف... وقريباً تفنى وتهلك الأجساد وتعود إلى التراب وتعود الروح لترتوي من نبعها وتعلم أن لا وجود إلا لواحد أحد هي منه وبه وفيه وإليه... قريباً لن تعكس المرآة شيئاً وماذا ستعكس بعد أن فنيَ كل شيء وبقى وجهه؟
أعطى معلم مستنير ثلاثة من تلامذته في يوم من الأيام ثلاث حبات تمر... واحدة لكل تلميذ.. وطلب منهم أن يبتعدوا ليأكلوا حبة التمر في مكان لا يراهم فيه أحد... لا يسمعهم فيه أحد... مكان لا يعلم مكانه أحد... ذهب التلاميذ الثلاثة وعاد أولهم بعد أسبوع قائلا لمعلّمه أنه أكل حبة التمر في مكان لم يوجَد فيه أحد سواه... كذلك فعل ثانيهم الذي عاد بعد شهور حيث وجد مكان لم يرَه أو يسمعه فيه أحد وأكل حبة التمر... مرّت أيام وشهور وسنين ولم يعُد التلميذ الأخير... وبعد فترة من الزمان عاد يشتكي من أنه لم يجد المكان... وحبة التمر في يده خير دليل وبرهان... سأله المعلم ما الأمر؟ أيُعقل أنك لم تجد مكان يخلو من بني الإنسان؟ أجابه التلميذ: بلى وجدت مكاناً يخلو من البشر لكني لم أجد مكاناً أكون فيه وحدي... ماذا تعني، سأل المعلّم... أينما ذهبت وجدت أحد، وجدته وأينما نظرت رأيته حتى في داخلي وفي أعماق نفسي... الله في كل مكان، أجابه التلميذ... ومع هذه الإجابة علم المعلم أن هذا التلميذ نجح في الإختبار بعد أن أتاه علم الواحد القهار فعلِم أن الله في كل مكان وأن كل جسد وكل مكان هو انعكاس لروح الله... متى شهد الإنسان على هذه الشهادة، شهادة أن لا إله إلا الله، لا أحد إلا الله، فقد شهد على سر الوجود... حينها يخشع حق خشوع وترحل نفسه اللوامة والأمارة بالسوء دون رجوع.
الرقم II هو نور سيدنا محمّد(ص) حين شهد على هذا السر وعلم أن النور بداخله هو انعكاس لنور الله الأبدي... هذا الإنعكاس حوته كلمة (إيّاك) في القرآن الكريم... أي أن نفس محمّد (ص) قد عكست نور وجلال الله في مرآة الوجود... هذا الإنعكاس من خلال الجسد، هذا ال IIمهمته في هذه الدنيا أن يشهد على وجود ال I، أي الواحد الأحد. هذا هو سر شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله... فقد شهد الحبيب على مرآة الوجود التي عكست نور الله داخله وداخل كل إنسان وفي كل مكان على مرّ الزمان.
كل الأنبياء والأولياء والصالحين شهدوا على هذه الشهادة وحلّت في نفوسهم السكينة والسعادة وزالت شهوة الدنيا عنهم بعد أن شاهدوا فقرها بغنى شهادتهم ونعيم نورهم داخل صدورهم. لذا تجدهم جميعاً بلحية وعمامة... لن تجد من تعرف على نفسه الراضية المرضية يرتدي ذهباً وثياباً باهظة الثمن لأن صاحب الذهب لم يدخل بعد كهف القلب ولم يرَ داخل نفسه نور جوهرة الرب...
لن تجد الإمام عليّ يلبس ذهباً بل ثوباً بثلاثة دراهم... ستجده رفض قصر الخلافة لأنه طلّق ظاهر الدنيا بالثلاثة بعد أن شاهد وشهد على جمال باطنها وسرّها وقداستها...
جميعنا هنا لنشهد على هذه الحقيقة الأبدية الخالدة... هذه الحقيقة لا يحتكرها كتاب أو شخص أو مكان... جميعنا أولاد هذه الحقيقة في الروح... جميعنا انعكاس لقداستها وتجسّد لها من خلال عظمتها... سيصلنا صوتها في أي مكان، فقلوبنا هي منبع صوتها... لذا قلت لك إزرع الآية وكل آية في الأرض والسماء في تربة قلبك وانتظر بصبر موعد الحصاد والجواب. لا تطلب الجواب من أحد، وإن وُجِد المعلّم صاحب العلم الإلهي فهذا جيد ولكن أهل العلم قلائل وأهل النفاق كثُر... لذا استفتِ قلبك ولو أفتوك... هل تذكر قصة سيدنا موسى والشجرة المشتعلة؟ كان موسى يبحث عن الله وهو يشعر بالبرد، فتجسد له في الشجرة المشتعلة ليدفأ برده بنوره... بالطبع هذا لا يعني أن الله هو هذه الشجرة المشتعلة... إنها رموز ومفاتيح لتساعدنا على الفهم، والمعنى دائماً بين النصوص... المعنى هو أنه بنور الله يغمر الدفء القلوب... ونور الله موجود في كل مكان... (إيّاك)... كلٌّ إنعكاس لهذا النور... إيّاك نعبد وإياك نستعين فأعِنّا على هذه الشهادة يا معين...
النبع واحد والمياه تجري في كل الإتجاهات وتتجسد في كؤوس من طين وتراب لكنها لا تتحول لا إلى طين ولا إلى تراب، فالتراب سيعود إلى التراب (من التراب وإلى التراب تعودون) أجسادنا تفنى وتهلك... ويبقى وجهه... يبقى الماء دون أن يمسّه التراب... فالماء على موعد ولقاء... لقاء النبع مرة أخرى... يبقى الجوهر دون أن يغلبه الشكل... الماء سجنه الكأس والروح سجنها الجسد، وقدر الروح أن تتحرر لتطوف وتطوف وتتابع دورانها في هذا الوجود حتى تعود إلى بارئها... إلى نبعها ونبع كل روح...
http://2d.img.v4.skyrock.net/2d4/fatindu42/pics/863745469.jpg
هذا هو سر الرقم I والرقم II، فما الأرقام والحروف سوى ذبذبات لها وزنها في ميزان الكون متى عرفنا أسرارها إستخدمناها كمفتاح لمعرفة الفتاح والتحليق على جناح من نعيم دائم ومقيم. الرقم واحد يعني الأحد ولا أحد سواه... الحقيقة أن لا وجود إلا لله... وما عدا هذا الوجود وهم وعقل تجاوز الحدود وصوّر لصاحبه برغباته وأهدافه في الحياة أنه موجود وأن للأنا داخله، لهويته وفلسفته أهمية في ميزان هذا الوجود.
لا... لا مكان إلا لصاحب العرش والزمان، لمن هو كائن يحيا الحياة بكينونته أي بروحه لا بعقله، بوجوده وشهادته، لا بفكره. مباركٌ هو من علم أن وجوده ما هو إلا انعكاس للواحد الودود. هو على صورته ومثاله في الروح وأخلاقها، في نعيم سلامها وعبير أزهارها. مبارك هو من علم أن IIهو انعكاس ل I، لواحد أحد في مرآة الوجود. بإمكانك اعتبار هذا الوجود مرآة تعكس وجود الله الواحد وما أنت سوى انعكاس لهذه الوحدانية الإلهية في مرآة الوجود... الأنبياء شهدوا على هذه الشهادة... شهدوا على أن الوجود لله وحده وأننا على صورة الله ومثاله في الروح التي لا صورة لها والله لا صورة ولا شكل له وإنما الأشكال هي إنعكاس لما لا تعكسه مرآة ولا تصوره عدسات... إنه الوجه المقدس الذي لا وجه له... إنه نور السماوات والأرض... تجسدت الأجساد وتكونت من تراب لأنه كان كنزاً مخفياً فخلق الخلق ليُعرف... وقريباً تفنى وتهلك الأجساد وتعود إلى التراب وتعود الروح لترتوي من نبعها وتعلم أن لا وجود إلا لواحد أحد هي منه وبه وفيه وإليه... قريباً لن تعكس المرآة شيئاً وماذا ستعكس بعد أن فنيَ كل شيء وبقى وجهه؟
أعطى معلم مستنير ثلاثة من تلامذته في يوم من الأيام ثلاث حبات تمر... واحدة لكل تلميذ.. وطلب منهم أن يبتعدوا ليأكلوا حبة التمر في مكان لا يراهم فيه أحد... لا يسمعهم فيه أحد... مكان لا يعلم مكانه أحد... ذهب التلاميذ الثلاثة وعاد أولهم بعد أسبوع قائلا لمعلّمه أنه أكل حبة التمر في مكان لم يوجَد فيه أحد سواه... كذلك فعل ثانيهم الذي عاد بعد شهور حيث وجد مكان لم يرَه أو يسمعه فيه أحد وأكل حبة التمر... مرّت أيام وشهور وسنين ولم يعُد التلميذ الأخير... وبعد فترة من الزمان عاد يشتكي من أنه لم يجد المكان... وحبة التمر في يده خير دليل وبرهان... سأله المعلم ما الأمر؟ أيُعقل أنك لم تجد مكان يخلو من بني الإنسان؟ أجابه التلميذ: بلى وجدت مكاناً يخلو من البشر لكني لم أجد مكاناً أكون فيه وحدي... ماذا تعني، سأل المعلّم... أينما ذهبت وجدت أحد، وجدته وأينما نظرت رأيته حتى في داخلي وفي أعماق نفسي... الله في كل مكان، أجابه التلميذ... ومع هذه الإجابة علم المعلم أن هذا التلميذ نجح في الإختبار بعد أن أتاه علم الواحد القهار فعلِم أن الله في كل مكان وأن كل جسد وكل مكان هو انعكاس لروح الله... متى شهد الإنسان على هذه الشهادة، شهادة أن لا إله إلا الله، لا أحد إلا الله، فقد شهد على سر الوجود... حينها يخشع حق خشوع وترحل نفسه اللوامة والأمارة بالسوء دون رجوع.
الرقم II هو نور سيدنا محمّد(ص) حين شهد على هذا السر وعلم أن النور بداخله هو انعكاس لنور الله الأبدي... هذا الإنعكاس حوته كلمة (إيّاك) في القرآن الكريم... أي أن نفس محمّد (ص) قد عكست نور وجلال الله في مرآة الوجود... هذا الإنعكاس من خلال الجسد، هذا ال IIمهمته في هذه الدنيا أن يشهد على وجود ال I، أي الواحد الأحد. هذا هو سر شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله... فقد شهد الحبيب على مرآة الوجود التي عكست نور الله داخله وداخل كل إنسان وفي كل مكان على مرّ الزمان.
كل الأنبياء والأولياء والصالحين شهدوا على هذه الشهادة وحلّت في نفوسهم السكينة والسعادة وزالت شهوة الدنيا عنهم بعد أن شاهدوا فقرها بغنى شهادتهم ونعيم نورهم داخل صدورهم. لذا تجدهم جميعاً بلحية وعمامة... لن تجد من تعرف على نفسه الراضية المرضية يرتدي ذهباً وثياباً باهظة الثمن لأن صاحب الذهب لم يدخل بعد كهف القلب ولم يرَ داخل نفسه نور جوهرة الرب...
لن تجد الإمام عليّ يلبس ذهباً بل ثوباً بثلاثة دراهم... ستجده رفض قصر الخلافة لأنه طلّق ظاهر الدنيا بالثلاثة بعد أن شاهد وشهد على جمال باطنها وسرّها وقداستها...
جميعنا هنا لنشهد على هذه الحقيقة الأبدية الخالدة... هذه الحقيقة لا يحتكرها كتاب أو شخص أو مكان... جميعنا أولاد هذه الحقيقة في الروح... جميعنا انعكاس لقداستها وتجسّد لها من خلال عظمتها... سيصلنا صوتها في أي مكان، فقلوبنا هي منبع صوتها... لذا قلت لك إزرع الآية وكل آية في الأرض والسماء في تربة قلبك وانتظر بصبر موعد الحصاد والجواب. لا تطلب الجواب من أحد، وإن وُجِد المعلّم صاحب العلم الإلهي فهذا جيد ولكن أهل العلم قلائل وأهل النفاق كثُر... لذا استفتِ قلبك ولو أفتوك... هل تذكر قصة سيدنا موسى والشجرة المشتعلة؟ كان موسى يبحث عن الله وهو يشعر بالبرد، فتجسد له في الشجرة المشتعلة ليدفأ برده بنوره... بالطبع هذا لا يعني أن الله هو هذه الشجرة المشتعلة... إنها رموز ومفاتيح لتساعدنا على الفهم، والمعنى دائماً بين النصوص... المعنى هو أنه بنور الله يغمر الدفء القلوب... ونور الله موجود في كل مكان... (إيّاك)... كلٌّ إنعكاس لهذا النور... إيّاك نعبد وإياك نستعين فأعِنّا على هذه الشهادة يا معين...