مشاهدة النسخة كاملة : علم الابعاد النجمية - ملف كامل -
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:26
إزداد اهتمام العلماء في السنوات الأخيرة بأسرار ومعاني ما قاله وما رمز له الحكماء والأنبياء... ازداد اهتمامهم بحواس يملكها الإنسان ترى ما لا تراه العين وتسمع ما لا تسمعه الأذن وتشعر ما لا يستشعره إحساس. بدأنا نسمع كلمات قديمة في معناها، جديدة في سَبْر العِلم الحديث لفحواها مثل العالم النجمي، عالم الطاقة والذبذبات، الرؤية النجمية، العين الثالثة، الأثير وغيرها...
http://www.q8davinci.com/wp-content/uploads/2007/12/121507-1707-2.jpg
على موقعنا سنتحدث عن العالم النجمي أو (البرزخ)، وهو العالم الذي تسكنه الروح بعد افتراقها عن الجسد ورحيلها عنه إلى الأبد... ما هو هذا العالم، أسراره وتفاصيله وأتمنى أن نقرأ بقلوبنا ولا نجعل الكلمات معلومات محفورة في صدورنا وحقيقة لا مفرّ منها. لا... فالموجود في هذا الكتاب ملخص تجربة علماء وحكماء وطلاب على درب الحق... هو ملخص لتجارب يختبرها كثيرون ممّن يدخلون عالم التأمل فيختبرون أبعاد وأسرار الوجود دون أن يصيبهم الهوس والتعلق بها... أنا أيضاً أختبر هذه الأبعاد وهذا العالم الفريد وجميعنا هنا ليختبر وكل اختبار هو تجربة مميزة وفريدة من نوعها ولكل إنسان تجربته التي تناسب حالته ومنزلته... فلا تجعل أخي القارىء الكلمات مسَلّمات بل باباً ومفتاحاً لتختبر أنت ما بين السطور وتفهم، ولا تسليم إلا لما تختبره بنفسك كما اختبره من سنروي تجربتهم في هذا الكتاب.
الرقم سبعة: رموز وأسرار....
ذكرت العديد من النصوص الدينية الرقم سبعة، وفي الإسلام يرمز الرقم سبعة إلى حقائق روحية وأبعاد كونية كثيرة لا يعلم أسرارها إلا أهل الذّكر (سبع سماوات). أهل الذكر وجميع الحكماء أشاروا في تعاليمهم الروحية المبنية على تجارب واعية، إلى وجود سبعة أبعاد للوجود تختلف من حيث كثافة الطاقة ومستوى الذبذبات، تُسمّى بالعوالم السبعة. فما الكون والوجود سوى ذبذبات من الطاقة تتجسد وتتحلّل لتجسِّد ما نراه ونسمعه ونستشعره.
العالم المادي (العالم الذي نحياه هنا على هذه الأرض وما يُحيط بنا من كواكب ومجرات) هو أدنى هذه العوالم وأكثرها كثافة من حيث الطاقة التي تتجسد فيه على شكل إنسان و حيوان و طير و طبيعة، إلى ما هنالك من خلق في هذا العالم الواسع الفسيح. يلي عالمنا المادي، عالم القوى الطبيعية، والثالث هو العالم النجمي، ثم العالم الذهني. يلي هذه العوالم الأربعة ثلاث عوالم علوية نورانية لا يعرفها إلا الأنبياء والحكماء والمستنيرين ممن زاروها وسكنوها وكانوا من أهلها بفضل صحوتهم ووعيهم وسلامهم النفسي.
قد نُسمّي هذه العوالم بالروحية أو التجاوزية أو الجنان لكن كل هذه الأسماء لا تعني شيئاً، فهذه العوالم تتجاوز الكلام وحدوده وتعلو عن العقل وقيوده.
لا كلمة ولا نص بإمكانه وصف تجربة من اختبر هذه الأبعاد، ولو وصفَها أحد فلن يفهمها العقل المادي الذي يحيا في العوالم الأربعة الأولى وسوف يسيء فهمها ويضعها في قالب خيالي من صنع الفكر وما يحويه من أطماع ورغبات، أوهام وأحلام.
... تابــــــــــــــــــــــــــــع ...
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:29
من عجائب هذا الكون الأزلي الأبدي اللامتناهي أن كلّ من هذه العوالم السبعة له سبعة عوالم أخرى تتفرع منه وتنتمي إليه.
وهذه العوالم السبعة المتفرعة تنقسم بدورها إلى سبعة عوالم أخرى وهكذا حتى نصل إلى سابع درجة من درجات الإنقسام.
وإن كنت أخي القارىء تقرأ هذه السطور بعقلك وتدَع العنان لخيالك يتصور هذه العوالم فلا بد لك من أن تسيء فهمها.
فالعقل سيحوّل هذه العوالم إلى سلّم يحوي درجات تتوالى حتى سابع درجة. سيجعل العالم الأدنى أسفل السلّم والعالم السابع أعلاه. سوء الفهم هذا يتأتى نتيجة التفكير بهذه العوالم وكأنها مكوّنة من المادة في الواقع إن مجرد التفكير بأن هذا العالم الذي نحياه مكوّن من المادة هو تفكير غير سليم ويخالف الحقيقة الروحية السرمدية لهذا الكون.
لقد أثبت علم الفيزياء الحديث ومن قبله الأنبياء والحكماء أن كل ما في هذا الكون هو نور يتجسّد، كل ما في هذا الكون عبارة عن ذبذبات مكثفة من الطاقة.
كل شيء مادي هو هذه الطاقة تتجسّد، أي ذبذبات تتقارب وتجتمع فتوحي لنا بوجود الشكل المادي. إذا دخلنا من هذا الباب سنجد المفتاح لنفتح باب فهم العلوم الإلهية وما تحدث عنه الأنبياء والحكماء على مر الزمان.
هذه العوالم إذاً هي ذبذبات من الطاقة تختلف درجاتها باختلاف كثافة الطاقة المكوِّنة لها. وبالتالي هي ليست طبقات تبدأ من الأدنى وتنتهي بالأعلى. إنها تحتل المساحة الوجودية ذاتها، إذ لا توجد مسافة تبعدها عن بعضها ولا وجود لفارق مكاني أو زمني بينها فجميع هذه العوالم تشغل المساحة ذاتها.
تختلف درجات ذبذبات الطاقة التي تشغل المساحة ذاتها وبالتالي فإن كل درجة تتجسد بعالم من هذه العوالم السبعة أو يُجسّدها عالم من العوالم السبعة. الفرق في ذبذبات الطاقة وليس في المكان ولا في الزمان، بمعنى أنك إذا كنت من أصحاب الصحوة، ممّن صحَت حواسّهم النجمية فسوف تتمكن من مشاهدة ما يحدث في العالم النجمي وأنت على الأرض... بإمكانك أن ترى الهالة الذبذبية المحيطة بالبشر وكل موجود لأن العوالم جميعها تشغل المكان ذاته والفرق في وعي الإنسان... هل هو مستعد ليُكشَف عنه الحجاب ويتلقى ما هو أبعد من حدود الوجود المادي أم لا... إنها معجزة وقدرة إلهية لا يستوعبها عقل بل قلب متأمل وصامت.
http://i1.tagstat.com/images/user3/00/49/42/4942884-62017925.jpg
لجأ الحكماء إلى أسلوب جميل وبليغ لشرح هذه العوالم فقالوا بأنها ليست مكان وإنما حالة وجود. وجودك ووعيك وحقل الطاقة حولك أو ما تسميه الأديان بمنزلتنا عند الله هي التي تحدد إلى أي العوالم ننتمي.
هذا العالم المادي الذي نحيا فيه هو تجسُّد لذبذبات كثيفة من الطاقة وكما ذكرت سابقاً تتفرع منه سبعة عوالم ومنها سبعة أخرى إلخ... نحن نعرف القليل عن الأشكال المادية التي تجسدت الطاقة من خلالها في عالمنا هذا.
لكن العلماء المستتنيرين أشاروا إلى وجود أشكال تجسدت من خلالها الطاقة بذبذبات أقل كثافة لا نعرفها ولم نكتشفها بعد، وهذه الأشكال المادية موجودة على بعض الكواكب. وأشاروا أيضاً إلى وجود أشكال بذبذبات أعلى من التي نعرفها موجودة في عالمنا وفي عوالم أخرى.
علم الفيزياء قسّم المادة إلى ثلاثة أقسام: جامدة، وسائلة وغازية. العلم الحديث توصل إلى اكتشاف شكل آخر للمادة أشف من الغاز بكثير، وسُمّي بالمادة الغازية الفائقة (ultra-gaseous matter ). لكن الحكماء والأنبياء يعلمون بوجود ثلاثة أشكال شفافة للمادة تفوق هذا البعد الغازي الرابع الذي اكتشفه العلم الحديث حالياً.
يلي عالمنا المادي ما يُعرف بعالم القوى الطبيعية. هذا العالم يتجسد من خلال ذبذبات أقل كثافة وأشف من التي يتجسد من خلالها العالم المادي. وبعده نجد العالم النجمي أو البرزخ الذي سنتحدث عنه بشكل موسّع لنفهم به ومعه رموز ومعاني ودلالات كلام الأنبياء ومعاني النصوص الدينية التي تنبُت في لبّ القلب وتُزهر في رياض الصدور وفي حدائق النفوس.
بداية، هل توجد أماكن في العالم النجمي كما في عالمنا المادي؟ نعم... في العالم النجمي نجد ما سمّاه المعلمون والمرشدون بالأماكن النجمية. سيترك العقل العنان للمخيلة من جديد عند سماعه لهذا التعبير ويتصور وجود أماكن جامدة محددة كالتي نزورها ونعيش فيها هنا على الأرض، أو يتصور الجنة والجحيم كما تصورهم الروايات الدينية. ليس هذا هو الحال في العالم النجمي، فالأماكن النجمية هي مجرد تجسّدات للطاقة والذبذبات الكونية ولا تحتل مكاناً معيناً ولا تشغل مساحة زمنية معينة.
وكما قلت فالعالم النجمي يحتل المساحة ذاتها التي يحتلها عالمنا المادي وباقي العوالم دون أن تتداخل هذه العوالم ببعضها، فكل شيء موجود بنظام وحكمة من الحكيم العليم.
تأبـــــــــــــــــــــــــــــــــع
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:32
إن كلمة نجمي مستمدة من كلمة يونانية تعني ما يرمز إلى النجوم. هذه الكلمة كانت تستخدَم عند اليونان في وصف الجنة، وبعدها انتشرت بشكل كبير وتعدّدت مفرداتها ومعانيها حتى أصبحت تشير إلى ما يسمى بأرض الأشباح، وهي الأرض التي تسكنها كائنات أثيرية، بدايةً من أرواح البشر التي فارقت أجسادها في العالم المادي، وصولاً إلى الملائكة.
بالطبع ستسأل أخي القارىء كيف بإمكان أحدهم أن يتحدث عن العالم النجمي (البرزخ) ويشرح ويفسّر أسراره وخوافيه إذا كان هذا العالم على مستوى عال وشفاف من الذبذبات تعجز العقول والحواس الخمسة التي نتمتع بها هنا على الأرض عن فهم حقيقتها؟ وهل بإمكان أحدنا أن يسافر إلى هذا العالم ويراه ويستشعره قبل أن يفارق جسده ويرحل عن الدنيا؟
الإجابة هي أنه ليس على الجسد أن يموت ويتحلل حتى يُكشف لنا الحجاب عن هذا العالم ويتمكن الإنسان من رؤيته وزيارته. توجد طريقتان لرؤية هذا العالم: الأولى من خلال تنشيط أحاسيسنا النجمية الموجودة داخلنا، والثانية من خلال زيارته بجسدنا النجمي فكل إنسان يملك سبعة أجساد، وأولها هو هذا الجسد المادي الذي نراه ونشعر به.
جميعنا يعلم أن للإنسان خمسة حواس يستشعر بها ما يحدث حوله في هذا العالم المادي. ما لا نعلمه هو أن لكل حاسة من هذه الحواس الخمس حاسة نجمية تقابلها في العالم النجمي تمكِّن الإنسان من رؤية وسماع واستشعار وتذوّق وشمّ ما يحدث هناك تماماً كما يرى ويشعر ويسمع ويتذوق ويشمّ ما يحدث في هذا العالم. في هذه الحالة لا يحتاج الإنسان لترك الجسد لزيارة هذا العالم بل مجرد تحويل مستوى الوعي أو طاقة الحقل الذبذبي المحيط به من شأنها أن تجعل وعيه مستعداً لتلقي إشارات وصور ورؤى من عوالم أشف في ذبذباتها كالعالم النجمي.
الطريقة الثانية تكون بتَرك الإنسان لجسده المادي (مؤقتاً من خلال تقنيات تأمل معينة) حتى يزور هذا العالم بجسده النجمي.
إن جسدنا النجمي هو جسد أثيري في جوهره ويحوي نسبة عالية جداً من الذبذبات الشفافة. هذا الجسد هو ما يُرمز له في الروايات والأفلام بالشبح، وهو ليس خالداً بعد أن يموت الإنسان، إذ أنه يفنى ويتحلل بعد فترة من الوقت في العالم النجمي ثم يعود إلى عناصره الأساسية التي تكوّن منها، تماما كما يتحلل الجسد المادي ويفنى.
بإمكان الإنسان المتمرس في هذا العلم زيارة العالم النجمي في أي وقت يشاء بينما يكون جسده المادي في حالة من الإسترخاء بعد أو أثناء ممارسة تأمل معين، وبإمكانه رؤية الحبل الأثيري الذي يصل الجسد النجمي بالجسد المادي يتمدد وينكمش حسب المسافة التي يذهب إليها.
من الخطر أن يقوم الإنسان الغير متمرس في هذا العلم أو الذي يعاني من اضطراب نفسي وذهني بهذه التجربة، إذ أن أي حادث في العالم النجمي قد يسبب قطع الحبل الأثيري وبالتالي موت الجسد المادي وانفصال الجسد النجمي عنه للأبد. هذا الحبل الأثيري إذا هو همزة الوصل.
كلنا نختبر يومياً تجربة السفر بالجسد النجمي أثناء النوم، فنرى ونسمع أشياء من هذا العالم لكننا ننسى هذه الرؤى حين نصحو لأن النوم هو حالة من اللاوعي. ولهذا قيل أن النوم موت مصغّر. المتأمل المتمرس يسافر بجسده النجمي وهو في أشد حالات الوعي والصحوة ولهدف سامي ومحدد.
للعالم النجمي جغرافيا خاصة به كما عالمنا المادي: مناطقة، غاباته، جباله، شوارعه إلخ... وسكان هذا العالم لهم وجود حقيقي كما وجود البشر في أجسادهم هنا في عالمنا المادي. الفرق الوحيد هو أنهم تركوا أجسادهم المادية هنا في الأرض وانتقلوا إلى العالم النجمي (مَن نسمّيهم بالأموات). النيّة والفكرة المركّزة وحدها كافية في هذا العالم لتنقل الإنسان من مكان إلى آخر فهو عالم الذبذبات، والنية تحفز ذبذبات معينة وتنشرها حول صاحبها. النية أو الفكرة المركّزة من شأنها أن ترفع معدل ذبذبات الجسد النجمي فتنقل صاحبه من مكان إلى آخر في لمح البصر وهو في مكانه، فالزمان والمكان لهما تجسدهما الخاص في العالم النجمي.
مبدأ التغيير الأبدي يحكم هذا العالم كما عالمنا، فالأشياء تأتي وترحل، تتجسد وتفنى ولا شيء ثابت سوى التغيير. القانون نفسه فلا تستغرب أخي القارىء. الفرق بين العالميْن هو في كثافة الذبذبات ليس أكثر. في هذا العالم يحصد الإنسان ثمار ما يزرعه كما في عالمنا المادي وكل إنسان يجني ثمار استسلامه أو عصيانه لقانون الطبيعة الأزلي الذي هو شريعة هذا الوجود اللامحدود.
تابــــــــــــــــــــــــــــــع
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:34
والآن سندخل تجربة روحية شديدة الوعي مع معلّم روحي مستنير (سوامي بنشاداسي) حيث يوجّه كلامه لأحد تلاميذه أثناء قيامهما معاً بزيارة إلى البرزخ من خلال ممارسة تقنية التأمل التي تُعرف عند العلماء بإسم (تجربة خارج الجسد)، ليتعلّم هذا التلميذ علماً يُحيي الأبدان والأديان والأرواح ومعه نتعلّم ونرتقي بوعينا ونفهم:
"..... سنقابل أثناء زيارتنا لهذا العالم الساحر المدهش كائنات غريبة، بعضها تبعث السرور في القلب وبعضها تبعث رؤيتها شعوراً بعدم الراحة وربما الخوف.
بالطبع فإن سكان هذا العالم هم من البشر الذين رحلوا عن الدنيا وفارقوا جسدهم المادي، والآخرين هم من سكانه الأصليين، أي مخلوقات تحيا فيه ولم تزُر العالم المادي أبداً.
أنت تشهد الآن وبعد أن تركتَ جسدك وخرجت منه أن لا خلاف ولا اختلاف بين مظهر جسدك النجمي وجسدك المادي. الثياب ذاتها، الشكل ذاته وحتى التفاصيل الصغيرة. كما أنك تشهد على وجود حبل أثيري ذبذبي يصل جسدك النجمي بالمادي، وهذا الحبل يتمدد وينكمش حسب المسافة التي تنوي عبورها.
عين الجسد النجمي (البصيرة) ترى ما لاتراه عين الجسد المادي.... وها أنت تنظر خلفك بعد أن تركتَ جسدك لِتُشاهد الغرفة التي كنّا فيها. ها أنت ترى وميض وأنوار داخل الغرفة وخارجها...
هذا الوميض هو الذبذبات الكونية التي تتجسد على مستوى العالم النجمي. ها أنت ترى تيارات كهربائية وذبذبات ربما هي رسالة نصية أرسلها أحدهم بالهاتف أو بأي وسيلة تكنولوجية. ها أنت ترى النور الذبذبي الذي يحيط بكل شيء في عالمنا المادي فهذا النور هو أصل الأشياء وجوهرها، هذه الأنوار هي قوة الجاذبية الجزيئية والذريّة، قوة الجاذبية مجسّدة من خلال نور غريب يشعّ في الأجواء. رؤية هذه الأنوار الذبذبية تبعث الراحة والسرور في النفس.
أنت تشعر الآن بعد مرور فترة قصيرة على مغادرتك لجسدك بحال من التناغم مع عالم الأثير. أنت تشعر الآن بأنك تنساب مثل الريشة، وتشعر بأنك طاقة هائلة من النور وإذا نظرتَ لجسدك النجمي ستجده نوراً متوهجاً. الآن سوف تنساب كالريشة أينما أردت الذهاب، ستجد نفسك تخترق الحائط أو الباب إن أردت هذا، وسوف تراهما كسراب أو على هيئة ضباب وتعلم خدعة الشكل المادي لما تراه في هذه الدنيا.
الآن سوف نخرج من غرفتنا التي تركنا جسدينا فيها إلى الشارع ونطوف حول البيوت كالأشباح دون أن يرانا أحد. سنطوف الشوارع وكأننا شبح والد هاملت في الرواية مع فارق بسيط: والد هاملت كان ميتاً بينما نحن ينتظر جسدينا الماديين عودتنا إليهما داخل الغرفة.
أنظر إلى هذا الكلب، لقد رآك.. وهذا الحصان متوتر لأنه يشعر بوجودك. فالحيوانات تمتلك حواساً خارقة بالنسبة لحواس الإنسان وبإمكانها استشعار ورؤية كائن أو روح من عوالم أخرى.
الآن أنظر إلى المارّة من حولك، وراقب هذه الهالة الذبذبية التي تحيط بكل إنسان وتتمدد حول جسده. هل ترى الألوان العديدة التي تتلوّن بها هالة كل إنسان؟ كل لون من هذه الألوان له معنى وهو رمز لحالة وجود، للنوايا وما في نفوس وصدور العباد.
أنظر إلى هذا اللون الأزرق الروحاني حول رأس تلك المرأة والذي يوحي بالسلام والطمأنينة. وانظر إلى اللون الأحمر القاتم المظلم المحيط بذلك الرجل الذي يمرّ من أمامها.
هل تلاحظ هذه الغيوم النورانية التي تمرّ من أمامنا ببطء؟ هل تلاحظ اختلاف ألوانها؟ كل غيمة هي طاقة تجسيد لذبذبات أفكار البشر بمختلف أنواعها وأشكالها، طاهرة أو نجسة، بريئة أو خبيثة. لاحظ كيف تجذب كل غيمة من هذه الأفكار غيمة أخرى من الأفكار مشابهة لها فالطيور على أشكالها تقع، والطيبون يجذبون الطيبين والمنافقون يجذبون أهل النفاق.
شاهِد الجو الذبذبي الذي تخلقه أفكار الناس في المنازل والمحلات والشوارع.
مهلاً، لا تذهب إلى هذا الشارع فالذبذبات الموجودة فيه تعبّر عن نفوس أصحابها... ذبذبات مظلمة ومحبِطة ويائسة. لن تكون مسروراً إذا مررت من هذا الشارع الآن، ليس بعد وإلا ستشعر بالخوف و سترغب بالعودة لجسدك المادي.
أمسك يدي الآن... سنرفع منزلة ذبذباتنا الكونية لندخل بُعداً جديداً من أبعاد البرزخ أو العالم النجمي.
نحن الآن ندخل أجزاء متفرعة من الأبعاد السفلية للعالم النجمي. سترى بعض المشاهد الغير سارة والمخيفة أحياناً فلا تفزع، فحالتك الذهنية البريئة والسلام داخل قلبك والراحة في نفسك وصفاء نيتك من شأنها أن تكون مصدر أمنك وحمايتك. أنظر حولك وسترى أشكال البشر الفانية المتحلّلة ومعها أشكال لبعض الحيوانات. تبدو هذه الأشكال وكأنها تسبح في الأثير، تبدو حقيقية لكنها في الوقت ذاته وهمية. أنت تعلم أنها ليست الأجساد المادية ولكنها تشبهها إلى حدّ بعيد.
ما هي هذه الأشكال المتحلّلة لمن مات وفارق الدنيا من البشر؟
يتبع....
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:35
ما هي هذه الأشكال المتحلّلة لمن مات وفارق الدنيا من البشر؟
تُسمّى هذه الأشكال المتحلّلة بالأصداف النجمية. والصدفة النجمية تعني الجثة النجمية، أو جثّة الجسد النجمي بعد أن يفنى ويتحلّل في العالم النجمي تماماً كما توجد الجثة المادية أو جثة الجسد المادي في القبر وتفنى وتتحلّل في التراب. فالروح تغادر الجسد النجمي أيضاً وتنتقل بعد فترة إلى العوالم الذهنية والروحية أو ما تسميه الأديان بالسماوات والجنان، وحين ترحل الروح إلى هذه العوالم فإنها تترك خلفها الجسد النجمي الذي سكنته أثناء وجودها في العالم النجمي مثلما تركت خلفها الجسد المادي الذي سكنته وهي على الأرض. بعد مدة من مغادرة الروح للجسد النجمي يتحلّل هذا الجسد ويفنى مع الوقت عائداً إلى عناصره الأصلية.
تختلف الفترة اللازمة لفناء الجسد النجمي بحسب الأفراد الموتى. فجسد الإنسان الروحاني صاحب التوجّه الديني الروحي لا الدنيوي يفنى ويتحلل في هذا العالم بسرعة شديدة لأن هذا الإنسان لا يملك حباً دنيوياً وطاقة ثقيلة، في حين يستلزم فناء جسد الإنسان المتعلق بالرغبات والطموحات الدنيوية وقتاً أكثر لأن قوته الجاذبة أقوى وأكبر.
إذاً لقد تركَت الأرواح هذه الأجساد النجمية التي تراها وهجَرها أصحابها لذا فهذه الأجساد هي الآن بلا وعي أو إدراك وليس بإمكانها أن تحيا كأشباح أو ظلال في العالم النجمي.
ما المقصود بالظلال والأشباح؟
الظلال أو الأشباح هي الأصداف النجمية التي تركت فيها الأرواح قوة كافية بعد أن غادرتها ورحلت عنها. مصدر هذه القوة هو ذبذبات أفكار وإرادة الأرواح التي كانت تسكنها. هذه الذبذبات تمنح الأصداف شكلاً خارجياً مؤقتاً ومظهراً للحركة والحياة. تتلاشى هذه القوة بعد فترة وتعود الأصداف إلى العوالم السفلية المتفرعة التي رأيناها منذ قليل.
ولكن أين الأرواح التي غادرت هذه الأصداف؟ أرواح البشر الأصلية؟
أعلم أنك ستسألني هذا السؤال، فالجميع يتوقع رؤية أرواح البشر الذين رحلوا عن الدنيا بمجرد العبور إلى العالم النجمي. تابع معي وستفهم أين هي الأرواح.
ذبذباتنا النورانية تتغير الآن وتتبدّل، ما يعني أننا سندخل بُعداً نورانياً جديداً ومختلفاً. الدخول إلى هذا البُعد ليس سهلاً إذ تحرسُه كائنات روحية ذات ذبذبات نورانية عالية جداً. إنه مكان مقدّس. وغير مسموح لأي زائر بالدخول ما لم يكُن نقي القلب والسريرة ومنزلته الروحية عالية جداً. أي إنسان ملوّث القلب، سريرته غير علانيته من المستحيل أن يدخل هذا البُعد النوراني.
هذا البُعد النوراني هو المكان الذي ترتاح فيه الأرواح بعد مغادرتها الجسد المادي على الأرض. ترقد فيه الأرواح بسلام حتى يأذن الوجود لها بمهمة جديدة تناسب حياتها القادمة. هذه المرحلة تعني الإستعداد لبدء حياة جديدة ومختلفة. هذه الأرواح ترقد بسلام في هذا المكان ويغمرها نوم واعٍ دون أحلام. ليست ميتة لكنها نائمة فلا وجود للموت في هذا المكان، ولا وجود لأي طاقة محبِطة أو جوّ كئيب. لا شيء سوى السلام، المحبة والراحة الأبدية. الآن وأنت في هذا البُعد الكوني الذبذبي ولأنك طيب القلب وإنسان روحاني غير مادي ستشعر بوجود كيانات روحية عظيمة في أنوارها ومنزلتها عند الله. لن تراها مجسّدة أمامك فذبذباتها عالية جداً وأعلى من أن يراها أحد من خلال الرؤية النجمية. هذه الكيانات هي الحرَس الروحي لهذا المكان، والذي يحمي الأرواح النائمة بسلام.
إذا تأمَّلتَ أشكال هذه الأرواح ستجد أحدها يختفي وكأنه يتحلل في اللاشيء لكنه لازال موجوداً ولم يتحلل. ببساطة لقد تغيّر مستوى ذبذباته أو منزلته الوجودية وبالتالي فقد أصبح في بُعد كوني آخر لتبدأ هذه الروح حياتها الجديدة بعد الموت.
يصحو عقل الإنسان الميّت في أغلب الحالات بعد فترة من الراحة والتحوّل في المكان الذي رأيناه منذ قليل في العالم النجمي. وفي حالات أخرى يصحو مباشرة بعد إنفصال الروح عن الجسد المادي فيظهر الميّت بجسده النجمي لأحد من أقاربه أو لِمَن يُحِبّ أو في الأماكن التي كان يرتادها ويحب الذهاب إليها، مكتبه، منزله، غرفته، محلّه إلخ... وشهِد العديد من العلماء والحكماء والمتأملين وحتى البشر العاديين ممّن يملكون حاسة نجمية صاحية على حالات كثيرة من هذا النوع. ولكن على الرغم من ذلك فإن الروح التي غادرت الجسد ستنتقل بعد فترة إلى مرحلة النوم التمهيدي في المكان الذي رأيناه.
سأشرح لك أمراً هاماً...
أرواح البشر الروحانيين أو المستنيرين أو الباحثين عن أنفسهم وعن أصلهم الروحي، تصحو بعد الموت بسرعة أو تعي انفصالها عن الجسد المادي بسرعة تفوق السرعة التي تصحو بها أرواح البشر الماديين. والسبب يعود إلى أن الإنسان الروحاني يحتاج قليل من الوقت حتى يصبح جاهزاً ليسكن العوالم العلوية وبالتالي فهو ينام في هذا المكان لفترة قصيرة ومن ثم يغادر إلى عوالم نجمية أعلى. أو إذا كان هذا الإنسان متفوّق روحياً أي مستنير فسوف يتجاوز العوالم النجمية العلوية ويعبُر إلى العوالم التي تعلو جميع العوالم النجمية وهي العوالم التي تُسمّى بالجنان والسماوات، علمياً هي العوالم الذهنية ومافوق الذهنية. أما روح الإنسان العادي فتحتاج وقت أطول وربما سنوات حتى تصحو وتعبُر إلى عوالم نجمية علوية.
أما الروح الدنيوية الدنيّة والمادية فتصحو بسرعة شديدة وتعبُر إلى العالَم السفلي الذي يُناسِب طاقتها الثقيلة وذبذباتها المظلمة، حيث تحيا ميولها ومُثُلها الدنيّة هناك. تحيا ميولها في العالم السفلي حتى تشعر بالإشمئزاز ممّا تعلّقت به ورغِبَت فيه فتصبح جاهزة للتحوّل والصعود إلى العوالم الذهنية والعلوية.
تمضي الأرواح في العوالم السماوية العلوية أوقاتاً عظيمة تحيا فيها نعيم السكينة والسلام، بينما تمضي الأرواح الأقل روحانية وقتاً أقل في هذه العوالم. أما الأرواح المادية فنادراً ما تنعم بنعيم هذه العوالم السماوية. ومن المهم لك أن تعرف أنه كلّما ازداد نضوج الروح وخشوعها وتقواها، كلما كان موعد عودتها إلى الأرض مجدداً وتقمُّصها لجسد جديد، بعيداً... والعكس صحيح. بالطبع توجد إستثناءات تحتّم على الروح العلوية أن تعود إلى الأرض في وقت قصير كنداء الواجب مثلاً بحيث ترتئي الروح أن عليها القيام بعمل روحاني مفيد للبشر في هذا الوقت من الزمان على الأرض."
يتبع....
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:35
دعنا الآن ننتقل إلى أبعاد أخرى داخل العالم النجمي (البرزخ)، فبالمشاهدة والتجربة تتعلّم ما تحتاج سنوات حتى تتعلمه بالكتب والوصف والكلام. دعنا نبدأ في واحد من العوالم السفلية الفرعية مروراً بفروعها رغم أن المشاهد لن تكون سارّة إلا أنك ستتعلم درساً غاية في الأهمية.
"................ ها أنت الآن تشعر بالكآبة، شعور غريب بالنفور وإحساس بالوحشة. هذا ما يحدث حين يزور المتأملين ذوي الإحساس المرهف هذه الأماكن السفلية، فيشعرون بطاقة ثقيلة مُظلمة تحيط بهم من كل جانب، ويشعرون بالحاجة لدفع أنفسهم داخل هذه الطاقة الكثيفة ليتمكنوا من متابعة الطريق.
في يومٍ من الأيام وقبل أربعة آلاف عام، حفر كاتب مصريّ كتاباته على الحجارة وكتب: "ما الذي أتى بي إلى هذا المكان الرديء؟ لا ماء ولا هواء ... سحيق لدرجة لا يدركها عقل ... فيه ظلام أشدّ الليالي ظلاماً، حين تكفهرّ السماء بالغيوم الكثيفة وتحجب بستائرها أشعّة الشمس. تدور الأرواح وتدور عاجزة دون أمل في هذا المكان. هنا لا سلام، لا سكينة، لا راحة، ولا طمأنينة ولا صمت في العقل والقلب. إنه مكان الأسى والوحشة. ويلٌ للروح التي تسكن هذا المكان".
أنظر إلى هذا النور الخافت المريع الذي يحيط بالمكان، هل ترى الأشكال البشرية المنفّرة التي لا حصر لها ولا عدّ؟ منزِلة البعض منهم في أسفل سافلين لدرجة أنهم يبدون كالوحوش لا البشر. هذه المخلوقات التي تراها هي أرواح بشر ماتت وتركت أجسادها في الدنيا وهي الآن تحيا بأجسادها النجمية في عالم سفلي بعد أن بُعثوا من مرقدهم في المكان النجمي الذي زرناه من قليل.
الآن إذا أمعنتَ النظر في الضباب المحيط بالمكان سترى أن خلفية هذا المكان هي صورة العالم المادي أو الحياة الدنيا. بالنسبة لك أنت تشاهد هذا العالم المادي أو هذه الحياة الدنيا وكأن لا وصل ولا صلة بينك وبينها، أما هذه المخلوقات أو الأرواح السفلية فلا فصل بل صلة وتوحد ومزج بين عالمهم النجمي وحياتهم الدنيا التي عاشوها عندما كانوا على الأرض. يحيون التوحد والمزج مع حياتهم الماضية على الأرض ومع أكثر أنواع البشر دناءة وأكثر أساليب الحياة على الأرض رداءة. بينما تبدو لهم المشاهد الجميلة من الحياة الدنيا وكأنها صفحة من جريدة قديمة عفى عنها الزمن وطواها فلا يطالونها ولا يعيشونها. بالنسبة لهذه الأرواح المسكينة فلا وجود لعالم الحياة الدنيا إلا من خلال هذه المشاهد التي تُناسِب رغباتهم وأطماعهم حين كانوا على الأرض قبل مغادرتهم لأجسادهم."
(ملاحظة هامة: الأرواح في الأماكن السفلية من البرزخ تُعذّبها رغباتها فهي الآن لا يمكنها إشباعها وهي تراها حيّة أمامها لكن ما العمل؟ لا يمكنها إشباع رغباتها الدنيّة وقد غادرت أجسادها الفانية الدنيوية بعد أن تعلّقَت بها على الأرض فنسيَت أصولها الروحية. أما المجرمين وكل أنواع المنحرفين والظالمين فيشاهدون ويشهدون أعمالهم وأعمال شركائهم الذين لا زالوا على الأرض يتسلطون ويتحكمون ويحكمون ويحاكِمون، وتراهم الآن وبعد أن فات الأوان بالإحباط والمرارة يشعرون).
تعاني هذه الأرواح الأمرّين وتذوق ألوان العذاب وهي تحيا مشاهد الحياة الدنيا السفلية وما يتناسب ورغباتها الدنيئة حين كانت على الأرض، فهم يشاهدون كل ما يحدث وما حدث في حياتهم دون أن يتمكنوا من المشاركة في الأحداث.
ليس الآن ولا في هذا المكان. الآن مشاهدة رفيقتها الحسرة والآهات. هذا الأمر يحوّل مكانهم في العالم النجمي إلى جحيم حقيقي، فهُم يشاهدون دون أن يشاركوا فتعلو الحسرة وتزداد الوحشة. كل ما تملكه أيديهم الآن هو شهوة العين، أن يشاهدوا ويتحسّروا، شهوة مؤلمة. الآن تحيط بهم مشاهد الحياة على الأرض والبشر من أمثالهم، ممّن لديهم ذات الرغبات والظلم والإستكبار والأطماع. يشاهدونهم يأكلون ويشربون ويقامرون ويمارسون العنف والظلم وتعذيب الضعفاء والمجون دون أن يتمكنوا من المشاركة، فالنفْس تتحسّر والقلب يشعر بالندم والمرارة والأسى. وكيف يرجعون ويشاركون وهُم لا يملكون جسداً من تراب؟ ليس بعد الآن. هذا جحيمهم وعذابهم.
بعض هذه الأرواح ستشعر بالنفور والإشمئزاز من كل ما فعلته ومن المشاهد التي تحيط بها من كل جانب. هذا الأمر سيتجسّد طهارة في ذاتها وتخلي عن رغباتها وبالتالي ستترك هذا المكان وتعلو منزلتها الوجودية فترتقي إلى عوالم علوية تمهيداً لولادة روحية جديدة.
عموماً فإن جميع الأرواح مهما كانت منزلتها أو درجتها سفلية فمصيرها أن تسمو وترتفع بين العوالم كلّما شعرت بالنفور من ماضيها. من المهم أن نفهم أن هذه الأرواح التي نتحدث عنها والتي تحيا في جحيم العالم النجمي هذا، إنما تعاني لأجل ما فعلتْه بنفسها، لأجل استهتارها بطاقتها وعدم تغذية وعيها الروحي و لأجل استسلامها لبربريتها وحقدها وعنفها. كل ما في الأمر أن خطاياها تعاقبها، لا تُعاقَب لأجل خطاياها.
هذا المكان هو ليس البُعد السفلي الوحيد إذ تقابله أبعاد سفلية أخرى... يقابل هذا البُعد بُعداً أصحابه من عاشقي الجاه والسلطة والمال. أصحابه من الأرواح التي عشقت المال فأفنَت حياتها وضيّعت عمرها تبحث عن المال. أصحابه مارسوا أسوء الأعمال وأكثرها دناوة ورداءة في سبيل الحصول على قليل وكثير من المال. المشهد نفسه، عذاب مشاهدة ما تهواه النفس اللوامة والأمارة بالسوء دون أن تتمكن من لمسِه والتمتّع به.. الخطيّة تعاقِب صاحبها وليس أنه يُعاقَب لأجلها، الجحيم نفسه والنتيجة نفسها. إما أن تشعر هذه الأرواح برغبة في المال أكثر، وإما أن تشعر بالنفور والإشمئزاز وتبدأ رحلة جديدة بالتخلي عن حب المال والتجلي لرؤية عوالم علوية وأبعاد جديدة.
تُعرف هذه الأماكن السفلية بالمُطهِّرة للأرواح، فهي تساعد رغبة الروح على الفناء، تطهّر الروح من تعلّقاتها المادية، وتمسح الغبار مِن على مرآتها حتى ترى الحقيقة النورانية جليّة دون وهم أو حجاب. هذه الأماكن تحرق رغبات الدّنيا الدنيّة، ليس بالنار المادية بل بنار الرغبة نفسها، فتساعد على تطهّير النيّة.
من المهم لنا أن نعرف بأن العالم النجمي هو عالم من الذبذبات التي تزيد شفافيتها عن عالمنا المادي الذي نحيا عليه الآن بأجسادنا المادية، ونتيجة لكوْنه أشف في الذبذبات فهو يترجم أفكارنا ونوايانا وخفايا صدورنا إلى حقيقة واقعة أمامنا، حقيقة بالنسبة لنا، باهتة بالنسبة لغيرنا فكلّ إنسان لديه أفكاره ونواياه وخفايا نفسه وكل فكرة ونيّة وإحساس لها ذبذبات في ميزان الكون نراها متجسّدة أمامنا حقيقة واقعة في العالم النجمي بما معناه أن لكلّ نفس ما كسبَت ولكل امرىء ما نوى. وقد كشف العلماء عن أن عين الإنسان هنا في العالم المادي لا تتلقى سوى كميّة قليلة من الإشعاعات. نحن نرى فقط التموجات الذبذبية ما بين 0.00007 سم و 0.00004 سم وما عدا ذلك من تموجات إلكترومغناطيسية يشعّ الوجود بأنوارها وأسرارها فنحن لا نراه. الإنسان يعيش في محيط من الطاقة والتموجات والذبذبات الإلكترومغناطيسية. إذا نظرنا حولنا لوجدنا أننا نحيا في عالم يتألف من الأشياء الجامدة.
ظاهر الوجود يرسم لنا الحقيقة وكأنها ثلاثية الأبعاد شكلاً وجوهراً، وكلما أبحر العلماء في قلب المادة أكثر وأكثر زادت معرفتهم ووصلوا إلى ما هو أبعد من هذا وأكبر. إن معادلة آينشتاين الشهيرة E = MC2 تشير إلى أن ما نعرفه كمادة ليس سوى شكلاً مكثفاً للطاقة حتى أجل معلوم.
حين نعي أن هذا الوجود وكل موجود ليس سوى شكل من أشكال الطاقة ستتغير وجهة نظرنا لأنفسنا وللعوالم المختلفة في طاقة ذبذباتها وللوجود. سنعي أن ما حولنا من أدوات ومشاهد وحياة ليست ما تبدو عليه، شكلها يحوي سرّ حقيقتها. سنفهم أن الشكل وهْم وما وراء الوهم الفاني حقيقة أزلية لا فناء لها. هذا ما يسمى بالكيمياء النجمية أي قدرة العقل على تجسيد ذبذبات أفكاره مشاهد يعيشها صاحب هذه الأفكار، مشاهد مكوّنة من المادة النجمية.
إذاً فالمكان والمشهد والأحداث التي تحياها الأرواح في العالم النجمي أو البرزخ هي حالة من التجسد الذبذبي، تجسُّد ذبذبات أفكارهم ونواياهم ومخيّلاتهم. هذه المشاهد أو هذا الواقع هو من صنع عقول من يسكن العالم النجمي. تستطيع القول بأن كل ما تراه من مشاهد مجسّدة في هذا العالم هي سراب بالنسبة لك ولكنها حقيقة واقعة بالنسبة لهم، حقيقة أوجدوها بأنفسهم.
من هذا الباب ستفهم سبب وجود جبال وأودية جميلة، أنهار وبحيرات، مدن، بلاد، قرى ومشاهد عرفْتها أثناء فترة حياتك على الأرض وها أنت تراها في العديد من الأبعاد النجمية. سترى أيضاً العديد من الأبنية والأثاث إلخ...
هذه المشاهد جميعها بنَتها ذبذبات عقول سكان العالم النجمي ومخيلاتهم ونواياهم والماضي المحفور في كتاب ذاكرتهم وجميعها مكوّنة من المادة النجمية. بالنسبة للمتأمل الذي يزور العالم النجمي قبل الموت ستبدو هذه الأماكن وهمية، ولكنها لسكانها حقيقية وجامدة تماماً كالذبذبات المتجسدة في العالم المادي.
من المهم أن نعلم أن الكلام الذي سبَق ذكره لا يعني بأن العالم النجمي هو عالم وهمي من صنع الخيال، أو أن المادة الذبذبية التي تكوّن المشاهد والأحداث في هذا العالم هي مادة وهمية تختلف عن الذبذبات التي تكوّن عالمنا المادي. لا... الفرق بسيط...
هنا في عالمنا المادي تتجسّد الذبذبات على شكل مادة لأنها ذبذبات مكثّفة في حين تتجسّد بشكل أشف وأرقّ وبسرعة أكبر في العالم النجمي لأن ذبذباته شفّافة وأقل كثافة من ذبذبات العالم المادي. ما كوّن المادة والأشكال التي نراها هنا على الأرض هي قوى الطبيعة وذبذبات العقل الجماعي للبشر ونواياهم وخفايا صدورهم التي يترجمونها أعمال يقومون بها باستخدام ما كوّنته القوى الطبيعية من أدوات. هذا العقل الجماعي يساعد في بناء العديد من الأشكال التي نراها في عالمنا وتحقيق كثير من الأقدار والتي هي في أصلها ذبذبات. لذا ترى العالم في بؤس وشقاء، حرب ومرض ودمار لأن مخيلاتنا ونوايانا وأفكارنا مريضة، سقيمة لا تعرف محبة ولا رحمة ولا سلام. في العالم النجمي يختلف الوضع قليلاً، فما يكوّن الأشكال والمشاهد في هذا العالم هي الأفكار والنوايا والقوة التخيليّة لعقول سكان المكان.
هذه المشاهد والأشكال والتجسّدات في العالم النجمي حقيقية وليست وهمية، لها وجود مستقلّ عن أفكار الأرواح، لكن الفرق بينها وبين المشاهد والأشكال والتجسدات في العالم المادي هو أن الأولى توجّهها أفكار ونوايا سكانها مباشرةً بينما الثانية ( في العالم المادي) تحرّكها نوايا وأفكار البشر بطريقة غير مباشرة إضافة إلى قوى الطبيعة.
تلعب مخيّلة الإنسان دوراً كبيراً في تحريك الأحداث هنا على الأرض بطريقة غير مباشرة إلا أنها تُترجَم حقيقة مباشِرة أمام الإنسان في العالم النجمي.
شيخ الأسرار الباطنية
25-03-2011, 21:37
دعنا الآن ننتقل إلى أبعاد أخرى داخل العالم النجمي (البرزخ)، فبالمشاهدة والتجربة تتعلّم ما تحتاج سنوات حتى تتعلمه بالكتب والوصف والكلام. دعنا نبدأ في واحد من العوالم السفلية الفرعية مروراً بفروعها رغم أن المشاهد لن تكون سارّة إلا أنك ستتعلم درساً غاية في الأهمية.
"................ ها أنت الآن تشعر بالكآبة، شعور غريب بالنفور وإحساس بالوحشة. هذا ما يحدث حين يزور المتأملين ذوي الإحساس المرهف هذه الأماكن السفلية، فيشعرون بطاقة ثقيلة مُظلمة تحيط بهم من كل جانب، ويشعرون بالحاجة لدفع أنفسهم داخل هذه الطاقة الكثيفة ليتمكنوا من متابعة الطريق.
في يومٍ من الأيام وقبل أربعة آلاف عام، حفر كاتب مصريّ كتاباته على الحجارة وكتب: "ما الذي أتى بي إلى هذا المكان الرديء؟ لا ماء ولا هواء ... سحيق لدرجة لا يدركها عقل ... فيه ظلام أشدّ الليالي ظلاماً، حين تكفهرّ السماء بالغيوم الكثيفة وتحجب بستائرها أشعّة الشمس. تدور الأرواح وتدور عاجزة دون أمل في هذا المكان. هنا لا سلام، لا سكينة، لا راحة، ولا طمأنينة ولا صمت في العقل والقلب. إنه مكان الأسى والوحشة. ويلٌ للروح التي تسكن هذا المكان".
أنظر إلى هذا النور الخافت المريع الذي يحيط بالمكان، هل ترى الأشكال البشرية المنفّرة التي لا حصر لها ولا عدّ؟ منزِلة البعض منهم في أسفل سافلين لدرجة أنهم يبدون كالوحوش لا البشر. هذه المخلوقات التي تراها هي أرواح بشر ماتت وتركت أجسادها في الدنيا وهي الآن تحيا بأجسادها النجمية في عالم سفلي بعد أن بُعثوا من مرقدهم في المكان النجمي الذي زرناه من قليل.
الآن إذا أمعنتَ النظر في الضباب المحيط بالمكان سترى أن خلفية هذا المكان هي صورة العالم المادي أو الحياة الدنيا. بالنسبة لك أنت تشاهد هذا العالم المادي أو هذه الحياة الدنيا وكأن لا وصل ولا صلة بينك وبينها، أما هذه المخلوقات أو الأرواح السفلية فلا فصل بل صلة وتوحد ومزج بين عالمهم النجمي وحياتهم الدنيا التي عاشوها عندما كانوا على الأرض. يحيون التوحد والمزج مع حياتهم الماضية على الأرض ومع أكثر أنواع البشر دناءة وأكثر أساليب الحياة على الأرض رداءة. بينما تبدو لهم المشاهد الجميلة من الحياة الدنيا وكأنها صفحة من جريدة قديمة عفى عنها الزمن وطواها فلا يطالونها ولا يعيشونها. بالنسبة لهذه الأرواح المسكينة فلا وجود لعالم الحياة الدنيا إلا من خلال هذه المشاهد التي تُناسِب رغباتهم وأطماعهم حين كانوا على الأرض قبل مغادرتهم لأجسادهم."
(ملاحظة هامة: الأرواح في الأماكن السفلية من البرزخ تُعذّبها رغباتها فهي الآن لا يمكنها إشباعها وهي تراها حيّة أمامها لكن ما العمل؟ لا يمكنها إشباع رغباتها الدنيّة وقد غادرت أجسادها الفانية الدنيوية بعد أن تعلّقَت بها على الأرض فنسيَت أصولها الروحية. أما المجرمين وكل أنواع المنحرفين والظالمين فيشاهدون ويشهدون أعمالهم وأعمال شركائهم الذين لا زالوا على الأرض يتسلطون ويتحكمون ويحكمون ويحاكِمون، وتراهم الآن وبعد أن فات الأوان بالإحباط والمرارة يشعرون).
تعاني هذه الأرواح الأمرّين وتذوق ألوان العذاب وهي تحيا مشاهد الحياة الدنيا السفلية وما يتناسب ورغباتها الدنيئة حين كانت على الأرض، فهم يشاهدون كل ما يحدث وما حدث في حياتهم دون أن يتمكنوا من المشاركة في الأحداث.
ليس الآن ولا في هذا المكان. الآن مشاهدة رفيقتها الحسرة والآهات. هذا الأمر يحوّل مكانهم في العالم النجمي إلى جحيم حقيقي، فهُم يشاهدون دون أن يشاركوا فتعلو الحسرة وتزداد الوحشة. كل ما تملكه أيديهم الآن هو شهوة العين، أن يشاهدوا ويتحسّروا، شهوة مؤلمة. الآن تحيط بهم مشاهد الحياة على الأرض والبشر من أمثالهم، ممّن لديهم ذات الرغبات والظلم والإستكبار والأطماع. يشاهدونهم يأكلون ويشربون ويقامرون ويمارسون العنف والظلم وتعذيب الضعفاء والمجون دون أن يتمكنوا من المشاركة، فالنفْس تتحسّر والقلب يشعر بالندم والمرارة والأسى. وكيف يرجعون ويشاركون وهُم لا يملكون جسداً من تراب؟ ليس بعد الآن. هذا جحيمهم وعذابهم.
بعض هذه الأرواح ستشعر بالنفور والإشمئزاز من كل ما فعلته ومن المشاهد التي تحيط بها من كل جانب. هذا الأمر سيتجسّد طهارة في ذاتها وتخلي عن رغباتها وبالتالي ستترك هذا المكان وتعلو منزلتها الوجودية فترتقي إلى عوالم علوية تمهيداً لولادة روحية جديدة.
عموماً فإن جميع الأرواح مهما كانت منزلتها أو درجتها سفلية فمصيرها أن تسمو وترتفع بين العوالم كلّما شعرت بالنفور من ماضيها. من المهم أن نفهم أن هذه الأرواح التي نتحدث عنها والتي تحيا في جحيم العالم النجمي هذا، إنما تعاني لأجل ما فعلتْه بنفسها، لأجل استهتارها بطاقتها وعدم تغذية وعيها الروحي و لأجل استسلامها لبربريتها وحقدها وعنفها. كل ما في الأمر أن خطاياها تعاقبها، لا تُعاقَب لأجل خطاياها.
هذا المكان هو ليس البُعد السفلي الوحيد إذ تقابله أبعاد سفلية أخرى... يقابل هذا البُعد بُعداً أصحابه من عاشقي الجاه والسلطة والمال. أصحابه من الأرواح التي عشقت المال فأفنَت حياتها وضيّعت عمرها تبحث عن المال. أصحابه مارسوا أسوء الأعمال وأكثرها دناوة ورداءة في سبيل الحصول على قليل وكثير من المال. المشهد نفسه، عذاب مشاهدة ما تهواه النفس اللوامة والأمارة بالسوء دون أن تتمكن من لمسِه والتمتّع به.. الخطيّة تعاقِب صاحبها وليس أنه يُعاقَب لأجلها، الجحيم نفسه والنتيجة نفسها. إما أن تشعر هذه الأرواح برغبة في المال أكثر، وإما أن تشعر بالنفور والإشمئزاز وتبدأ رحلة جديدة بالتخلي عن حب المال والتجلي لرؤية عوالم علوية وأبعاد جديدة.
تُعرف هذه الأماكن السفلية بالمُطهِّرة للأرواح، فهي تساعد رغبة الروح على الفناء، تطهّر الروح من تعلّقاتها المادية، وتمسح الغبار مِن على مرآتها حتى ترى الحقيقة النورانية جليّة دون وهم أو حجاب. هذه الأماكن تحرق رغبات الدّنيا الدنيّة، ليس بالنار المادية بل بنار الرغبة نفسها، فتساعد على تطهّير النيّة.
من المهم لنا أن نعرف بأن العالم النجمي هو عالم من الذبذبات التي تزيد شفافيتها عن عالمنا المادي الذي نحيا عليه الآن بأجسادنا المادية، ونتيجة لكوْنه أشف في الذبذبات فهو يترجم أفكارنا ونوايانا وخفايا صدورنا إلى حقيقة واقعة أمامنا، حقيقة بالنسبة لنا، باهتة بالنسبة لغيرنا فكلّ إنسان لديه أفكاره ونواياه وخفايا نفسه وكل فكرة ونيّة وإحساس لها ذبذبات في ميزان الكون نراها متجسّدة أمامنا حقيقة واقعة في العالم النجمي بما معناه أن لكلّ نفس ما كسبَت ولكل امرىء ما نوى. وقد كشف العلماء عن أن عين الإنسان هنا في العالم المادي لا تتلقى سوى كميّة قليلة من الإشعاعات. نحن نرى فقط التموجات الذبذبية ما بين 0.00007 سم و 0.00004 سم وما عدا ذلك من تموجات إلكترومغناطيسية يشعّ الوجود بأنوارها وأسرارها فنحن لا نراه. الإنسان يعيش في محيط من الطاقة والتموجات والذبذبات الإلكترومغناطيسية. إذا نظرنا حولنا لوجدنا أننا نحيا في عالم يتألف من الأشياء الجامدة.
ظاهر الوجود يرسم لنا الحقيقة وكأنها ثلاثية الأبعاد شكلاً وجوهراً، وكلما أبحر العلماء في قلب المادة أكثر وأكثر زادت معرفتهم ووصلوا إلى ما هو أبعد من هذا وأكبر. إن معادلة آينشتاين الشهيرة E = MC2 تشير إلى أن ما نعرفه كمادة ليس سوى شكلاً مكثفاً للطاقة حتى أجل معلوم.
حين نعي أن هذا الوجود وكل موجود ليس سوى شكل من أشكال الطاقة ستتغير وجهة نظرنا لأنفسنا وللعوالم المختلفة في طاقة ذبذباتها وللوجود. سنعي أن ما حولنا من أدوات ومشاهد وحياة ليست ما تبدو عليه، شكلها يحوي سرّ حقيقتها. سنفهم أن الشكل وهْم وما وراء الوهم الفاني حقيقة أزلية لا فناء لها. هذا ما يسمى بالكيمياء النجمية أي قدرة العقل على تجسيد ذبذبات أفكاره مشاهد يعيشها صاحب هذه الأفكار، مشاهد مكوّنة من المادة النجمية.
إذاً فالمكان والمشهد والأحداث التي تحياها الأرواح في العالم النجمي أو البرزخ هي حالة من التجسد الذبذبي، تجسُّد ذبذبات أفكارهم ونواياهم ومخيّلاتهم. هذه المشاهد أو هذا الواقع هو من صنع عقول من يسكن العالم النجمي. تستطيع القول بأن كل ما تراه من مشاهد مجسّدة في هذا العالم هي سراب بالنسبة لك ولكنها حقيقة واقعة بالنسبة لهم، حقيقة أوجدوها بأنفسهم.
من هذا الباب ستفهم سبب وجود جبال وأودية جميلة، أنهار وبحيرات، مدن، بلاد، قرى ومشاهد عرفْتها أثناء فترة حياتك على الأرض وها أنت تراها في العديد من الأبعاد النجمية. سترى أيضاً العديد من الأبنية والأثاث إلخ...
هذه المشاهد جميعها بنَتها ذبذبات عقول سكان العالم النجمي ومخيلاتهم ونواياهم والماضي المحفور في كتاب ذاكرتهم وجميعها مكوّنة من المادة النجمية. بالنسبة للمتأمل الذي يزور العالم النجمي قبل الموت ستبدو هذه الأماكن وهمية، ولكنها لسكانها حقيقية وجامدة تماماً كالذبذبات المتجسدة في العالم المادي.
من المهم أن نعلم أن الكلام الذي سبَق ذكره لا يعني بأن العالم النجمي هو عالم وهمي من صنع الخيال، أو أن المادة الذبذبية التي تكوّن المشاهد والأحداث في هذا العالم هي مادة وهمية تختلف عن الذبذبات التي تكوّن عالمنا المادي. لا... الفرق بسيط...
هنا في عالمنا المادي تتجسّد الذبذبات على شكل مادة لأنها ذبذبات مكثّفة في حين تتجسّد بشكل أشف وأرقّ وبسرعة أكبر في العالم النجمي لأن ذبذباته شفّافة وأقل كثافة من ذبذبات العالم المادي. ما كوّن المادة والأشكال التي نراها هنا على الأرض هي قوى الطبيعة وذبذبات العقل الجماعي للبشر ونواياهم وخفايا صدورهم التي يترجمونها أعمال يقومون بها باستخدام ما كوّنته القوى الطبيعية من أدوات. هذا العقل الجماعي يساعد في بناء العديد من الأشكال التي نراها في عالمنا وتحقيق كثير من الأقدار والتي هي في أصلها ذبذبات. لذا ترى العالم في بؤس وشقاء، حرب ومرض ودمار لأن مخيلاتنا ونوايانا وأفكارنا مريضة، سقيمة لا تعرف محبة ولا رحمة ولا سلام. في العالم النجمي يختلف الوضع قليلاً، فما يكوّن الأشكال والمشاهد في هذا العالم هي الأفكار والنوايا والقوة التخيليّة لعقول سكان المكان.
هذه المشاهد والأشكال والتجسّدات في العالم النجمي حقيقية وليست وهمية، لها وجود مستقلّ عن أفكار الأرواح، لكن الفرق بينها وبين المشاهد والأشكال والتجسدات في العالم المادي هو أن الأولى توجّهها أفكار ونوايا سكانها مباشرةً بينما الثانية ( في العالم المادي) تحرّكها نوايا وأفكار البشر بطريقة غير مباشرة إضافة إلى قوى الطبيعة.
تلعب مخيّلة الإنسان دوراً كبيراً في تحريك الأحداث هنا على الأرض بطريقة غير مباشرة إلا أنها تُترجَم حقيقة مباشِرة أمام الإنسان في العالم النجمي.
chanda777
26-03-2011, 12:21
السلام عليكم و رحمة الله شيخنا
و بارك الله فيك على هذا الملف لن أقول انه قيم لانه اكثر من ذلك بكثير و محتواه ليس كبقية العلوم التي نتعلمها في حياتنا * المادية *
من خلال قرائتي لهذا الملف وجت أجوبة لعديد من التساؤلات التي كنت لا اجد لها اجوبة
مثال سؤال كنت طرحته لماذا نعيش مواقف و نحس بانا عشناها من قبل؟؟؟
و كذلك النوم و الاحلام فكنت شبه متأكدة انها انتقال لعالم اخر و ليس مجرد انعكاس للاوعي البشري( ليس كل الاحلام طبعا).
لكن يظل الامر غامضا بعض الشيئ لانه شيئ جديد لم نعهده من قبل و يتجاوز كثيرا من الاشياء التي تعلمناها او درسناها و هذا لا يعني انه علم مميز و مشوق و يشد الشخص لفهمه اكثر و لما التمكن منه.
بارك الله فيك و نفعنا بعلمك شيخنا:)
والله كلام جميل ومشوق
الله يرحمنا برحمته اذا صرنا الى ما صاروا اليه
محمد ال عباد
19-11-2012, 12:52
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررر،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،، شيخ الاسرار الباطنيه على هذه النفحه الربانيه التى انارت
الطريق امام طلبك ومريديك،،،،،،،،،،،،،،،
تبكي الطيور
04-12-2012, 13:06
ربي يحفظك شيخنا الغالي
ويطول في عمرك المبارك ويرزقك دوام الصحة
والعافية ويبعد عنك كل مكروه ويديمك تاج فوق رؤوسنا
وذخرويسدد خطاك المباركك بحق النبي وآله الأطهار عليهم السلام
دمتم في حفظ الله ورعاااااايته
محمد ال عباد
25-12-2012, 03:09
الله يبارك فيك شيخ الاسرار الباطنيه
(((هذه المشاهد والأشكال والتجسّدات في العالم النجمي حقيقية وليست وهمية، لها وجود مستقلّ عن أفكار الأرواح، لكن الفرق بينها وبين المشاهد والأشكال والتجسدات في العالم المادي هو أن الأولى توجّهها أفكار ونوايا سكانها مباشرةً بينما الثانية ( في العالم المادي) تحرّكها نوايا وأفكار البشر بطريقة غير مباشرة إضافة إلى قوى الطبيعة.
تلعب مخيّلة الإنسان دوراً كبيراً في تحريك الأحداث هنا على الأرض بطريقة غير مباشرة إلا أنها تُترجَم حقيقة مباشِرة أمام الإنسان في العالم النجمي.)))
السلام عليكم شيخ الاسرار الباطنيه
كيف احرك وادفع افكارى ونواىى بطريقه مباشره مع قوى الطبيعه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا المرشد شيخ الأسرار الباطنية
علئ المعلومات المفيدة كنت في اشد الحاجة لي سماعها وفهمها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Powered by vBulletin™ Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, TranZ by Almuhajir