المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو علمنا بالله عز و جل



بكير
20-12-2015, 18:02
إن السؤال أعلاه لا يذهب إلى وضع خريطة أو جرد للمعارف المتراكمة لدى الإنسان عن الحق عز وجل، فذاك لا مجال لإحصائه وعده لأنه لا ينتهي ولا يحصى إذ لا يزال حجمه وكمه يزدادان يوما بعد يوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فإذا كان هذا الميراث وحده ظلت تلك المعرفة تزداد وتتسع إلى الأبد ، وظلت اللذة الناتجة عنها بلا حدود هي الأخرى...وذلك من نعم الله في آخرته ومن متعه المغدقة من لدنه على أوليائه .
وإنما السؤال أعلاه إشارة إلى الأصول التي ينبغي أن ينطلق منها العبد المؤمن ، في تعرفه على ربه عز وجل وفي بحثه المتدرج عبر مدارج هذا العرفان .
يرى جمهور العلماء أن المعرفة بالحق عز وجل تتطلب إدراك معلومات أولية عن صفاته سبحانه وتعالى تدور حول عشرة محاور أساسية :

1- العلم بأنه تعالى صانع العالم كله ، أو الأكوان جميعا وأنه عز وجل صادق كل الصدق ومطلقه في قوله تعالى {وهو على كل شيء قدير}(الملك-1).ذلك لأن الكون كله محكم في صنعته ، مرتب في خلقته ترتيبا يدل على مطلق تلك القدرة .

2- العلم بأنه سبحانه وتعالى عالم مطلق العلم بجميع الموجودات ومحيط بكل المخلوقات مصداقا لقوله تعالى {وهو بكل شيء عليم} البقرة-29).وهذا العلم لا تفاضل فيه بين المعلومات المهولة أو الهائلة والمعلومات الدقيقة أو التافهة ، ولا تمايز فيه بين المعلومتين الظاهرة والباطنة .

3- العلم بكونه عز وجل حيا ، حياة مطلقة لا أول لها ولا آخر ،لا تزيد لأنها ليست في حاجة إلى الزيادة ولا تنقص لأنها منزهة عن النقصان ، ولا يزيد ولا ينقص لها أن يمنح الحق عز وجل الحياة لمخلوقاته أو يسلبهم إياها .



4- العلم بكونه سبحانه وتعالى مريدا لأفعاله ولا يوجد شيء ولا يستند فعل إلا إلى إرادته سبحانه ومشيئته.

5- العلم بأنه عز وجل سميع بصير لا يعزب عن رؤيته شيء في السماوات ولا في الأرض، وكذلك لا يغيب شيء عن سمعه ، وكيف لا وسمعه وبصره مطلقان كل الإطلاق .

6- العلم بكونه سبحانه وتعالى متكلم بكلام هو وصف قائم بذاته ، إذ هو ليس بصوت ولا حرف ، بل لا يشبه كلامه كلام غيره في أي شيء مطلقا بمثل ما لا يشبه وجوده أي وجود غيره .
7- العلم أن كلام القائم بنفسه قديم وكذا جميع صفاته عز وجل إذ يستحيل أن يكون سبحانه محلا للحوادث أو يكون للحوادث محل فيه.فهو عز وجل منزها عن التغيير.وهو سبحانه لم يزل في قدمه موصوفا بمحامد الصفات ولم يزل في أبده كذلك منزها عن تغيير الحالات .

8- العلم بأن علمه سبحانه وتعالى قديم إذ لم يزل عالما بذاته وصفاته وبما يحدث من مخلوقاته.ومهما أحدثت المخلوقات فإنه سبحانه لا يحدث له علم بها بل تكون مكشوفة في سياق علمه الأزلي .

9- العلم بأن إرادته قديمة وهي في القدم متعلقة بأحداث في أوقاتها اللائقة بها.فلا شيء يحدث مطلقا مهما كبر شأنه أو صغر إلا كان خاضعا في حدوثه لإرادة الحق سبحانه ومشيئته .

10- وأخيرا ، العلم بأن الله عز وجل عالم بعلم ، وحي بحياة ، قادر بقدرة ، ومريد بإرادة ، ومتكلم بكلام وسميع بسمع ، وبصير ببصر ، وله هذه الأوصاف قديمة ولا شبيه لها في صفات غيره ولا تشبهها صفة من صفات غيره ، وصفاته سبحانه ملازمة له كملازمة العلم للعالم وللمعلوم وكملازمة القتل للقاتل والمقتول ، ويبقى الفرق أن العالم يلازم العلم بمجرد تلقيه إياه وكذلك المعلوم الذي يكتسبه من العلم ، بينما الحق عز وجل عالم أبدا قادر أبدا بلا بداية ولا نهاية..

فسبحانه وتعالى عن كل تشبيه أو نقص أو تعطيل أو تجسيد..لا يحصي أحد الثناء عليه فهو سبحانه وتعالى كما أثنى على نفسه!!

البرق الساطع
20-12-2015, 22:11
سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

بارك الله فيك وعليك