الباسل
20-04-2015, 14:12
أيهــــا الـنـاس، اعلموا أن الله قد أباح لكم دمي فاقتلوني، اقتلونــي
تؤجروا وأسترح، اقتلوني تكتبوا عند الله مجاهدين وأكتب أنا شهيداً
الحلاج شخصية صوفية رائعة كتب عنه الكثير من الكتاب العرب سردا وشعرا ومنهم الشاعر المصري صلاح
عبدالصبور. وكان الحسين بن منصور الحلاّج شخصيّة مثيرة للجدل، كَفّره البعض فيما قدّسه آخرون ونسبوا
إليه الخوارق والمعجزات التي اختلف حولها أهل الفقه نظرًا للتشابه القائم بين قتل الحلاّج على الصليب
وقتل المسيح. في حومة الصراع في العصر العباسي بين المذاهب والتيارات الدينيّة والسياسيّة، ولد
الحسين بن منصور عام 857 م في بلاد فارس، وعاش في خلوات الصوفيّة، ثمّ طاف البلدان داعيًا إلى الزهد،
ليعود ويستقرّ في بغداد. لُقّب بالحلاّج لكشفه أسرار القلوب (حلاّج الأسرار) ومنهم من قال بسبب مهنة أبيه
في حَلج القطن. كتب الكثير في شتّى المواضيع، لكنّه لم يبقَ سوى القليل من كتاباته، تمكّن المستشرق
الكبير لويس ماسينيون من جمعها، بعد أن كرّس أكثر من خمسين عامًا يبحث في سيرة حياة هذا المتصوّف
المميّز، مستنتجًا أنّ حياة الحلاّج وأقواله قريبة من المفهوم المسيحي للألم والفداء والحياة والحبّ الإلهي.
كانت سنة 309 هجرية من أعظم السنوات حسماً وتحوُّلاً في تاريخ التصوف.. ففي هذه السنة، وبالتحديد
يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة، أُخرج الحسين بن منصور الحلاَّج من سجنه، وجُلد، وقُطعت
يداه ورجلاه، وشُوِّه، وصُلب، وقُطعت رأسه، وأُحرقت جثته. ولم تكن الأحداثُ التي وقعت في هذا اليوم
مُفاجئة.. بل كانت مأساة الحلاج متوقَّعة منذ أن بدأتْ محاكمته ببغداد، قبل قتله ببضعة أشهر تنفيذاً للحكم
النهائي، الذي أصدرته هذه المحكمة الفقهية.. تلك المحكمة التي انتهت إلى إلصاق تهمة المروق من الدين
بهذا الصوفي العارم، غير أنه يمكن القول، أيضاً، إن نهاية الحلاج المأسوية، كانت متوقَّعة من قبل ذلك
بسنوات طويلة! فقد سمعه أبو القاسم الجنيد يتكلَّم في بعض الحقائق الصوفية، فانزعج واحتدَّ على الحلاج،
وصرخ فيه: «أية خشبة سوف تفسده»... وهي إشارةٌ مبكرة، أنبأت بالمصير الذي ينتظر الحلاج، وبنهايته
مصلوباً على خشبة! وكان الحلاج قد «تنبأ» بموته صلبًا عندما قال: «وإن قُتلتُ أو صُلبتُ أو قُطّعت يداي
ورجلاي ما رجعتُ عن دعواي». حين جيء بالحلاّج ليصلب، ورأى الخشب والمسامير «ضحك كثيرًا حتّى
دمعت عيناه»، ثمّ التفت إلى القوم طالبًا سجادة ليفرشوها له، فصلّى ركعتين وتلا آيات من القرآن. ومع أنّه
قال: «ففي دين الصليب يكون موتي، ولا البطحا أريد ولا المدينة». مع النصف الثاني من القرن الثالث
الهجري، أخذت مشكلة اللغة تطفو على سطح التصوف، فقد تعمَّقت الأحوال الصوفية ودقَّت المعاني
وتفرَّدت، فلم يعد بإمكان اللغة العادية أن تصوِّر الدقائق الصوفية التي يودُّ أهل الطريق البوح بها. وتفاقم ذلك
الإشكال التعبيري، حتى صار بمثابة أزمة. فقرر الحلاج تفجير اللغة، والمراد بمحاولة الحلاج تفجير اللغة هو
سعيه للتخلُّص التام من أسـاليـب الصياغة اللغوية الشائعة في عصره، وطموحه الكبير إلى استبدال اللفظ
الذي اهترأ من كثرة التداول، بلفظ يتخلَّق بحرية خلال السياق الجديد.. وقد تجلَّى هذا التفجير للُّغة السائدة،
كما تجلَّى اكتشاف الحلاَّج لمعدن اللغة الصوفية الجديدة، في النص الوحيد (الكامل) الذي بقي إلى اليوم من
مؤلفاته. وهذا النص، الذي كتبه الحلاج في سجنه ــ وهرَّبه تلاميذه ــ والذي يعدُّ واحداً من أروع النصوص
الصوفية على الإطلاق، هو: كتاب الطواسين. ويمثل الحلاَّج مرحلة متقدمة من مراحل أزمة اللغة عند الصوفية، كما يمثل التضحية الكبرى التي قدَّمها الصوفية، في طريقهم نحو إقرار القاموس الصوفي الخاص. وسوف نقتصر فيما يلي على ذكر فقرتين شهيرتين من سيرة الحلاج، تلك السيرة التي أفاض فيها المؤرخون والمترجمون له.. وهاتان الفقرتان تكشفان عن طبيعة الحياة التي عاشها الحلاَّج، وطبيعة الموقف الذي تمت فيه إدانته: الفقرة الأولى قال ابن باكويه: سمعتُ الحسين بن محمد المذاري يقول: سمعتُ أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين بن منصور الحلاَّج مكة، فجلس في صحن المسجد لا يبرح من موضعه إلا للطهارة أو الطواف، لا يبالى بالشمس ولا بالمطر، فكان يُحمل إليه كل عشية كوزٌ وقرص (ماء وخبز) فيعضُّ من جوانبه أربع عضات ويشرب. الفقرة الثانية قال ابن زنجي: وحُملت دفاتر من دور أصحاب الحلاج، فأمرني حامد ــ الوزير ــ أن أقرأها والقاضي أبو عمر حاضر، فمن ذلك قرأتُ: إن الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتاً، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيماً، وكساهم قميصاً قميصاً، وعمل لهم طعاماً طيباً، فأطعمهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك، قام له ذلك مقام الحج! فلما قرأت ذلك الفصل، التفت القاضي أبو عمر إلى الحلاج وقال له: من أين لك هذا؟ قال: من كتاب الإخلاص للحسن البصرى. قال: كذبت يا حلال الدم، قد سمعنا كتاب الإخلاص وما فيه هذا. فلما قال أبو عمر: كذبت يا حلال الدم قال له حامد: أكتب بهذا! فتشاغل أبو عمر بخطاب الحلاَّج، فألحَّ عليه حامد، وقدَّم له الدواة، فكتب بإحلال دمه، وكتب بعده مَنْ حضر المجلس، فقال الحلاج: ظهري حِمىً، ودمى حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا عليَّ، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي، ولم يزل يردد هذا القول وهم يكتبون خطوطهم، ثم نهضوا ورُدَّ الحلاج إلى الحبس، وكُتب إلى المقتدر ــ الخليفة ــ بخبر المجلس، فأبطأ الجواب يومين، فغلظ ذلك على حامد، وندم وتخوَّف، فكتب رقعةً إلى المقتدر في ذلك يقول: إن ما جرى في المجلس قد شاع، ومتى لم تُتبعه قتل هذا ــ الحلاَّج ــ افتتن به الناس، ولم يختلف عليه اثنان. فعاد الجواب من الغد: «إذا كان القضاة قد أباحوا دمه، فليحضر صاحب الشرطة، ويتقدم بتسليمه وضربه ألف سوط، فإن هلك وإلا ضُربت عنقه..» فسُرَّ حامد. ويوم مقتله، وبينما كان الحلاَّجُ مشدوداً على الصليب الخشبي (الخشبة التي أفسدها) وقبيل حَزَّ رقبته نظر إلى السماء مناجياً ربه:
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِيء
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِي فِي السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِي فيِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فيِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ هِيَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِي أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤلاء عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ!
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِي
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّي مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ
هل من مشهد مؤسف اكثر من هذا الذى فعله المتفيقهون
و هل من كلام و حال أرقى من الذى قاله و احس به الحلاج
تؤجروا وأسترح، اقتلوني تكتبوا عند الله مجاهدين وأكتب أنا شهيداً
الحلاج شخصية صوفية رائعة كتب عنه الكثير من الكتاب العرب سردا وشعرا ومنهم الشاعر المصري صلاح
عبدالصبور. وكان الحسين بن منصور الحلاّج شخصيّة مثيرة للجدل، كَفّره البعض فيما قدّسه آخرون ونسبوا
إليه الخوارق والمعجزات التي اختلف حولها أهل الفقه نظرًا للتشابه القائم بين قتل الحلاّج على الصليب
وقتل المسيح. في حومة الصراع في العصر العباسي بين المذاهب والتيارات الدينيّة والسياسيّة، ولد
الحسين بن منصور عام 857 م في بلاد فارس، وعاش في خلوات الصوفيّة، ثمّ طاف البلدان داعيًا إلى الزهد،
ليعود ويستقرّ في بغداد. لُقّب بالحلاّج لكشفه أسرار القلوب (حلاّج الأسرار) ومنهم من قال بسبب مهنة أبيه
في حَلج القطن. كتب الكثير في شتّى المواضيع، لكنّه لم يبقَ سوى القليل من كتاباته، تمكّن المستشرق
الكبير لويس ماسينيون من جمعها، بعد أن كرّس أكثر من خمسين عامًا يبحث في سيرة حياة هذا المتصوّف
المميّز، مستنتجًا أنّ حياة الحلاّج وأقواله قريبة من المفهوم المسيحي للألم والفداء والحياة والحبّ الإلهي.
كانت سنة 309 هجرية من أعظم السنوات حسماً وتحوُّلاً في تاريخ التصوف.. ففي هذه السنة، وبالتحديد
يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة، أُخرج الحسين بن منصور الحلاَّج من سجنه، وجُلد، وقُطعت
يداه ورجلاه، وشُوِّه، وصُلب، وقُطعت رأسه، وأُحرقت جثته. ولم تكن الأحداثُ التي وقعت في هذا اليوم
مُفاجئة.. بل كانت مأساة الحلاج متوقَّعة منذ أن بدأتْ محاكمته ببغداد، قبل قتله ببضعة أشهر تنفيذاً للحكم
النهائي، الذي أصدرته هذه المحكمة الفقهية.. تلك المحكمة التي انتهت إلى إلصاق تهمة المروق من الدين
بهذا الصوفي العارم، غير أنه يمكن القول، أيضاً، إن نهاية الحلاج المأسوية، كانت متوقَّعة من قبل ذلك
بسنوات طويلة! فقد سمعه أبو القاسم الجنيد يتكلَّم في بعض الحقائق الصوفية، فانزعج واحتدَّ على الحلاج،
وصرخ فيه: «أية خشبة سوف تفسده»... وهي إشارةٌ مبكرة، أنبأت بالمصير الذي ينتظر الحلاج، وبنهايته
مصلوباً على خشبة! وكان الحلاج قد «تنبأ» بموته صلبًا عندما قال: «وإن قُتلتُ أو صُلبتُ أو قُطّعت يداي
ورجلاي ما رجعتُ عن دعواي». حين جيء بالحلاّج ليصلب، ورأى الخشب والمسامير «ضحك كثيرًا حتّى
دمعت عيناه»، ثمّ التفت إلى القوم طالبًا سجادة ليفرشوها له، فصلّى ركعتين وتلا آيات من القرآن. ومع أنّه
قال: «ففي دين الصليب يكون موتي، ولا البطحا أريد ولا المدينة». مع النصف الثاني من القرن الثالث
الهجري، أخذت مشكلة اللغة تطفو على سطح التصوف، فقد تعمَّقت الأحوال الصوفية ودقَّت المعاني
وتفرَّدت، فلم يعد بإمكان اللغة العادية أن تصوِّر الدقائق الصوفية التي يودُّ أهل الطريق البوح بها. وتفاقم ذلك
الإشكال التعبيري، حتى صار بمثابة أزمة. فقرر الحلاج تفجير اللغة، والمراد بمحاولة الحلاج تفجير اللغة هو
سعيه للتخلُّص التام من أسـاليـب الصياغة اللغوية الشائعة في عصره، وطموحه الكبير إلى استبدال اللفظ
الذي اهترأ من كثرة التداول، بلفظ يتخلَّق بحرية خلال السياق الجديد.. وقد تجلَّى هذا التفجير للُّغة السائدة،
كما تجلَّى اكتشاف الحلاَّج لمعدن اللغة الصوفية الجديدة، في النص الوحيد (الكامل) الذي بقي إلى اليوم من
مؤلفاته. وهذا النص، الذي كتبه الحلاج في سجنه ــ وهرَّبه تلاميذه ــ والذي يعدُّ واحداً من أروع النصوص
الصوفية على الإطلاق، هو: كتاب الطواسين. ويمثل الحلاَّج مرحلة متقدمة من مراحل أزمة اللغة عند الصوفية، كما يمثل التضحية الكبرى التي قدَّمها الصوفية، في طريقهم نحو إقرار القاموس الصوفي الخاص. وسوف نقتصر فيما يلي على ذكر فقرتين شهيرتين من سيرة الحلاج، تلك السيرة التي أفاض فيها المؤرخون والمترجمون له.. وهاتان الفقرتان تكشفان عن طبيعة الحياة التي عاشها الحلاَّج، وطبيعة الموقف الذي تمت فيه إدانته: الفقرة الأولى قال ابن باكويه: سمعتُ الحسين بن محمد المذاري يقول: سمعتُ أبا يعقوب النهرجوري يقول: دخل الحسين بن منصور الحلاَّج مكة، فجلس في صحن المسجد لا يبرح من موضعه إلا للطهارة أو الطواف، لا يبالى بالشمس ولا بالمطر، فكان يُحمل إليه كل عشية كوزٌ وقرص (ماء وخبز) فيعضُّ من جوانبه أربع عضات ويشرب. الفقرة الثانية قال ابن زنجي: وحُملت دفاتر من دور أصحاب الحلاج، فأمرني حامد ــ الوزير ــ أن أقرأها والقاضي أبو عمر حاضر، فمن ذلك قرأتُ: إن الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتاً، وطاف به أيام الموسم، ثم جمع ثلاثين يتيماً، وكساهم قميصاً قميصاً، وعمل لهم طعاماً طيباً، فأطعمهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك، قام له ذلك مقام الحج! فلما قرأت ذلك الفصل، التفت القاضي أبو عمر إلى الحلاج وقال له: من أين لك هذا؟ قال: من كتاب الإخلاص للحسن البصرى. قال: كذبت يا حلال الدم، قد سمعنا كتاب الإخلاص وما فيه هذا. فلما قال أبو عمر: كذبت يا حلال الدم قال له حامد: أكتب بهذا! فتشاغل أبو عمر بخطاب الحلاَّج، فألحَّ عليه حامد، وقدَّم له الدواة، فكتب بإحلال دمه، وكتب بعده مَنْ حضر المجلس، فقال الحلاج: ظهري حِمىً، ودمى حرام، وما يحل لكم أن تتأولوا عليَّ، واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة، فالله الله في دمي، ولم يزل يردد هذا القول وهم يكتبون خطوطهم، ثم نهضوا ورُدَّ الحلاج إلى الحبس، وكُتب إلى المقتدر ــ الخليفة ــ بخبر المجلس، فأبطأ الجواب يومين، فغلظ ذلك على حامد، وندم وتخوَّف، فكتب رقعةً إلى المقتدر في ذلك يقول: إن ما جرى في المجلس قد شاع، ومتى لم تُتبعه قتل هذا ــ الحلاَّج ــ افتتن به الناس، ولم يختلف عليه اثنان. فعاد الجواب من الغد: «إذا كان القضاة قد أباحوا دمه، فليحضر صاحب الشرطة، ويتقدم بتسليمه وضربه ألف سوط، فإن هلك وإلا ضُربت عنقه..» فسُرَّ حامد. ويوم مقتله، وبينما كان الحلاَّجُ مشدوداً على الصليب الخشبي (الخشبة التي أفسدها) وقبيل حَزَّ رقبته نظر إلى السماء مناجياً ربه:
نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ
وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِيء
لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ
وأنْتَ الذِي فِي السَّماءِ عَرْشُكَ
وأَنْتَ الذِي فيِ السَّمَاءِ إلَه
وفِى الأرضِ إِلَه..
تَجَلَّى كَمَا تَشَاء
مِثْلَ تَجَلِّيكَ فيِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ
والصُّورَةُ هِيَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ
الذِي أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ
وهَؤلاء عِبَادُكَ
قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ
وتَقَرُّباً إليْكَ
فاغْفرْ لَهُمْ!
فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِي
لما فَعَلُوا ما فَعلُوا
ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّي مَا سَترْتَ عَنْهُمْ
لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ
فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ
ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ
هل من مشهد مؤسف اكثر من هذا الذى فعله المتفيقهون
و هل من كلام و حال أرقى من الذى قاله و احس به الحلاج