شيخ الأسرار الباطنية
24-01-2011, 19:26
هم أهل العرفان الذين يميّزون ويدركون ويقدّرون القادر في كلّ شيء... وهذه هي نقطة التحوّل من الموت إلى الحياة... علينا أن نبحث عن المعلّم أو السيّد أو العارف الذي به نتعرّف على الله... هو البرهان لوجود خالق الإنسان "الذي رآني رأى الله"... أي مِن خلاله رأى خالقه ليس بالفكر أو العقل بل بالوجود الحي، وبذلك نتأكّد ونقول: "نعم الله هو الوجود الحيّ للأبد... هذا الإنسان هو معلّمي... المسيح هو معلّمي وسيّدي وهو الباب والطريق والحّق والحياة... وإلاّ سأبقى في عالم المناقشة والمجادلة التافهة والسخيفة... هذه رياضة فكريّة لا جدوى فيها إلا للحروب والدَّمار باسم الله وباسم الجهاد الأكبر"...
لماذا هذه الحروب عبر التاريخ حتى اليوم؟
هذه نتيجة الجهل... الإنسان عدوّ ما يجهل ومن لا يعرف نفسه لا يعرف إلاّ الشّر وهذا هو الشيطان الذي يتحكّم بالإنسان الجاهل!! هل يستطيع الأعمى أن يحدّثك عن النور؟ لا يستطيع الكافر أن يحوّلك إلى مؤمن, ولا المؤمن يمكنه أن يرشدك إلى الإيمان! إنّك لن تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء... المشيئة مفتاح الإيمان في قلب الإنسان الحُر الذي يسعى إلى معرفة نفسه بنفسه والله يهديه إلى النبع الذي يبحث عنه... "طوبى للعطشانين إلى الحقّ" يقول المسيح... ونحن ما هو عطشنا ومشيئتنا وهدفنا؟؟؟ منذ قرون وقرون ولا نزال نتحاور ونتجادل وبدون أيّ معنى بل بالنقاش التافه والسخيف...
لا نستطيع أن نُقنع أيّ إنسان إلاّ إذا اختبرنا الماورائّيات وتعرفّنا على العالم الآخر... المسيح يقول "أنا لست من هذا العالم"...
نعم هو من العوالم السماويّة الأبعد من حدود الكلمة والأبعاد العلميّة... ومع ذلك لا يستطيع أن يقنع أيّ إنسان إلاّ إذا كان من السالكين إلى المعرفة وإلى الوعي الكوني... تذكرت هذه النادرة...
استيقظ جحا باكراً وبدأ بالبكاء وبالصريخ ولّما سألته زوجته عن السبب قال لها: "لا.. لا... لم أر أيّ كابوس ولكنّني متّ باللّيل... أنا ميّت..."
كيف نستطيع أن نقنعه بأنّه حيّ؟ حاولت زوجته والجيران ولكن لا سبيل إلى إقناعه... أصرّ بأنّه ميّت وطلب من الطبيب أن يقدّم له برهان واضح بأنّه حيّ... وبالفعل فكّر الطبيب واخترقت فكره فكرة قويّة وقال له...
"معا سنذهب إلى المستشفى وإلى فحص الجثّة بعد وفاتها", وأخبر الأطباء عن حالة جحا...
شرّح الأطبّاء أمامه أكثر من جثة وسألوا جحا إذا رأى أيّ دم ينزف من الجسد الميّت... طبعاً لم ير أيّ منهم أيّ دم... هذا هو البرهان المطلوب...
هل رأيت أيّ نقطة دم تنزف من هذا الميّت يا جحا؟ طبعاً لم يرَ أي نزيف وبقي مع الطبيب عدّة أيّام يشرّح الأموات والبرهان واضح بأنّ الميّت لا ينزف واقتنع جحا عقليّاً بأنّ الطبيب على حقّ وكذلك العلم والبرهان واضح... وبعد أن تأكّد جحا من هذه الحقيقة قال للطبيب:
" معك حقّ ولقد رأيت الحقّ بأنّ الجسد الميّت لا ينزف ولكن هذا الموقف لا يغيّر من وضعي شيئاً..." فردّ عليه قائلاً : "انتظر قليلاً يا جحا". وأخذ يده وجرحها وإذا بالدم يسيل من إصبعه المجروح.
" والآن! ماذا ترى؟ ألا يكفي هذا البرهان بأنّك حيّ؟"
نظر جحا إلى الدّماء تسيل من إصبعه وقال: "يا الله فإذاً الإنسان الميّت ينزف بعد الموت..."
البرهان لا يبرهن شيئاً إذا كنت مقتنعاً بعدم وجود الله, كل البراهين ستدعم أفكارك... الإقتناع لا يغيّر القناع... إذا كنت مؤمناً أو كافراً, هذا اعتقاد مزيّف ومقلّد ومتثبت بالفكر.
ما لم تدرك وتعرف وتميّز بين الحقّ والباطل ستبقى في قفص المناقشة والحوار والجدال التافه...
ستبقى في الدنيا أعمى وفي الآخرة أعمى وأضلّ سبيل إلاّ إذا فتحت عينيك وتعرّفت على بصرك وبصيرتك وأدركت سبب وجودك واختبرت النعمة التي قذفها الله في قلبك وتأكدت من وجود الحيويّة فيك... أنت الكائن الساجد في هذا الجسد... إنّه هو الحيّ مع الحيّ... هذه الحقيقة أبعد من حدود الفكر والعقل والعلم...
أن تبحث عن معلّم أو سيّد ترى به سرّ وجودك المقدّس... ويكون البرهان الواضح لترى في عيونه اللّمحة الإلهيّة والومضة النورانيّة وبمحبّته تشعر بالسرّ الذي يتجاوب معه من قلبك إلى قلبه ومعه تسمو من الكفر إلى الإيمان ومن الشكّ إلى اليقين... وهذا هو الفيض الإلهي الأزلي...
والمعلّم هو هذا الناي الفارغ والصافي والله هو اللّحن الذي يفيض من خلاله وإذا تعرّفت إلى هذا السرّ ستسير معه وسيعرفك البشر من خلال هذه الإشارة الإلهيّة...
إنسان واحد يبلغ النشوة الأبديّة يستطيع أن يحوّل العالم من الشرّ إلى الخير... ولكن لا نزال في حياة الحرب والدّمار لأننا اخترنا الجهل والبقاء في الشقاء ونُصرّ على التمسّك بهذا الوجع وبعدم التغيّر وندافع عن التعاسة ونحمي جهنّم ونتسلّح ضدّ الله... مدرّعين ومصفّحين ضدّ الإنجيل والقرآن ونلوم الله على كلّ حال ومَن منّا يعرف الله؟ ومَن منّا يعرف نفسه؟
لو لم نكن أغبياء لاكتفينا بأيّ من الأنبياء... الحقيقة واحدة ولكن مَن منّا موحّد مع نفسه أوّلاً؟ ألوف من الحكماء والأنبياء والأولياء ولا نزال في أسفل السافلين ندافع عن قبيلة قايين وأين اليقين أيّها الإنسان؟؟
لا تنتظر النصر من أيّ إنسان أو أيّ إنسانيّة!! عليّ بنفسي ثمّ نفسي ثمّ أخي... أحبّ قريبك كنفسك... من أنا ولماذا أتيت إلى الدّنيا؟ وأين المصير؟ وأين هو الضمير؟ السائل هو المسؤول... ومن أدرك هذه المسؤوليّة تحوّل من آدم إلى المسيح... هذه هي رسالة الله عبر جميع الأنبياء ولكنّنا ندافع عن الأغبياء ونرجم الأنبياء...
الآن الآن وليس غداً... لنا الخَيار دون أن نختار... الموت أو الحياة؟ ... النار أو النور؟... والباب مفتوح وسفينة نوح بانتظارك...
أنت السفينة وأنت الرّبان والله يهدي كلّ إنسان على خطى الحقّ والحياة وسلام الله على من اتّبع الهدى في يوم الدِّين آمين......
لماذا هذه الحروب عبر التاريخ حتى اليوم؟
هذه نتيجة الجهل... الإنسان عدوّ ما يجهل ومن لا يعرف نفسه لا يعرف إلاّ الشّر وهذا هو الشيطان الذي يتحكّم بالإنسان الجاهل!! هل يستطيع الأعمى أن يحدّثك عن النور؟ لا يستطيع الكافر أن يحوّلك إلى مؤمن, ولا المؤمن يمكنه أن يرشدك إلى الإيمان! إنّك لن تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء... المشيئة مفتاح الإيمان في قلب الإنسان الحُر الذي يسعى إلى معرفة نفسه بنفسه والله يهديه إلى النبع الذي يبحث عنه... "طوبى للعطشانين إلى الحقّ" يقول المسيح... ونحن ما هو عطشنا ومشيئتنا وهدفنا؟؟؟ منذ قرون وقرون ولا نزال نتحاور ونتجادل وبدون أيّ معنى بل بالنقاش التافه والسخيف...
لا نستطيع أن نُقنع أيّ إنسان إلاّ إذا اختبرنا الماورائّيات وتعرفّنا على العالم الآخر... المسيح يقول "أنا لست من هذا العالم"...
نعم هو من العوالم السماويّة الأبعد من حدود الكلمة والأبعاد العلميّة... ومع ذلك لا يستطيع أن يقنع أيّ إنسان إلاّ إذا كان من السالكين إلى المعرفة وإلى الوعي الكوني... تذكرت هذه النادرة...
استيقظ جحا باكراً وبدأ بالبكاء وبالصريخ ولّما سألته زوجته عن السبب قال لها: "لا.. لا... لم أر أيّ كابوس ولكنّني متّ باللّيل... أنا ميّت..."
كيف نستطيع أن نقنعه بأنّه حيّ؟ حاولت زوجته والجيران ولكن لا سبيل إلى إقناعه... أصرّ بأنّه ميّت وطلب من الطبيب أن يقدّم له برهان واضح بأنّه حيّ... وبالفعل فكّر الطبيب واخترقت فكره فكرة قويّة وقال له...
"معا سنذهب إلى المستشفى وإلى فحص الجثّة بعد وفاتها", وأخبر الأطباء عن حالة جحا...
شرّح الأطبّاء أمامه أكثر من جثة وسألوا جحا إذا رأى أيّ دم ينزف من الجسد الميّت... طبعاً لم ير أيّ منهم أيّ دم... هذا هو البرهان المطلوب...
هل رأيت أيّ نقطة دم تنزف من هذا الميّت يا جحا؟ طبعاً لم يرَ أي نزيف وبقي مع الطبيب عدّة أيّام يشرّح الأموات والبرهان واضح بأنّ الميّت لا ينزف واقتنع جحا عقليّاً بأنّ الطبيب على حقّ وكذلك العلم والبرهان واضح... وبعد أن تأكّد جحا من هذه الحقيقة قال للطبيب:
" معك حقّ ولقد رأيت الحقّ بأنّ الجسد الميّت لا ينزف ولكن هذا الموقف لا يغيّر من وضعي شيئاً..." فردّ عليه قائلاً : "انتظر قليلاً يا جحا". وأخذ يده وجرحها وإذا بالدم يسيل من إصبعه المجروح.
" والآن! ماذا ترى؟ ألا يكفي هذا البرهان بأنّك حيّ؟"
نظر جحا إلى الدّماء تسيل من إصبعه وقال: "يا الله فإذاً الإنسان الميّت ينزف بعد الموت..."
البرهان لا يبرهن شيئاً إذا كنت مقتنعاً بعدم وجود الله, كل البراهين ستدعم أفكارك... الإقتناع لا يغيّر القناع... إذا كنت مؤمناً أو كافراً, هذا اعتقاد مزيّف ومقلّد ومتثبت بالفكر.
ما لم تدرك وتعرف وتميّز بين الحقّ والباطل ستبقى في قفص المناقشة والحوار والجدال التافه...
ستبقى في الدنيا أعمى وفي الآخرة أعمى وأضلّ سبيل إلاّ إذا فتحت عينيك وتعرّفت على بصرك وبصيرتك وأدركت سبب وجودك واختبرت النعمة التي قذفها الله في قلبك وتأكدت من وجود الحيويّة فيك... أنت الكائن الساجد في هذا الجسد... إنّه هو الحيّ مع الحيّ... هذه الحقيقة أبعد من حدود الفكر والعقل والعلم...
أن تبحث عن معلّم أو سيّد ترى به سرّ وجودك المقدّس... ويكون البرهان الواضح لترى في عيونه اللّمحة الإلهيّة والومضة النورانيّة وبمحبّته تشعر بالسرّ الذي يتجاوب معه من قلبك إلى قلبه ومعه تسمو من الكفر إلى الإيمان ومن الشكّ إلى اليقين... وهذا هو الفيض الإلهي الأزلي...
والمعلّم هو هذا الناي الفارغ والصافي والله هو اللّحن الذي يفيض من خلاله وإذا تعرّفت إلى هذا السرّ ستسير معه وسيعرفك البشر من خلال هذه الإشارة الإلهيّة...
إنسان واحد يبلغ النشوة الأبديّة يستطيع أن يحوّل العالم من الشرّ إلى الخير... ولكن لا نزال في حياة الحرب والدّمار لأننا اخترنا الجهل والبقاء في الشقاء ونُصرّ على التمسّك بهذا الوجع وبعدم التغيّر وندافع عن التعاسة ونحمي جهنّم ونتسلّح ضدّ الله... مدرّعين ومصفّحين ضدّ الإنجيل والقرآن ونلوم الله على كلّ حال ومَن منّا يعرف الله؟ ومَن منّا يعرف نفسه؟
لو لم نكن أغبياء لاكتفينا بأيّ من الأنبياء... الحقيقة واحدة ولكن مَن منّا موحّد مع نفسه أوّلاً؟ ألوف من الحكماء والأنبياء والأولياء ولا نزال في أسفل السافلين ندافع عن قبيلة قايين وأين اليقين أيّها الإنسان؟؟
لا تنتظر النصر من أيّ إنسان أو أيّ إنسانيّة!! عليّ بنفسي ثمّ نفسي ثمّ أخي... أحبّ قريبك كنفسك... من أنا ولماذا أتيت إلى الدّنيا؟ وأين المصير؟ وأين هو الضمير؟ السائل هو المسؤول... ومن أدرك هذه المسؤوليّة تحوّل من آدم إلى المسيح... هذه هي رسالة الله عبر جميع الأنبياء ولكنّنا ندافع عن الأغبياء ونرجم الأنبياء...
الآن الآن وليس غداً... لنا الخَيار دون أن نختار... الموت أو الحياة؟ ... النار أو النور؟... والباب مفتوح وسفينة نوح بانتظارك...
أنت السفينة وأنت الرّبان والله يهدي كلّ إنسان على خطى الحقّ والحياة وسلام الله على من اتّبع الهدى في يوم الدِّين آمين......