شيخ الأسرار الباطنية
15-09-2013, 15:33
لماذا دائما أخاف من آراء الآخرين ؟؟؟
لأنك لم تكن ذاتك، لست منفردا بعد.
لأنك أصبحت كالملف، تحتفظ وتتبع آراء الآخرين... أصبحت آراء الآخرين كالأوراق التي تجعلك مليئا بالصفحات، وإن خلي هذا الملف من الأوراق، فإنه سيكون خاليا بلا فائدة تذكر.
أحدهم يقول إنك جميل ووسيم ورشيق الجسم، إذن أنت جميل.
وآخر يقول إنك أناني ومتعجرف، إذن أنت متعجرف.
وآخر يقول إنك مدهش وعجيب، إذن أنت عجيب ومدهش.
وأخير يقول أنه لم يجد أكثر منك قذارة وبذاءة، إذن أنت شخص قذر.
وما إلى هنالك من أقوال الناس، وما أنت إلا أن تصدقهم وتتبع أقوالهم.
وهذه هي آرائك وانطباعاتك، لهذا فهي متناقضة وملتبسة على بعضها.
شخص يقول إنك وسيم، وآخر يقول إنك قبيح... أنت تحاول أن تتناسى هذا الرأي الأخير، رأي الشخص الذي وصفك بالقبيح، ولكنك لا تستطيع أن تنسى، سوف يكون هذا الرأي في عقلك، وسوف تعمل من أجل أن تبدو عكس ذلك.
إذا حفظت وحبذت الرأي الذي وصفك بالوسيم، عليك أن تحتفظ وتحبذ وتتقبل الرأي الآخر، الذي وصفك بالقبيح.
انطباعاتك أصبحت غامضة، لم تعد تعرف بالضبط من أنت... وكأنك لم تخلق منفردا، متميزا بذاتك... إنك الآن تابع لآراء الآخرين، وهي من تصنع منك إنسان كما يحلو لهم، كالعجينة التي يشكلها الآخرون ويخبزها آخرون ويأكلها آخرون.
لهذا، أنت تخاف آراء الآخرين، ولأن آراء الآخرين تتغير، فأنت تتغير كذلك. حسب مزاج رأي الآخرين، وهذه هي لعبة المجتمع.
إن تقنية المجتمع التي يستخدمها هي أن يجعلك تواقاً للاحترام، وذلك حسب مزاجه.
إن رأيت شرطي يقود لصاً مقيداً إلى السجن، فلا تحكم من هو الشرطي الحقيقي ومن حو اللص الحقيقي... هذه هي لعبة المجتمع.
إذا تبعت مبادئ المجتمع، فإنه سيحترمك.
وإن لم تتبع مبادئ المجتمع فإنك ستسمع احتقاره وإهاناته لك.
إتباع مبادئ المجتمع يعني أن تكون عبدا له... نعم، إنه سيحترمك كثيرا كونك أصبحت عبدا له، ولكن عندما تريد أن تكون رجلا حرا، امرأة حرة، طفلا حرا، فإن المجتمع سيكون غاضبا عليك.
لكي تكون حرا، إنه أمر صعب جدا... وأنا أقول لك هذا من تجربتي الذاتية، وربما يكون من المستحيل أن تخرج عن نطاق ذلك، لأن المجتمع لا يريد ذلك أبدا. لأن الرجل الحر يعتبر خطراً جداً في بقاء المجتمع.
المجتمع يحب الآلات، الرجال الآليين، الذين يكونون جاهزين لتلبية أي أمر وفي أي وقت وأي مكان، بعد أن يصّفّوا بشكل منتظم في الطابور لانتظار الدور..
المجتمع يقدم لهم أجل احترام، وأفضل الهدايا والتقديرات، هذه هي اللعبة. إنهم لا يقدرون ولا يحترمون من هو طليق حر، وكيف يحترمون من هو خاص مميز بذاته ؟؟؟ إنه عدو للمجتمع، يهدد صورته و بقائه.
الإنسان الحر عدو المجتمع المجتمع العبودي.
وفي عالم وزمن ماديين، الشخص الروحاني دائما في صعوبة وجهاد لعدم وجود توافق وانسجام بينه وبين هذا العالم وهذا الزمن.
ولكي تتناسب مع الآخرين، فإن المجتمع يعطيك أكثر مما تريد، يعطيك دعمين مادي ومعنوي، وإن توقفت عن هذه اللعبة، فإنه يغير موقفه باتجاهك/ضدك. يستطيع أن يمحيك ويدمرك بثانية واحدة فقط !!! لأن انطباعاتك وتصوراتك (شخصيتك) من صنعه هو، من صنع يديه. لهذا يجب أن تعرف هذه النقطة جيدا.
***
تسأل لماذا تخاف من آراء الآخرين ؟؟؟
لأنك لم تكن ذاتك بعد، لست منفردا بعد. وأراء الآخرين التي تخافها هي التي خلقت ذاتك. يمكنهم أن يرجعوا ويأخذوا آرائهم و يبدلوها.
فقط، كن ذاتك، كن فرديتك وتميزك.
انظر إلى الطبيعة، كل ورقة شجر منفردة عن الآخرين، كل زهرة متميزة، لا السنديانة تتبع الحنظلة ولا الحنظلة تشن القوانين والمبادئ للسنديانة وتلزمها بها.
ليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك جيد، وليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك سيء.
هذه المحاولات الفاشلة من المجتمع، يمكنها فقط أن تعيش وتستمر في حلم المجتمع الزائف وأوهامه.
في يوم ما قال الطبيب لرجل:"إنك الرجل الوحيد الذي سيغير تاريخ الطب ويسجل فيه على إنك الرجل الوحيد الذي يحمل بجنين" فأجاب الرجل وهو مفزوع :"هذا مريع، ماذا سيقول الجيران عني، وأنا لم أتزوج بعد !!!!!!!!!!! ".
إنه لم يهتم من تاريخ الطب، ولكنه قلق من أجل الجيران، كونه ليس متزوجاً.
نحن في خوف مستمر.. هذا الخوف سوف يستمر طالما إننا نتبع ونهتم بآراء الآخرين... أبعد كل الآراء عنك...
شخص يؤمن بأنك قديس، بأنك كاهن، بأنك ولي من أولياء الله، لا تهتم بذلك، إنه إنسان خطر، لأنه سوف يجرك حتى تهتم لأفكاره، ومرة واحدة سوف تستمع له وسوف تصدقه، وسوف يكون هو مرشدك وأنت عبدا له.
عندما تمجد/تمتدح شخص ما، فإنك تزداد قوة، عندما تمتدح شخص وهو يقبل هذا المدح منك، فسوف يكون فريستك، سوف تبرمجه كيفما أردت.
وإن أراد أن يفعل ذلك الشخص شيء ما... أي شيء بسيط...
فكر معي، إنك قد وصفته بأنه ولي أو قديس... وفي يوم من الأيام فكر ذلك الشخص أن يشعل سيجارة ويدخن، ماذا سيفعل حينها ؟؟؟ إنه لا يستطيع أن يدخن، ماذا سيحصل إن دخن بهالة القداسة والرفعة التي أنت ألبسته إياها وأرغمته على ذلك وهو قبلها منك ؟؟
لهذا فالمدح مسؤولية كبيرة... ذلك الرجل الذي جعلته قديسا لا يستطيع التدخين لأن هناك الكثيرون من الناس الذين ينظرون له على إنه ولي مكرم، وإن دخن سيجارته فسيبدو منافق أمام الجميع. وإن أراد التدخين، فسوف يدخن عندما يغلق الباب على نفسه، ولن يقول لأحد عن ذلك. ومع الوقت سوف يعتاد على ذلك، وسيكون تدخين السيجارة كأي فعلة خاصة يجب أن يفعلها من وراء الباب وحده، وهنا يصبح له وجهين، وجه أمام الناس، ووجه آخر خاص أمام نفسه.
لا تقبل أي رأي للآخرين، إن كان جيد وإن كان سيء، الحرية صعبة المنال، لأن الذين حولك يحبون العبد الذي يخضع لآرائهم ومبادئهم، الحرية رقصة ولا أروع، أغنية ولا أجمل... الحرية هي الباب إلى الله.
أن تكون حرا في المجتمع أي أن تكون عبدا، ولكن إن أردت أن تتحرر من المجتمع عليك أن تتجه إلى الله، وعبد المجتمع لا يمكنه الصعود إلى الله.
وهذه هي الحرية لا أقصد بها أن تكون حرا بلا هدف وبلا مرمى للوصول، بل إن الحرية التي لا بد أن تعرفها هي حرية الوعي، لأن الوعي شكل من أشكال الحرية، وليس هناك حرية لغافل عن ذاته، الحرية هي الوعي والوعي هدف الحياة...
أنت حر، لا يمكن لأحد ما أن يقيدك أو يقطع جناحيك ,,,
لأنك لم تكن ذاتك، لست منفردا بعد.
لأنك أصبحت كالملف، تحتفظ وتتبع آراء الآخرين... أصبحت آراء الآخرين كالأوراق التي تجعلك مليئا بالصفحات، وإن خلي هذا الملف من الأوراق، فإنه سيكون خاليا بلا فائدة تذكر.
أحدهم يقول إنك جميل ووسيم ورشيق الجسم، إذن أنت جميل.
وآخر يقول إنك أناني ومتعجرف، إذن أنت متعجرف.
وآخر يقول إنك مدهش وعجيب، إذن أنت عجيب ومدهش.
وأخير يقول أنه لم يجد أكثر منك قذارة وبذاءة، إذن أنت شخص قذر.
وما إلى هنالك من أقوال الناس، وما أنت إلا أن تصدقهم وتتبع أقوالهم.
وهذه هي آرائك وانطباعاتك، لهذا فهي متناقضة وملتبسة على بعضها.
شخص يقول إنك وسيم، وآخر يقول إنك قبيح... أنت تحاول أن تتناسى هذا الرأي الأخير، رأي الشخص الذي وصفك بالقبيح، ولكنك لا تستطيع أن تنسى، سوف يكون هذا الرأي في عقلك، وسوف تعمل من أجل أن تبدو عكس ذلك.
إذا حفظت وحبذت الرأي الذي وصفك بالوسيم، عليك أن تحتفظ وتحبذ وتتقبل الرأي الآخر، الذي وصفك بالقبيح.
انطباعاتك أصبحت غامضة، لم تعد تعرف بالضبط من أنت... وكأنك لم تخلق منفردا، متميزا بذاتك... إنك الآن تابع لآراء الآخرين، وهي من تصنع منك إنسان كما يحلو لهم، كالعجينة التي يشكلها الآخرون ويخبزها آخرون ويأكلها آخرون.
لهذا، أنت تخاف آراء الآخرين، ولأن آراء الآخرين تتغير، فأنت تتغير كذلك. حسب مزاج رأي الآخرين، وهذه هي لعبة المجتمع.
إن تقنية المجتمع التي يستخدمها هي أن يجعلك تواقاً للاحترام، وذلك حسب مزاجه.
إن رأيت شرطي يقود لصاً مقيداً إلى السجن، فلا تحكم من هو الشرطي الحقيقي ومن حو اللص الحقيقي... هذه هي لعبة المجتمع.
إذا تبعت مبادئ المجتمع، فإنه سيحترمك.
وإن لم تتبع مبادئ المجتمع فإنك ستسمع احتقاره وإهاناته لك.
إتباع مبادئ المجتمع يعني أن تكون عبدا له... نعم، إنه سيحترمك كثيرا كونك أصبحت عبدا له، ولكن عندما تريد أن تكون رجلا حرا، امرأة حرة، طفلا حرا، فإن المجتمع سيكون غاضبا عليك.
لكي تكون حرا، إنه أمر صعب جدا... وأنا أقول لك هذا من تجربتي الذاتية، وربما يكون من المستحيل أن تخرج عن نطاق ذلك، لأن المجتمع لا يريد ذلك أبدا. لأن الرجل الحر يعتبر خطراً جداً في بقاء المجتمع.
المجتمع يحب الآلات، الرجال الآليين، الذين يكونون جاهزين لتلبية أي أمر وفي أي وقت وأي مكان، بعد أن يصّفّوا بشكل منتظم في الطابور لانتظار الدور..
المجتمع يقدم لهم أجل احترام، وأفضل الهدايا والتقديرات، هذه هي اللعبة. إنهم لا يقدرون ولا يحترمون من هو طليق حر، وكيف يحترمون من هو خاص مميز بذاته ؟؟؟ إنه عدو للمجتمع، يهدد صورته و بقائه.
الإنسان الحر عدو المجتمع المجتمع العبودي.
وفي عالم وزمن ماديين، الشخص الروحاني دائما في صعوبة وجهاد لعدم وجود توافق وانسجام بينه وبين هذا العالم وهذا الزمن.
ولكي تتناسب مع الآخرين، فإن المجتمع يعطيك أكثر مما تريد، يعطيك دعمين مادي ومعنوي، وإن توقفت عن هذه اللعبة، فإنه يغير موقفه باتجاهك/ضدك. يستطيع أن يمحيك ويدمرك بثانية واحدة فقط !!! لأن انطباعاتك وتصوراتك (شخصيتك) من صنعه هو، من صنع يديه. لهذا يجب أن تعرف هذه النقطة جيدا.
***
تسأل لماذا تخاف من آراء الآخرين ؟؟؟
لأنك لم تكن ذاتك بعد، لست منفردا بعد. وأراء الآخرين التي تخافها هي التي خلقت ذاتك. يمكنهم أن يرجعوا ويأخذوا آرائهم و يبدلوها.
فقط، كن ذاتك، كن فرديتك وتميزك.
انظر إلى الطبيعة، كل ورقة شجر منفردة عن الآخرين، كل زهرة متميزة، لا السنديانة تتبع الحنظلة ولا الحنظلة تشن القوانين والمبادئ للسنديانة وتلزمها بها.
ليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك جيد، وليس هناك أحد يمكنه أن يجعلك سيء.
هذه المحاولات الفاشلة من المجتمع، يمكنها فقط أن تعيش وتستمر في حلم المجتمع الزائف وأوهامه.
في يوم ما قال الطبيب لرجل:"إنك الرجل الوحيد الذي سيغير تاريخ الطب ويسجل فيه على إنك الرجل الوحيد الذي يحمل بجنين" فأجاب الرجل وهو مفزوع :"هذا مريع، ماذا سيقول الجيران عني، وأنا لم أتزوج بعد !!!!!!!!!!! ".
إنه لم يهتم من تاريخ الطب، ولكنه قلق من أجل الجيران، كونه ليس متزوجاً.
نحن في خوف مستمر.. هذا الخوف سوف يستمر طالما إننا نتبع ونهتم بآراء الآخرين... أبعد كل الآراء عنك...
شخص يؤمن بأنك قديس، بأنك كاهن، بأنك ولي من أولياء الله، لا تهتم بذلك، إنه إنسان خطر، لأنه سوف يجرك حتى تهتم لأفكاره، ومرة واحدة سوف تستمع له وسوف تصدقه، وسوف يكون هو مرشدك وأنت عبدا له.
عندما تمجد/تمتدح شخص ما، فإنك تزداد قوة، عندما تمتدح شخص وهو يقبل هذا المدح منك، فسوف يكون فريستك، سوف تبرمجه كيفما أردت.
وإن أراد أن يفعل ذلك الشخص شيء ما... أي شيء بسيط...
فكر معي، إنك قد وصفته بأنه ولي أو قديس... وفي يوم من الأيام فكر ذلك الشخص أن يشعل سيجارة ويدخن، ماذا سيفعل حينها ؟؟؟ إنه لا يستطيع أن يدخن، ماذا سيحصل إن دخن بهالة القداسة والرفعة التي أنت ألبسته إياها وأرغمته على ذلك وهو قبلها منك ؟؟
لهذا فالمدح مسؤولية كبيرة... ذلك الرجل الذي جعلته قديسا لا يستطيع التدخين لأن هناك الكثيرون من الناس الذين ينظرون له على إنه ولي مكرم، وإن دخن سيجارته فسيبدو منافق أمام الجميع. وإن أراد التدخين، فسوف يدخن عندما يغلق الباب على نفسه، ولن يقول لأحد عن ذلك. ومع الوقت سوف يعتاد على ذلك، وسيكون تدخين السيجارة كأي فعلة خاصة يجب أن يفعلها من وراء الباب وحده، وهنا يصبح له وجهين، وجه أمام الناس، ووجه آخر خاص أمام نفسه.
لا تقبل أي رأي للآخرين، إن كان جيد وإن كان سيء، الحرية صعبة المنال، لأن الذين حولك يحبون العبد الذي يخضع لآرائهم ومبادئهم، الحرية رقصة ولا أروع، أغنية ولا أجمل... الحرية هي الباب إلى الله.
أن تكون حرا في المجتمع أي أن تكون عبدا، ولكن إن أردت أن تتحرر من المجتمع عليك أن تتجه إلى الله، وعبد المجتمع لا يمكنه الصعود إلى الله.
وهذه هي الحرية لا أقصد بها أن تكون حرا بلا هدف وبلا مرمى للوصول، بل إن الحرية التي لا بد أن تعرفها هي حرية الوعي، لأن الوعي شكل من أشكال الحرية، وليس هناك حرية لغافل عن ذاته، الحرية هي الوعي والوعي هدف الحياة...
أنت حر، لا يمكن لأحد ما أن يقيدك أو يقطع جناحيك ,,,