محمد ال عباد
23-06-2013, 23:07
المنـاجـاة
إلهي إنّ عطاءك غير مشوب بسبب، فتفضل على من لا عمدة له سوى التدثر بثوب الذلة والخضوع بين يديك، مادّاً أكفّ الطمع بأعتابك التي لا تردّ سائلاً، واضعاً حرّ وجهه على صفحات التراب، مغفّراً ثوب مجده على ممر الأبواب، باسطاً لسان التذلّل والانكسار، متنصّلاً مما جناه من الذنوب والآثام والأوزار.
إلهي إن ذنوبنا لا شيء في حاشية نقطة من بحر كرمك الفياض الذاتي:
إلهي إنّ وصفي الجهل والغباوة والقبح، وإنّ العفو عن مثلي أدخَلُ في بساط الكرم.
إلهي إن بضاعتنا مزجاة في بساط المُكابدات، فاسلك بنا مسلك أهل الاجتباء والاصطفاء والمحبوبية، فبذلك نحوز الحظ الأوفر منك، وإلاّ فالطريق الأخرى وعرة صعبة المسالك، يا قريب يا مجيب.
إلهي إنّ أفعالنا أبطات بنا عن السَّير إليك، فاجذبنا إليك جذبة قويّة لا بالنظر إلينا بل من حيث إنّا مساكين وفقراء، و[إنّما الصّدقات للفقراء والمساكين].
إلهي من قدَّرتَ عليه المعاصي فاسْلُبه حلاوتَها عند فعله لها، كي يخفّ عليه الإثم.
إلهي من قدَّرتَ عليه المعاصي فوفّقْه للتّوبة عن قُرب، حتّى لا ينخرط في سلْك المُصرِّين.
إلهي إنك سلَّطتَ علينا من لا يرحمُنا، وأعميتَ جُفونَنا عن رؤِيته حتّى لا نحترس منه، فأرنا يا ربّ المخرج إذا أوقعنا في تيه الظلمة والبعاد.
إلهي أنت أكرمُ من أن تجمع علينا عذابَيْن، عدم رؤيته حتّى أوقَعَنا في بحر الخطايا والذنوب، وعدم التخلُّص منه إذا ظفرَ بأُمْنِيتِه منا.
إلهي أنت أكرمُ من أن تشمته بنا، فأيِّسْه منّا كما أيّسته من عبادك المصطفين الأخيار.
إلهي أنت أكرم من أن تُحزنَنا ويَفْرَحَ بطردنا وإبعادنا.
إلهي انقطعت السُّبُل إلاّ إليك، وأيسَ الرّجاء إلاّ منك وعمِيَتِ الأعيُن عن كلّ شيء إلاَّ عنك، فلا تقطع حبْلَنا عنك، ولا تَحُلْ بيننا وبين مشاهدتك، ولا تُعذِّبنا بذل الحجاب.
إلهي إنَّ أعمالَنا ليست مخلوقة لنا، فوفِّقْنا للتوبة حتّى تُحِبَّنا وإذا أحببتَنا لا تُعذِّبنا.
إلهي إنَّ العفو عن أمثالنا أدْخَلُ في بساط الكرم، فنحن أغبياء جاهلون عاجزون، أينما وجَّهتنا لا نأتِ بخير، فاعِفُ عنَّا فيمن عَفَوْتَ، واهْدنا فيمن هَدَيْتَ، وقِنا شرّ ما قضَيْتَ، واجعلْنا من عِبادك المخْلصين.
إلهي إنّ يوسف الحُسْنِ قابلَتْه إخْوَتُه بما تُضَعْضَعُ به الأركان، وتُدَكُّ به الجبال، وقابَلَهم بمقتضى حسَنَه، فقال بعد رمْيهِ بأسْهُمِ التّفرقة ثمانين سنة، [لا تثريبَ عليكم، اليوم يغفرُ الله لكم]، وها نحن يا أرحم الراحمين، ما استيقظْنا من سنة غفلتنا حتّى أصبَحَتْ لـمّتُنا شمطاء، فتجاوز عن مسيئنا، ولا تُقِمْ قسطاس العدل(173) على مُحسِِننا، وهب مُسيئَنا لمحسِِننا، يا نعم المولى ويا نعم النَّصير.
إلهي لَلْوقُوفُ على شوك السَّعدان أهْوَنُ من وطء موقف المخاصَمة.
إلهي لو لم يكن في بضاعة المحاسبة إلاّ تعداد نعمك المتواترة علينا، ونحن منهمكون في المعاصي والمخالفات لكفى، فكيف بإبداء عورتنا وجهالتِنا.
إلهي إنك وإن قابلتَ الكلَّ بالعدل والانتقام، فأنت في حُكمك عدِل لكن الخلفَ في الوعيد من شيم الكرام، وأنت أكرم موجود وخير مقصود، وأفضل من يُرجى، وأعلى من يُركن إليه، يا رُكنَ من لا رُكنَ له، يا حفيظ من لا حفيظ له، يا مُعزّ من لا مُعزَّ له، يا كفيل من لا كفيلَ له، يا عُمِدَةَ القاصدين، يا راحمَ المذنبين، يا غافر الزلاّت، يا مُقيل العثرات، يا عَفُو عن الجهالات، يا ناصرَ من لا ناصرَ له، يا وليَّ من لا ولي له، يا شفيعَ من لا شفيع له، أنِسْ غُربتي، واكشف وحْشتي، وداوِ صُفرتي، وأزِحْ علَّتي، وصلْ فرقتي، وأجبْ طلبتي، وارْحَم شِكايتـي، ولا تُهمِل تقاطُر دمعتي، ولا تقَطع عبرتي.
إلهي إن ذنبي وإن تعاظم فمغفرتُك أوسع منه.
إلهي إنّ مثلي يُنَزِّه قدرك عن مقابلته، فاعفُ عنَّا فيمن عفوت، واهدنا فيمن هديتَ، وقنا شرَّ ما قضَيْت.
إلهي إنَّك وإن أغْضَيْتَ عن مَساوئنا، فأيّ ضرر يلْحَقُك، فأنت السِّـتِّيرُ الحليم سبحانك سبحانك، تنـزَّهْتَ عن الفحشاء، المؤمن الكريم.
إلهي إنَّك وإن قابلتَنا بالإكرام بدل الانتقام، فهو شنْشنَتُك(174) التي بها تُعرف، ودَيْدَنُك(175) الذي به تُوصَف.
إلهي إنَّا وإن أسأنا وأذْنَبْنا وخالفْنا فكرمُك يَعُمُّ سائرَ ذُنوبنَا.
إلهي إنّنا وإنْ انتَهَكْنا الحُرُمَ، وأزَلْنا برْقَع(176) الحياء عن وجْهِنا فلا نخرج عن كريم بابك، فليس لنا رب سِواك.
إلهي إنَّ من العدل الظاهر في الأرض كون الشرِّ دسَّاساً، والخير لا نجد له أعوانا، فاعصمْنا من الزَّلل، يا من بيده خزائن كل شيء.
إلهي إنَّا وإن خالَفْنا اتِّكالاً على التّسويلات الظلمانية، فلَنا مَهْيَعٌ(177) في التطفّل على الرَّشحات الفَيْضيَّة.
إلهي إن اعتمادي على فضْلك، وتقصيري في خدمتك، وإصراري على مُخالفَتك، من الحماقة والجهل والغُرور، وعدم اتكالي على عفوِك، وعدم رجائي مَغْفرتَك مع عظم جُرمي وسُوء فعلي وخُبْثِ طَوِيَّتي من عدم حُسْن ظنِّي بك.
إلهي إنّ الغرماء(178) حلّقوا بأبوابنا يطلبون ثأرهم وليست لنا أعمال نقسمها حتّى على سُدُسِهم، وقد جدُّوا في الطَلَب، وما ثمَّ مَنْ غَرَّني سوَى الثقة بحِلْمِك، وإسْبالِك علينا ثوبَ السِّتْرِ حتَّى ظنَنَّا أنْ ليس يُرفَع، فأقِلْ عثرتَنا(179)، وأجبْ بالفضلِ طَلْبَتنا، ولا تَرُدَّنا على أعقابنا. ربِّ اغْفر وارْحَمْ وأنتَ خيرُ الراحمين. وصلَّى الله على سيّدنا ومولانا أحمد سرِّ الذّات ولوح التشكُّلات وآله وصحبه وسلّم.
———————————————
(173) - قسطاس من العدل: ميزان العدل.
(174) - شنشنتك: الخلق والطبيعة (العادة).
(175) - ديدنك: صفتك وسمتك.
(176) - بُرقع: حجاب والحجاب عند الصوفية حائل يحول بين الشيء المطلوب وبين طالبه وقاصده.
(177) - مهيع:
(178) - الغرماء: جمع غريم وهو الذي عليه الرين، وقد يكون الغريم أيضا الذي له الدين.
(179) - العثرة: عثرة الرجل أقرباؤه من ولد وغيره، وقيل: هم قومه أو رهطه وعشيرته الأدنون، وعثرة رسول الله ?ولد فاطمة أي أهل البيت الأقربون – لسان العرب 2/677.
إلهي إنّ عطاءك غير مشوب بسبب، فتفضل على من لا عمدة له سوى التدثر بثوب الذلة والخضوع بين يديك، مادّاً أكفّ الطمع بأعتابك التي لا تردّ سائلاً، واضعاً حرّ وجهه على صفحات التراب، مغفّراً ثوب مجده على ممر الأبواب، باسطاً لسان التذلّل والانكسار، متنصّلاً مما جناه من الذنوب والآثام والأوزار.
إلهي إن ذنوبنا لا شيء في حاشية نقطة من بحر كرمك الفياض الذاتي:
إلهي إنّ وصفي الجهل والغباوة والقبح، وإنّ العفو عن مثلي أدخَلُ في بساط الكرم.
إلهي إن بضاعتنا مزجاة في بساط المُكابدات، فاسلك بنا مسلك أهل الاجتباء والاصطفاء والمحبوبية، فبذلك نحوز الحظ الأوفر منك، وإلاّ فالطريق الأخرى وعرة صعبة المسالك، يا قريب يا مجيب.
إلهي إنّ أفعالنا أبطات بنا عن السَّير إليك، فاجذبنا إليك جذبة قويّة لا بالنظر إلينا بل من حيث إنّا مساكين وفقراء، و[إنّما الصّدقات للفقراء والمساكين].
إلهي من قدَّرتَ عليه المعاصي فاسْلُبه حلاوتَها عند فعله لها، كي يخفّ عليه الإثم.
إلهي من قدَّرتَ عليه المعاصي فوفّقْه للتّوبة عن قُرب، حتّى لا ينخرط في سلْك المُصرِّين.
إلهي إنك سلَّطتَ علينا من لا يرحمُنا، وأعميتَ جُفونَنا عن رؤِيته حتّى لا نحترس منه، فأرنا يا ربّ المخرج إذا أوقعنا في تيه الظلمة والبعاد.
إلهي أنت أكرمُ من أن تجمع علينا عذابَيْن، عدم رؤيته حتّى أوقَعَنا في بحر الخطايا والذنوب، وعدم التخلُّص منه إذا ظفرَ بأُمْنِيتِه منا.
إلهي أنت أكرمُ من أن تشمته بنا، فأيِّسْه منّا كما أيّسته من عبادك المصطفين الأخيار.
إلهي أنت أكرم من أن تُحزنَنا ويَفْرَحَ بطردنا وإبعادنا.
إلهي انقطعت السُّبُل إلاّ إليك، وأيسَ الرّجاء إلاّ منك وعمِيَتِ الأعيُن عن كلّ شيء إلاَّ عنك، فلا تقطع حبْلَنا عنك، ولا تَحُلْ بيننا وبين مشاهدتك، ولا تُعذِّبنا بذل الحجاب.
إلهي إنَّ أعمالَنا ليست مخلوقة لنا، فوفِّقْنا للتوبة حتّى تُحِبَّنا وإذا أحببتَنا لا تُعذِّبنا.
إلهي إنَّ العفو عن أمثالنا أدْخَلُ في بساط الكرم، فنحن أغبياء جاهلون عاجزون، أينما وجَّهتنا لا نأتِ بخير، فاعِفُ عنَّا فيمن عَفَوْتَ، واهْدنا فيمن هَدَيْتَ، وقِنا شرّ ما قضَيْتَ، واجعلْنا من عِبادك المخْلصين.
إلهي إنّ يوسف الحُسْنِ قابلَتْه إخْوَتُه بما تُضَعْضَعُ به الأركان، وتُدَكُّ به الجبال، وقابَلَهم بمقتضى حسَنَه، فقال بعد رمْيهِ بأسْهُمِ التّفرقة ثمانين سنة، [لا تثريبَ عليكم، اليوم يغفرُ الله لكم]، وها نحن يا أرحم الراحمين، ما استيقظْنا من سنة غفلتنا حتّى أصبَحَتْ لـمّتُنا شمطاء، فتجاوز عن مسيئنا، ولا تُقِمْ قسطاس العدل(173) على مُحسِِننا، وهب مُسيئَنا لمحسِِننا، يا نعم المولى ويا نعم النَّصير.
إلهي لَلْوقُوفُ على شوك السَّعدان أهْوَنُ من وطء موقف المخاصَمة.
إلهي لو لم يكن في بضاعة المحاسبة إلاّ تعداد نعمك المتواترة علينا، ونحن منهمكون في المعاصي والمخالفات لكفى، فكيف بإبداء عورتنا وجهالتِنا.
إلهي إنك وإن قابلتَ الكلَّ بالعدل والانتقام، فأنت في حُكمك عدِل لكن الخلفَ في الوعيد من شيم الكرام، وأنت أكرم موجود وخير مقصود، وأفضل من يُرجى، وأعلى من يُركن إليه، يا رُكنَ من لا رُكنَ له، يا حفيظ من لا حفيظ له، يا مُعزّ من لا مُعزَّ له، يا كفيل من لا كفيلَ له، يا عُمِدَةَ القاصدين، يا راحمَ المذنبين، يا غافر الزلاّت، يا مُقيل العثرات، يا عَفُو عن الجهالات، يا ناصرَ من لا ناصرَ له، يا وليَّ من لا ولي له، يا شفيعَ من لا شفيع له، أنِسْ غُربتي، واكشف وحْشتي، وداوِ صُفرتي، وأزِحْ علَّتي، وصلْ فرقتي، وأجبْ طلبتي، وارْحَم شِكايتـي، ولا تُهمِل تقاطُر دمعتي، ولا تقَطع عبرتي.
إلهي إن ذنبي وإن تعاظم فمغفرتُك أوسع منه.
إلهي إنّ مثلي يُنَزِّه قدرك عن مقابلته، فاعفُ عنَّا فيمن عفوت، واهدنا فيمن هديتَ، وقنا شرَّ ما قضَيْت.
إلهي إنَّك وإن أغْضَيْتَ عن مَساوئنا، فأيّ ضرر يلْحَقُك، فأنت السِّـتِّيرُ الحليم سبحانك سبحانك، تنـزَّهْتَ عن الفحشاء، المؤمن الكريم.
إلهي إنَّك وإن قابلتَنا بالإكرام بدل الانتقام، فهو شنْشنَتُك(174) التي بها تُعرف، ودَيْدَنُك(175) الذي به تُوصَف.
إلهي إنَّا وإن أسأنا وأذْنَبْنا وخالفْنا فكرمُك يَعُمُّ سائرَ ذُنوبنَا.
إلهي إنّنا وإنْ انتَهَكْنا الحُرُمَ، وأزَلْنا برْقَع(176) الحياء عن وجْهِنا فلا نخرج عن كريم بابك، فليس لنا رب سِواك.
إلهي إنَّ من العدل الظاهر في الأرض كون الشرِّ دسَّاساً، والخير لا نجد له أعوانا، فاعصمْنا من الزَّلل، يا من بيده خزائن كل شيء.
إلهي إنَّا وإن خالَفْنا اتِّكالاً على التّسويلات الظلمانية، فلَنا مَهْيَعٌ(177) في التطفّل على الرَّشحات الفَيْضيَّة.
إلهي إن اعتمادي على فضْلك، وتقصيري في خدمتك، وإصراري على مُخالفَتك، من الحماقة والجهل والغُرور، وعدم اتكالي على عفوِك، وعدم رجائي مَغْفرتَك مع عظم جُرمي وسُوء فعلي وخُبْثِ طَوِيَّتي من عدم حُسْن ظنِّي بك.
إلهي إنّ الغرماء(178) حلّقوا بأبوابنا يطلبون ثأرهم وليست لنا أعمال نقسمها حتّى على سُدُسِهم، وقد جدُّوا في الطَلَب، وما ثمَّ مَنْ غَرَّني سوَى الثقة بحِلْمِك، وإسْبالِك علينا ثوبَ السِّتْرِ حتَّى ظنَنَّا أنْ ليس يُرفَع، فأقِلْ عثرتَنا(179)، وأجبْ بالفضلِ طَلْبَتنا، ولا تَرُدَّنا على أعقابنا. ربِّ اغْفر وارْحَمْ وأنتَ خيرُ الراحمين. وصلَّى الله على سيّدنا ومولانا أحمد سرِّ الذّات ولوح التشكُّلات وآله وصحبه وسلّم.
———————————————
(173) - قسطاس من العدل: ميزان العدل.
(174) - شنشنتك: الخلق والطبيعة (العادة).
(175) - ديدنك: صفتك وسمتك.
(176) - بُرقع: حجاب والحجاب عند الصوفية حائل يحول بين الشيء المطلوب وبين طالبه وقاصده.
(177) - مهيع:
(178) - الغرماء: جمع غريم وهو الذي عليه الرين، وقد يكون الغريم أيضا الذي له الدين.
(179) - العثرة: عثرة الرجل أقرباؤه من ولد وغيره، وقيل: هم قومه أو رهطه وعشيرته الأدنون، وعثرة رسول الله ?ولد فاطمة أي أهل البيت الأقربون – لسان العرب 2/677.