ابوالخير
07-01-2013, 16:57
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا حبيب الله محمد رسول الله وعلى آله واهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين ..
قال العلامة الشيخ علي حرازم ابن العربي برادة المغربي الفاسي
رحمه الله في خاتمة كتابه
( جواهرالمعاني في فيض سيدي ابي العباس التيجاني)
سألته رضي الله عنه عن بيان إهداءالثواب له صل الله عليه واله
وسلم فأجاب رضي الله عنه بقوله :
اعلم أنه صل الله عليه واله وسلم غني عن جميع الخلق جملة
وتفصيلا فردا فردا وعن صلاتهم عليه واهدائهم ثواب الأعمال
له صل الله عليه واله وسلم بربه أولا وبما منحه من سبوغ
فضله وكمال طوله.
فهو في ذلك عند ربه صل الله عليه واله وسلم في غاية لا يمكن
وصول غيره إليها ولا يطلب معها من غيره زيادة أو إفادة يشهد
لذلك قوله سبحانه وتعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وهذا العطاء وإن ورد من الحق بهذه الصفة السهلة المأخذ
القريبة المحتد فإن لها غاية لا تدرك العقول أصغرها فضلا
عن الغاية التي هي أكبرها ..
فإن الحق سبحانه وتعالى يعطيه من فضله على قدر سعة
ربوبيته ويفيض على مرتبته صل الله عليه واله وسلم على
قدرحظوته ومكانته عنده ..
وما ظنك بعطاء يرد من مرتبة لا غاية لها وعظمته على قدر
وسعها أيضا فكيف يُقدرهذا العطاء وكيف تتحمل العقول سعته
ولهذا قال سبحانه وتعالى " وكان فضلالله عليك عظيما"
وأقل مراتبه في غناه صل الله عليه واله وسلم أنه من لدن بعثته
إلى قيام الساعة كل عامل يعمل لله ممن دخل في طوق رسالته
صل الله عليه واله وسلم يكون له مثل ثواب عمله بالغاً ما بلغ
فليس يحتاج مع هذه المرتبة إلى زيادة بهذا الثواب لما فيها من
كمال الغنى الذي لا حد له وهذه أصغر مراتب غناه صل الله عليه
واله وسلم فكيف بما وراءه من الفيض الأكبر والفضل الأعظم
الأخطر الذي لا تطيق حمله عقول الأقطاب فضلاعم ندونهم !!
وإذا عرفت هذا فاعلم أنه ليست له حاجة إلى صلاة المصلين
عليه صل الله عليه واله وسلم ولا شرعت لهم ليحصل له النفع
بها صل الله عليه واله وسلم وليست له حاجة إلى إهداء الثواب
ممن يهدي له ثواب الأعمال وما مثل المهدي له في هذا الباب
ثواب العمل متوهما أنه يريده به صل الله عليه واله وسلم
أو يحصل له به نفعا إلآ كمن رمى نقطة قلم في بحر طوله
مسيرة عشر مائة ألف عام وعرضه كذلك وعمقه كذلك متوهم
أنه يمد هذا البحر بتلك النقطة ويزيده فأي حاجة لهذا البحر بهذه
النقطة وما عسى أن تزيد فيه؟!!
وإذا عرفت رتبة غناه صل الله عليه واله وسلم وحظوته عند
ربه فاعلم أن أمرالله للعبادب الصلاة عليه صل الله عليه واله
وسلم ليُعرفهم علو مقداره عنده وشفوف مرتبته لديه وعلو
إصطفائه له على جميع خلقه ليخبرهم أنه لا يقبل العمل من
عامل إلا بالتوسل إلى الله به صل الله عليه واله وسلم فمن طلب
القرب من الله تعالى والتوجه إليه دون التوسل به صل الله عليه
واله وسلم معرضا عن كريم جنابه ومدبراً عن تشريع خطابه
كان مستوجبا من الله السخط والغضب وغاية اللعن والطرد
والبعد وضل سعيه وخسر عمله ولا وسيلة إلى الله إلا به صل
الله عليه واله وسلم في الصلاة عليه صل الله عليه واله وسلم
وامتثال شرعه.
فإذا فالصلاة عليه صل الله عليه واله وسلم فيها تعريف لنا
بعلومقداره عندربه وفيها تعليم لنا بالتوسل به صل الله عليه
واله وسلم في جميع التوجهات والمطالب لا غير هذا ممن توهم
النفع له صل الله عليه واله وسلم لما ذكرناه سابقا من كمال
الغنى.
وأما إهداء الثواب له صل الله عليه واله وسلم فتعقل ما ذكرنا
من الغنى أولا ثم تعقل مثالاً آخر يضرب لإهداء الثواب له صل
الله عليه واله وسلم بملك عظيم المملكة ضخم السلطنة قد أوتي
في مملكته من كل متمول خزائن لا حد لعددها كل خزانة عرضها
وطولها من السماء إلى الأرض مملوءة كل خزانة على هذا القدر
ياقوتاً أو ذهباً أو فضة أو زروع اًأو غيرها من المتمولات ..
ثم قدر فقيراً لا يملك مثلاً غير خبزتين من دنياه فسمع بالملك
واشتد حبه وتعظيمه له في قلبه فأهدى لهذا الملك إحدى
الخبزتين معظما له ومحباً والملك متسع الكرم فلا شك أن الخبزة
لا تقع منه ببال لما هو فيه من الغنى الذي لاحد له فوجودها عنده وعدمها على حد سواء ثم الملك لإتساع كرمه علم
فقرالفقير وغاية جهده وعلم صدق حبه وتعظيمه في قلبه وأنه
ما أهدى له الخبزة إلا لأجل ذلك ولو قدرعلى أكثر من ذلك لأهداه
له فالملك يظهر الفرح والسرور بذلك الفقير وبهديته لأجل
تعظيمه له وصدق حبه لا لأجل انتفاعه بالخبزة ويثيب على تلك
الخبزة بما لا يقدرقدره من العطاء لأجل صدق المحبة والتعظيم
لا لأجل النفع بالخبزة.
وعلى هذا التقدير وضرب المثل قدر إهداءالثواب له صل الله
عليه واله وسلم وأما غناه عنه صل الله عليه واله وسلم فقد
تقدم ذكره في ضرب المثل بعظمة البحر المذكور أولا وامداده
بنقطة القلم وأما اثابته صل الله عليه واله وسلم فقد ذكر المثل
له باهداء الخبزة للملك المذكور والسلام .
انتهى من إملائه رضي الله عنه.
همسة من خادمكم ابوالخير : الكثير ممن شرفهم الله برؤية
مولانا النبي عليه واله الصلاة والسلام أمرهم سيدنا النبي
بالفواتح لسيدة نساء العالمين ولسيدا شباب اهل الجنه الحسن
والحسين رضي الله عنهما.
فتمسكوا .. لتأنسوا .. وترؤ .. وتسمعوا ..
لا تنسوا سادتنا ذوي القدر العلي ابا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وارضاهم جميعا لتشعروا برضاه عليه الصلاة والسلام .
جمعنا واياكم ووالدينا بهم على كوثر نبيه المصطفى صل الله
عليه واله وسلم
جربوا وشفوا كيف تصبح اموركم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا حبيب الله محمد رسول الله وعلى آله واهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين ..
قال العلامة الشيخ علي حرازم ابن العربي برادة المغربي الفاسي
رحمه الله في خاتمة كتابه
( جواهرالمعاني في فيض سيدي ابي العباس التيجاني)
سألته رضي الله عنه عن بيان إهداءالثواب له صل الله عليه واله
وسلم فأجاب رضي الله عنه بقوله :
اعلم أنه صل الله عليه واله وسلم غني عن جميع الخلق جملة
وتفصيلا فردا فردا وعن صلاتهم عليه واهدائهم ثواب الأعمال
له صل الله عليه واله وسلم بربه أولا وبما منحه من سبوغ
فضله وكمال طوله.
فهو في ذلك عند ربه صل الله عليه واله وسلم في غاية لا يمكن
وصول غيره إليها ولا يطلب معها من غيره زيادة أو إفادة يشهد
لذلك قوله سبحانه وتعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
وهذا العطاء وإن ورد من الحق بهذه الصفة السهلة المأخذ
القريبة المحتد فإن لها غاية لا تدرك العقول أصغرها فضلا
عن الغاية التي هي أكبرها ..
فإن الحق سبحانه وتعالى يعطيه من فضله على قدر سعة
ربوبيته ويفيض على مرتبته صل الله عليه واله وسلم على
قدرحظوته ومكانته عنده ..
وما ظنك بعطاء يرد من مرتبة لا غاية لها وعظمته على قدر
وسعها أيضا فكيف يُقدرهذا العطاء وكيف تتحمل العقول سعته
ولهذا قال سبحانه وتعالى " وكان فضلالله عليك عظيما"
وأقل مراتبه في غناه صل الله عليه واله وسلم أنه من لدن بعثته
إلى قيام الساعة كل عامل يعمل لله ممن دخل في طوق رسالته
صل الله عليه واله وسلم يكون له مثل ثواب عمله بالغاً ما بلغ
فليس يحتاج مع هذه المرتبة إلى زيادة بهذا الثواب لما فيها من
كمال الغنى الذي لا حد له وهذه أصغر مراتب غناه صل الله عليه
واله وسلم فكيف بما وراءه من الفيض الأكبر والفضل الأعظم
الأخطر الذي لا تطيق حمله عقول الأقطاب فضلاعم ندونهم !!
وإذا عرفت هذا فاعلم أنه ليست له حاجة إلى صلاة المصلين
عليه صل الله عليه واله وسلم ولا شرعت لهم ليحصل له النفع
بها صل الله عليه واله وسلم وليست له حاجة إلى إهداء الثواب
ممن يهدي له ثواب الأعمال وما مثل المهدي له في هذا الباب
ثواب العمل متوهما أنه يريده به صل الله عليه واله وسلم
أو يحصل له به نفعا إلآ كمن رمى نقطة قلم في بحر طوله
مسيرة عشر مائة ألف عام وعرضه كذلك وعمقه كذلك متوهم
أنه يمد هذا البحر بتلك النقطة ويزيده فأي حاجة لهذا البحر بهذه
النقطة وما عسى أن تزيد فيه؟!!
وإذا عرفت رتبة غناه صل الله عليه واله وسلم وحظوته عند
ربه فاعلم أن أمرالله للعبادب الصلاة عليه صل الله عليه واله
وسلم ليُعرفهم علو مقداره عنده وشفوف مرتبته لديه وعلو
إصطفائه له على جميع خلقه ليخبرهم أنه لا يقبل العمل من
عامل إلا بالتوسل إلى الله به صل الله عليه واله وسلم فمن طلب
القرب من الله تعالى والتوجه إليه دون التوسل به صل الله عليه
واله وسلم معرضا عن كريم جنابه ومدبراً عن تشريع خطابه
كان مستوجبا من الله السخط والغضب وغاية اللعن والطرد
والبعد وضل سعيه وخسر عمله ولا وسيلة إلى الله إلا به صل
الله عليه واله وسلم في الصلاة عليه صل الله عليه واله وسلم
وامتثال شرعه.
فإذا فالصلاة عليه صل الله عليه واله وسلم فيها تعريف لنا
بعلومقداره عندربه وفيها تعليم لنا بالتوسل به صل الله عليه
واله وسلم في جميع التوجهات والمطالب لا غير هذا ممن توهم
النفع له صل الله عليه واله وسلم لما ذكرناه سابقا من كمال
الغنى.
وأما إهداء الثواب له صل الله عليه واله وسلم فتعقل ما ذكرنا
من الغنى أولا ثم تعقل مثالاً آخر يضرب لإهداء الثواب له صل
الله عليه واله وسلم بملك عظيم المملكة ضخم السلطنة قد أوتي
في مملكته من كل متمول خزائن لا حد لعددها كل خزانة عرضها
وطولها من السماء إلى الأرض مملوءة كل خزانة على هذا القدر
ياقوتاً أو ذهباً أو فضة أو زروع اًأو غيرها من المتمولات ..
ثم قدر فقيراً لا يملك مثلاً غير خبزتين من دنياه فسمع بالملك
واشتد حبه وتعظيمه له في قلبه فأهدى لهذا الملك إحدى
الخبزتين معظما له ومحباً والملك متسع الكرم فلا شك أن الخبزة
لا تقع منه ببال لما هو فيه من الغنى الذي لاحد له فوجودها عنده وعدمها على حد سواء ثم الملك لإتساع كرمه علم
فقرالفقير وغاية جهده وعلم صدق حبه وتعظيمه في قلبه وأنه
ما أهدى له الخبزة إلا لأجل ذلك ولو قدرعلى أكثر من ذلك لأهداه
له فالملك يظهر الفرح والسرور بذلك الفقير وبهديته لأجل
تعظيمه له وصدق حبه لا لأجل انتفاعه بالخبزة ويثيب على تلك
الخبزة بما لا يقدرقدره من العطاء لأجل صدق المحبة والتعظيم
لا لأجل النفع بالخبزة.
وعلى هذا التقدير وضرب المثل قدر إهداءالثواب له صل الله
عليه واله وسلم وأما غناه عنه صل الله عليه واله وسلم فقد
تقدم ذكره في ضرب المثل بعظمة البحر المذكور أولا وامداده
بنقطة القلم وأما اثابته صل الله عليه واله وسلم فقد ذكر المثل
له باهداء الخبزة للملك المذكور والسلام .
انتهى من إملائه رضي الله عنه.
همسة من خادمكم ابوالخير : الكثير ممن شرفهم الله برؤية
مولانا النبي عليه واله الصلاة والسلام أمرهم سيدنا النبي
بالفواتح لسيدة نساء العالمين ولسيدا شباب اهل الجنه الحسن
والحسين رضي الله عنهما.
فتمسكوا .. لتأنسوا .. وترؤ .. وتسمعوا ..
لا تنسوا سادتنا ذوي القدر العلي ابا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وارضاهم جميعا لتشعروا برضاه عليه الصلاة والسلام .
جمعنا واياكم ووالدينا بهم على كوثر نبيه المصطفى صل الله
عليه واله وسلم
جربوا وشفوا كيف تصبح اموركم